![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
أخلاق وعقيدة الوهابية في ميزان الدكتور المحمود
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() أخلاق وعقيدة الوهابية في ميزان الدكتور المحمود
ما زلت أقول إن الأشخاص من خلفية سلفية ( وهابية ) سوف تكون تجاربهم مع الوهابية متطابقة جداً مع إختلاف عوائلهم وقبائلهم ومناطقهم . فلو أحضرت ناقداً للوهابية من نجد والشمال والجنوب والحجاز لوجدت أنهم متفقون في قرأتهم للعقلية الوهابية . ولن يستطيع معرفة حقيقة العقلية الوهابية بشكل دقيق إلا من عاش بينهم سواء من خلال محيطه العائلي أو القبلي أو المراكز الصيفية . صحيح أن تصرفات الوهابية واضحه من خلال مؤلفاتهم ومن خلال الإعلام المرئي أو عبر الأنترنت بالمنتديات الحواريه أو عبر المعايشه اليومية في المدرسة أو الجامعة أو العمل لكن هناك أمور دقيقة جداً قد لا يتنبه لها لمن هم خارج البيئة الوهابية بل قد لا يتنبه لها دشير الوهابية الي تشوف العاطفه تأخذهم بعيداً في الدفاع عن الكهنة والتراث بسذاجة وتعصب مع أنه قد يكون لم يركع لله ركعة أو يدخل مسجداً أو يصوم رمضان أو يقرأ القرآن !. فلن يعرف عقلية الوهابية إلا من أحتك مع كهنة الوهابية من صحويتها وجاميتها مخالطة مباشرة ومستمرة . ومن هؤلاء الي يعرفون حقيقة أخلاق وعقيدة الوهابية الدكتور الفاضل والراقي محمد علي المحمود كتب في جريدة الرياض مقالاً جميلاً بعنوان : المتطرفون .. من ثقافة الكراهية إلى ثقافة الموت. يقول: (لقد ورث غلاة الخوارج لدينا العقائد من أولئك الخوارج القدماء، ولكن لا أدري من أين ورثوا هذه الأخلاق التي تشدهم إلى الحضيض الأوهد ؟! بل لا أدري من أين تَشرّب هؤلاء دناءة النفس، وخُبث الطوية، إلى الدرجة التي باتوا فيها يدعون على المختلفين معهم بالأمراض السرطانية، بل ويفتخرون بذلك علانية، ويتشفون بالأموات الذين سبقوا إلى رحمة الله في أغسطس من عام 2006م، وبعد ما يقارب شهراً من كتابتي لمقالين صريحين عن الخلفيات الفكرية والحركية للإرهابيين لدينا (والمقالان هما : " الإرهابيون والفتاوى الطالبانية "، " وليس تطرفاً ؛ ولكنه التكفير ")، انتحى بي أحدُ المتعاطفين مع الحراك المتطرف جانبا، وقال لي - ناصحا ؛ في هيئة مشفق بحكم قرابته ! - ما نصه : " يا محمد، إني أخاف عليك، أما تخشى أن يدعو عليك أحد هؤلاء الأخيار الذين تعرّضت لهم ؛ فتهلك ؟!، يا محمد أما تخشى من الدعوات المستجابة للمتهجدين في ظلمات الليل، وللمجاهدين الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله ؟! ". قال لي هذه الكلمات الناصحة - المتوعدة ! - وهو ينظر في عَينَيّ ؛ زيادة في تأكيد المعنى، وإمعانا في إيصال رسالة الإشفاق التي يتكئ عليها في الإقناع ؛ لأن الخطاب لم يكن خطابَ عقل، بل كان محض عاطفة إرهابية مجنونة، في ظل غياب كامل للبرهان . قالها، ولم ينتظر ردا جدليا يدور حول قضايا الفكر الإرهابي، وما يتعالق معه من إشكاليات، بل كان ينتظر إخباتا وتسليما بالطاعة العمياء لمنطق خطاب الإرهاب الذي كان يُراد له - من قِبَل هؤلاء - أن يَتَسيّد الوعي ؛ فيكون له الحكم في كل صغير وكبير من الشأن العام أو الخاص . لا زلت أذكر أنني رددت عليه بأن قلت له : " أنت تهددني بأنهم ربما يدعون علي، أنا سأدعو عليهم ؛ إن دعوا عليّ، على الأقل أنا لم أظلم أحدا، بينما ظلم هؤلاء الإسلام إذ شوّهوه، وظلموا الناس - من مسلمين وغير مسلمين - فأوسعوهم تكفيرا وتقتيلا وتفجيرا، وظلموا التاريخ إذ زيفوه من أجل ترسيخ ثقافة الكراهية العمياء ". حينئذٍ، نظر إلي بتعجب المستنكر، ثم ابتسم ابتسامة صفراء - أو حمراء أو زرقاء ؛ لا فرق ! - وقال : " أنت تدعو عليهم ؟!، يا محمد أنت لم تغبرّ قدماك في الجهاد كالمجاهدين (يقصد الإرهابيين)، ولم تجتهد في الطاعة كهؤلاء المجتهدين، يا محمد أنا أعرف بعض هؤلاء، إن منهم من يصوم صوم داود أو أقل قليلًا، ويقوم أكثر من ثلث الليل، وأنت يا محمد بالكاد تقيم فرائضك الأساسية كالصلاة، ولم أعرف عنك كثير صوم سوى شهر الصوم، وحتى اللحية خفّت كثيرا حتى كادت تختفي، يا محمد أين أنت من هؤلاء حتى تدعو عليهم ؟! " وبعيداً عن الخلط في كل هذا الكلام، إذ يتداخل فيه الأصلي بالفرعي، والجزئي بالكلي، فالمهم أن هذا هو نص كلامه الذي يعكس نسق التفكير عند هؤلاء الغلاة جميعا . المسألة - كما هي عند الخوارج تماما - تمظهر شكلاني من ناحية، ومضمون غلو من ناحية أخرى . وزيادة على ذلك، هناك تصور مغلوط عن الذات إلى درجة التمحور حولها كمرتكز للخيرية المطلقة، وتصور مغلوط عن الآخر ؛ من حيث النظر إليه سلبا وإيجابا بمعيار قربه أو بعده من الذات . هذا الناصحُ أو المُقرّعُ أو المُرْهِبُ لي، بدعاء غلاة الخوارج علي، ينسى أن الخوارج قد دعوا على الإمام علي - عليه السلام -، وتبعا لذلك ؛ فقد كان يجب على الإمام علي - وفق هذا المنطق الأعوج - أن يكف عن مواجهتهم فكرياً، وحربهم واقعيا ؛ إذ هم - على مستوى الطاعة / التقوى الشكلانية أفضل من الإمام علي، وأجدر - في التصور الخوارجي الساذج - أن يستجاب لهم فيه حال الدعاء، من أن يستجاب له فيهم . فالخوارج كانوا يقطعون الليل صلاة وقراءة للقرآن وتضرعاً لله، ويُمضمون النهار جهادا للمسلمين الذين يتحولون - في تصورهم - إلى كفاّر مشركين . كانوا - في الظاهر الشكلاني - تُقاة، زاهدين، مُحتسبين، مُجاهدين أشد ما يكون الزهد نزاهة، والاحتساب إخلاصا، والجهاد شجاعة وإقداما . يقول الروائي الكبير: نجيب محفوظ عن أحمد عاكف بطل روايته (خان الخليلي): إن له وجودا في الواقع (طبعا ليس وجودا مطابقا، بل مجرد وجود للمكونات الأساسية للشخصية)، ويؤكد نجيب محفوظ أن أحمد عاكف الحقيقي (= الواقعي)قرأ الرواية، ولكن، لم يعرف أنه هو أحمد عاكف، أي أن أحمد عاكف قرأ أحمد عاكف ولم يعرف أنه أحمد عاكف ! . وهذه هي حال غلاة الخوارج عندنا تماما، إذ قرأوا الفكر الخوارجي، وتَدَارسوا سيرة الخوارج مفصلة وانتقدوها، وعرفوا معتقدات غلاة الخوارج، ولكنهم لم يعرفوا أنهم من أشد غلاة الخوارج التزاماً بمعتقدات غلاة الخوارج !. ولأن غلاة الخوارج لدينا لا يدركون أنهم من غلاة الخوارج، أو لا يريدون أن يدركوا هذه الحقيقة الواضحة ؛ فهم يقسمون المجتمع إلى ثنائية تمايزية تخدمهم، وهي ثنائية : الإسلاميون مقابل التغريبيين، والمحافظون مقابل التحرريين، أو التراثيون مقابل الحداثيين.. إنهم يرضون ببعض هذه الصفات ولو على مضض، لا لقناعتهم التامة بها، وإنما - فقط - ليهربوا بأقنعتها من الحقيقة الفاضحة التي تلاحقهم على مستوى ممارساتهم، سواء على مستوى الفكر أو على مستوى الواقع . نعم، تُوجد في مجتمعنا هذه الثنائيات الفكرية والحركية، كما هي الحال في كل المجتمعات التي تنطوي علي شيء من الحيوية المجتمعية. وهي ظواهر إيجابية، إذ تدعم التنوع، وتحفظ التوازن المجتمعي، وتساهم في رفع درجة الفعل الجدلي. لكن، يوجد خارج نطاق هذه الثنائيات مجموعة قليلة تتبنى معتقد غلاة الخوارج، من دون أن تصرّح بكثير من معتقداتها، وخاصة ما يتماس مع الشأن السياسي، بينما تبرز هويتها الخوارجية واضحة أشد ما يكون الوضوح في جدليات التجاذب الاجتماعي، ففي هذا المجال يتجلى هوس المغالاة والتشدد والتطرف بصورة لا نظير لها حتى في الحكومة الطالبانية البائدة، بل - وهذه حقيقة أراهن عليها - لا نظير لهم في التزمت والتشدد والتطرف في أي مكان في العالم . وإنك لو أخذت العالم من أدناه إلى أقصاه؛ فلن تجد ما يشبه هذا التطرف الخوارجي، هذا التطرف الذي أصبح لا يعكس صورة من صور التطرف فحسب، وإنما حالة من حالات الجنون أيضاً. ومع أن غلاة الخوارج لدينا يتطابقون مع غلاة الخوارج في القديم تماما على مستوى المعتقد الديني / الفكري، إلا أنهم (وهذه ليست مسألة هجائية، بل حقيقة علمية متحققة في واقعهم الفكري والعملي، وبإمكانهم ردها إن استطاعوا ذلك) يفتقدون بعض ما كان يتوفر عليه غلاة الخوارج من مكارم الأخلاق . أي أنهم أخذوا أسوأ ما في غلاة الخوارج من فكر مُكَفّر وسلوك متوحش، وتركوا أفضل ما فيهم من صدق ونزاهة وإخلاص. غلاة الخوارج لدينا تكفيريون (سواء صرحوا بذلك، أو جعلوه من المقتضيات الإلزامية لتنظيراتهم العقائدية)؛ كما الخوارج تماما، ومتعطشون للدماء؛ كما الخوارج، ومداركهم العقلية والعلمية متواضعة جدا؛ كما الخوارج (الخوارج في تاريخ الإسلام هم من أقل الفِرَق والمذاهب تأليفاً ومشاركة في الجدل العلمي، بل لا يوجد لهم أي جهد عقلي أو علمي، فكل حضورهم كان حضورا على مستوى العنف المباشر، والتكفير الصريح، والإقصاء الواقعي)، وفيهم ضيق أفق يفرز التعصب إلى درجة التكفير؛ كما هي حال الخوارج، وتَتَشكّل رُؤيتهم للذات وللآخر، بل وللأشياء، من خلال تصور مغلوط عن الذات، إذ يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، ويجزمون - إلى أعلى مستويات اليقين- أنهم يحوزون هذه الحقيقة - بكل تفاصيلها- من أقطارها، وأن ليس لغيرهم منها نصيب إلا بدرجة اقترابهم من هذا التصور العقدي التكفيري؛ كما حال غلاة الخوارج تماما. لكنهم (= غلاة الخوارج لدينا - الشَّغْسَبِيّون) ليس لهم شجاعة الخوارج التي سطرها التاريخ ممزوجة بالعنف المتوحش . غلاة الخوارج في القديم كانوا يُقدّمون أرواحهم وأرواح أبنائهم في سبيل ما يعتقدون أنه الحق، بينما غلاة الخوارج لدينا جبناء أشد ما يكون الجبن، إذ تجدهم أحرص الناس على حياة، يود أحدهم لو يُعمّر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر . يحرصون على الحياة لأنفسهم ولأبنائهم ولأقاربهم، بينما يقسمون الموت في شباب الأمة المنكوبة بهم، إنهم يُزخرفون الموت، ويَزفّون إليه الأغرار من غير أبنائهم ؛ ليقيموا شهر عسل في الثغور الملتهبة بالإرهاب، بينما يتدثرون بأبنائهم، ويسعون لهم - بالوسائط المشروعة وغير المشروعة - ليستكملوا استمتاعهم بهذه الحياة الدينا، إنهم يستميتون من أجل أن ينهل هؤلاء الأبناء (= أفراخ الفكر الخوارجي القاعدي)من ترفها ونعيمها حتى الثمالة، قبل أن يدهمهم هادم اللذات ؛ بعدما يبلغون من العمر عِتيّا، إنهم يموتون على فرُشهم الوثيرة (وهي الميتة التي كان الخوارج في القديم يتعوذون منها، ويدعون الله أن تتمزق أشلاؤهم بأطراف الرماح)؛ بعد أن يستنفد كل عِرْق فيهم أقصى طاقته من اجتراح الملذات بأنواعها، من مشارب ومآكل ومناكح ومراكب ومساكن ...إلخ ! وبما أن الصراحة جزء من الشجاعة ؛ فإن غلاة الخوارج لدينا يتلونون بألف لون ولون . يحلفون ب (والله)و(تالله) و(بالله)، وهم يكذبون في كل صغير وكبير من أجل الانتصار لأهدافهم المذهبية والحركية؛ فالكذب - حتى مع الحلف المُغلّظ - منهج لهم يتعبدون الله به، ويُسِرُّ بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فيه . ولعل ما حدث مؤخراً في المناظرة بين الشيخ المُحَقِّق : حسن المالكي وبينهم، على إحدى قنواتهم الإرهابية، يكشف عن الصورة الحقيقية لطبائعهم الأخلاقية، إذ كانوا يحلفون - في البداية - بأغلظ الأيمان أنهم على الحياد، وأنهم لا يكيدون ولا يخادعون، ثم لا يلبثون أن يعودوا في اليوم التالي ويحلفوا - أيضا - بأغلظ الأيمان أن المناظرة بأكملها لم تكن إلا فخاً منصوباً للشيخ المالكي، ويفتخرون بهذا السلوك النفاقي، وهذا السقوط الأخلاقي غاية الافتخار، وعلى رؤوس الأشهاد، معتقدين أنهم خدعوا خصمهم اللدود، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . لقد كان الخوارج في القديم يزهدون - حقيقة - في المال والجاه، بينما غلاة الخوارج لدينا يتهارشون عليهما ليل نهار. لديهم سعار جنوني بحيازة الثروات والعقارات ولو على حساب الضعفاء والمساكين. تنامت ثرواتهم؛ حتى أخرجت الدراهم أعناقها في كل مكان يعيثون فيها مرابحة واكتسابا، وفي الوقت نفسه يلبسون لباس التقوى والزهد والورع؛ للتلبيس على جماهير الغوغاء . وإذا كان بعضهم (وهم قلة قليلة) لم تتضخم ثرواته المالية لزهد أو لعجز؛ فإن الافتتان بالجاه قد سلبهم البقية الباقية من عقولهم، وتركهم مشدودين إلى استحضار أنفسهم كوجهاء وكأعيان وكرموز، متوسلين بكل الوسائل إلى ذلك، ولو بالشغب الذي يصفونه بالاحتساب (= الشَّغْسَبة). ومن رأى حرصهم الشديد على ارتداء (البشوت) في كل غزوات الشغب الاحتسابية التي يقومون بها هنا أو هناك، أدرك أن المسألة ليست اشتغالًا على مرضاة الله، بقدرما هي إثبات وجود للجاه ؛ لأنهم يتوقعون حضور كاميرات المصورين وأعين المتفرجين، فيريدون أن يظهروا بمظهر الشيوخ، وإلا ما علاقة البشوت بزيارة مسؤول، خاصة وأنها (= البشوت) ليست من أزيائهم المعتادة في مناسباتهم، بل لا علاقة لهم بها من حيث كونهم مجاهيل في السياق الاجتماعي، لا يعرفهم أحد قبل هذا الشغب الصاخب الذي يبدو في صورة إعلان فج عن الذات. إنها رداءة أخلاق، كان الخوارج في القديم يتطهرون منها، ويرونها عاراً يهربون منه ولو إلى الموت . بل لقد كان أصغر جندي في كتائب الخوارج يقول الصدق والسيف على رقبته، ولا يكذب ولو كان في الكذب نجاة متحققة له . وقصصهم - مع الحجاج بن يوسف خاصة - خير شاهد على هذا الإصرار على الصدق القاتل، بل وعلى الوفاء القاتل أيضا. لقد ورث غلاة الخوارج لدينا العقائد من أولئك الخوارج القدماء، ولكن لا أدري من أين ورثوا هذه الأخلاق التي تشدهم إلى الحضيض الأوهد ؟! بل لا أدري من أين تَشرّب هؤلاء دناءة النفس، وخُبث الطوية، إلى الدرجة التي باتوا فيها يدعون على المختلفين معهم بالأمراض السرطانية، بل ويفتخرون بذلك علانية، ويتشفون بالأموات الذين سبقوا إلى رحمة الله . أية أنْفُس، وأية عقول، وأية مشاعر، تلك التي تفرز كل هذه الأخلاق المنتنة التي تتلذذ بعذابات الآخرين، كيف يُطيق هؤلاء التشبع بكل هذه الكراهية التي تصل إلى درجة تمني الموت لأناس قدموا كل ما يدفع بإيجابية الحياة إلى الأمام، ليس لفرد أو فردين، وإنما للملايين، كيف يتألون على الله، وفي هذا المضمار الغيبي بالذات ؟! أحيانا، أتخيّل كيف يعيش هؤلاء حياتهم الخاصة، وأتساءل : كيف تطيقهم زوجاتهم وأمهاتهم وبناتهم، وكيف يطيقهم آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم وأقاربهم، وهم بهذه الطوية التي تنضح حقداً وكراهية وإرادة تدمير وقتل، والتي من المفترض أن يتقزز منها حتى أقرب الأقربين؟ أتساءل بحيرة : هل يعيشون حياة سوية، وهل يفكرون بصوت عالٍ في بيوتهم ؛ فتعم بيوتهم رائحة هذا الخبث الأخلاقي، أم يتلبسون أخلاقاً أخرى؟؛ لأنني أستبعد أن يكونوا نتاج بيئة اجتماعية متكاملة (عائلية واجتماعية) من هذه الرداءة الأخلاقية، فهذه بيئة لا أتصور وجودها بيننا، وإلا لأحسسنا بها منذ أمد بعيد. ما أجده تفسيرا ممكنا لهذا الشذوذ الأخلاقي عند هؤلاء، هو أنه نتاج تربية فكرية وحركية خاصة، نتاج تيار ممعن في التمذهب الخاص، بدليل أنك تجد كثيراً من هؤلاء يختلفون في سلوكياتهم عن بقية أفراد العائلة أو البيئة الاجتماعية التي ينتمون إليها. إنك تجد هذا المعطوب أخلاقياً ليس منتمياً إلى بيئته، إنه يبدو وكأنه نشاز من محيطه العائلي والاجتماعي، وفي الوقت نفسه متساوق مع انتمائه الفكري والحركي، فهو يشبه - في هذه الدناءة الأخلاقية - أخلاقيات الفكر والحركة، بأكثر مما يشبه نمط السلوك الاجتماعي السائد.
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() https://www.alriyadh.com/2013/01/03/article798290.html |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() في السعودية هناك حملة شديدة على الوهابية |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() تبا لكل متطرف حاقد كاره للمسلمين الاسلام دين الوسطية ومن يخرج عن هته القاعدة فهو منحرف والويل كل الويل لمن يحاول المساس بالمسلمين بمجرد اختلاف فكري بسيط |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() هذا ما حققه الوهابيون فماذا حقق الآخرون : السعودية اليوم بالأرقام و التواريخ إن شدة القرب تعمي فأنت عندما تقرب لعينك أي شيء كثيراً لا تراه بوضوح و لكن عندما تبعده قليلا تراه واضحا و أذكر بعض التواريخ و بعض الانجازات التي حققتها السعودية و التي تدل إلى المرتبة التي وصلت لها : فابتعدوا قليلا عن السعودية و انظروا حولها و ارجعوا قليلا إلى الخلف خمسة عقود و قارنوا بين حال المملكة في تلك الفترة و بين حال البلدان العربية المجاورة و ارجعوا لواقعنا الحالي و قارنوا مرة أخرى فستجدون أن المملكة قفزت خلال تلك الفترة أكثر من قرن فمنذ خمسين عاما كانت بعض الدول العربية متقدمة على السعودية و دول الخليج أكثر من خمسين عاما و اليوم أصبحت السعودية متقدمة على تلك الدول أكثر من خمسين عاما هذا حسب تقديري و بعد مناقشته مع أصحاب الاختصاص و ممن هم أهل للتقييم . إن أول ابتدائية في السعودية كانت بتاريخ 1345 بينما أول ابتدائية في مصر كانت بتاريخ1247 هجري و في الأردن كان في عام 1333 حوالي 19 مدرسة إن أول جامعة في السعودية كانت بتاريخ 1377 بينما في مصر و سوريا كانت بتاريخ 1343 إن أول مديرية للمعارف في السعودية كانت بتاريخ 1344 بينما في مصر كانت بتاريخ 1252هجري و في عام 1431 حصلت خمس جامعات سعودية على الترتيب الأول و حتى الخامس على الجامعات العربية و هي ضمن أفضل 500 جامعة في العالم و في عام 1431 حازت السعودية على المركز الأول عربياً في مجال الإبداع و الابتكار و لغاية 2009 يوجد في السعودية 24 جامعة حكومية و 29 جامعة و كلية خاصة فما تنفقه السعودية على التعليم يفوق ميزانية عدة دول عربية ففيها اكبر جامعة بحثية في العالم من حيث الكلفة و فيها اكبر جامعة في العالم من حيث المساحة و اكبر شركة في الوطن العربي سعودية و هي تحتل المركز 15 على العالم و هناك 9 شركات سعودية تقع ضمن اكبر 500 شركة في العالم و لغاية 2009 يوجد في السعودية أكثر من 4500 مصنع فهناك اكتفاء ذاتي من معظم السلع الاستهلاكية و مواد البناء و اصبحت صادرات المملكة من المواد غير النفطية اكبر من ميزانية دول عربية و في قائمة الخمسين ملياردير عربي يوجد 33 ملياردير سعودي و يوجد ستة ملياردير سعودي ضمن العشرة الأوائل و على رأس القائمة ملياردير سعودي و احتلت سيدة أعمال سعودية المركز الأول في الوطن العربي في مجال الإدارة و يوجد 3 سيدات أعمال سعوديات ضمن أفضل 10 سيدات أعمال عرب و السعودية أخذت المركز 15 عالميا في مجال طفرة المدن الصناعية و السعودية أخذت المركز 11 عالميا في سهولة الأعمال لعام 2010 و المركز الأول عالميا في سهولة نقل الملكية و السعودية أخذت المركز السادس عالميا في سهولة الأعمال الجمركية لعام 2010 و السعودية أخذت المركز 21 في مؤشر التنافسية العالمي لعام 2010 و السعودية أخذت المرتبة الثامنة على مستوى العالم في قلة معاناة السكان فهي توازي استراليا حسب تقييم معهد دراسات متخصص في دولة متقدمة فازت السعودية بأفضل صحيفة عربية في 2010 فازت السعودية بأفضل إذاعة عربية لعام 2010 فازت السعودية بالجائزة الذهبية الكبرى بأفضل إبداع في العرض في معرض اكسبوا بالصين عام 2010 حازت السعودية على المركز الاول عالميا لخمس سنوات على التوالي في معرض انتل الدولي للعلوم و الهندسة بلوس انجلوس و تم اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله كثالث شخصية مؤثرة في العالم لعام 2010 من قبل مؤسسة أجنبية متخصصة في هذا المجال و تم اختيار الأمير خالد الفيصل الشخصية الأولى الرائدة في العالم لعام 2010 من قبل مؤسسة أجنبية متخصصة في هذا المجال لعام 2010 و في خضم الأزمة المالية العالمية أصبحت السعودية من ضمن الدول العشرين في العالم بقوة الاقتصاد حيث كانت موازنة السعودية اكبر موازنة في تاريخها للأعوام 1430و 1431 و 1432 و 1433فهي من اقل بلدان العالم تأثرا بالأزمة المالية فهذا يدل على التخطيط السليم و على استقلالية الاقتصاد السعودي وصنفت المملكة أفضل بيئة استثمارية في العالم العربي والشرق الأوسط باحتلالها المركز 23 من أصل 178 دولة و دخلت المملكة ضمن قائمة أفضل عشر دول أجرت إصلاحات اقتصادية وحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية الأخير إن دول الخليج العربي هي الأقل فسادا في الدول العربية و حسب تقرير مؤشر التنافسية العالمي لعام 2009 حازت السعودية على المرتبة 28 و في عام 2010 حازت على المرتبة 21 اي قفزت ثمانية مراتب خلال عام و هي المرتبة الثانية على مستوى العالم الاسلامي و اخذت السعودية المرتبة الثالثة عربياً في تنمية تكنولوجيا المعلومات و أكبر تحسن في مراكز الدول العربية من نصيب السعودية التي تقدمت ست درجات إلى المركز 47 عالمياً، و لا يخلو مجتمع من السلبيات و الاخطاء سواء قديما اوحديثا بما في ذلك العصر الذهبيي للمسلمين و المشكلة هي في حجم السلبيات والفساد في اي بلد و الذي يدل على حجم الفساد هو قوة الاقتصاد في ذلك البلد والثلاث اعوام السابقة كانت ميزانية المملكة هي الاكبر في تاريخها و هناك منظمةدولية مهمتها تقييم حجم الفساد في بلاد العالم و هي منظمة الشفافية الدولية و احتلتدول الخليج المرتبة الاولى عربيا من حيث قلة الفساد و هناك منظمة دولية مهمتهاقياس مؤشر السعادة في دول العالم و احتلت السعودية المرتبة الثانية بعد الاماراتعربيا و السعودية هزمت- بفضل الله - فلول الحوثيين الذين يخوضون حرب عصابات في منطقة جبلية وعرة خلال اقل من ثلاثة أشهر و حرب العصابات من أصعب الحروب فاليمن لم يستطع حسم المعركة معهم رغم مرور أكثر من ست سنوات و أمريكا و حلفاؤها فشلوا في حسم المعركة في العراق و أفغانستان رغم مرور أكثر من سبع سنوات ذكرت هذه التواريخ و الأرقام و المؤشرات و اترك للقارئ تقدير القفزة التنموية التي قفزتها السعودية فمستوى الاقتصاد و التعليم اكبر مؤشر على المستوى الحضاري للبلدان وقد يقول قائل هذا بفضل البترول فأقول نعم المال له دور كبير في عملية التنمية و لكن الدور الأهم للإرادة الحقيقية في التطور و حسن المنهج و حسن الإدارة و حسن التخطيط فالمال لوحده لا يكفي و البترول ليس المصدر الوحيد لقوة الاقتصاد فالاقتصاد له مصادر متعددة و قد خص الله معظم الدول بموارد كثيرة لو أحسن استغلاها لكانت الشعوب العربية بألف خير فالدخل القومي لدولة أوربية غير نفطية يعادل الدخل القومي للوطن العربي و تركيا دولة غير نفطية فعندما حكمها حزب العادلة و التنمية قفز بها حضاريا و اقتصاديا درجات . ثم هل من يطور مدينة كمن يطور قارة فمساحة السعودية تعادل مساحة 13 دولة عربية و هي (اليمن و العراق و المغرب و عمان و سوريا و الأردن و البنان و فلسطين و تونس و الإمارات و الكويت و قطر و البحرين) و أظن أنني أجحفت بحق المملكة بهذا التقدير فكلفة تقديم الخدمات للمواطن السعودي مضاعفة عن غيره من الدول العربية بسبب المساحة الشاسعة و البيئة الصحراوية القاسية ثم الأهم من ذلك إن السعودية أخذت الجوانب الإيجابية للحضارة الغربية أكثر من الجوانب السلبية بينما معظم الدول العربية أخذت النواحي السلبية أكثر من الإيجابية و وجود مشكلة لدى شخص أو عدد محدود لا يلغي كل الانجازات التي حققتها المملكة خلال الفترة الماضية ففي أكثر الدول غنى و تقدما توجد نسبة من الفقر و البطالة فهذه سنة الله في الكون والمعيار في تقييم أي مستوى هو الأغلبية و الفقر أمر نسبي فالمتسول في السعودية يتسول بسيارة بينما الذي يملك سيارة في كثير من الدول العربية يعتبر غنيا و هناك أكثر من ألف جمعية خيرية بالإضافة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية تسد هذا الخلل فالمبلغ الذي يتقاضاه المحتاج و الطالب الجامعي من الدولة و الجمعيات يفوق راتب الطبيب و المهندس في دول عربية أخرى . و الأجهزة الأمنية في أي بلد هي المعيار لمدى احترام حقوق الإنسان و مدى الحرية و مدى الفساد و أحسب و أكاد أجزم بأن الأجهزة الأمنية السعودية من أفضل الأجهزة في العالم لأنها تتربى على منهج النبوة حيث مخافة الله و طلب رحمته و رضاه و العجيب انه عندما توجد مقال تتحدث عن سلبية تخص السعودية تجد التعليقات الكثيرة عليها و لا تجد من يدافع عنها الا القليل بينما عندما تجد مقال يتحدث عن ايجابيات السعودية فلا تجد تعليقات ايجابية الا القليل بل تجد الاتهامات لصاحب هذا المقال بشتى التهم ذكرت ذلك من باب توثيق الحقائق للتاريخ و تصحيح المفاهيم المغلوطة و شحذ الهمم و الأهم من ذلك الإشارة إلى ثمرة تطبيق الإسلام فالسعودية وصلت إلى ما وصلت إليه بفضل تحكيم شرع الله على منهج الوسطية و الاعتدال الكاتب :عبدالحق صادق |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() و هذا ما حققه الوهابيون فماذا حقق الآخرون : الدولة العربية الأكثر استقلالية و لكن بالمقابل توجد رغبة أخرى لدى الإنسان فكل من يمتلك القوة إذا لم يكن لديه رادع ديني أو أخلاقي يحاول أن يتسلط على من هو اضعف منه و يفرض عليه رؤيته و ثقافته و يسلبه بعض حقوقه و الإنسان بطبعه يرفض الهيمنة و التسلط و لكن الظروف التي ينشا فيها الإنسان لها تأثير على مدى تقبله و رفضه للتسلط و الهيمنة و الاحتلال. و للهيمنة أشكال كثيرة منها على سبيل المثال: -هيمنة ثقافية و هي اخطر أنواع الهيمنة و هي أن تقوم الدول الضعيفة بتقبل ثقافة و عادات و قيم الدول القوية و تقليدها في كل شئ سوى التقدم الحقيقي و التخلي عن قيمها عاداتها و ثقافتها الأصيلة بل و تتهم من يحافظ على قيمه و عاداته و ثقافته الأصيلة بالتخلف و الرجعية و هذه يمكن ملاحظتها من خلال المظهر العام للدول. -أو هيمنة اقتصادية و هدفها نهب خيرات البلاد و هذه يمكن ملاحظتها من خلال قوة اقتصاد الدول فالدولة الأقوى اقتصادياً هي الأبعد عن الهيمنة و العكس صحيح فجميع الدول خصها الله بخيرات كثيرة إذا أحسن استغلالها و إدارتها و لم تكن تحت هيمنة القوي تعيش شعوبها بأحسن حال و يكون اقتصادها قوياً -أو هيمنة سياسية و هذه مرتبطة ارتباطاً و ثيقاً بالهيمنة الاقتصادية فبمقدار ما يكون الاقتصاد قوياً تكون تلك الدولة بعيدة عن الهيمنة السياسية و العكس صحيح -أو هيمنة عسكرية و هذه تلجأ إليها الدول القوية في عصرنا الحاضر لفرض الهيمنات السابقة الذكر أو لتدمير قوة تشعر أنها أصبحت خطر على مصالحها. و هناك فرق كبير بين التعاون و تبادل المصالح و بين الهيمنة و الاحتلال و التبعية فالأولى تكون بالاختيار و بمقابل منفعة متبادلة و الثانية تفرض فرضاً. و للتعاون و تبادل الخبرات و المصالح أشكال كثيرة و إذا عرضنا السعودية على المعايير السابقة الذكر فنجد الآتي بسبب الطبيعة الصحراوية لشبه الجزيرة العربية و خاصة فيما يعرف بالسعودية حالياً جعلها بعيدة عن مطامع الغزاة و من طمع منهم في السيطرة عليها فشل بسبب المساحة الشاسعة لصحرائها و لذلك لم تتعرض لاحتلال أجنبي و بالتالي تربى أبناءها منذ قديم العصور على الاستقلالية و الحرية و رفض الهيمنة و التسلط و اكتسبوا ممانعة كبيرة ضد الذوبان في الآخر في شتى المجالات و الأهم من ذلك حافظوا على صفاء الذهن و صفاء الفكر و النفس . و هذا اكسبهم قوة شخصية وقوة إرادة و قوة تحمل و بعد نظر و حكمة و دهاء و الشخصية القوية تتمتع بالاستقلالية وعدم تقليد الآخرين و جاءهم رسول رب العالمين بالإسلام فآمنوا به و صدقوه و حملوا هذه الرسالة و بلغوها للبشرية و جاءت الحكومة السعودية المعاصرة و أكملت المشوار فحملت هذه الراية و هذا اكسبها قوة المبادئ مع المكانة الدينية في قلوب المسلمين و جاء اكتشاف البترول في العصر الحديث فأعطاها قوة مالية و تم توظيف هذا المال في عملية التنمية و بناء الحضارة الحديثة و بناء الاقتصاد و الإدارات فاكتسبت مركزا حضارياً متقدماً و قوة اقتصادية هي الأكبر في المنطقة فهي من الدول العشرين على مستوى العالم و اكبر شركة في الوطن العربي سعودية و هي تحتل المركز 15 على مستوى العالم و هناك 9 شركات سعودية تقع ضمن اكبر 500 شركة في العالم و حازت سيدة أعمال سعودية المركز الأول في الوطن العربية في مجال الإدارة و يوجد 3 سيدات أعمال سعوديات ضمن أفضل 10 سيدات أعمال عرب و السعودية حازت على المركز 15 عالميا في مجال طفرة المدن الصناعية و في السعودية 14 ملياردير على مستوى العالم و في عام 1430 حصلت جامعتان سعوديتان على الترتيب الأول و الثاني في الجامعات العربية و في عام 1431 حازت السعودية على المركز الأول عربياً في مجال الإبداع و الابتكار و الآن يوجد في السعودية 24 جامعة حكومية و 29 جامعة و كلية خاصة و الأزمة المالية العالمية الأخيرة أثبتت أن الاقتصاد السعودي مستقل إلى حد كبير عن الاقتصاد الأمريكي و غيره فهي من اقل الدول تأثرا بهذه الأزمة فاكبر ميزانية في تاريخ المملكة هي ميزانية 1430 و 1431 و من المعروف أن قوة الاقتصاد تعطي قوة سياسية و هاتان القوتان مع المبادئ و الحكمة أعطت السعودية علاقات دولية متشابكة و متنوعة و قوية و هذه العلاقات قوة لا يستهان بها و خلاصة القول إن الله متع السعودية بالقوى التالية: قوة المبادئ مع المكانة الدينية قوة الشخصية مع الحكمة و الدهاء و الصبر قوة الاقتصاد و نتيجته قوة سياسية قوة العلاقات الدولية المميزة فمجموع هذه القوى تجعل السعودية الدولة العربية الأكثر استقلالية و هذا ما جعلها هدفاً استراتجياً لأعداء الإسلام و هدفاً لمن مصالحهم تلتقي مع مصالح الأعداء و هدفاً للحساد و الحاقدين و الطامعين و اسأل الله إن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين من شرورهم جميعاً و أن يديمها زخراً للإسلام و المسلمين الكاتب :عبدالحق صادق |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() و هذا ما قدمه الوهابيون للامة فماذا قدم الآخرون : السعودية حافظت على هويتها الإسلامية و العربية في وقت من أحلك الأوقات التي مرت بها امتنا و هي بثباتها هذا بالإضافة الى إنشاءها و دعمها لكثير من المنظمات الإسلامية حافظت على كيان الأمة الإسلامية من الانهيار كليا إنها تقوم برعاية الحرمين الشريفين و الكتاب و السنة و اقامت الفضائيات و المطابع و الجوائز العالمية لخدمتهم و في هذا خدمة لجميع المسلمين و هذا شرف كبير و توفيق خاص من الله السعودية قامت بعملية تنمية شاملة ساهمت في حل جزء من البطالة المتفشية في العالم الإسلامي و هذه افضل من الصدقة لأن الإنسان يأخذ هذا المال و هو يشعر بكرامته و وجوده فعلى الاقل يستفيد من خيرات بلاد الحرمين اكثرمن خمسين مليون إنسان عدا الشعب السعودي و استغلت قدوم العمالة اليها من اجل توعيتهم و دعوة غير المسلمين الى الاسلام فأقامت مكاتب للدعوة و الارشاد و توعية الجاليات في كافة انحاء المملكة فعلى سبيل المثال بلغ عدد الذين اسلموا عن طريق مكتب واحد مكتب الروضة بالرياض عشرين الفا من جنسيات مختلفة السعودية منذ خمسين عاما كانت متخلفة عن اقرانها من الدول العربية اكثر من خمسين عاما و اليوم اصبحت متقدمة عليهم اكثر من خمسين عاما السعودية تساعد جميع المسلمين بغض النظر عن مذهبهم و دون طلب مكاسب شخصية او سياسية حيث اقامت حملات وطنية لجمع التبرعات لجميع المنكوبين في العالم الاسلامي فهي ساعدت المتضررين من زلزال إيران ومصر و غرق العبارة بمصر و انهيار السد في سوريا كما ساعدت المتضررين من تسونامي و ساعدت المتضررين من الاعتداء الصهيوني على اللبنان اكثر من اي دولة أخرى باعتراف حزب الله كما ساعدت المتضررين في غزة اكثر من اي دولة أخرى و ساعدت الدول العربية التي تعاني من ازمات اقتصادية فقد قدمت لمصر مساعدة مالية بمقدار 4 مليار دولار و قدمت لليمن مساعدة مالية بمقدار 3 مليار دولار و كذلك قدمت مساعدات مالية للبحرين و عمان و الاردن و المغرب و السعودية تبذل قصارى جهدها للإصلاح بين الإخوة المتنازعين سواء في اللبنان او في فلسطين او اليمن او في اي دولة اخرى و السعودية هي اول من تقدم لجامعة الدول العربية بمشروع فك اسر الرئيس صدام حسين يرحمه الله و تسعين بالمائة من العمل الخيري الإسلامي العالمي من دول الخليج العربي و خاصة السعودية و الجهاد بالمال يوازي الجهاد بالنفس فهي تبرعت لغزة المنكوبة بمليار ريال و وضعت أسطول الإخلاء الطبي المجهزة بأحدث التجهيزات لإخلاء المصابين من غزة الى مستشفيات المملكة التي تم تجهيزها لاستقبال المصابين و قامت باستضافة ذوي الشهداء للحج على حسابها ذاك العام. و هي تدعم قضية فلسطين سياسيا في جميع المحافل الدولية و إسرائيل متضايقة جدا منها ففكرة إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية نشأت في الكويت و تبلورت في السعودية و السعودية من اكبر الداعمين ماديا و معنويا لها فهي تدفع مرتبات الموظفين في فلسطين شهريا بما في ذلك حكومة حماس و إن ما قدمته الإمارات في قضية اغتيال الشهيد المبحوح من فضحها للكيان الصهيوني يفوق ما قدمته جميع الدول الثورية التي تدعم فلسطين لأغراض شخصية و مصالح ضيقة بينما السعودية و دول الخليج تدعمها لمجرد الدعم و الوفاء و القيام بالواجب و هذا التعاطف العربي و الدولي مع الانتفاضة السورية خلفه جهود كبيرة اعلامية و دبلوماسية و سياسية بذلتها السعودية و دول الخليج و بلغت اجمالي الحملة الوطنية لنصرة الشعب السوري اكثر من 500 مليون ريال و شهد بدعم السعودية الكبير للقضايا الإسلامية و العربية العادلة الشيخ يوسف القرضاوي و معروف الدواليبي يرحمه الله رئيس وزراء سوريا سابقا و رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي إحسان الدين أوغلوا و الرئيس اللبناني - السعودية تعلن على الملئ بان دستورها الكتاب و السنة السعودية تقوم برعاية الحرمين الشريفين على أفضل ما يمكن و هذا لا يستطيع إنكاره أحد لأنه سوف يشهد ضده عشرات الملايين من المسلمين و هذا شرف لا يعدله شرف و توفيق خاص من الله فهل يوفق الله لخدمة بيته الخاص من لا يحبه و يرضى عنه ؟؟؟ فقد دخلت امرأة الجنة في حصى كانت تلتقطها من ارض المسجد فكيف بمن يبذل جهود جبارة و يصرف المليارات على هذه المشاعر المقدسة !!! ثم إن السمة العامة الإسلامية و العروبية للسعودية ظاهرة و واضحة لا ينكرها إلا جاحد أو معاند بينما هذه السمة طمست في كثير من الدول العربية و الإسلامية و السعودية هي الأكثر التزاما في عصرنا الحاضر من حيث العموم و هي الأكثر تقدماً بين الدول العربية و هي من بين الأكثر أمناً و احتراماً لحقوق الإنسان و مراعاة لحريته المنضبطة في منطقتنا و الذي ينكر ذلك فليقل لي دولة عربية أكثر التزاماً منها و أكثر تقدماً من حيث الإجمال في وقتنا الحاضر |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية/ كيسنجر: الولايات المتحدة تتجه نحو العُزله الدولية(2)
احتلال العراق 2003 وترتيب بناء القواعد العسكرية الدائمة فيه واحكام السيطرة على حقول النفط هناك جزء لا يتجزأ من الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية. لكن - يستدرك كيسنجر - أن علاقات الولايات المتحدة العامة آخذه بالتوتر في كل مكان نظراً لسياسات الهيمنة الواضحة التي تنتهجها في كل مكان وأن هذا التوتر بالعلاقات (مع أوروبا والصين والشرق الأوسط وغيره) من المحتمل والمرشح ان يقود الولايات المتحدة الى عُزله دولية في نهاية المطاف. يقول بالحرف في كتابه الذي أشرنا إليه سابقا. ص287: [Does America Need a Foreign Policy?] No matter how selfless America perceives its aims, an explicit insistence on predominance would gradually unite the world against the U.S and force it into imposition that would eventually Leave it isolated and drained. ليس هذا فحسب، بل ان كيسنجر ينبه الادارة الأمريكية الحالية بأن لقوة الولايات المتحدة حدودا وقدرات لا تستطيع تجاوزها حتى لا تقع في غطرسة القوة وحسب تعبيره the arrogance of power يقول بالحرف في كتابه ص 284: The United states will drain its psychological and materid resources if it does not Learn to distinguish between what it must do, what it would like to do, and what is beyond its capacities. المحصول السياسي لاحتلال العراق - حتى من منظور امريكي - لم يكن مشجعاً، ولو تفحصنا هذا الامر كليا وعلى مستوى استراتيجي بعيد المدى ووضعنا كلمات كسينجر في الفقرة السابقة امام اعيننا لخلصنا الى ان احتلال العراق كان ضربة تحت الحزام في جولة ملاكمة كانت ستنتهي في النهاية لمصلحة التحالف الانجلو امريكي ضد العراق وليس فقط صدام حسين. فسقوط هذا الاخير كان شبه مؤكد دون الحاجة لسيناريو هذه الحرب المدمرة التي افرزت مشهداً كثير التعقيد والتشابك والمفتوح على احتمالات لن يكون في مكنة الامريكان - واضعين في الاعتبار خبرتهم النيئة YOW في الشؤون العراقية - معالجتها دون الوقوع في كوارث اخرى. اما انعكاس التعثر الامريكي في العراق على اجواء الجزيرة العربية رسميا وشعبيا فحدث ولا حرج: فالاوساط الحاكمة في دول مجلس التعاون الخليجي باتت اقل ثقة بالقدرات السياسية للامريكان الذين يتصرفون في المنطقة وكأنهم في (زور خانة) واما شعبيا فالناس ـ عموم الناس ـ يرعبهم صراع الفيلة الدائر في العراق ويرعبهم اكثر احتمال اندلاق ذاك الصراع على شريط النفط الممتد ما بين الكويت ومسقط الذي فجرته الحرب الامريكية على العراق .2003 ¾ تأسيساً على ذلك اعتقد بأني لا اجانب الحقيقة اذ قلت بأنه ليس ثمة حماس شعبي في دول مجلس التعاون الخليجي لاحتذاء نموذج العراق - الذي يروجه الامريكان على انه مشروع للاصلاح السياسي في المنطقة - وذلك لان الناس هنا في دول مجلس التعاون الخليجي يختزنون في ذاكرتهم خبرات سارة عن دولة الرفاهية وسياساتها الرحمانية وهي دوله - لو فتشنا في تاريخ العراق المنكوب - لما وجدنا لها ذكرا ولا اثرا. واذا كانت الادارة الامريكية الحالية تحرص على تسويق مشروعها في العراق على انه مشروع اصلاحي سياسي، فالناس - عموم الناس - في الخليج والجزيرة العربية ابناء للتنظيم الصحراوي وهو تنظيم ينهل من مدرسة وفكر الصحراء الحذر المحتشم سياسيا المتشبث بالتقاليد المتكىء عليها والذي يدرك ان حراثة الارض ( الجديدة) والتربة (الجديدة) صعبة دائماً. هذه الرحابة اللامتناهية للصحراء اعطتنا نحن ابناء الجزيرة العربية - مقدرة على قراءة الافق في شكل صحيح دون تشويق ولا تزويق ولا تلبيس بالسكر Sugarcoating. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() الاجندة الأمريكية في الجزيرة العربية: ليز قادمة: افسحوا لها الطريق (3)
مناهج التربية والتعليم تعكس «هوية» الامة ـ أي امة ـ وفي كل مكان وزمان، ونحن في الجزيرة العربية «مسلمون عرب» ولذلك من الطبيعي، بل من الضروري ان تعكس مناهج التربية والتعليم هذه الهوية: هوية العروبة وهوية الاسلام ذلك لان غالبية اهل الجزيرة العربية هم من المسلمين العرب. ومن هنا سنلاحظ ان ثمة «مادة» واضحة في مناهج التربية والتعليم عندما تعكس هذه «الهوية ـ indentity» فالطالب عليه ان يدرس اللغة العربية وعلومها وكذلك عليه ان يدرس الاسلام وعلومه والمبادىء الاساسية لفهم القرآن الكريم والسنة الشريفة وفكرة عامة عن التاريخ الاسلامي والشعر العربي ومراحله وغير ذلك. هذا أمر طبيعي ومتوقع إذ سنلاحظ ان معظم الامم على ارض هذا الكوكب تعنى بتاريخها ولغتها ودينها ومعتقداتها وتتعامل مع هذا الموضوع بكل جدية لا بل وقدسية في مناهج تعليمها وفي أسلوب تربيتها لابنائها. ولان هويتنا في الجزيرة العربية «عروبة واسلام» سنلاحظ ان انعطافنا الاستراتيجي «السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والنفسي وغيره» يميل نحو العرب والمسلمين في الاعم وان ذلك يتجلى في عضويتنا في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وغير ذلك اذ من الطبيعي ان تنعكس الهوية على التحالف الاستراتيجي وهذا امر موجود في كل انحاء العالم. وسنلاحظ ان سلسلة التحالفات الاستراتيجية يتفرع عنها سلسلة من الوقائع على الارض: اتفاقات للدفاع المشترك واتفاقات اقتصادية واتفاقات ثقافية وغير ذلك. جذر هذا الموضوع هو (الهوية) العربية الاسلامية. فإذن اي اعتداء او عبث او الغاء للهوية هو هدم كامل لكل الوشائج التي تربطنا نحن ابناء الجزيرة العربية بالهوية العربية والاسلامية واي عبث في مناهجنا التعليمية والتربوية بغية مواءمتها مع مطاليب خارجية ووفق منظورات وفهومات خارجية هو عبث بالهوية العربية الاسلامية في الجزيرة العربية. وها نحن نلاحظ ان الامر هذا يدب في المنطقة مثل دبيب النمل بهدوء وعلى وتيرة رتيبه. سنلاحظ مثلا أن وسائل «الاعلام؟» لم تعد تصف إسرائيل بـ «العدو الاسرائيلي» وانما بـ «الجانب الإسرائيلي» وأصبحت هذه الوسائل مفتوحة لعرض «وجهة النظر الاسرائيلية» وصار من الطبيعي ان تصطف ملايين المشاهدين العرب وراء اجهزة التلفزيون العربية لسماع محاضرة من الارهابي شيمون بيريز عن الشرق الاوسط الكبير والسلام في المنطقة وصار من الطبيعي ان تفتح الجريدة العربية لتقرأ ترجمات من دافار وهآرتس ويديعوت احرنوت وجيروزاليم بوست وغيرها من الصحف الاسرائيلية. وهذه العملية المستمرة الدؤوبة الهادئة من التطبيع النفسي والثقافي والاعلامي مع العدو الاسرائيلي بالرغم من بلوغه هدفه وبالرغم من آثاره المدمرة على الاتجاه الفكري mindset للجمهور العربي في المنطقة فانه لا يرضي الادارة الامريكية الحالية المتعجلة في كل امورها اذ ما زالت تعتقد ان «الهوية» العربية الاسلامية يجب اقتلاعها من جذورها ولكن بمشرط من الممكن ترويجه وتسويقه الا وهو «الحرب على الارهاب» وهو مسمى عائم وفضفاض وقفاز اصبحت الادارة الامريكية تستعمله في شتى مناحي نشاطها المريب في العالم كله. اذ اعلنت هذه الادارة بانها كلفت ليز تشيني ابنة ريتشارد تشيني نائب رئيس الولايات المتحدة بوش كلفتها بـ «تنقيح» مناهج التربية والتعليم في العالم العربي والاسلامي من كل «المواد» التي تحرض على «الارهاب» و«العداوة بين الشعوب» وتشيع «الكراهية بين الاديان» وغير ذلك من العناوين الغامضة، ورصدت الادارة الامريكية مبلغ ثلاثين مليون دولار لمهمة ليز تشيني وتحركاتها في العالم العربي والاسلامي وسوف تقوم الاخيرة برحلات م****ة للمنطقة للتأكد من الغاء - كمثال - دراسة او حفظ الآيات القرآنية المتعلقة باليهود لانه - من وجهة نظر الادارة الامريكية - ان هذه الآيات ودراستها وتعليمها للطلبة والطالبات من شأنه التحريض على الارهاب والعداوة بين الشعوب واشاعة الكراهية بين الاديان، ليز تشيني قادمة للجزيرة العربية للقيام بهذه المهمة فماذا سيكون موقف الجزيرة العربية واهلها من هذه المهمة العدوانية على هويتنا ولغتنا وديننا ولماذا تركب الادارة الامريكية كل المراكب لتعويم الكيان الصهيوني في مياه المنطقة ولو ادى ذلك الى الطوفان؟ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية: ترويض الشخصية القومية لعرب الجزيرة (4)
من اخطر نتائج الاحتلال الامريكي للعراق 2003 هو حالة «التفكك» العامة التي اصابت العراق من الداخل: تفكك البنى الاجتماعية والسياسية العراقية وتفكك التعبيرات المختلفة للمجتمع العراقي «سبعون حزبا رسميا ومائة وعشرون جريدة يومية». وتفكك الاحزاب والعشائر والنخب وتفكك الدولة وتفكك الاجتماع السياسي في العراق وتفكك الرؤية العراقية للمستقبل وتفكك الجيش من خلال حله وتفكك القاعدة العلمية الضخمة التي تراكمت في الجامعات والكليات التطبيقية في العراق. الاحتلال الامريكي للعراق كان ولا يزال يعمل على تفكيك البنى العراقية ذلك لان هذا التفكيك هو اقصر الطرق لترويض الشخصية القومية في العراق اي اضعاف المجتمع العراقي وامتصاص طاقته على مقاومة الاحتلال، هذا ما خلصت اليه ورقة د. وميض نظمي استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد في ندوة مركز دراسات الوحدة العربية التي عقدت في لبنان 12 - 14 يناير .2004 هذا الترويض للشخصية القومية العصيّة في العراق هو الذي سيمكن الاحتلال الامريكي للعراق من الاستمرار هناك. كل هذا التفكيك الحاصل في العراق يتم ترويجه وتسويقه اعلاميا تحت عنوانين: بناء الديموقراطية ومكافحة الارهاب. من السهولة بيع العنوان الاول على الناس- عموم الناس، فالناس عطشى للحريات العامة والحريات الشخصية الى درجة الثمالة، اما العنوان الثاني (مكافحة الارهاب) فمن السهولة ان يبيعه الامريكان على نظم في حاجة ماسة الى الحليف الخارجي. سلطة الاحتلال تدرك ان بناء الديموقراطية في العراق قريب من عالم المستحيل نظرا لقوة التنافر الداخلي الذي كشف عن نفسه بعد سقوط نظام صدام، لقد اكد نوح فيلدمان Noah FELDMAN (يهودي من اصل عراقي) ذلك في كتابه الذي نشرته جامعة برنستون 2004 تحت عنوان «Irag: War &the ethics of Nation Building» علما بأن فيلدمان كان مستشارا قانونيا للقوات الامريكية في العراق لسنوات 2003 - .2004 من جهة اخرى تعلم سلطة الاحتلال ان عنوان الديموقراطية للجميع بالرغم من طوباويته في العراق فإنه عنوان محبب وقابليته للترويج السياسي عالية جدا في مجتمع مقموع ومهان تاريخيا مثل المجتمع العراقي ، اما ما تسميه سلطة الاحتلال الامريكي بـ «مكافحة الارهاب» فعمليات الجماعات المسلحة وتصاعدها في العراق دليل مادي على فشل القوات الامريكية في هذا المجال وهو فشل حاولت ان تغطيه باقتحامات بالغة القسوة في مدن المثلث السني«الفلوجة - بعقوبة - الموصل - الرمادي - سامراء» اذ دمرت - حسب التقديرات الامريكية CNBC - في الفلوجة وحدها تسعة آلاف بيت وشردت ما لا يقل عن مائة الف من سكان المدينة وهناك الان في المحاكم العراقية ما لا يقل عن ثلاثة وتسعين الف دعوة رفعها المتضررون من قصف الامريكان لبيوتهم بالمدفعية والطائرات المقاتلة، فاذن لم ينجح المشروع الامريكي في تحقيق عناوينه المعلنة: بناء الديموقراطية ومكافحة الارهاب، ولكنه نجح في تفكيك كل شيء في العراق بحيث يتمكن من السيطرة بعيدة المدى وبناء القواعد الدائمة على تراب العراق في الشمال والجنوب والشرق والغرب ولعل هذا هو الاستهداف الحقيقي لهم هناك. بالنسبة للجزيرة العربية فيبدو ان الادارة الامريكية راغبة في اتباع سياسة التفكيك الشامل للبنى الاجتماعية والسياسية كما فعلت في العراق لكن دون الاضطرار لركوب الآلة العسكرية ولذلك سنلاحظ انها بدأت تسوق وتروج عناوينها المعهودة: بناء الديموقراطية ومكافحة الارهاب مع علمها بأن العنوانين خارج سباق الزمان والمكان في الجزيرة العربية بمعنى ان التعثر الدموي للامريكان في العراق بات يخيف الحاكم والمحكوم في اقطار مجلس التعاون الخليجي: فالاوساط الحاكمة في شريط النفط باتت اقل ثقة بقدرات الامريكان السياسية كما تتبدى في سياساتهم النيئة في العراق واما الناس - اي سوادهم ـ بات يرعبهم قصف البيوت على النساء والاطفال في الفلوجة كما شاهدوا ذلك على التلفاز، واما «مكافحة الارهاب» في الجزيرة العربية فلدى عموم الناس قناعة بان هذا الملف مصطنع ولصيق بمقاومة الاحتلال في العراق وليس بعيدا عنه وليس من الحكمة ان تستدرج دول مجلس التعاون الخليجي للتوغل في هذا الملف او ان تنغمس في حروب. وكالة يكون ابناؤها وقودا لها، فاليقظة واجبة لصراع الفيلة في العراق وتداعيات ذلك الصراع على شريط النفط لا مراء في ذلك الا انه لا يجب على دول مجلس التعاون الخليجي تحمل الاخفاقات الامريكية في العراق، وحتى موضوع المرأة المفتعل جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الامريكية لتفكيك البنى الاجتماعية التقليدية في رزالمشروع الامريكي الذي يروم السيطرة والهيمنة تحت ادعائين: بناء الديموقراطية ومكافحة الارهاب وفي حقيقة الامر هو ترويض للشخصية القومية لعرب الجزيرة Domestication اكثر منه Nation Building وسوف نبحث لاحقا باذن الله علاقة موضوع المرأة بعملية الترويض سالفة الذكر. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() الأجندة الامريكية في الجزيرة العربية: توظيف المرأة في سياسة التفكيك والترويض (5)
قلنا في الحلقة السابقة ان الادارة الامريكية تبيع سياساتها النيّئة RAW تحت عنوانين: بناء الديمقراطية ومكافحة الارهاب، الاول تبيعه على سواد الناس العطشى للحريات العامة والشخصية والثاني تبيعه على الحكومات ذات الحاجة الماسّة للحليف الخارجي المُساند، تفعل الادارة الامريكية ذلك و هي تدرك تمام الادراك ان بناء الديمقراطية في المنطقة قريب جداً من عالم المستحيل وخاصة في العراق الامتداد التاريخي والثقافي والسياسي للجزيرة العربية «اقرأ ان شئت كتاب نوح فيلدمان المستشار القانوني للقوات الامريكية في العراق 2003- 2004 الموسوم: Iraq: war & ethics of Nation Building» من منشورات جامعة برنستون 2004 by Noah Feldman فالتحول الى الديمقراطية لا يتحقق بفرمَانات من واشنطن- هذا اذا افترضنا ان واشنطن تريد ذلك فالموضوع قابل للنقاش Debatable ولكن الادارة الامريكية تدرك ايضا ان تفكيك undo البُنى الاجتماعية والسياسية التقليدية الموجودة بكثافة في الجزيرة العربية من الممكن اختصار الطريق اليه بالافتعال السياسي والتحريض الاجتماعي وهي مراهنة ومُغامرة adventure شبيهة بتلك التي حصلت في ميدان تينانمن Tiananmen Square فبدلاً من تقويض سلطة الحزب الشيوعي افضت الى تعزيزه وأدّت الى كسر ظهر الحركة الطلابية الصينية، مولعون هؤلاء الامريكان بالوصفات السّريعة افلا تلاحظ انهم قدّموا للعالم كارثة الوجبات السريعة Fast food والقهوة السريعة instant coffee؟ هل ذقتها؟ فُو... فظاعة!! ولكن فات الادارة الامريكية ان التحول الاجتماعي الى الديمقراطية لا يتحقق على طريقة الـ Fast food. في غالب الظن ان الاستهداف الحقيقي هو زلزلة وخلخلة وتفكيك البُنى الاجتماعية والسياسية التقليدية ذات النظرة البلغمية Phlegmatic للمشروع الامريكي في الجزيرة العربية، ولكن هذا الافتعال السياسي والتحريض الاجتماعي الذي تقوده اقلية مُتغربّة من النساء في الجزيرة العربية من الممكن ان يكون محرّكاً Catalyst لموجة مُضادة تقويّ وتُعزّز في النهاية مواقع البُنى التقليدية في مجتمع الجزيرة العربية. ماذا أكدت الانتخابات البلدية في الشقيقة المملكة العربية السعودية؟ جذرية وقوة وانتشار ورسوخ التيار الاسلامي الذي لا يحمل كثير ود للامريكان ولو حصلت انتخابات نيابيةهناك لكانت المفاجأة اكبر للامريكان. هذا الافتعال السياسي والتحريض الاجتماعي والضغط على حكومات دول مجلس التعاون الخليجي لن يتمخض عنه سوى الحرج الرسمي واغراق الجزيرة العربية في فوضى ثقافية وفكرية على السواحل ستكون محركا لشدة ثقافية وبأس فكري سوف يتوالد في يابسة الجزيرة العربية فاليابسة والصحراء كانت دائما مهد crodle الرد التاريخي على الميوعة الثقافية والفكرية الحاصلة على السواحل فالسنوسية Sanusism في جغبوب (ليبيا) والمهدية Mahdism في الجزيرة (السودان) والوهابية wahabism في الدرعية (السعودية) كلها بنات الصحراء ترعرعت في حضن التنظيم الصحراوي وشربت من معين الصحراء الفكري والثقافي والتأملي meditative واللغوي Semantic وتمكنت بعدها من كبس الميوعة الثقافية والفكرية وتجلياتها خارج دائرة الفعل والصراع التاريخي. اعتماد الادارة الامريكية الزائد عن اللزوم على الملاءة الاعلامية (CNN و FOX وغيرها) لن يغير من الحقائق الموضوعية التي تمشي وتتحرك على الارض. والثقافات والاديان والولاءات Loyalties والفهومات والمواقف attitudes والمرجعيات references والتاريخ وغير ذلك لا يمكن ان ينقشع هكذا سريعا في الهواء فقط لأن مؤسسة راند Rand Coporation في الدوحة ترغب ذلك. لا يمكن فصل الافتعال السياسي والتحريض الاجتماعي للمرأة ولغيرها عن المرامات الاستراتيجية الامريكية في الجزيرة العربية ومن الخطأ -بل من الغباء- الانشغال في: هل يجوز؟ او لا يجوز؟ دون الانتباه لسؤال: لمصلحة من؟ ولماذا الآن؟ وما علاقة ذلك بسياسة التفكيك والترويض للشخصية القومية لعرب الجزيرة؟ وما هي مشاريع التطبيع مع الصهاينة الجاهزة في الادراج والتي تنتظر تكييف وتخريج المحيط الاجتماعي والسياسي الملائم لتقديمها في ظل (حرية) النقاش اسوة بما يدور هذه الايام في صحافة العراق اليومية (مائة وعشرون جريدة يومية كما نسمع) تخيل حجم الفوضى الثقافية والفكرية في العراق وانشغال الناس بها بينما الامريكان يبنون قواعدهم الدائمة في كل زوايا العراق وليشبع الجمهور العراقي حرية ومسرحا وفنونا تشكيلية وعددا كبيرا من النساء في التشكيلة الوزارية. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية: إنَّهمُ يُعَالجُونَنَا على طريقة هركابي (6)
يحوشوا هركابي Y. Harkabi «هَلَك صيف 1995» كان في وقت من الاوقات يشرف على كل اجهزة الاستخبارات في الكيان الصهيوني: الموساد وأمان والشين بيت. كتب كتاباً يُعتبر من اخطر الكتب التي كتبها مسؤول صهيوني وعنوانه (العقل العربي The Arab Mind)، نظرية هركابي في هذا الكتاب تقول: لقد قاتلنا العرب في عدة حروب وهزمناهم عسكرياً لكن في اثر كل حرب يتولد مشهد سياسي اكثر تعقيداً وتزداد مشكلتنا مع العرب تعقيداً ولذلك - يمضي هركابي في القول ـ ان الحرب ضد العرب لن تمنح الامن لاسرائيل بل كل حرب تلد اخرى وان افضل طريقة هو التركيز على التسوية السياسية وفي هذه من الممكن ان نحقق الانتصار النهائي على العرب ومن الممكن ان نأخذ من العرب على طاولة المفاوضات اكثر مما نأخذ منه في الحرب وطبيعة العقل العربي والشخصية العربية تؤكد لنا ذلك. فالعربي عنيد في الحروب والمواجهات obstinate ولكنه مَلُول bore في الحوار والمفاوضة ومن الممكن - ولأنَّه قصير النَفَس وفاقد للرؤية السياسية vision ومُهشم من الداخل نتيجة الهزائم العسكرية - المتكررة- استخلاص مكاسب سياسية عديدة منه على طاولة المفاوضات. لقد اصبح هركابي الاب الروحي لحزب العمل الاسرائيلي الذي يضم عُتاة المحاربين الصهاينة امثال اسحاق رابين وشيمون بيريز وغيرهما كثيرون. واصبح يُشكل مدرسة سياسية في ذاتها، لذلك نلاحظ ان حزب العمل يؤكد دائما على التسوية السياسية في برنامجه السياسي. لو بُعث هركابي من قبره «هَلَك صيف 1995» وسأله الرئيس بوش قبل شن الحرب على العراق وقال له: هل نغزو العراق؟ لكان جواب هركابي: لا انصح بالغزو العسكري ولكن بالغزو السياسي فالغزو السياسي في بلاد العرب يحقق نتائج على الارض اكثر من الغزو العسكري ولو غزوت عسكريا سيتولد مشهد سياسي اكثر تعقيداً من وجود صدام حسين الآيل للسقوط. ويبدو ان الادارة الامريكية تعلمت من درس العراق خلاصة مقولة هركابي وبعد ان كانت منذ سنتين تهدد كلا من ايران وسوريا انخفضت وتيرة التهديد واخذت الولايات المتحدة تكثف من وتيرة الضغط السياسي الذي يركز على سياسة التفكيك والترويض لكلي من ايران وسوريا. هنا في الجزيرة العربية لو نتابع ما تقوم به مؤسسة راند RAND الامريكية في الدوحة «قطر» من محاولة اعادة هيكلة وصياغة مجتمع الجزيرة العربية وفق الصيغة الامريكية ومن يقرأ بتمعّن ورقة شيريل بينارد Cheryl Benard العاملة في المؤسسة المذكورة بعنوان: «الاسلام المدني الديموقراطي Civil Democratic Islam» وهي محاولة من جانبها لاعادة صياغة وهيكلة التنظيمات الاسلامية العاملة في الجزيرة العربية وفق المرامات الاستراتيجية الامريكية، نقول لو تابعنا ذلك وربطناه بما حصل في مجلس الامة الكويتي البارحة من انقلاب مفاجىء في توجّهه لحل ملف المرأة لصالح إدماجها - بل إقحامها إقحاما - في الشارع السياسي، نقول لو تابعنا ذلك لادركنا الى اي مدى تتوغَّل الادارة الامريكية الحالية في تفكيك البني الاجتماعية والسياسية التقليدية وترويض domestication الشخصية القومية لعرب الجزيرة وتمييع الموقف الثقافي والاجتماعي لا بل والشرعي للتنظيمات الاسلامية الممثلة في مجلس الامة الكويتي وقابلية هذه التنظيمات للترويض تحت عباءة الديموقراطية وتصويت «الاغلبية». انهم يعالجوننا في الجزيرة العربية على طريقة هركابي. لاحرب ولا عسكر تُحرًّك المخبوء والمستور في جبال رَدَفان وعسير وكهوف قفطوت وثمريت وحيرون وجبل سمحان لا بل غزو سياسي طويل الامد وتغلغل ثقافي وتفكيك سياسي واجتماعي للبنى الاجتماعية والسياسية التقليدية ذات النظرة غيرالودية unemotional للتدخلات الامريكية في شؤون الجزيرة العربية «خاصة في الشأن الثقافي والديني والحضاري ولجم الدور الاممي الاسلامي للجزيرة العربية». مجرد شعور غريب انتابني وانا اسمع تهليل وترحيب ريتشارد باوتشر الناطق باسم الخارجية الامريكية بما حصل في مجلس الامة البارحة وبسؤال بريء نزفه الى القارىء: أليس ملفتا ان اول رد فعل رسمي جاء من واشنطن من دون كل العالم؟ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() الأجندة الامريكية في الجزيرة العربية: الفتنة الكبيرة التي تنتظر الحركة الاسلامية(7)
الذي حدث في مجلس الأمة الكويتي وهو يتقاطب حول ملفّ المرأة الاسبوع الفائت وما تمخّص عن ذلك من تصويت لصالح ادماج المرأة في العملية السياسية واقحامها اقحاماً في الشارع السياسي له دلالات كثيرة وانعكاسات خطيرة على التنظيمات الاسلامية العاملة في الجزيرة العربية... ولم يتردد -والحمد لله- عدد من النواب الاسلاميين في التعبير شفاهة «أو كتابة» عن عدم رضاهم لنتيجة التصويت الذي تم في مجلس الامة وافضل ما سمعت في هذا الصدد -دونَ بْخس حق الآخرين الذين لم اسمعهم- هو ما سمعته من النائب ابورميه حفظه الله ونصره حينما قال: إن الله سوف يُحاسبنا على ذلك وان كثيرا من الناس سوف يندمون في نهاية المطاف عندما يرون بأعينهم النتيجة السلبية التي ستترتب على اقحام المرأة في الشارع السياسي. وأفضل ما قرأت في هذا الصدد هو ما كتبه النائب وليد الطبطبائي حفظه الله ونصره في جريدة «الوطن» الاربعاء 5/18 والذي اكد من خلاله ان عضوية مجلس الامة هي «ولاية عامّة» لا تجوز شرعاً للنساء وقد استشهد بإمام الحرمين الجويني في كتابه «غياث الامم » وكان استشهاده في محلّه. ولقد لاحظ الاخ احمد الكوس في كلمته التي نشرها في جريدة «الوطن» الخميس 5/19 ان الحكومة سخّرت كل آلتها الاعلامية «تلفاز واذاعة وصحف» لجانب مشروعها وارهبت لجنة الافتاء وجَنّدت جميع مدارس وزارة التربية وحتى مراكز تنمية المجتمع في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في جميع مناطق الكويت لصالح مشروع الحكومة وكمّمت افواه الأئمة والخطباء من على المنابر ومنعتهم من الادلاء بارائهم المعارضة لمشروع الحكومة وبعد كل ذلك تدّعي الحكومة ان خطوتها كانت ديموقراطية؟ وهي ملاحظة قيمّة وفي محلّها. ما يُخيف في هذا الامر هو سياقه الاستراتيجي الخارجي ومن الواضح ان الادارة الامريكية تابعت هذا الموضوع ورعته منذ البداية بغرض تثميره في اجندتها الخاصة بالجزيرة العربية، وكان تصريح باوتشر الناطق باسم الخارجية الامريكية بعد وقت قليل جدا من تصويت مجلس الامة لافتا للنظرمن جهة كشف الخلفية الامريكية للموضوع، وليس غريباً على الادارة الامريكية هذا الموقف ليس لانها نصيرة الديموقراطية ـ كما تدعي ـ ولكن خطوة كهذه من الممكن ان تصبّ في تفكيك البُنى السياسية والاجتماعية التقليدية وفي ترويض الشخصية القومية لعرب الجزيرة الذين يقوم مجتمعهم على موروث راسخ من الفصل بين محيط السياسة والولاية العامة من جهة والمرأة من جهة اخرى خاصة وان هذا الموروث هو من الثوابت الاسلامية التي التزم بها مجتمع الجزيرة العربية على مرّ العصور منذ بزوغ الاسلام حتى عصرنا الحاضر. وصار من الواضح - للقاصي والداني - ان تحريك هذا الموضوع وافتعاله وما رافقه من تحريض اجتماعي بارز قد ساهمت في رعايته الادارة الامريكية فلقد جاءت الى المنطقة عدة وفود من الكونجرس ومن جمعيات امريكية كما كانت السفارة الامريكية ترسل مندوبيها في كل المناسبات للاتصال بالعناصر النسائية الحركية وكانت الوفود الامريكية ترسل مندوبيها في كل المناسبات للاتصال بالعناصر النسائية الحركية وكانت الوفود الامريكية تحضر جلسات مجلس الامة وتتصل بالنواب في منازلهم، كل ذلك يكشف الخلفية الامريكية للموضوع ويستوجب منا ان نتساءل: لماذا كل هذا الاهتمام الرسمي الامريكي بموضوع المرأة في الكويت؟ (تابع ان شئت تصريحات الرئيس بوش في هذا المجال). يجب على الحركة الاسلامية في الجزيرة العربية بكل اطيافها وألوانها وراياتها ومسمياتها ألا تفوت هذه الفرصة لاستخلاص الدروس والعبر وتنقية الصفوف والمفاهيم وتحرير المواقف من الوهن وتبصير القيادات الاسلامية والقواعد للتحديات السياسية القادمة ما يوجب البلورة الفكرية وتأصيل المفاهيم والمباشرة فورا بعمليات الارشاد السياسي والتربية الاجتماعية وتجاوز العتبات الحزبية قبل ان تجد الحركة الاسلامية نفسها - وباسم الديموقراطية وصوت الاغلبية - وقد تم استيعابها وهضمها وتجنيدها لتنفيذ الاجندة الامريكية في الجزيرة العربية. اقصى ما تتمناه الادارة الامريكية هو حركة اسلامية تلتزم بالضوابط الديموقراطية ولا تلتزم بالضوابط الشرعية الاسلامية، واحلى ما تسمعه من كلام هو ذلك الكلام الانفعالي الهائم الطليق الذي تفوه به النائب الاسلامي عندما قال بعد اعلان نتيجة التصويت: (هذا يوم عظيم من ايام الديموقراطية الكويتية)، أي ديموقراطية يا اخي سامحك الله وعفا عنا وعنك وهل سيسألنا الله تعالى في نهاية المطاف عن التزامنا بالديموقراطية والتعددية وتصويت الاغلبية أم يسألنا عن مدى التزامنا بالثوابت الشرعية التي اخترقها وتجاوزها القانون الاخير موضوع التصويت؟ لقد كشفت التجربة الاخيرة في مجلس الامةامرين بارزين: أولهما ان الحكومة مستعدة لأن تلجأ لكل المخالفات والتجاوزات السياسية والقانونية لتمرير مشاريعها ايا كانت المطابخ السياسية التي طبخت فيها، وثانيهما ان النواب الاسلاميين يعانون من خلل كالمنخل على مستوى حركتهم وفكرهم ونضجهم السياسي وهو خلل خطير وعضوي وبنيوي قد يجدون انفسهم في نهاية المطاف افضل ادوات لتنفيذ الاجندة الامريكية في الجزيرة العربية على اعتبار ان التجربة الكويتية - لا سمح الله - سوف يتم تعميمها على اقطار الجزيرة العربية، ان الامر جلل والفتنة عظيمة وهي فتنة تنتظر الحركة الاسلامية قبل ان تصبح وسيلة من وسائل تنفيذ الاجندة الامريكية في الجزيرة العربية. هل اصبحت الديموقراطية فخا كبيرا منصوبا للحركة الاسلامية؟ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() الزبدة والخلاصة
دور (السلفية الوهابية الحكومية) في ترسيخ (المشروع الأمريكي) https://www.royaah.net/detail.php؟id=674 بقلم حصاد الشبكة 2009 - 12 - 14 باختصار شديد.الجامية والسلفية الحكومية تجعلان الصراع مع الطرف الأضعف، بينما يدعان القوي يسرح بالسلطة ويمرح، ولايشك رجل شم أخلاق الاسلام ماتنطوي عليه هذه الممارسة من نقص في المروءة والرجولة.كلما رأيت سلفياً معاصراً مشغولاً بسلخ مثقف بائس لاقارئ له تذكرت قول سيد الخلق: (إنما أهلك من كان قبلكم: أنهم إذا سرق فيهم "الشريف" تركوه، واذا سرق فيهم "الضعيف" اقاموا عليه الحد). ولم يقل النبي ان الذي سرق هم البطانة والحاشية! ولم يقل ان مواجهة الأشراف بسرقاتهم ربما يحدث فتنة! ولم يقل ذلك منهج التهييج! كنت ولا زلت وسأظل أرى ان العودة الى منهج القرون الفاضلة في فهم الدين والحياة والعلاقة بالعالم هو المخرج من هذه الأزمات المدلهمة التي تطوق حياتنا.أعني منهج ذلك الجيل الفريد: النبي –صلى الله عليه وسلم - وفقهاء أصحابه وزهاد التابعين من أهل العلم والعبودية والعمل لهذا الدين. فأنا في هذه المقالة لا أتحدث عن منهج ذلك الجيل الفريد من السلف وأهل القرون الفاضلة – عليهم سحائب المغفرة - وانما أتحدث عن شريحة معاصرة، اصبحت معروفة بملامحها المشتركة، ونمط تفكيرها، ومواقفها ذات اللون البارز، ويسمون أنفسهم "السلفيين"، وينتسبون في ذلك كله الى "السلف". وبدهي أن نقد "السلفية المعاصرة" ليس نقداً لـ "السلف" ذاتهم برغم انتساب السلفيين الى السلف، كما أن نقد المسلمين المعاصرين ليس نقداً للاسلام ذاته برغم انتسابهم اليه، وكما أن نقد الحنابلة ليس نقداً للامام أحمد ذاته برغم انتسابهم اليه، وكما أن نقد كتاب من كتب التفسير ليس نقداً للقرآن ذاته برغم اعلانه كونه مجرد تفسير له. هذه المسافة بين "المعطى" و"تفسيره" المنتسب اليه هي أحد أصول علم الملل والفرق والمذاهب الفكرية، فأتمنى أن لا أكون بحاجة الى اعادتها وتأكيدها مرة أخرى. أؤكد أنني بصدد ايضاح العلاقة الوطيدة بين اهتمامات وممارسات (السلفية المعاصرة) وبين المناخ المفضل لتعزيز المصالح الأمريكية. بمايعني أن هذه الفرقة "السلفية المعاصرة" هي أحد أهم عوامل تكريس الهيمنة الأمريكية على المنطقة، وانفراد البيت الأبيض بتسيير دفة الأمور، وتعميق مبررات الوجود الأمريكي، وتغييب "الرأي العام" عن مقاومة هذا الاستعمار شبه الصريح. لايمكن بطبيعة الحال فهم هذه القضية الا من خلال استيعاب وتحليل السياسة الأمريكية المفضلة في "صناعة النفوذ" وغرس الهيمنة واحكام السيطرة في المناطق ذات الصلة بالمصالح الحيوية الأمريكية في العالم. يعبر عن استراتيجية "صناعة النفوذ" بشكل تفصيلي واضح مهندسا السياسة الخارجية الأمريكية وهما العجوز المخضرم "هنري كيسنجر" (مستشار الرئيس نيكسون ووزير خارجيته فيمابعد) وزبغنيو بريجنسكي (مستشار الرئيس كارتر لشؤون الأمن القومي) ككتاب كيسنجر الضخم عن تاريخ الدبلوماسية، وكتاب القوة والمبادئ لبريجنسكي وغيرها. وتتلخص هذه الاستراتيجية بشكل مركز في (تغذية النزاعات الخفيفة المحدودة والمحكومة استراتيجياً) بهدف الهيمنة وخلق مبررات التواجد الأمريكي في المناطق المستهدفة. وهذه النزاعات التي تكون تحت السيطرة يطلق عليها (Low intensity conflicts) أي الصراعات منخفضه الحدَّه، ولذلك يكرر كيسنجر فكرة "ادارة الأزمات وليس حلها". وهذه الفلسفة واصلت الادارات الأمريكية المتعاقبة تحريك خيوطها في المناطق المستهدفة. ولذلك تجد أن الادارة الأمريكية تفضل دوما حماية استقرار النظم السياسية الفاسدة في العالم العربي، وجر القوى الفكرية والسياسية واستدراجها الى التطاحن حول القضايا الرمزية والشكلية والصغيرة بحيث تمتص الطاقة الاجتماعية دون المساس بمصالح اللاعبين الكبار.إنها سياسة اشغال القطط الصغيرة بالفتات حتى لاتفكر في الصعود للمائدة. ولقد وفرت هذه السياسة (حماية استقرار الحلفاء واستنزاف الخصوم بالمعارك المحكومة) للبنتاجون ميزانيات هائلة فبدلاً من صرف الطاقة في كسر التفوق النسبي لكل خصم فان الادارة الأمريكية تتوجه الى فتح المجال لهذه الطاقات لكي تتطاحن ليدفع فاتورة حماية المصالح الأمريكية الخصوم ذاتهم. بما يعني أن أفضل طقس يتناسب مع طبيعة الأخطبوط الأمريكي هو الطقس الذي تتصارع فيه القوى الثقافية حول القضايا الصغيرة مع تأكيد شرعية النظم السياسية الفاسدة في العالم العربي. والواقع المر أن"السلفية المعاصرة" استطاعت أن تخلق هذا المناخ بكل جدارة. فلا يخفى على منصف صادق أن السلفيين في كل مكان يضخمون القضايا الرمزية ويقزمون القضايا الكبرى. كم هو مؤلم أن يكون المناخ السلفي اليوم هو المناخ المفضل للأخطبوط الأمريكي. ومن المهم عدم الخلط بين السلفية و"الحركات الوسيطة" وأقصد بها الحركات التي تقف في الوسط بين جبهات المثلث الاسلامي، فالمثلث الاسلامي اليوم يقف على زواياه ثلاثة جبهات: (الحركيون، الجهاديون، السلفيون( فالجهاديون أولويتهم هي (المشروع العسكري) ولذلك فهم يقلقون الادارة الأمريكية نتيجة تعميقهم في الشباب نزعة الصدام والتمرد على الأمن واثارة الفوضى والاضطرابات. أما الحركيون فأولويتهم هي: (اقامة الدولة الاسلامية) ولذلك فهم يقلقون الادارة الامريكية والنظم السياسية العربية الفاسدة نتيجة تعميقهم في الشباب الوعي السياسي ونزعة المعارضة المنظمة بعيدة المدى. أما السلفيون فأولويتهم هي (بيان زلات الكتاب، وتجنب القوى السياسية) ولذلك فلا يمثلون أدنى تهديد للمصالح الأمريكية، بل بالعكس تصب جهودهم في مصلحة استنزاف القوى المناهضة للمصلحة الأمريكية. وتقف على أضلاع هذا المثلث حركات وسيطة تجمع بين مكونات جبهتين، مثل (السلفية الجهادية) و(السلفية الحركية: مجلة البيان) وهذه الحركات الوسيطة خففت من انحراف السلفية المعاصرة بما اضافته من محاسن الجبهات الأخرى. أما السلفية المعاصرة "المحضة" التي لا تعترف بأمرين: "المشروع الحركي" و"المشروع الجهادي : "فهي حركة خطيرة تجر الشباب الى الاشتغال بما لا يؤثر على مصالح الاستعمار الأمريكي من حيث لا تعلم. حيث تحاول تخفيف الاهتمام بالقوى السياسية صاحبة الأمر والنهي والسيادة، وتحويل المعركة الى الصحافيين والمثقفين المعزولين أصلاً عن القرار السياسي والشعبية العامة. بل بلغ الحال ببعض السلفيين الى التبجح في المجالس بعلاقاتهم الخاصة مع الأمراء والولاة، وأصبحت نغمة مألوفة ان ترى الواحد منهم يقول (قال لي الأمير فلان كذا.وقال الأمير فلان كذا) يقولها بكل استرخاء وكأن شيئاً لم يكن! في بالي الآن عدد من الأسماء السلفية الرنانة التي صدَّعت أسماعنا بذلك في المجالس والندوات المغلقة - وبعضهم يكتب في الساحة السياسية بأسماء شبه معروفة - ولكن أخلاق الاسلام تأبى علي التصريح بما في المجالس. بل كثير منهم يعتذر صراحة في المجالس والندوات للنظم السياسية العربية الفاسدة بأنه ليس في امكانها أكثر مما صنعت أمام الامبراطورية الأمريكية. كل مسلم يقرأ كتاب الله يستقر في روعه قطعاً أن "العقيدة الالهية" هي مصدر الالهام والتدفق والتغيير في هذا العالم. كل مسلم يقرأ سيرة النبي وتاريخ الخلفاء الراشدين يرى كيف وظفوا العقيدة في اقامة عزة الاسلام. لكن حين تأخذ جولة سريعة في الدروس السلفية المعاصرة في علم العقيدة تتفاجأ حين ترى الدروس تمضي ساعاتها الثمينة في "صراع الأشباح" التي لا وجود لها أساساً. أكثر شخصية حاضرة في تلك الدروس السلفية هو الجهم ومذهب الجهمية. ولا والله مارأيت في حياتي كلها شخصاً جهمياً. بل لا يعرف في تاريخ الاسلام مذهب له أنصاره وكتبه وتلاميذه باسم الجهمية. وانما هي مقالة تحكى بلا خطام عن شخصية غامضة ليس لها مؤلفات متداولة ولا تاريخ.أما العالم الاسلامي اليوم فهو اما أشعري أو ماتريدي أو على مذهب أهل الحديث. وهكذا تمضي ساعات طالب العلم ويستهلك جهده ووقته وعمره - الذي لن تزول قدماه يوم القيامة حتى يسأل عنه - في الرد على أشباح لاحقيقة لها ولا وجود. بينما لو تقدم شاب مكلوم الى أحد هؤلاء السلفيين المتصدين لدروس العقيدة بسؤال حول الفساد السياسي المعاصر وفتنة المسلمين بالاستعمار الأمريكي لتضايق من السؤال ووجه السائل الى الاهتمام بتأصيل العقيدة أولاً! ومتى كانت معركة الأشباح جزءاً من نور النبوة؟! بالله عليك أخي القارئ الكريم: هل يمثل الرد على الجهمية والمجسمة ونظائرهم تهديداً للمصالح الأمريكية؟! وهذا مايفسر لماذا استمرت أمريكا طوال السنوات الماضية في حماية ودعم آيديولوجية النظام السياسي الخليجي، وتمرير التمويلات الفلكية التي كان الخليج يضخها في طباعة كتب السلفيين المعاصرين في العقيدة. وقد استمرت السلفية الرسمية غير حساسة بتاتاً تجاه المصالح الأمريكية ومشروع الاستعمار الأمريكي، وغير قادرة أصلاً على التقاط موجات الهيمنة وفهمها، برغم صلاح قصدها في كثير من الأحيان لكنه نقص الوعي الذي ضرب بجرانه في الأفهام. ولذلك أفتت المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية - بكامل حمولة زعامتها السلفية - بجواز الصلح مع اسرائيل وثار المسلمون في كل مكان على هذه الفتوى. ثم لما هدأت الأمور أعقبتها بفتواها الثانية في مشروعية ضخ ونشر القوات الأمريكية في المنطقة إبان أزمة الخليج.وثارت الحركة الاسلامية حينها على هذه الفتوى. ثم لما اندلعت أزمة لبنان وقف كثير من السلفيين في صف اسرائيل ضد المقاومة اللبنانية. أؤكد أن كثيراً من ذلك قد يتم بحسن نية لكنه ينطوي على كثير من غياب الوعي. ولا يخفى على أبسط متابع أن النظم السياسية الفاسدة في العالم العربي هي أحجار الشطرنج التي يحركها البيت البيض وفقاً لتبدلات مصالحه والمواقع الجديدة التي تفرضها احتياجاته. والفقه السلفي المعاصر – للأسف - يخدم كثيراً مصلحة هذه النظم السياسية الفاسدة، فجمهور السلفيين المعاصرين يقفون موقفاً سلبياً من مفاهيم الشورى والمشاركة السياسية وتوسيع القاعدة الشعبية لاتخاذ القرار، فأفكار السلفيين المعاصرين تدفع باتجاه حرمان الأمة من المشاركة في صياغة واقعها. ولذا يلاحظ المتابع أن النظم السياسية الفاسدة في العالم العربي تقمع الجهاديين، وتترصد للحركيين وتحصي أنفاسهم، أما السلفيون فهم الفرقة الوحيدة التي تتمتع بالقسط الأكبر من مناصب كبار العلماء، وامامة الحرمين، ورئاسة الجمعيات الخيرية الرسمية، والقاء الدروس والدورات العلمية دون عرقلة ولا وساطات.ونحو ذلك من هذه الامتيازات الفارهة. بل ان كبار الكتاب السلفيين هاهنا في "الساحة السياسية" هم الوحيدون الذين لم تطالهم عين الرقابة ولازالوا في سعة من أمورهم لأنهم بكل بساطة يدعون مالله لله ومالقيصر لقيصر. وهكذا يتوتر الساسة من الحركيين والجهاديين ويقربون السلفيين.ذلك أن الجهاديين يتمردون على الأمن، والحركيون يعمقون الوعي السياسي لدى الفرد، بينما السلفيون يغيبون وعي الشاب. فالمحصلة النهائية أن الفكر السلفي المعاصر يمنح النظم السياسية العربية مزيداً من الأوراق لتأكيد احتفاظها بالسلطة وانفرادها بها. فبالله عليك أخي القارئ.حين يؤدي الفكر السلفي الى استقرار النظم السياسية الفاسدة وانفرادها بالسلطة فهل يمثل تهديداً للمصالح الأمريكية أم تعزيزاً لها؟! كنا مرة في أحد المجالس - أيام حريق الرئاسة الشهير - فذكر أحد السلفيين أنه ذهب أكثر من أربعين مرة الى المقام السامي يناصحه عن حادثة "الدمج". فقال له أحد الحاضرين: وهل ناصحتهم لمواجهة الاستعمار الأمريكي للعراق؟ فقال بكل دهشة: لا! هذا هو الفهم السلفي الصالح للأخطبوط الأمريكي.يغرق في اجراء اداري ويدع اخوانه تحت رحمة المجنزرات الأمريكية! يتحدث أحد الناشطين في الجمعيات الخيرية في العالم الاسلامي فيقول: تصادف أن تجد في كل عاصمة عدة جمعيات ذات مشارب اسلامية مختلفة فبعضها اخواني وبعضها تبليغي وبعضها تحريري وبعضها غير ذلك وبسبب الغربة والهم المشترك فان جسور التعاون والتعاضد تزداد متانة بمرور الوقت، فأي نقص في جمعية من الجمعيات تستعين فيه بالجمعية الأخرى. حتى اذا حل بيننا فرع جديد لمؤسسة الحرمين السلفية بدأ حديثهم في تبديع الجمعيات الأخرى يزرع الشقاق والتناقض وتفجر العلاقات بشكل لا تتصوره فينقلب التعاون خصومات ومشاحنات كارثية! بالله عليك أخي القارئ الكريم.هذه الانشقاقات السلفية المستمرة التي تنخر في الداخل الاسلامي هل تمثل تهديداً للمصالح الأمريكية أم تعزيزاً لها؟! يعنيني كثيراً أن أوضح للقارئ الكريم خيطاً رفيعاً يفصل بعض السلفيات المعاصرة كثيراً مايتم خلطها ببعضها، ألا وهو الفرق بين "الجامية" و"السلفية الحكومية". فهاتان الفرقتان المعاصرتان يجمعهما تغييب الوعي عن "المنكرات السياسية" ويفترقان في المعركة البديلة، فالجامية تجعل المعركة مع "زلات الدعاة" والسلفية الحكومية تجعل المعركة مع "زلات المثقفين"، ويشتركان كلاهما في التطبيل الخفي للنظم السياسية الفاسدة، وتعليق المنكرات على شماعة "الحاشية" و"البطانة" هربا من مواجهة الحقائق وتسمية الأشياء بأسمائها. باختصار شديد: الجامية والسلفية الحكومية تجعلان الصراع مع الطرف الأضعف، بينما يدعان القوي يسرح بالسلطة ويمرح، ولايشك رجل شم أخلاق الاسلام ماتنطوي عليه هذه الممارسة من نقص في المروءة والرجولة. كلما رأيت سلفياً معاصراً مشغولاً بسلخ مثقف بائس لا قارئ له تذكرت قول سيد الخلق: (إنما أهلك من كان قبلكم: أنهم إذا سرق فيهم "الشريف" تركوه، واذا سرق فيهم "الضعيف" اقاموا عليه الحد). ولم يقل النبي ان الذي سرق هم البطانة والحاشية! ولم يقل ان مواجهة الأشراف بسرقاتهم ربما يحدث فتنة! ولم يقل ذلك منهج التهييج! هذا هو منهج محمد بن عبدالله. لا مداورة ولا التفاف. ولاتسويغات متكلفة لأشراف البلاط. بل هو الصدع بالحق في وجوه الأقوياء قبل الضعفاء. ألا ترى أنه حين يقتل المسلم في سبيل مدافعة كافر في مثل قوته فانه يستحق لقب الشهادة، لكنه حين يقتل في سبيل مواجهة سلطان يفوق قوته فانه يستحق لقب "سيد الشهداء" كما قال سيد الخلق: (سيد الشهداء حمزة ورجل قام الى امام جائر فأنكر عليه فقتله). ختاماً: لست هاهنا أدعو لفكر جهادي ولا حركي ولاسلفي معين، وانما أريد أن أوضح فقط أيهم الذي يمثل تهديداً للمصالح الأمريكية وأيهم الذي يمثل أجواء مناسبة لها؟ 3 تعليقات حتى الآن: | الشهاب.. لقد وفق الكاتب أيما توفيق في تجلية الأمور وتوضيحها، ووضع النقاط على الحروف بشكل واضح ومباشر، فأتفق معه تماما في توصيفه لواقع السلفيين المعاصرين، والذين يلعبون دورا هاما في المحافظة على المصالح الأمريكية الحيوية في المنطقة، وفي الوقت نفسه يحافظون على ثبات النظم السياسية العربية الفاسدة، وبمنهجيتهم الراسخة يكرسون كل ألوان الظلم والفساد والاستبداد، السلفيون المعاصرون غائبون عن الوعي ومغيبون له، وهم يفتقرون إلى الوعي التاريخي الحقيقي الذي يلزمهم بخوض الصراع مع القوى المتنفذة صاحبة النفوذ والقرار، وليس مع القوى والاتجاهات الإسلامية الصحوية والدعوية، لماذا لا تدعم أمريكا هذه التيارات السلفية وهي التي تشكل لها غطاء وحماية وتدعها تنفذ مشاريعها في المنطقة بكل أريحية وطلاقة اليد؟ هل يتنبه الصادقون المخلصون من السلفيين لما يراد لهم؟؟؟ | قارئة.. حقيقة لامراء فيها، مافي احد خدم المشروع الامريكي الاستعماري زي السلفيين بكل اشكالهم،،لأن ببساطة الحلم الامريكي يقوم على الاستفادة من تحويل المجتمعات اللبشرية الاخرى الى مجتمعات متخلفة اقتصاديا ويسهل استنزاف ثرواتها واحتلالها،والمشروع السلفي نجح في تحويل المجتمعات الاسلامية التي كانت في طريقها للتنوير والتطور الى مجتمعات متخلفة غاية تفكيرها كيف تطمر المرأة وكيف تقيم الحد على المرتد، واشعلت الفتن الداخلية والطائفية فيما بينها وبالتالي اصبح من السهل على تجارة السلاح والمخدرات التغلغل في العمق الاسلامي، والمستفيد الاول هو الرأسمالية العالمية التي تقودها امريكا،،هكذا بكل بساطة،،، والسلفية السعودية بالذات هي اكبر من روج للمشروع الامريكي على الطريقة الاسلامية، ولاننسى ان القاعدة كانت تدرب على ايدي سي اي ايه وباموال امريكية سعودية،،يعني من يحاول ان يضحك على نفسه وسيتجاهل هذه الحقيقة من التعاون السلفي الامريكي فهو اما جاهل او متجاهل | متابع.. الكاتب أصاب كبد الحقيقة، لقد أرهقتنا السلفية السلبية برؤاها المبتذلة التي عمقت انقسام الساحة الإسلامية وشمتت بنا المتربصين بالدعوة، لايكفي ان نكتب مقالة ثم نمضي بل المطلوب جهودا في محاصرة منطق الهزيمة والضلال وابرازا لمنطق العزة والوعي. |
|||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أخلاق, ميزان, المحمود, الدكتور, الوهابية, وعقيدة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc