السجود لغير الله هل هو شرك أم حرام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السجود لغير الله هل هو شرك أم حرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-09-04, 17:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الحفيظ بن علي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ بن علي
 

 

 
إحصائية العضو










B10 السجود لغير الله هل هو شرك أم حرام

السجود لغير الله هل هو شرك أم حرام
روى عبد الله بن أبي أوفى قال: (لمّا قدم معاذ من الشّام سجد للنّبي صلّى الله عليه وسلّم ،قال: ما هذا يا معاذ،قال: أتيت الشام فوافيتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فوددتّ في نفسي أن نفعل ذلك بك، فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم <لا تفعلوا ، فإنّي لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) رواه ابن ماجه 1853وابن حبّان 1290والبزّار 1055-1057وجمع طرقه الألباني وصحّحه في الإرواء 1998
"فهذا معاذ رضي الله عنه يسجد للنّبي صلّى الله عليه وسلّم تعظيما له لما رآه من حال أهل الكتاب مع علمائهم ، لكن معاذ رضي الله عنه لم يكن يقصد قطعا عبادة النّبي صلّى الله عليه وسلّم والتقرّب إليه كما يتقرّب إلى الله بالسجود ، فلمّا علم الرّسول صلّى الله وسلّم أنّه إنّما أراد التعظيم ولم يرد العبادة ، نهاه عن تعظيمه بالسجود له ، فكان ذلك نسخا لسجود التعظيم والتحية ، فقد سجد أبوا يوسف وإخوته له ، بل أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم وليس ذلك سجود عبادة وإنّما هو سجود تعظيم وتكريم" ضوابط التكفير عند أهل السنّة والجماعة 216
قال ابن كثير رحمه الله "قال قتادة في قوله تعالى{ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} فكانت الطاعة لله والسجدة لآدم، أكرم الله آدم أن أسجد له ملائكته، قال بعض النّاس كان هذا تحية وسلام وإكرام، كما قال تعالى { ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّدا ، وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربّ حقّا } وقد كان هذا مشروعا في الأمم الماضية ولكنّه نسخ في ملّتنا " تفسير ابن كثير 1/67
قال ابن العربي رحمه الله "اتفقت الأمّة أنّ السجود لآدم لم يكن سجود عبادة، وإنّما كان على أحد الوجهين: إمّا سلام الأعاجم بالتكفّي والإنحناء والتعظيم، وإمّا وضعه قبلة كالسجود للكعبة وبيت المقدس وهو الأقوى " أحكام القرآن 1/16
قال ابن كثير رحمه الله "وفي هذا التنظير نظر، والأظهر أنّ القول الأوّل أولى، والسجدة لآدم إكراما وإعظاما واحتراما وسلاما وهي طاعة لله عزّ وجل لأنّها امتثال لأمر الله تعالى" تفسير ابن كثير 1/67
"وبهذا يتبيّن لنا أنّ السجود لا يستلزم العبادة، وأنّ من سجد لغير الله لا يلزم أن يكون عابدا له، ولا يكون مشركا إلاّ إذا قصد بسجوده العبادة والتقرّب لغير الله، أمّا مجرّد السجود للتّعظيم فهو بعد نسخه حرام لكنّه ليس شركا لأنّ الشرك لا يحتمل الجواز والنّسخ، وإنّما يكون ذلك في الشرائع" ضوابط التكفير عند أهل السنّة والجماعة 216
قال أحمد بن محمّد بن علي الوزير رحمه الله < فما كان ثابتا في الشرائع على جميع ألسنة الأنبياء فلا يجوز نسخه، وتوضيح هذا أنّ الشرائع الأهلية فيها واجبات وآداب لا تختلف باختلاف العصور كوجوب الإيمان بالله ورسله وبرّ الوالدين والصدق في القول وتحريم الكفر والإلحاد والظلم والكذب، وفيها واجبات تختلف باختلاف الأزمنة والأحوال والأمم تبعا للمصالح المناسبة لكلّ عصر، فهذه يجوز نسخها ممّا صحّ وثبت بوسائل صحيحة، أمّا الأولى فلا يدخلها النّسخ فهي ثابتة في كلّ شريعة سماوية {شرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدّين ولا تتفرّقوا فيه } المصفى في أصول الفقه 791
إذن مجرّد السجود لا يستلزم العبادة، ومن سجد لغير الله ليس بالضرورة أن يكون عابدا له، ولا يكون مشركا إلاّ إذا قصد بسجوده العبادة والتقرّب لغير الله، ولذلك فالتمييز يكون بالقصد والنّية.
قال وليّ الله الدّهلوي رحمه الله "ولمّا كان سجود التحية من الملائكة لآدم عليه السلام ومن إخوة يوسف ليوسف عليه السلام ، وأنّ السجود أعلى صور التعظيم وجب أن لا يكون التمييز إلاّ بالنّية" حجّة الله البالغة 1/115
وقال شيخ الإسلام رحمه الله "فكيف يقال يلزم من السجود للشّيء عبادته وقد قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم ( ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقّه عليها ) ومعلوم أنّه لم يقل ( لو كنت آمرا أحدا أن يعبد ) مجموع الفتاوى 4/360
هذا … ولمّا كان السجود لغير الله في الظاهر غير دالّ قطعا على عبادة غير الله، بل قد يحتمل غيرها فإنّه لا يمكن تكفير المعين بأمر محتمل، بل لابدّ من التبيّن في مثل هذه الحالة، لكن من عبد غير الله بسجود أو غيره فإنّه يكون مشركا ،فلا بدّ من التفريق بين ما هو خاص لله تعالى بحيث يكون صرفه لغيره شركا وبين ما يجوز لغيره.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في ذلك فيما يتعلّق بالسجود "أمّا الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالرّبوبية والعبودية فهذا لا يكون على الإطلاق إلاّ لله سبحانه وتعالى وحده وهو في غيره ممتنع باطل، وأمّا السجود فشريعة من الشرائع إذ أمرنا الله أن نسجد له، ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة لله عزّ وجل إذا أحبّ أن نعظّم من سجدنا له، ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتّة فعله، فسجود الملائكة لآدم عبادة لله وطاعة له ، وقربة يتقرّبون بها إليه، وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم، وسجود إخوة يوسف له تحية وسلام، ألا ترى أنّ يوسف لو سجد لأبويه تحية لم يكره له" مجموع الفتاوى 4/363
هذا وذهب بعض أهل العلم إلى أنّ السجود لغير الله كفر ولا يُحتمل غيره، وإنّما عذر النبي صلّى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه بسبب جهله بالحكم.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله "وهذا الحديث دليل على أنّ من سجد لغير الله جاهلا لم يكفر" نيل الأوطار 6/363
وقال أحمد فريد "وفي الحديث دليل واضح في أنّ من سجد لغير الله جاهلا – لأنّ السجود عبادة ينبغي أن لا يكون لغير الله – لا يكفر بذلك ويقاس عليه غيره من الكفر العملي" العذر بالجهل والرّد على بدعة التكفير ص 24
وقال شريف محمّد فؤاد الهزاع "هذا صريح في أنّ الفعل كفر ومع هذا فقد عذر النبي صلّى الله عليه وسلّم معاذ ولم يكفّره بل لم يطلب منه أن يتوب لأنّه حين فعل لم يفعل معصية ولا كفرا لأنّه لم يكلّف بذلك لجهله هذا الحكم حتّى بيّنه له النّبي صلّى الله عليه وسلّم فلو فعله بعد ذلك لكفر" العذر بالجهل عقيدة السلف ص 58 -59
لا شكّ أنّ ما ذهب إليه هؤلاء من أنّ السجود لغير الله كفر بإطلاق مجانب للصواب، والحق ما بينّاه من أنّ السجود لا يستلزم العبادة، وأنّ من سجد لغير الله ليس بالضرورة أن يكون عابدا له إلا من سجد للصنم فإنّه يكون بذلك كافرا وهذا مجمع عليه والله أعلم.

وكتبه عبد الحفيظ بن علي المدني








 


قديم 2011-09-04, 18:09   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
NEWFEL..
عضو فضي
 
الصورة الرمزية NEWFEL..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2011-09-05, 11:48   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبد الحفيظ بن علي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ بن علي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا أخي نسأل الله التوفيق والرشاد










قديم 2011-09-05, 13:34   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
amarameur
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع القيم










قديم 2011-09-08, 13:58   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبد الحفيظ بن علي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ بن علي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

برك الله فيك أخي










قديم 2011-09-08, 17:08   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك ممكن اضافة










قديم 2011-09-08, 17:09   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

  • كلام شيخ الإسلام ابن تيمية على السجود لغير الله وما يتعلق به
  • الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
  • من درس: الإيمان (الحلقة الثامنة)


نبه شيخ الإسلام رحمه الله على مسألة مهمة وهي: الفرق بين السجود لشيء والسجود إلى شيء، أي: فموضوع الكعبة حقيقة لا مدخل له هنا، بغض النظر عن أرجح القولين، لكن لا يرد الاستدلال بمسألة السجود إلى الكعبة واستقبال الكعبة، كما أنه رحمه الله فصل في هذه المسألة المهمة، وهي السجود لغير الله وحكمه، وهذه من الشبه مثل أن يقال: سجدت الملائكة لآدم، وسجد يعقوب ليوسف، إذاً السجود لغير الله لا يكون شركاً، ويطلق القول هكذا، فلابد من تجلية الموضوع، وقد جلاه رحمه الله، ونحن نعرض له عرضاً؛ لأنه مجرد استطراد لا يمس أصل الموضوع، يقول (ج:4 ص:358): "وكذلك قصة سجود الملائكة كلهم أجمعين لآدم، ولعن الممتنع من السجود له، وهذا تشريف وتكريم له. وقد قال بعض الأغبياء: إن السجود إنما كان لله، وجعل آدم قبلة لهم يسجدون إليه كما يسجد إلى الكعبة، وليس في هذا تفضيل له عليهم، كما أن السجود إلى الكعبة ليس فيه تفضيل للكعبة على المؤمن عند الله؛ بل حرمة المؤمن عند الله أفضل من حرمتها، وقالوا: السجود لغير الله محرم بل كفر".

الفرق بين السجود للشيء والسجود إليه
قال: "والجواب: أن السجود كان لآدم بأمر الله وفرضه بإجماع من يسمع قوله، ويدل على ذلك وجوه" فكل من يعتد بقوله يعلم أن سجود الملائكة لآدم كان بأمر الله، وهذا شبيه بما قاله المصنف هنا: "لو أن الله أمر عباده أن يسجدوا لحجر لوجب عليهم الامتثال والمبادرة" فكلنا خلق الله وعباد الله، ومطيعون لأمر الله، فلو أمرنا أن نسجد لأي شيء لسجدنا له، لا لأن هذا معبود يستحق العبادة، ولكن لأن المعبود تعالى أمرنا بذلك، فلما أمرنا أن نُقبل الحجر الأسود قبلناه، ولو أمرنا -فرضاً- أن نسجد له لسجدنا، فنحن عبيد لله تعالى. قال: "أحدها: قوله لآدم ولم يقل: إلى آدم، وكل حرف له معنى، ومن التمييز في اللسان أن يقال: سجدت له، وسجدت إليه. كما قال تعالى: لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37] وقال: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الرعد:15] وأجمع المسلمون على أن السجود لغير الله محرم" ومحرم كلمة مجملة تشمل الشرك وغيره، والمقصود أنه محرم وغير وارد في هذه الشريعة والحمد لله، قال: "وأما الكعبة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس ، ثم صلّى إلى الكعبة، وكان يصلي إلى عنزة ولا يقال: لعنزة، وإلى عمود وشجرة ولا يقال: لعمود، ولا لشجرة، والساجد للشيء يخضع له بقلبه، ويخشع له بفؤاده"، ومن شروط العبودية أو أركانها: الخضوع، والذل، والخوف، وهذا لابد من تحقيقه، ولهذا لو أن أحداً سجد لأحد مكرهاً، لما قلنا: إنه عبده، إنما العابد هو من يقدم القربة باختياره، مع خضوعه وتذلُله ومحبته ورجائه للمعبود. يقول: "وأما الساجد إليه" -إذا كان متعدياً بإلى- "فإنما يولي وجهه وبدنه إليه ظاهراً، كما يولي وجهه إلى بعض النواحي إذا أمّه، كما قال تعالى: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [البقرة:144]" أي: استقبلوه واجعلوه أمامكم، ولم يقل أحد: إننا نسجد للكعبة أو للمسجد الحرام. يقول: "والثاني: أن آدم لو كان قبلة.." لأن أولئك يريدون أن يفروا من الشرك، لكن ليس كل من طلب الحق أصابه، قالوا: لا يمكن أن الله يأمر الملائكة أن تسجد لمخلوق السجود لا يكون إلا لله، وإنما جعل آدم قبلة يسجدون إليها، فيقول شيخ الإسلام : "إن آدم لو كان قبلة لم يمتنع إبليس من السجود" أي: هو مجرد قبلة واستقبال أي شيء لا يقتضي تفضيله ولا تكريمه. قال: "أو يزعم أنه خير منه، فإن القبلة قد تكون أحجاراً" ولا ريب أن ابن آدم المصلي أفضل من الأحجار. إذاً: المسألة ليست مجرد قبلة. يقول: "وليس في ذلك تفضيل لها على المصلين إليها، وقد يصلي الرجل إلى عنزة وبعير، وإلى رجل، ولا يتوهم أنه مفضل بذلك فمن أي شيء فر الشيطان؟! هذا هو العجب العجيب!!" هل فر الشيطان من القبلة؟! أم فر من كونه يسجد لهذا المخلوق الذي يرى أن الله قد كرمه وفضله عليه؟! قال: "والثالث: أنه لو جعل آدم قبلة في سجدة واحدة، لكانت القبلة وبيت المقدس أفضل منه بآلاف كثيرة" لأن السجود والصلاة إليهما كثير جداً، وآدم إنما سُجد له مرة واحدة، فتكون هذه الأبنية أفضل من آدم بآلاف كثيرة.

السجود لغير الله جائز إذا أمر به الله ولا يكون حينئذ شركاً
إلى أن قال: "وأما قولهم: لا يجوز السجود لغير الله فيقال لهم: إن قيلت هذه الكلمة على الجملة، فهي كلمة عامة تنفي بعمومها جواز السجود لآدم، وقد دل دليل خاص على أنهم سجدوا له، والعام لا يعارض ما قابله من الخاص" نعم. السجود لا يكون إلا لله، وأمر الله الملائكة أن تسجد لآدم، دليل خاص استثنى هذا السجود من العموم، ويبقى العموم على إطلاقه، ولا معارضة بين العموم وبين الدليل الخاص، فالخاص فيما دل عليه، والعام يبقى على إطلاقه في غير ذلك. "وثانيها: أن السجود لغير الله حرام علينا وعلى الملائكة، أما الأول فلا دليل، وأما الثاني: فما الحجة فيه؟" فهل الله حرم السجود لغيره مطلقاً، أم علينا، أم على الملائكة؟! إن قالوا: حرمه علينا فلا دليل فيه للمفاضلة بين الملائكة وبين بني آدم، وإن قالوا: الثاني. فما الحجة وقد أمر الله به؟ ولهذا قال: "وثالثها: أنه حرام أمر الله به، أو حرام لم يأمر به، الثاني حق ولا شك فيه، وأما الأول: فكيف يمكن أن يحرم بعد أن أمر الله تعالى به؟" ما أمر الله به لم يعد حراماً بل جائز. "ورابعها: أبو يوسف وإخوته خروا له سجداً، ويقال: كانت تحيتهم فكيف يقال: إن السجود حرام مطلقاً؟ -إلى أن قال :- وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، لعظم حقه عليها } ومعلوم أنه لم يقل: لو كنت آمراً أحداً أن يعبد أحداً" أي: فلا يمكن أن يأذن الرسول لأحد بأن يعبد غير الله؛ لأن الرسل دعوتهم واحدة وهي: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:59].. أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ [هود:2]... وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25] أي: وحّدوني، ولهذا قالت بعض الأمم: لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا [الأعراف:70].

الفرق في العمل بين حركة البدن وعمل القلب
"وسابعها: وفيه التفسير" أي: يجمل ما تقدم، ومعناه: نفرق بين حركة البدن وبين أعمال القلب، وهذه قاعدة عظيمة؛ لأن عمل القلب هو الأصل في كل شيء، ومدار الأمور على عمل القلب، حتى الطاعات فيما بينها تتفاوت بتفاوت أعمال القلوب، فيصلي المصلي بجوار المصلي وبينهما مثلما بين السماء والأرض؛ لأن هذا صلّى بقلب خاشع، والآخر أقل خشوعاً منه أو أنه صلى بلا خشوع -مع أن الحركات واحدة- وكل منهما يقرأ القرآن، ولكن يوجد فرق بين هذا وذاك في التدبر والخضوع والخشوع، وإن كانوا في القراءة سواء.يقول: "أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية فهذا لا يكون على الإطلاق إلا لله سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل، وأما السجود فشريعة من الشرائع" أي: مجرد السجود لا بنية التعبد والقنوت والخضوع فشريعة من الشرائع أي: حكم عملي، وتُطلق الشريعة مقابل العقيدة، بمعنى: الفروع العملية مقابل الأمور الاعتقادية، فالقنوت والخضوع والعبودية تكون لله وحده في جميع الأمم، وعلى لسان جميع الرسل، وفي جميع العصور، أما السجود -الفعل- من غير خضوع وقنوت، فهذه شريعة من الشرائع فهو حكم أو أمر عملي، قد يكون في ذلك الوقت والزمان. يقول: "إذا أمرنا الله تعالى أن نسجد له" يعني اختصاصاً "ولو أمرنا أن نسجد لأحد -من خلقه- غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة الله عز وجل" ولكنه لا يأذن لنا أن نعبد غيره أو نقنت لغيره. يقول: "إذ أحب أن نعظم من سجدنا له" أي: لو أحب الله أن نعظم من سجدنا، وأمرنا به لسجدنا وامتثلنا. "ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب ألبتة فعله فسجود الملائكة لآدم عبادة لله وطاعة له، وقربة يتقربون بها إليه وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم" وليس عبودية ولا تألهاً ولا تقرباً إليه. "وسجود إخوة يوسف له تحية وسلام، ألا ترى أن يوسف لو سجد لأبويه -تحية- لم يكره له؟! ولم يأتِ أن آدم سجد للملائكة، بل لم يؤمر آدم وبنوه بالسجود إلا لله رب العالمين" فيعقوب عليه السلام سجد ليوسف على أنه يجوز ليوسف رد التحية بالسجود لأبويه وهذا جائز في شرعهم، وأما الملائكة، فما شرع الله ولا أمر بني آدم أن يسجدوا للملائكة، وإنما أمر الملائكة بأن تسجد لآدم تشريفاً وتكريماً له، فكل موضع بحسبه، والآمر هو الله، وحيث ما أمر امتثلنا. قال: "بل لم يؤمر آدم وبنوه بالسجود إلا لله رب العالمين، ولعل ذلك -والله أعلم بحقائق الأمور- لأنهم أشرف الأنواع، وهم صالحو بني آدم، فليس فوقهم أحد يحسن السجود له إلا لله رب العالمين" كأن هذا إشارة من شيخ الإسلام إلى تفضيل آدم وصالحي ذريته على الملائكة، وإن كان هو يقول: هذا بحسب النهاية والمآل لا بحسب الحال، فالجنس الإنساني أفضل الأجناس باعتبار المآل، والصالحون من بني آدم ليس فوقهم من يحسن أن يسجدوا له، أو يحق لهم أن يسجدوا له، بل لا يسجدون إلا لله رب العالمين.قال: "وهم أكفاء بعضهم لبعض، فليس لبعضهم مزية بقدر ما يصلح له السجود، ومن سواهم فقد سجد لهم من الملائكة للأب الأقوم، ومن البهائم للابن الأكرم" فالأب الأقوم آدم، والابن الأكرم إشارة إلى ما جاء في السير، من أن بعض الدواب سجدت للنبي صلى الله عليه وسلم. قال: "وأما قولهم: لم يسبق لآدم ما يوجب الإكرام له بالسجود، فلغو من القول، هذى به بعض من اعتزل الجماعة" يعني بذلك من خالف أهل السنة والجماعة "فإن نعم الله تعالى وأياديه وآلائه على عباده ليست بسبب منهم، ولو كانت بسبب منهم فهو المنعم بذلك السبب" إلى أن قال: "وهو أيضاً باطل على قاعدتهم لا حاجة لنا إلى بيانه هاهنا...".










قديم 2011-09-08, 18:01   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أم سلمة عادت
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحفيظ بن علي مشاهدة المشاركة
السجود لغير الله هل هو شرك أم حرام
روى عبد الله بن أبي أوفى قال: (لمّا قدم معاذ من الشّام سجد للنّبي صلّى الله عليه وسلّم ،قال: ما هذا يا معاذ،قال: أتيت الشام فوافيتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فوددتّ في نفسي أن نفعل ذلك بك، فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم <لا تفعلوا ، فإنّي لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) رواه ابن ماجه 1853وابن حبّان 1290والبزّار 1055-1057وجمع طرقه الألباني وصحّحه في الإرواء 1998


ما أتيت به هنا هو حديث منكر، بين نكارته كثير من العلماء
و راجع رسالة للشيخ المحدث العلامة ربيع المدخلي في هذا الباب: ضعف و نكارة قصة سجود معاذ للنبي صلى الله عليه و سلم، و قد نشرت في مجلة الإصلاح الجزائرية.
و هذا الحديث المنكر مما يحتج به عباد القبور من الصوفية و الروافض للسجود للقبور التي يعبونها من دون الله

فاتق الله و كفاك نشرا للشبهات بجهل أو قصد فالله أعلم مرادك من هذا؟









قديم 2011-09-08, 18:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله غيك










قديم 2011-09-11, 07:39   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عبد الحفيظ بن علي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ بن علي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقتبس من كلام أم سلمة عادت.

اقتباس:
فاتق الله و كفاك نشرا للشبهات بجهل أو قصد فالله أعلم مرادك من هذا؟
والله أسأل الله لك الهداية، هذا حكم شرعي يا أخت، فيه حكم السجود لغير الله هل هو شرك بإطلاق أم فيه تفصيل، ولم أخرج من كلام العلماء، وماذا ترين أنت في هذه المسألة، أجيبي بلا غرور، السجود لغير الله شرك بإطلاق أم فيه تفصيل،
أما قولك أني أنشر الشبهات فهذا كلام خطير، هداك الله،
وأما قولك أنّ الحديث ضعيف، فهو خطأ فقد صححه كثير من العلماء المحققين، نعم بالطريق المفردة فيه ضعف ولكن بمجموع الطرق وهذا ما قام به محدّث العصر كما قلت: وجمع طرقه الألباني وصحّحه في الإرواء 1998
والله لا أعرف ما أقول لك، هذه مسألة جمعتها منذ ما يزيد عن 15 سنة، حيث كنّا في نقاش مع بعض من لا يرون العذر بالجهل في الأصول ولا يفرقون بين فهم الحجة وإقامة الحجة، كما هي حالك الآن، حيث لا يفهمون كلام العلماء، المهم هدانا الله









قديم 2011-09-11, 10:21   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك اله فيكم










 

الكلمات الدلالية (Tags)
لغير, الله, السجود, حرام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc