الهالات في ميزان الشرع
وإذا أردنا معرفة أصل هذه الظاهرة (الهالة النورانية ) فعلينا الرجوع إلى الديانات الوثنية مثل الهندوسية والبوذية والسيخية أو الرجوع كذلك إلى الحضارة الفرعونية والاغريقية والتي تزعم أن كل جسد إلا وهو مقرون بجسم آخر يسمى “ الجسم الايثيري” أو ما يطلق عليه بـ " Aura ".
يقول الاستاذ عبد الفتاح القدومي في كتابه “الحقيقة الشرعية للبرمجة اللغوية العصبية وغيرها من الوافدات” :
حقيقة ما يسمّى بـ “ الجسم الأثيري :
يزعم أصحاب العقائد الوثنية ومن تبعهم من أبناء جلدتنا أن الإنسان محاط بقوى إشعاعية حامية له من الإشعاعات الضارة ، وهذه القوى الإشعاعية تختلف في قوتها وطول مداها ولونها وَفق اختلاف الأشخاص وحالتهم النفسية وكذلك حالتهم الصحية ؛ فالغضبان مثلاً يكون لون هالته أحمر ، والخداع الحسود يكون لون هالته أخضر ، ويكون لون هالة العاقل الذكي أصفر ، أما المحب الودود فلون هالته هو اللون الوردي ،وأما المتدين المتعبد فلون هالته أزرق أو بنفسجي . ولكل شخص ثلاث هالات الأولى: قريبة من الجسم ملاصقة به ، والثانية: أبعد قليلاً والثالثة: أكثر بُعداً .
ويزعمون أن لكل إنسان في لحظة ميلاده جسمين ؛ مادي ( أرضي ) ، وأثيري . أما الجسم المادي فهو الجسد الظاهر المرئي ، وأما الأثيري فهو اللطيف الشفاف ، وهو مطابق تماماً للجسم المادي ولا يراه عامة الناس إلا الموهوبون هبات روحية .
ويزعمون أن الجسم الأثيري ليس هو الروح بل الحامل للروح والنفس و العقل ويقول الأمريكي ( كارلوس كاستا نيدا ) صاحب المؤلفات الأكاديمية العديدة في موضوع السحر : إن ( دون جوان ) – وهو أستاذه - يرى الناس على هيئة أجسام بيضاوية بيضاء ، ويرى وهو يجلس في محطة الأتوبيس الناس يروحون ويغدون على هيئة أجسام بيضاوية ، وعندما يرى شخصاً من غير الهالة المحيطة به أي كما نرى نحن بعضناً بعضاً فإن ( دون جوان ) يعرف أن هذا الشخص غير عادي .
وحكى محمد أسعد صاحب زادة أن للأولياء الكاملين ثلاثة أنواع من التصرفات منها التصرف في الاجساد النورانية كجسد نبينا محمد لأن أصل خلقته نوراني وروحانيته سر ملكوتي: فلهذا يعتقدون أن النبي لا ظل له (نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان، محمد أسعد صاحب زادة النقشبندي ص 24) ".
ويقول كذلك الأستاذ القدومي في كتابه :
" وهذا ما يحصل في أيامنا هذه من الدعوة المشبوهة الخداعة من أمثال ما يسمّنوه : العلاج بالطاقة ، أو باسم أخر ( الريكي ) . أو ما يسمّونه بتدريبات التأمل التجاوزي أو الرياضات الروحية التي حاول شياطين الأنس أن يلبسوها ثوباً عصرياً جديداً ، ليخدع بريقه الكاذب العقول الضعيفة ,,, وما ذلك إلا محاولة منهم لإذابة الإسلام في أمشاج الخرافات الشرقية والشهوات الغربية. إنهم لا يريدون أن يدخلوا المسلمين إلى أديانهم بقدر ما يهدفون إلى إخراجهم من دينهم وتركهم بلا دين.
وزعموا أن طريقة التصوير ( الثرموغرافي ) تستخدم في تصوير الهالة ، علماً بأن طريقة التصوير هذه طريقة تصوير للإشعاع الحراري على هيئة ألوان ، وهذا التصوير يستخدم في تصوير بعض أنواع الأورام والالتهابات المفصلية ؛ لأنه يميز المنطقة الملتهبة بارتفاع حرارتها فيصورها بلون مختلف.
ويربط القائلون بالجسم الأثيري بينه وبين الطاقة الكونية المزعومة والتي يسمونها :" طاقة الحياة " أو " طاقة الوعي " أو غير ذلك كما مر آنفاً .
ويعرِّفون الجسم الأثيري بأنه : جسم غير مادي مضيء يحيط بالجسم المادي ،ويخبرنا كيف نعيش ؟ وكيف نشفى ؟ وكيف يمكن أن نموت ؟ ويخبرنا كم سيكون عمرنا ؟
ويزعمون أن سبب رجوع المرض إلى الإنسان هو عدم معالجة الجسم الأثيري بالطاقة والاكتفاء بمعالجة الجسم المادي بالأدوية . ويتضح من هذا أن الجسم الأثيري نوع من الشعوذة والكهانة ؛ وإلا فهل يعلم الآجال إلا الله.
وهم بذلك يحاولون أن يضفوا على الشعوذة صبغة العلم دجلاً وتدليساً، فإن كاميرا ( كيرليان ) إنما تصور التفريغ الكهربائي للجسم ، ويتأثر هذا التفريغ الكهربائي برطوبة الجسم ودرجة الحرارة والتعرق وغير ذلك (انظر المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها للدكتورة فوز بنت عبد اللطيف) ".
فإذن متبنوا هذا الطرح الغريب عن العلم والشرع يلبسونه لباس الأبحاث العلمية ويحاولون توثيقه بالشرع عن طريق الاستشهاد بالكتاب والسنة وتحريف ظاهر النصوص الشرعية لتوافق مرادهم من ذلك وهم في الحقيقة ينشرون أفكارًا لا تمت بصلة لا للعلم ولا للدين وإنما يضحكون على عقول السذّج والجهلة ليمرروا وينشروا من خلالها عقائد الوثنية المشينة.
وسيكون لي موضوع شامل إن شاء الله في بيان الحقيقة الشرعية لهذه الدعوات المشبوهة أمثال الطاقة الحيوية والبرمجة اللغوية العصبية وتحذير العلماء منها.
قال تعالى : " وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا " (الاسراء 81)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.