السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تلاميذه
كما رأينا فقد أشتهر مترجمنا بسعة العلم و تنوع المعارف، وكيف جلس للتدريس في بلده ببجاية و بالمدارس العلمية في الشام و بيت المقدس و بالقاهرة و كيف جاور بمكة المكرمة وهذا ما يدعونا إلى التأكيد على أن هناك خلق كثير من الطلبة و العلماء قد استفادوا من علمه و نهلوا من معارفه و سأقتصر هنا على إيراد بعضهم مع ترجمة قصيرة لهم على سبيل المثال لا الحصر:
1 – القلصاوي علي بن محمد البسطي المالكي ( كان حيا سنة 896 هـ) ، علي بن محمد بن محمد بن علي أبو الحسن القرشي الأندلسي البسطي - نسبة لبسطة جزيرة بالأندلس ، ولد حوالي سنة 814 هـ في مدينة بسطة وقرأ بها القرآن الكريم ثم بحث على محمد القُسْطُرَلي في الحساب وقرأ على الفقيه جعفر فيه وفي الفرائض والفقه أبي بكر البَيَّاز في العربية، وعلى الأستاذ محمد بن محمد البياني الفقه والنحو، رحل إلى تلمسان سنة 840 هـ ، فلما وصل فوجد أبا الفضل المشدالي هناك فرافقه على الأخذ من الشيوخ كأحمد بن زاغو وقاسم العقباني ومحمد بن مرزوق فدرس معه التفسير والحديث والفرائض والنحو والفقه والأصلين ، وقرأ بعض مستصفى الغزالي على رفيقه أبي الفضل المشدالي المذكور لما رأى من نبله وتقدمه وفضله وثناء مشايخه عليه ولم يزل إلى أن برع في الفرائض والحساب، ثم رحل إلى تونس وسمع من شيوخها، ثم أتجه إلى القاهرة ومنها أدى فريضة الحج وعاد ليستقر بها.
من مصنفاته: كتاب " التبصرة في الغبار" و"شرح أرجوزة الشران في الفرائض" و " القانون في الحساب".
2 - قاضي مكة برهان الدين بن ظهيرة ( ت 891 هـ) : أبو إسحاق، برهان الدين بن القاضي نور الدين ، بن قاضي القضاة كمال الدين أبي البركات ابن القاضي جمال الدين أبي السعود، ينتهي نسبه إلى سيدنا خالد بن الوليد بن المغيرة ، القرشي المخزومي – رضي الله عنه -.
ولد صاحب الترجمة في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثمانمائة . وأخذ العلم عن عمه القاضي أبي السعادات وغيره ، وانتفع بالشيخ أبي الفضل المشدالي المغربي في سائر الفنون ، وأخذ أيضاً عن الحافظ ابن حجر العسقلاني ، والكمال ابن الهمام ، والتقي الشمني ، و الشرف المناوي ، والشيخ الكافيجي وبرع ومهر في الفنون . وولي قضاء مكة المشرفة نحو ثلاثين سنة . وانتهت إليه رياسة الحجاز على الإطلاق.
3 - برهان الدين ابن أبي شريف المري (كان حيا سنة 896 هـ) : إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن رضوان ، المقدسي ثم القاهري الشافعي أخو الكمال محمد ويعرف كل منهما بابن أبي شريف. ولد سنة 803 هـ ببيت المقدس ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن سبع وتلاه تجويداً ،ولازم سراجاً الرومي في العربية والأصول والمنطق ويعقوب الرومي في العربية والمعاني والبيان و سمع عليهما كثيراً من فقه الحنفية وسمع على التقي القلقشندى المقدسي والزين ماهر وآخرين وأجاز له، قرأ على الأمين الأقصرائي شرح العقائد للتفتازاني وعلي الجلال المحلى وتفقه به وبالعلم البلقيني وغيرهما وأخذ الفرائض والحساب عن البوتيجي والشهاب الأبشيطي ،وكذا أخذ عن أبي الفضل المشدالي المغربي وانتفع في هذه العلوم وغيرها بأخيه بل جل انتفاعه به وبحث عليه في مصطلح الحديث وحج معه صحبة أبيهما في ركب الرجبية سنة ثلاث وخمسين فحج وسمع بمكة والمدينة على جماعة.
من مؤلفاته: " شرح الحاوي للفتاوى " و "قواعد الإعراب لابن هشام" و " العطاء والفتح في شرح عقيدة ابن دقيق العيد أبي الفتح" ، و"نظم نخبة الفكر للإمام ابن حجر العسقلاني" وغيرها.
4- عبد الله النجري ( 898 هـ) عبد الله بن محمد بن أبي القسم بن علي بن فضل الله بن تامر بالمثلثة بن إبراهيم العكي الفزاري العبسي اليماني الحنفي. ولد سنة 825 هـ في قرية حوث - باليمن وهذه القرية من معاملة تعز- ونشأ بها فقرأ القرآن وبحث على والده في النحو والفقه والأصلين وعلى أخيه علي بن محمد ثم حج في سنة ثمان وأربعين في البحر ثم رحل فيه إلى القاهرة فوصلها في ربيع الأول من التي تليها فبحث بها في النحو والصرف على بن قديد وأبي القسم النويري وفي المعاني والبيان على الشمني وفي المنطق على التقي الحصني وفي علم الوقت على العز عبد العزيز الميقاتي وحضر في الهندسة قليلاً عند أبي الفضل المشدالي المغربي بل كان يطالع ومهما أشكل عليه يراجعه فيه فطالع شرح الشريف الجرجاني على الجغميني والتبصرة لجابر بن أفلح وفي الفقه على الأمين الأقصرائي والعضد الصيرامي وتقدم حسبما قاله البقاعي في غالب هذه العلوم، واشتهر فضله وامتد صيته لا سيما في العربية.
5-علي الششيني (ت 870 هـ ) علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن وجيه بن مخلوف القاهري، والد الشهاب أحمد الماضي ويعرف بابن قطب وبالششيني. ولد سنة 807 هـ بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وحفظ الخرقي ثم المحرر وتفقه بالمحب بن نصر الله والنور بن الرزاز المتبولي وبه انتفع والبدر البغدادي والزين الزركشي وعليه سمع صحيح مسلم والتقي بن قندس لقيه بالشام وغيرها وأذن له هو وغيره بالإفتاء والتدريس وأخذ عن أبي الفضل المشدالي البجائي المغربي في أصول الفقه والعربية وسمع على الإمام ابن حجر العسقلاني وكتب عنه في الإملاء وكذا سمع على الشرف أبي الفتح المراغي والشهاب الزفتاوي بمكة وسمع بالقاهرة على ابن ناظر الصاحبة والطحان وابن بردس في صفر سنة خمس وأربعين بحضرة البدر البغدادي بل كان يخبر أنه سمع في صغره على الجمال الحنبلي فالله أعلم، وحج مرتين الثانية في سنة خمسين وجاور التي بعدها وكذا دخل الشام وحماه وغيرهما.
6- علي بن برد بك نور الدين القاهري الفخري الحنفي (ت 872 هـ ) ولد سنة 838 هـ بالقاهرة وحفظ القرآن والقدوري في الفقه والكافية في النحو وأخذ الفقه عن الشمني والنحو والصرف عن ابن قديد ولازم التقي الحصني حتى سمع عليه غالب ما قرئ عليه في الأصلين والمنطق والحكمة والجدل والمعاني والبيان والصرف والعروض عن الشهاب الأبشيطي والشمني وحضر دروس الأمين الأقصرائي والشرواني وكذا أخذ عن أبي الفضل المشدالي المغربي في الكافية لابن ملك وسمع الحديث على جماعة ولازم المشايخ.
7- أبو الحسن برهان الدين البقاعي ( ت 885 هـ): إبراهيم بن عمر بن حسن الرُباط بن علي بن أبي بكر البقاعي، المؤرخ الأديبالمفسر.
ولد سنة 809 هـ في سورية، قرأ على التاج بن بهادر في الفقه والنحو و قرأ على ابن الجزري جمعاً للعشر في أثناء سورة البقرة و أخذ عن التقي الحصني الشامي وغيره بالشام والتاج الغرابيلي والعماد بن شرف وآخرين ببيت المقدس ثم رحل إلى القاهرة فأخذ عن الشرف السبكي والعلاء القلقشندى والقاياتي والإمام ابن حجر العسقلاني وطائفة منهم أبو الفضل المشدالي المغربي ، واستقر بها مدة ، وركب البحر في عدة غزوات ورابط غير مرة الله أعلم بنيته في ذلك كله ورقاه ابن حجر العسقلاني فعينه في حياة الظاهر جقمق لقراءة الحديث بالقلعة ثم منعه الظاهر في حياته.
وكان البقاعي من أشد المعجبين بأستاذه أبو الفضل المشدالي حيث ترجم له كتابه (((عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والاقران)) وحلاه ب :" الإمام العلامة نادرة العصر وأعجوبة الزمان وهو العمدة في الخوض في المناسبات التي خولف في شأنها ".
8-ابن قاضي عجلون ( كان حيا سنة 896 هـ) : تقي الدين أبو بكر بن عبد الله أبو بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن الزرعي الأصل الدمشقي الشافعي ، تقي الدين بن ولي الدين المعروف بابن قاضي عجلون . من بيت علم ورياسة و جاه ، ولد سنة 841 هـ وتفقه على شيوخ بلده فأخذ عنهم التفسير و الحديث الشريف ، ومن شيوخه أبو الفضل المشدالي المغربي تلقى عنه الفرائض و الفقه ، قرأ كثيرا وبرع في الفقه وأصوله حتى عين في منصب فقيه دمشق و الشام.
9-محمد الديسطي القاهري الأزهري المالكي (حوالي سنة 892 هـ) :محمد بن أحمد بن علي الشمس بن الفخر ، ويعرف أبوه بابن البحيري وهو الديسطي. قدم القاهرة سنة 833 هـ فأخذ عن شيوخها ، ثم توجه منها إلى الشام فأقام بها مدة ثم عاد إلى القاهرة فحفظ القرآن الكريم كاملا وكتباً واشتغل بالفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان وغيرها، وبرع وأشير إليه بالفضيلة والطلاقة ، ومن شيوخه الزين عبادة والشمس الغراقي وأبو القسم النويري وأبو الفضل المشدالي المغربي، وسمع على الإمام ابن حجر العسقلاني ، وسافر إلى مكة فحج ثم عاد مظهراً للإنابة.
10 - محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز ( ت 876 هـ): اللخمي السنتراوي الأصل ، الإمام العالم دفين مكة المكرمة ، دخل القاهرة سنة 837 هـ فقرأ بها على الإمام ابن حجر العسقلاني ، وعلى أبي الفضل المشدالي سمع عليه العضد وعنه أخذ في المنطق والهندسة والكلام، وناصر الدين الفاقوسي وسمع بمكة علي أبي الفتح المراغي، وكان فاضلاً خيراً.
وفاته :توفي رحمه الله غريبًا فريدًا في عين تاب (بين حلب وأنطاكية) سنة 864 هـ
وهو في الأربعينات من عمره.
مؤلفاته وآثاره:
لعل السبب في قلة تآليف أبو الفضل المشدالي – والله أعلم – هو انشغاله بالرحلات و التجوال في الآفاق و الأقاليم لملاقاة الشيوخ و طلب العلم ، ثم جلوسه للتدريس و انشغاله به، ولذلك لم تذكر المصادر التي ترجمت له إلا تأليفا واحد هو " شرح على جمل الخونجي " ألفه في شبابه على طريقة حسنة جمع فيه بين شروح ابن واصل الحموي والشريف التلمساني وسعيد العقباني وابن الخطيب القشنبليني وابن مرزوق.
كما ترك منظومات شعرية ، و ديوان شعر في أغراض شتى، وقد أورد أبو عصيدة البجائي في ترجمته لأبي الفضل المشدالي مجموعة من أشعار المشدالي المجهولة.
ومنها هذه الأبيات التي أرسلها من تلمسان إلى أحد أصدقائه ببجاية:
برق الفراق بدا بأفق بعادنا ... فتضعضعت أركاننا لرعوده
كيف القرار وقد تبدد شملنا ... والبين شـق قلوبنا بعموده
لله أيام مضـت بسبيلهـا ... والدهر ينظم شملنا بعقوده.
ثناء العلماء و تلامذته عليه:
- قال عنه الإمام جلال الدين السيوطي كما ذكرناه في المقدمة: " اتسعت معارفه ، وبرز على أقرانه بل وعلى مشايخه ، وشاع ذكره ، وملأ اسمه الإسماع ، وصار كلمة إجماع ، وكان أعجوبة الزمان ، في الحفظ والفهم والذكاء وتوقد الذهن " (( نظم العقبان في أعيان الأعيان: 1/ 160 )).
- وترجم له في (( بغية الوعاة)) فحلاه هكذا : " أبو الفضل المغربي المشدالي العلامة . أحد أذكياء العالم ؛ اشتغل بالمغرب ، وقدم في حياة والده ، وأقرأ بمصر وغيرها ، وأبان عن تفنن في العلوم فقها وأصولا وكلاما ونحوا وغير ذلك ، وأخذ عنه غالب طلبة العصر "
(( جلال الدين عبد الرحمن السيوطي بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة :2/247 )).
- لقيه الإمام السخاوي في مصر وقد خصه بترجمة وافية في كتابه الضوء اللامع ومما قاله: " وقد حصلت بيننا اجتماعات وصحبة ورأيت منه من حدة الذهن وذكاء الخاطر وصفاء الفكر وسرعة الإدراك وقوة الفهم وسعة الحفظ وتوقد القريحة واعتدال المزاج وسداد الرأي واستقامة النظر ووفور العقل وطلاقة اللسان وبلاغة القول ورصانة الجواب وغزارة العلم وحلاوة الشكل وخفة الروح وعذوبة المنطق ما لم أره من أحد " (( الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9/180)).
- وقال عنه الإمام ابن شاهين: "هذا الرجل لا ينبغي أن يحضر دروسه إلا حذاق العلماء" (( الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9/182)).
- وقال عنه ابن الهمام : " سألته عن مسألة في أواخر الأصول فأجابني عنها بأجوبة من لو طالع عليها ثلاثة أشهر لم يجب فيها بمثله" (( الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9/182)).
- وعن الشهاب الأبدي أنه كتب لوالد صاحب الترجمة: " أن الله خول سيدنا وملاذ أنسنا أبا الفضل ولدكم الأسعد من الفتوح الإلهية والمنن الربانية مما امتحنه صالح دعائكم وحسن طويتكم واعتقادكم أن جعله الله بحراً لعلوم زاخرة وعنصراً لفضائل فاخرة ومحاسن متوالية متضافرة فكم أبدى من دقائق خضعت لها الرقاب ونفائس هامت بها ذوو الألباب ومباحث شريفة كشفت دونها الحجاب فأبكت ذوي العقول وحج أصحاب المعقول والمنقول فدانت له المملكة المصرية والأقطار الشامية والبلاد القاصية والدانية فحاز الرياستين وقام بالوظيفتين فالرؤساء حول دياره مخيمون وعظماء المذهب بفناء منزله محومون فالوصف يقصر عما هو فيه أبقى الله وجوده وزاد في معاليه". (( الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9/182)).
- قال عنه أستاذه العلامة المفسر المحدث ابن مرزوق لما قدم عليه تلمسان:" ماعرفت العلم حتى قدم علي هذا الشاب [ بقصد أبو الفصل المشدالي ] فقيل له كيف ؟ قال : لأني كنت أقول فيسلم لي كلامي فلما جاء هذا الفتى شرعت أتحرز وانفتحت لي أبواب المعرفة ". ((التنبكتي 2 / 224 .الترجمة رقم 661)).
- قال عنه الإمام الفقيه الرحالة القلصادي في رحلته : " وقع اجتماعنا في مصر بصاحبنا الفقيه الإمام الفذ في وقته ذي العلوم الفائقة و المعاني الرائقة ، أبى الفضل المشدالي لم أر مثله في تحصيل العلوم و تحقيقها ، أخذ في كل علم بأوفر نصيب وضارب فيه بسهم مصيب ، وتذكرنا أزمانّا مضت لنا بتلمسان فيا لها من ليال و أيام مع سادات أعلام :
أحاديث أحلى في النفوس من المن ... وألطف من مر النسيم إذا سرى
(( رحلة القلصادي صفحة 127 )).
- أما بلديه الرحالة أبو عصيدة البجائي فقد خصه بترجمة في رسالته : " رسالة الغريب إلى الحبيب " حلاه فيها ب: " الشيخ الإمام سيد فقهاء الإسلام ذي المفاخر العلمية و الغرائب الحكيمة و المحاسن الجليلة الأدبية ، و النكت الرائقة الزكية ، السيد الفقيه الجليل ، الخطيب الرحلة الشهير الحسب شيخ شيوخ الإسلام ، الولي الصالح سيدي و مولاي أبو عبد الله محمد المشدالي ابن السادات الأئمة العلماء"
ومدحه بقصيدة منها هذه الأبيات:
بحار علوم زاخر متوفر ... عليم و في شانيه جهل مركب
عجائب ما قد حازها متعمم .... فحقق و دع قول الذي يتعصب
مسدد آراء جلا كل شبهة ... مفتح أبواب لمن جاء يطلب
(( أبو عصيدة البجائي " رسالة الغريب إلى الحبيب " صفحة 22 )).
جدل العلماء حوله:
يبدو أن مترجمنا أبو الفضل المشدالي كان مثيرا للجدل بين العلماء – و الله أعلى و أعلم - و حتى أكون منصفا فإنني أنقل لكم هنا حرفيا ما كتبه الإمام السخاوي لما ترجم لأبي الفضل المشداوي، فبعد أن أورد ما ذكره بعض العلماء من الثناء عليه ، ذكر أيضا أن هناك من العلماء من ذمه وتكلم في دينه وعلمه فقال:
" ... وكان الناس في صاحب الترجمة فريقان قال لي المحيوي عبد القادر المالكي والله أنه لا عهد له بالفقه بل سمعت قراءته الفاتحة في الصلاة فما أجادها وتكلم في ديانته بما وافقه غيره من ثقات أهل مكة عليه مما لا أحب الإفصاح به ونحوه قول أبي القسم النويري أنه لا يعرف مسألة من المسائل يعني الفقيه ولما لقي أبو الفضل بمكة محمداً القفصي أحد نبلاء جماعة عمر القلشاني وتكلم معه في مسائل أم الولد والمدبر لم يهتد لكثير من ذلك بحيث علم من نفسه التقصير في الفقه وكان ذلك باعثاً له على سؤال محمد الجزولي في التوجه هو وإياه إلى الطائف ليمر معه على البيان والتحصيل لابن رشد ففعلا ذلك وكذا كان صاحبنا الجمال ابن السابق يقدح في علمه وديانته بعد أن كان ممن قلد في شأنه أولاً وبلغني عن الشرواني أنه كان يتعجب من المصريين كيف راج عليهم" (( الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9/183 - 184)).
المصادر و المراجع:
- الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي " نظم العقبان في أعيان الأعيان"الناشر: المكتبة العلمية - بيروت، تحقيق: فيليب حتي (جامع التراث).
- الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي " بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة" ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية صيدا ، لبنان.
- الإمام السخاوي " الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" مكتبة القدسي القاهرة 1353 هـ.
- أبو الحسن القلصادي الأندلسي " رحلة القلصادي "، تونس 1978م.
- أحمد بابا التنبكتي " نيل الابتهاج بتطريز الديباج " ، تحقيق الدكتور علي عمر - الناشر مكتبة الثقافة الدينية القاهرة مصر، الطبعة الأولى 1423 هـ /2004م.
- محمد بن محمد مخلوف " شجرة النور الزكية في طبقات المالكية" - المطبعة السلفية القاهرة: 1349 هـ .
- خير الدين الزركلي " الأعلام " ، دار العلم للملايين بيروت - الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980م,
- أبو عصيدة البجائي " رسالة الغريب إلى الحبيب "، تحقيق الدكتور أبو القاسم سعد الله ، دار الغرب الإسلامي - الطبعة الأولى 1993م.