قنوات تلفزيونية تريد أن تحقق ما عجز عنه الناتو
بعد الفشل العسكري في ليبيا
ليلى نوران
المسار العربي : 20 - 08 - 2011
كانت التوقعات بان ينهار نظام العقيد معمر القذافي في ظرف وجيز، والكثيرون كانوا يعتقدون أن المسالة لن تتعدى أيام كما كان الشأن بالنسبة لنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، ونظام الرئيس المصري حسني مبارك، إلا أن الأيام تحولت إلى شهور وتكاد الشهور أن تقفل سنة وما تزال الحرب دائرة رحاها في ليبيا التي صارت تسير برأسين راس اقرب إلى العمالة منه إلى " الثوار " في بن غازي يأتمر بأوامر فرنسية، ورأس معروف في طرابلس يمثله نظام القذافي الذي حكم أربع عقود كان يمكن أن يجعل من خلالها ليبيا دولة عصرية بعيدا عن الخطابات والشعارات والتصرفات اللامعقولة، وبعد ان دخل حلف الناتو على الخط زاد الاعتقاد بأن الأمور ستحسم في أيام بعدما لم يحسمها أصحاب بن غازي، إلا أن الناتو الذي دخل بدافع الطمع واصلاح اقتصاد بلدانه بأموال النفط الليبي وجد نفسه بعد شهور في ورطة حقيقية لأن العقيد ونظامه بقيا قويين ، وهو الأمر الذي أدخل الشك في المتحالفين داخل الناتو وبث بينهم الشقاق، خاصة وأن الذين دخلوا هذه الحرب على طمع وجدوا ان الحرب لفتهم أموالا لم يكونوا يتوقعها وصارت عبئا على ميزانية بلدانهم وهم الذين كانوا ينتظرون صفقات نفط ضخمة خلال شهور بعد انهيار نظام العقيد القذافي، وربما هو الامر الذي دفع بحاملة الطائرات شارل ديغول مغادرة البحر المتوسط تحت ذريعة الصيانة، وواقع الحال يؤكد أن التكاليف أثقلت كاهل فرنسا وهي التي تاني أزمة مالية ما فتئت تتصاعد يوما بعد يوم، وأمام هذا الوضع انكشف أن الناتو مني بهزيمة لأنه لم يستطع أن يزحزح القذافي او حتى يفتك منه وعد بالرحيل رغم أطنان القنابل التي تساقطت على طرابلس، ولأن هذه الهزيمة مرة خاصة إذا تعلق بحلف اسمه " الناتو " فإن الإعلام اليوم هو الذي أمسك زمام المبادرة وصار في طلائع المحاربين،وبعض مراسلي القنوات العربية لم ينقصهم سوى الانضمام لكتائب بن غازي وحمل السلاح ضد القذافي من كثرة ما صرنا نراهم في الطلائع الأمامية للمنشقين عن النظام الليبي ويصفون المعارك الدائرة قربهم ولكن دون صور واضحة، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول محاولة التأثير الإعلامي وصناعة رأي جديد يحاول الإعلام من خلاله التأكيد أن من يسمون" الثوار" يتقدمون نحو طرابلس ولم يتبق لهم سوى كيلومترات للاستحواذ عليها، ولكن الكلام يتكرر منذ شهور ولا حسم في الأفق وان كان الناتو قد فشل فهل يمكن للإعلام أن ينوب عليه في الحرب ويحقق انتصاره ..؟