هذا المرض ربما يدخل المريض النار

[سهم14]

من الناس صنف يستمتع ويتلذذ إذا رأى النعمة تزول من غيره، ويصيبه الغم إذا رأى أحدا أنعم الله عليه، هذا هو الحاسد، يتمنى زوال النعمة ممن أنعم الله عليه.

الحاسد –بلا شك- يعرض نفسه لسخط الله –تعالى-؛ إذ يسمح لنفسه أن يعترض على مشيئته في العطاء، وكأنه شريك لله في ملكه، هذا لا يبدو إنسانا مؤدبا مع الله، والحسد خطر كبير على التوحيد.

والأولى به أن يتمنى أن يسأل الله أن يعطيه كما أعطى غيره، والله كريم وخزائن رحمته لا تنفد.

ولشدة الخبث المتراكم في النفس الحاسدة، يلحق الحاسد بمحسوده ضررا أحيانا، حتى إن بعض الحساد لديهم مهارة عالية على إصابة أهدافهم بدقة؛ لهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من شرهم إلى أن نزلت المعوذتان فأصبح يتعوذ بهما، وأرشدنا إلى التعوذ بهما، مع قراءة الإخلاص والفاتحة وآية الكرسي، وذكر الله صباحا ومساء.

ويخاف كثير من الناس أن يتسلل هذا المرض إلى أنفسهم فيغضبوا ربهم، من وجد في نفسه شيئا تجاه أخيه فليجاهد نفسه ويسأل الله أن يزيل هذا المرض من قلبه، ثم ماذا يمنعه من أن يدعو بلسانه لأخيه بالبركة؟ إذا جرت الدعوة على لسانه فعسى الله أن يجريها على قلبه، فيجد نفسه صافية تجاه أخيه لا يتمنى له شرا، ويتمنى له خيرا، ربما يبدو هذا صعبا، لكنه ليس صعبا على من يجاهد نفسه طلبا لرضاء الله.

إياك أيها المسلم أن تكون فيك هذه الخصلة المذمومة.