سأل المعلم تلميذه : هل رأيت كابوسًا مزعجاً
التلميذ : كّلا
المعلم : هل رأيت حلمًا مخيفاً
التلميذ : كّلا , بل رأيت حلمًا جميلاً
المعلم : إذن لماذا تبكي ؟
التلميذ : لأن ذلك الحلم الجميل من المستحيل أن يتحقق
وهذا الحوار هو ما ينطبق على أحلامنا العربية كأفراد وحكومات
فالتخاذل في نفوسنا قبل أن يكون في الهمم
والقهر محيط بنا حتى في أحلامنا وخلجات أنفسنا
فأضحينا كعرب كأننا من كوكب آخر , وأحلامنا ضربٌ من الخيال تحتاج لمعجزات كي تتحقق !!
والعجيب أننا نمتلك مقومات تخالف هذا الواقع المرير , وحتى جيناتنا الوراثيّة ترفض هذه السُلالة الدخيلة من السلوك المُشين !!
فما سبب هذا التخاذل والتبّلد الذي أصاب العرب أمام قضاياهم بل أمام أبسط حقوقهم التي تمس بقاءهم وهي الكرامة والنخوة العربية ؟
أعتقد الاسباب
الابتعاد عن ثوابت ديننا , فبالإسلام أعزّنا الله وُسّدنا العالم
الحكّام لهم دور في ذلك , ولكن لا نجعلهم شمّاعة لتعليق أخطائنا ؛ فما هم إلا منّا , وما ضعفهم إلا نتيجة هون عزائمنا
الانكسار النفسي داخل ضمائرنا كعرب , فلم نعد نثق بأنفسنا , وتعلّقت أرواحنا قبل أجسادنا ببهرجة العدو , كالفراشة نلهث خلف أضواء الغرب
غياب القدوة الحسنة , فأصبح علماء الدين بمعزل عن المجتمع , وأضحى المُصلح لا صدى لصوته قبل تأثيره
اختلال القوى , قوة الغرب العسكرية والعلميّة والإعلاميّة مع كره وروح انتقام ,يقابلها ضعف محزن لواقعنا العربي , مع استسلام وانقياد وتأثر .
كل تلك الأسباب أفرزت تبلّداً وصل لمرحلة عدم المبالاة عند الكثير منّا , فأصبحنا لا نحرك ساكناً حتى الاستنكار بصمت , وعدم تفاعل مع قضايانا المسلوبة .
ولو أردنا أن نضع حلولاً لإعادة صياغة عزتنا وكرامتنا , فلن يكون الطريق سهلاً ومفروشاً بالورود , ولكن ليس مستحيلاً .
ومازالت تعيش كرمتنا في جلباب المعتصم ونرددها ونحن في هوان يُــحزن العدو قبل الصديق .
تحيـــــــــــاتى لكـــــــــــــم