فهد يشتري أسلحة من إسرائيل ويبيعها النفط
قال الكاتبان الأمريكيان ليزلي وأندرو كوبورن في كتابهما "العلاقات السرية الأمريكية-الإسرائيلية" إن خزانات الوقود الإضافية التي اشترتها المملكة السعودية لطائرات إف-15 بهدف تمكينها من التحليق لفترات أطول صنعت في مصنع خارج تل أبيب تابع لشركة "صناعة الطائرات الإسرائيلية". وكانت إسرائيل قد حصلت على عقد من شركة ماكدونالد دوغلاس الأمريكية التي تصنع طائرات إف-15 لتصنيع خزانات الوقود (كوبورن, صفحة 195). لكن الباحث أليكساندر بلاي من معهد ترومان للأبحاث نشر مقالا بعنوان "نحو تعايش إسرائيلي- سعودي" أكد فيه أن "مفهوم الاتكال السعودي-الإسرائيلي المتبادل" يقوم لتوه بإرشاد صانعي السياسة في إسرائيل, مشيرا إلى أن خزانات وقود طائرات إف-15 السعودية قد صنعت في إسرائيل كما ذكرت مجلة "جينز" البريطانية المختصة بالشؤون العسكرية والتسلح (21/7/1984) وعلق بلاي على ذلك بقوله أن صفقات كهذه لا تبعث على الدهشة لأنها تؤدي إلى تقوية النظام السعودي. وتساءل الباحث: ما هي مصلحة إسرائيل في استمرار وجود آل سعود في الحكم؟ وأجاب بقوله إن لدى الطرفين عددا لا بأس به من المصالح المشتركة. فكلاهما لديه مصلحة في المحافظة على الأنظمة العربية المؤيدة للغرب. بالإضافة إلي ذلك فإن الظرف في عصر الطفرة النفطية الحالية يدفع المملكة للبحث عن مشترين للنفط بينما إسرائيل هي في بحث مستمر لا ينقطع عن مصادر نفطية لسد احتياجاتها. وتابع الباحث قائلا إن ناقلات النفط مسجلة في السويد تبحر من الموانئ السعودية ثم تغير علمها في منتصف الطريق وتبحر متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي دون أن ينتبه أحد لما جرى. وهذا ليس خيالا وإنما هو حقيقة واقعة. ونشر ضابط المخابرات الإسرائيلية (الموساد) فيكتور أوستروفسكي كتابا فضح فيه نشاطات الموساد لأول مرة وسبب الكثير من الإحراج للإسرائيليين لدرجة أن إسحق شامير طلب من الحكومة الكندية منع نشر الكتاب وحاول إيقاف عملية النشر عن طريق القضاء فلم يفلح. وقد أكد أوستروفسكي أن المملكة السعودية تشتري كمية كبيرة من الأسلحة المصنوعة في إسرائيل, وقد ذكر في كتابه ما يلي: "علمت من القسم المسؤول عن السعودية في الموساد أن إسرائيل تبيع عبر دولة وسيطة خزانات وقود للطائرات السعودية المقاتلة لتمكينها من الحصول على مزيد من الوقود لإطالة الرحلة إذا اقتضت الحاجة لذلك. كما أن إسرائيل تعاقدت مع الولايات المتحدة لتزويدها بذات النوع من خزانات الوقود.
وقد فكر السعوديون فاعتقدوا أن حصولهم على خزانات الوقود الإسرائيلية عبر دولة وسيطة يكلفهم كثيرا ولهذا سألوا الأمريكيين إذا كانوا يستطيعون شراء خزانات الوقود المصنوعة في إسرائيل من أمريكا مباشرة. وبما أن الاتفاقية الإسرائيلية-الأمريكية التي اشترى الأمريكيون بموجبها خزانات الوقود الإسرائيلية تمنع الولايات المتحدة من بيع الخزانات لدولة أخرى دون الحصول على موافقة إسرائيل مسبقا فقد سألت الولايات المتحدة إسرائيل عن رأيها في الموضوع, فرفضت إسرائيل الفكرة وسارعت إلى استخدام اللوبي الصهيوني وأوكلت إليه مهمة معارضة الفكرة بحجة أن بيع أمريكا تلك الخزانات للمملكة سيمكنها من مهاجمة إسرائيل. ونحن نعرف أن حجة كهذه هي حجة لا أخلاقية لأن الحقيقة هي أننا كنا نبيع السعوديين هذه الخزانات تحت غطاء تعاقد مدني ونحصل منهم على أسعار عالية جدا , وهذا هو سبب محاولتهم الحصول عليها من الأمريكيين, كما أن خزانات الوقود ليست الشيء الوحيد الذي بعناه للسعوديين بهذه الطريقة فقد بعناهم أشياء أخرى كثيرة. إن السعودية سوق كبير ولا يمكننا تجاهله" (الصفحات 123-124).
وكتب ستيف رودان في صحيفة الجيروزاليم بوست (17/9/1994) عن مبيعات إسرائيل للأسلحة . وذكر الخبير العسكري أن حرب الخليج عام 1991 شكلت نقطة انعطاف مهمة بالنسبة للصناعات الحربية الإسرائيلية لأنها مكنتها من بيع الأسلحة الإسرائيلية على نطاق واسع للولايات المتحدة وحلفائها العرب. وذكر الخبير أن السعودية اشترت باسم واشنطن أثناء حرب الخليج من تل أبيب منصات لإطلاق صواريخ "توماهوك", وقذائف متطورة قادرة على اختراق الدروع, وطائرات استطلاع جوي بلا طيار وأجهزة ملاحة. كما أن الشركات الإسرائيلية تقوم بتطوير طائرة إف-15 وتصنيع بعض أجزائها. وذكر الخبير العسكري أن حرب الخليج مكنت إسرائيل من دخول سوق السلاح في العالم العربي إذ تمكنت إسرائيل من بيع المملكة السعودية أربعة عشر جسرا عسكريا صنعتها شركة "تاس" للصناعات الحربية الإسرائيلية بمبلغ مليون دولار للجسر الواحد.
بينما ذكر الكاتبان الأمريكيان ليزلي وأندرو كوبورن في الكتاب الذي ذكر أعلاه أن صواريخ الريح الشرقية التي باعتها الصين السعودية تم إدخال تحسينات عليها من قبل المهندسين الإسرائيليين ضمن صفقة عقدها تاجر سلاح إسرائيلي يدعى مشاؤول إيزنبرغ (الصفحة 13). وقد أكدت جميع الصحف البريطانية والأمريكية ذلك في تاريخ لاحق.
ليس ذلك فحسب, فقد كتب الخبير العسكري ستيف رودان في صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية (17 أيلول/سبتمبر 1994) مقالا تحت عنوان "تجار الخصم" تحدث فيه عن مبيعات السلاح الإسرائيلية السرية في العالم الثالث. وقال الخبير العسكري إن حرب الكويت منحت إسرائيل فرصتها الذهبية لبيع الأسلحة والمعدات العسكرية للدول العربية. فقد باعت شركة تاس للصناعات الحربية الإسرائيلية (14) جسرا حربيا للمملكة السعودية بلغت تكلفة كل منها مليون دولار. وقد تم شحن الجسور المتنقلة على متن طائرات النقل العسكرية الأمريكية الضخمة من طراز "غالاكسي". وقد صرحت مصادر المصانع الحربية الإسرائيلية للخبير العسكري رودان أنها قررت التكتم على جميع الصفقات المستقبلية مع الدول العربية حتى لا تحرج الأنظمة العربية. وذكر الخبير العسكري أن إسرائيل تقوم حاليا بتطوير وإنتاج أجهزة ومعدات لطائرات إف-15 التي تستخدمها الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى (كالسعودية).
وذكر الخبيران الأمنيان ميلمان ورافيف إن إسرائيل شحنت إلى المملكة السعودية في عام 1991 مناظير للرؤية الليلية, وجسورا متحركة, ومعدات لزرع الألغام, ومعدات حربية متنوعة أخرى لمساعدة قوات الحلفاء على هزيمة العراق. وقد أمر الجنرال شوارزكوف قائد القوات الأمريكية في السعودية بإزالة جميع الكتابات العبرية المنقوشة على الأسلحة حتى لا يكتشف أحد منشأها (الصفحة 401).
وذكر الكاتبان ليزلي وأندرو كوبورن في كتابهما "العلاقة الخطرة" أن القنابل الإسرائيلية بدأت تنهال على العراق منذ اللحظات الأولى لحرب تحرير الكويت. وكانت القنابل عبارة عن قذائف موجهة بأشعة ليزر يطلق عليها اسم "هاف ناب" , وكانت تطلقها قاذفات القنابل الأمريكية من طراز بي-25. وقد استخدمت واشنطن تلك القنابل لأنها اعتقدت أنها أدق في إصابة الهدف من القنابل الأمريكية. ولم يخجل الجيش الأمريكي من إلباس جنوده في السعودية بالأحذية العسكرية التي كتبت عليها عبارة : "صنع في إسرائيل" (الصفحة 346).
وقال الخبير العسكري ستيف رودان في المقال المشار إليه آنفا والمنشور في صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية (17 أيلول/سبتمبر 1994) شكلت حرب الكويت منعطفا تاريخيا بالنسبة لصادرات إسرائيل العسكرية للولايات المتحدة في عام 1991, إذ قامت إسرائيل أثناء الحرب بتزويد البحرية الأمريكية بمناصب لإطلاق صواريخ "توماهوك", وقذائف متطورة قادرة على اختراق الدروع, وطائرات استطلاع تطير بلا طيار, ومعدات أخرى يستخدمها الطيارون. كما أن المصانع الحربية الإسرائيلية تقوم حاليا بتطوير وإنتاج أجهزة ومعدات لطائرة إف-15 التي تستخدمها أمريكا وحلفاؤها (كالسعوديين).
أما الخبير ريك أتكيونسون فقد ذكر في كتابه "خفايا حرب الخليج" أن اجتماعا عقد في قيادة اللواء الثاني الأمريكي المتمركز على بعد ثلاثين ميلا جنوب الحدود الكويتية في أوائل شباط/فبراير برئاسة قائد اللواء الجنرال ويليام كيز. وقد أعلم الجنرال كبار ضباط اللواء أنه تقرر إجراء اختراق ثان للخطوط العراقية, وأنه تم طلب معدات إسرائيلية لاكتشاف الألغام من تل أبيب, وأن هذه المعدات وصلت إلى السعودية من إسرائيل لتمكين القوات الأمريكية من إحداث ذلك الاختراق. (الصفحات 245-246).
وخلال أزمة الخليج عرض التلفزيون البريطاني عدة مرات صور الجنود اليهود في الجيش الأمريكي في صحراء الجزيرة وفي أحد المرات أظهرهم في وضع أداء الصلاة اليهودية وقال المعلق بلغة المستغرب إن هؤلاء الجنود يصلون على أرض العرب من أجل أن يساعدهم ربهم على هزيمة العرب.
استخدمت المخابرات المركزية الأموال السعودية المودعة في أحد البنوك السويسرية لشراء أسلحة من الصين وإسرائيل. فقد ذكر الخبير العسكري سليغ هاريسون في كتاب "الحرب ذات الكثافة المحدودة" أن مصدرا رفيعا ومسؤولا في المخابرات المركزية الأمريكية أعلمه, على سبيل المثال, أن المخابرات المركزية دفعت في عام 1986 مبلغ 35 مليون دولار من الأموال السعودية لإسرائيل لشراء بعض الأسلحة والمعدات السوفياتية التي غنمتها من ياسر عرفات أثناء حرب لبنان (والتي دفع السعوديون ثمن شرائها لعرفات). وذكر أن المخابرات المركزية كانت تشرف على شحن تلك الأسلحة جوا إلى باكستان حيث كانت تسلمها إلى مديرية المخابرات العامة هناك لتوزيعها بالتعاون مع رئيس محطة المخابرات المركزية الأمريكية في إسلام آباد على المجاهدين (الصفحة 203 من مداولات مجلس الشيوخ الأمريكي لجنة شؤون آسيا والباسيفيك, مارس 1987).