مع نهاية هذه العطلة الربيعية الجميلة، قد يقل تواجدي بينكم، ولأنك أردت أن أكون أختا لك كبرى أختي صرخة صمت.و لمن رأت تشابها بيننا ، عزيزتي حقنة أمل ، أهدي هذه الكلمات .
كوني فتاة قوية : لا تضعفي أمام أي مشكل ، لا تنهاري أمام أي صدمة ، لا تهربي من أي واقع ،واجهي كل المصاعب بتحد و بثبات و اعلمي أن ما أصابك ما كان ليخطأك ، و اعلمي أن الناس لو اجتمعوا على أمر ليضروك بشيء لم يكتبه الله لك ، ما ضروك به ، و لو اجتمع الناس على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك، ما نفعوك .
فإلزمي بابه تسلمي
كوني متميزة : بأسلوبك في التعامل، بلباقتك في الحديث ، بأخلاقك الراقية ، فإنك ستلاقين أناس لن يحترموك من تلقاء أنفسهم ، بل سيجبرون على إحترامك رغما عنهم ، فاهزميهم ، بترفعك و تواضعك ، باحترامك لنفسك و للآخرين.
عندما نبتعد عن أهلنا ، كثيرا ما نضيع وسط زحمة المجتمع ، فاحذري هذا المجتمع الخبيث الذي صنعناه بأيدينا ، نحن نحاول التغيير في الأمور التي نستطيعها ، فإن كان أمرا أقوى منا ، فلنغيره بقلوبنا و لا نؤدي بأيدينا إلى التهلكة.
قد تخططين لحياتك ، فتصنعين ألف طريق ، لكنها كلها ستلتقي في النهاية في نقطة واحدة ، لذلك هناك واحد فقط يمكنه أن لا يظلمك ، لا يخدعك ، و يكون معك أينما كنت ، يحميك ، يعينك ، يحفظك ، يسترك ، يرشدك ، فإلزمي بابه تسلمي ، و ادعه يستجب لك ، واذكريه في نفسك يذكرك ، و اذكريه في ملأ يذكرك في ملأ خيرا منه ، و استخيريه يختر لك ، فاجعليه حسبك و وكيلك ، ولا تغضبيه يرضى عنك
إن غضب منك الأستاذ حرمك من حقك و قد يحيل حياتك الجامعية إلى جحيم ، إن غضبت منك أمك حرمتك من بعض ما كانت تميزك به عن إخوانك ، وإن غضب والدك قد يضربك و قد يؤنبك ، ولله المثل الأعلى . تخيلي من يغضب الله و هو يرزقه و يستره و يحفظه و أمره كله بيده سبحانه ، إن شاء قلب حياته جحيما و إن شاء قلبها نعيما ، فكيف بنا نغضبه سبحانه ، و إياك و إياك وغضب الله ، فإن غضب ربك لشديد ، و هو أيضا غفور ودود ، فأسلمي أمرك إليه تسلمي .
كوني متدينة : الزمي كتاب الله ، يغنيك عن حكايات القيل و القال ،
يغنيك عن التدخل في أمور لا تعنيك ، يغنيك عن الوقوع في مشاكل كنت منذ البداية في غنى عنها، يغنيك عن تضييع الوقت فيما لا يفيد ، به تكن حياتك فعلا كلها لله ، فاجعليها كلها لله ، و به أيضا يرقى أسلوبك و يتميز ، فلا أجمل من مقالات ، قصص و روايات تزينها اقتباسات من وحي الله ، وكلمات من عند الله .
حاولي أن تبحثي عن معنى كلماته كلمة كلمة ، فيصبح عندك قاموس لا ينفذ من الكلمات المعبرة الصادقة ،
حاولي أن تفسري آياته آية آية ، فيصبح عندك من الأمثال ، و الحكم ، و المواعظ ، و الدروس و العبر ، مالا يمكن لأي كان أن يجاريك في أقوالك ، لأنها ستكون كلها من قبس القرآن .
و أعلم يقينا بأنك إن أبحرت في كتاب ربي ، فسيرقى أسلوبك وستكتبين بطريقة لم يكتب بها أحد قبلك، فاكتشفيها.
و قبل الأخير: مشكل بنات اليوم كله منحصر في الحب و الزواج و أشياء أخرى نترفع عن قولها، ولست مثلهم طبعا لأن روحك متعلقة بالكتابة ، و مشاعرك تتخيلينها تكتبينها و تنسينها و لا تعيشينها .رغم ذلك أوجه لك نصيحة أخت ، فمن تلجأ إلى الكتابة غالبا ما تكون فتاة جد حساسة ، و رهيفة المشاعر ، رقيقة الإحساس ، راقية الفكر ، لكنني أقول لك :
حبيبتي كوني مثل اللؤلؤة لا أحد يلمسها أو يرى بريقها إلا من اشتراها، و كوني وفية لزوجك المستقبلي فلا تخونيه من الآن ، و لا تبحثي عنه ، لأنه عندما يحين الوقت المناسب هو من سيجدك ، وسيبعثه الله لك ، فكوني كما ترغبين أن يكون ،ولكي يكون مميزا و متميزا دعيه لله يختاره لك ، وسيختار لك ما يناسب روحك الطاهرة و النقية و البريئة إن شاء الله.
وأخيرا ، كوني في حياتك بين خوف و رجاء ، نخاف الله ، نرجو الله ، نتقي الله ، نحسن الظن بالله ، حياتنا لله و بالله سبحانه جل في علاه.
احفظي الله يحفظك ، احفظي الله يحفظك ، احفظي الله يحفظك