ساعة زمن مع وردة الجزائريّة...
رأيتُ فيما يراهُ النّائم ، أنّني أتجوّلُ في مدينة جزائريّة ، أبحثُ عن مكانِ عموميّ أستأنس به ، وبينما أنا كذلك حتّى وجدْتُني أمام مشفى ، وقفتُ مُتردّدا ثمّ دخلتُه .
كان المكانُ فسيحا ، وكانت غُرفُ المرضى تنتشرُ متوافقة على غير العادة ، لمْ يكن لديّ مريض أقصده ، حيثُ أنّني غريبٌ عن المنطقة ، وقفتُ أحدّق إلى غُرف المرضى والنّاس بين صادر وواردٍ ، وإذا بي أسمع أحدهم يقول مُعْلِنًا : السيّدة وردة الجزائرية في تلك الغرفة لمنْ أراد زيارتها .
رغبْتُ كثيرا في أنْ أفعل ، لأنّها كانت تعني لي الكثير ، لكنّني وقفت متردّدا لا أدري لماذا ، ثمّ قرّرتُ أنْ
أدخل لزيارتها...
حين دخلتُ غرفتها وجدتُ المكان مُريحا ، وكان يقف إلى جانبها شخصان لمْ أعرفْهما ، أمّا السيّدة فكانت تجلس على كرسيّ متحرّك ، وبدت لي أجمل ممّا هي عليه الآن . تقدّمتُ منها بلطف شديد ، نزلتُ ووضعتُ راحتيّ على رُكبتيْها ثمّ نظرتُ إليها وقلتُ :
سُررْتُ بتواجدك هنا ، وآلمني تواجدك في هذا المكان ، لا تعلمين كم أحترمك وأقدّرك ، إنّك تعنين لي الكثير سيّدتي ، ثمّ رُحتُ أنشدُ :
عيد الكرامة و الفدا ياعيد****هلّل على وطني بفجر جديد
يا أغلى أعيادنا **** يارمز لبلادنا...
وانطلقََتْ تنشد معي ، لكن بصوت مبحوح ، وقد اغرورقتْ عيناها بالدّموع فهزّتْ أركان مشاعري ..ورُحنا نتجاذب أطراف الحديث لوقتٍ غير طويل ،
ولمّا حانت لحظة الرّحيل ، تشبّثتْ بي ولم تكن تريدُ أن أتركها ، ولكنّني أقنعتُها قائلاً :
اُعذريني سيّدتي الفاضلة ، فإنّ هناك من ينتظرني بالخارج ، وانصرفت ُ بعدما قضيتُ أجمل ساعة مع أميرة الأغنية العربية ...ولمّا أفقتُ من نومي وجدتُني متأثّرا كثيرًا وقد انحدرتْ بضع‘ دمْعاتٍ على خدّيْ.
بقلم غروب
في 15 رمضان 2011م
الإهداء إلى وردة.