تحرير الأسرى : بين الرضوان و ساربوسا

[khaleddz.]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لا يكاد يمر يوم إلاّ و أمطرتنا وسائل الإعلام المرئية و المكتوبة بترّهات حول بطولة رجال ما يسمّى بحزب الله ، اللبناني الموطن و الإيراني الولاء و الشيعي العقيدة ، خاصة بعد الصفقة التي عقدها مع الصهاينة لتبادل الأسرى حيث سلّمهم جثث جنديين مقابل اطلاق سراح خمسة أسرى لبنانيين ضمن عملية الرضوان ، هاته الصفقة التي عقدها الحزب المذكور مع الصهاينة نالت كثيرا من الإهتمام و التطبيل في الفضائيات و الجرائد و المجلات ، حيث امتلأت نشرات أخبار القنوات بالصور و التقريرات التي ضخّمت الحدث و اعتبرته نصرا فريدا لحزب الله ، رغم ان الأسرى المفرج عنهم قد خرجوا من السجون الإسرائيلية بقرار عفو من الرئيس الإسرائيلي .. و لكن ما عسانا نقول ، فالإعلام جنون ..

قبل قرابة شهر من صفقة التبادل هذه ، شنّ مقاتلو طالبان السُنّة في أفغانستان هجوما ضخما و دقيقا و ناجحا ضد سجن ساربوسا في قندهار ، حيث فجّر إثنان من المقاتلين صهريجا و سيارة مليئتان بالمتفجرات على بوابة السجن و جداره الخارجي ، ليقوم بعدها عشرات من المقاتلين الآخرين بإقتحام السجن بواسطة الدراجات النارية ، و تمكنوا من تحرير أكثر من 1100 سجين من بينهم 400 مقاتل طالباني في عملية مذهلة و ناجحة للغاية ، و لكن الإعلام لم يذكر هذه العملية الا لثوان مضطرا بعد أن اعترف بها حلف الناتو ، و ايضا لضخامتها ..

هاته التغطية العرجاء و غير العادلة للعمليتين حيث تمّ تضخيم اللاحدث الشيعي بصورة كبيرة جدا ، و تجاهل عملية المقاومة السنية الأفغانية رغم قوّتها و بطولتها التاريخية جعلتني أحتار و أتساءل بإستمرار : ماذا يريد هذا الإعلام الأعمى منّا ؟ ، ما هو هدفه و مبتغاه ؟ ، و هل بلغ نفوذ الرافضة الى هذا الحد ؟ ، أم هناك تحالفا ما في الخفاء بين الرافضة و الصهاينة و الصلبيين لفتنة أهل السنّة عن دينهم ؟

أترك هاته التساؤلات معكم و أستودعكم الله .