هل أخطأ العرب عندما لم يساندوا صدام حسين و تحالفوا لإسقاطه؟

[طاهر القلب]

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمــــــــد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه , و الصلاة و السلام على نبيه و صفيه و خيرة
خلقه , الرســــول الأمين و نصير المستضعفين و على آله الأطهار و صحبه الأخيار الى يوم
الدين ... أما بعـــــــــد :
أيها الإخوة الكرام الســــلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته , كثيــرة هي الأحداث التي
تجول و تتثاقــــل بها منطقتنا العربية و الإســـــــلامية و لعل أبرزها على الإطــــلاق الثورات
الشعبية في الأقـطار العربية , و دعــــونا أن لا نخـــــوض في السبب و المسبب لها و رصد
خلفياتها و استنتاج أهدافها و الأخطار التي تترتب عنها لمنطقتنا , لأنه كثر الحديث فيها
و النتيجة صفر يعني لا نتيجــــة ... لذا سأوجـــز ما أريد إيراده هنا لنضعه على طاولة
النقاش الجاد من غير تعصبــــات قومية أو وطنيـــة أو دينية أو غيـــــرها ...
بالأمـس القريب كنا نشاهد (التوماهوك) تتســــاقط على بغداد و تحـــالف الأحزاب على
دمـــار العـــراق و كان من ضمن الأحزاب اليهـــود الجدد (في إيران) و اليهود المعروفون من
قديم الزمان و زادهم تحزبا الغرب المسيحي بمبـــاركة عربية – ليس القصد من التسميات
المفهوم الديني و إنما المفهوم التحزبي فقط - و قـــد دكت هــاته الأحزاب العراق بكل أنواع
الأسلحة المعروفة و الغير معـــروفة و التي تم تجربتها في الأبريــــاء مـــن الأطفال و النساء و
العجائز , و كانت تلك الفضــــائع أكبـر مما نعرف و مما لا نعرف و ما خفي عنا أعظم , و
كان الدور العربي حينها المشاهدة و ربمــا الإسهام بالــدعم لحلـف الأحزاب ذاك من بعيد
أو قريب لا يهم , و كان ذلك الموقف مع الشرود الذي أصــاب الشعـــوب العـربية فيه نحو
بلد الحضارة الإنسانية العراق , كــان ذلك الموقف موقفا سلبيا بكل ما تحملــه السلبية من
أوصاف , و حتى بعد سقوط صدام حسين تواصلت سلبية الموقف لحد أن ترك العراق
لمصيـره تنهشه الكلاب الضالة و الغيــر ضالة (الأليفة يعني) , حتـى بتنــا اليوم نقول أنه قـد
أخرج العــراق من بوتقة العـــروبة نهائيـــا , و هذا ظاهرا فقط و هـــو فعــلا الظاهر لنـا ,
فالكل يصـــول و يجـــول في العراق دون حسيب و لا رقيب و يفعل ما يحلو له في البلد كله
فهاهي إيران قد ضمت ولاية جديدة من ولاياتها (الولاية يعني محافظة) , و التي كانت لها
عقبة و سدا منيعا في وجهــها القبيــــح , هذا السّد الذي كان إن حدثتها نفسها وجدته
بالمرصاد لها و رد كيدها و ألجم لها لســـانها و كف شرها أن يطـــول و يمتــد و يستطيل
طولا و عرضا ... عـلى العموم نعود إلى حال اليـــوم الآن و في هذه الأيــام نفــس المشهد
(للتوماهوك) و الكلاب الضـالة و لكن البلد يختلف إنها ليبيا , نعم القذافي دكتاتور فاشي
جديد و مجرم حرب و غيرهـــا من كل الأوصاف التي يمكن أن نلصقها به و لكن هل يلدغ
المؤمن من الجحر مرتين؟ ... نعـــــم قد لدغ من الجحـــر حتى الآن مرتين إن كنت أجيد
الحساب و تكرر المشهد بنفس المشاهدين العرب و نفـــس تحالفات الأحــزاب ...
نعود مرة أخرى و إلى اللدغة الثالثة ... الكــــل يعلم ما يحـــدث في البحـــرين , استغلال
واضح للثورات العربية لخدمة هدف طائفي جلي , فهـــاهو الإخطبــــوط الشيعي الإيراني
بعد العراق و لبنان و سوريا يقفز إلى البحـــرين في خطـــة مكشوفة و واضحــــة و السؤال
الجدير بطرحه هنا هل تـــــرانا نحن العرب ندمنا على صدام أم لا؟ و هــل أخـــطأ العرب
عندما لم يساندوا صدام حســين و تحــــالفوا لإسقاطه؟ ...أتـــرك لكــــم المجـال مفتوحا
لتنــــويرنا بما جـــاد عليـــكم فكــــركم و أرائكــــم في الموضــــــوع ... و الســــلام عليـــكم