انقطــــاع النـــور في وزارة التربيــــة

[فارس الجزائري]

السلام عليكم
جاءنا خبر شبه أكيد أن النور قد انقطع من وزارة التربية في جميع مصالحها ومؤسستها وأصبح يخرج منها ظلاما عوض النور.
فوزير التربية أصبح لا يهمه من المنظومة سوى ما حققت من نتائج آخر السنة دون السؤال عن أحوال أبناءنا وما أخذوه من علوم وهل المربي واقف على تقديم الأخلاق والمثل لأبنائنا والعمل على إنتاج رجال المستقبل أم لا؟.
والمربين التفتوا لما يسد رمقهم من الجوع فقد أصبحوا يتسولون الدراهم في الانترنت والصحف وفي المقاهي وغيرها من الأماكن القريبة البعيدة عن المجتمع، وأصبح بكائهم مسموع أكثر من بكاء الفقير الذي لا يفقه هذه اللغة فكما قال عز وجل: ( يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ)، فأصبح الجاهل من كثرت احتجاجهم يتفنن في إخراج النكت عليهم وأصبح هو في حد ذاته يتفنن في إخراج السكاتشات المضحكة على حاله وحالي منظومته.
وأمام خروج الوصاية عن الهدف الحقيقي وحصره على النتائج من حيث الكم فقط وأمام غياب ذهن المربي وحصره على الدريهمات فقط مع بقاء جزء بسيط من المخ يعمل لصالح تلقين التلميذ قليلا من العلوم.
فإن التلميذ أصبح يتخبط في جملة من المتناقضات ويتعثر في مطبات الحياة فهو لا يأخذ نورا بل يقتبس لمستقبله ظلاما.
فأين المربي من قيم التفاؤل وقيم العمل والعطاء والتضحية دون مقابل؟.
أين المربي من قيم تشمير الذراعين للبناء من أجل مستقبل زاهر؟.
أين المربي من حب الوطن وغرس قيم الولاء لهذا البلد الذي ضحى من أجله رجال لم ينتظروا مقابل ذلك درهما ولا جزاء ولا شكورا. رحم الله (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا)؟.
أين المربي من العمل على الابتكار وتطوير نفسه وتطوير ما يقدمه من علوم؟.
أين المربي من التحدي ورفع شعار أكون أولا أكون حتى أواكب ركب الدول المتقدمة؟.
أين وأين وأين
وحتى تستفيق حكومتنا من اجل العمل على جعل قطاع التربية قطاعا منتجا، وحتى يستفيق المربي ويعلم أن الحل بيده في العمل على إخراج جيل واعي يأخذ بيده ويعمل على تطوير بلده
أقول
لك الله يا جزائر