مقدمــة في السيميائيات /جزء2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقدمــة في السيميائيات /جزء2

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-03-26, 18:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فيصل
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فيصل
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse مقدمــة في السيميائيات /جزء2

نظرا للتجاوب الفاضح والإقبال منقطع النظير إليكم تتمة الجزء الأول من موضوع/
مقدمــة في السيميائيات أو السيميولوجيا


الباب الثاني : تعريف المؤشر و الإشارة
ألا أنّ كل ظواهر العالم المحيطة بنا _ و هي عديدة و متباينة_ تفيدنا أو تعلمنا شيئا . و المؤشر (indice) هو الحامل العادي لهذه الدلالة الاعلامية . فالدخان الذي يتصاعد من مكان ما هو مؤشر طبيعي على وجود نار مشتعلة حتى و إن لم يستطع الإنسان رؤيتها ، لكن الدخان نفسه قد يصبح اشارة إذا اتفقنا مع غيرنا على أن يكون اشارة تعني :" حـذار ! نحن هنا "أو "كل شيء على مـا يـرام".
فـالمؤشر،وعلى حسب تعريف "بريتو" ،هو"حادث ملموس يتيح لنا معرفة شيء عن حادث آخر مخفف "(1)؛ تماما مثل صوت الانسان الذي لايرى .فقد يدل على جنسـه، و سنه، و حالتــه الصحية، و كذا مكانته الإجتماعية و انتمائه الجغرافـي.
أما الإشارة (signal ) ,فهي نـوع خـاص من العلامات اْي النوع الاصطلاحــي المعروف لدى المرسل و المرسل اليه بنية الاتصال " (تعريف بويسنس) .إذاً ،فالإشارة تقتضي دائمـا وجـود طرفيـن رئيسيين :
أ_ مرسل و هدفه الإعلام .
ب_ ومستقبـل يتلقى الإشارة مع الشعـور بذلك ( أي لابد من نية الاتصـال و البرهنة عليها)
للتمييز بين الاتصال السيميولوجي و بقية العلامات . فسعال المريض مثلا يختلف تماما عـن السعال المفتعل بين شخصين للتنبيه او الإخبار بشيء ما و بمعنى آخر ، فالمؤشر يقتضي وجود الطرفين إذا حينما نبصر دخانا كثيفا يتصاعد من بين أشجار الغابة فإننا نظن أنّ ثمة حريقا،عملا بالمثال الشائع : " لا دخان بدون نار " . فالدخان هنا علامة أو مؤشر طبيعي فقط و لكن ليس هناك من مرسل إليه و لا ن هدف محدّد .
و قصارى القول، فإن الإشارة " هي حادث أنتج بصفة اصطناعية لخدمة المؤشر " كما جاء ذلك في تعريف برينو و لإيضاح هذه الفكرة نورد مثال الأشرعة المستعملة بين الملك الإغريقي أيجه و ابنه البطل تيزيوس .



د
م

المعنى الأولى "تيزيوس حي "
/ الشراع الأبيض

المعنى الثاني "تيزيوس ميت "
/ الشراع الأسود
فهذا النظام الأول من العلامات بواسطة الألوان كان بمثابة نسق من الإشارات حتى اصبح اللون ـ وهو مؤشر طبيعي- يعني شياْ أخر غير اللون ذاته ، أي انه أصبح عبارة عن إشارة دالة لوجود نية الاتصال بين الطرفين المعنيين بالأمر المرسل والمرسل إليه .

الباب الثالث/أنواع العلامات هي ثلاثة :
نوع 1 /العلامات الدالة
وتسمى أيضا العلامات الطبيعية ، وهي طبيعية لعدم وجود إتفاق مسبق حول معانيها نحو الدخان : فهو علامة طبيعية على وجود النار ، رؤية المارين بالمعاطف علامة دالة على برودة الجو ، صوت زجاج يتهشم دليل على تحطّم النافذة ، شم رائحة النمر من طرف الغزال دليل على وجوده ، الخ ...
نوع 2/ علامات التطابق (أو التعبير الظاهري)
و هي العلامة التي يتماثل أو يتطابق فيها المعنى (أي المحتوى) مع الصورة الظاهرية نحو آثار الأقدام ، البصمات ، مخالب الذئب ، الصور الفوتوغرافية ، الخ ....
نوع 3/علامات الاتصال (أو الإشارات الاصطلاحية)
وتسمى الإشارات بالمعنى الدقيق ، فأغلب العلامات المستعملة بين الناس هي مـن هـذا النوع /
_علامة " ! " لا علاقة لها بالخطر،ومع ذلك فإنّ الكل يفهمها على كونها إشارة تحذير من خطر .
_ تحريك الرأس يمنة و يسرة دليل على الرفض (لا) ما عدا بلغاريا التي تستعمله في مكان (نعم)
_ الغمز قد يفيد التآمر ، أو الشك ، أو المكر .
_ فتح العينين قد يعني الدهشة أو الفضول .
_ زم الشفتين دليل على الاستياء .
_ تقطيب الجبين يدل على الاستغراق في التفكير .
_ و كل الإيماءات المماثلة و كذا الحركات الكثيرة التي ترافق أو تحل محل الكلام ، فهي إشارات اصطلاحية اتفق الناس عليها . و لا عجب في ذلك لأنّ بعض الحيوانات الراقية تستعمل هي أيضا بعض الإشارات الاصطلاحية للاتصال فيما بينها . فصيحة القردة المعروفة باسم "البابوان" :" آك آك_آك " هي علامة تحذير تدعو القطيع الى اليقظة أما الصيحة الواحدة :"آك" فإنها تدعوه الى الهروب و الفرار فور سماعها .
و أيا ما كان الأمر ، فإنّ ثمّة عنصرا مشتركا بين كل الإشارات و العلامات على اختلاف أنواعها . فهي كلها تتضمن أو تحتوي على دال و مدلول مثلما هو الأمر بالنسبة الى الكتاب مثلا فصفحات الكتاب و مجموع حروفه و فواصله تشكل التعبير الظاهري أو المادي . أما معنى الكلمات فهذا الذي يؤلف محتواه ، و كذلك الذبذبات الصوتية الصادرة من حلق القردة فهي التعبير الظاهري لإشارة التحذير ، بينما محتوى الإشارة هو الأمر " حذار " ! " تارة و "بالهروب" تارة أخرى حسبما تقتضيه الظروف .
البـاب الرابع/لغـــة الحيـــوان
نحن نستقي المعلومات عن طريق الظواهر الطبيعية المحيطة بنا بيد أن الطبيعة لا تتكلم معنا ،ماذا يمكن أن نقول عن الحيوانات ؟
منذ الأزمنة الغابرة ، والى وقت متأخر جدا ، كان الإنسان يعتبر نفسه المخلوق الوحيد القادر على الكلام و المالك لملكة الذكاء ، لكن العلماء المعاصرين قاموا بأبحاث عديدة و قدموا براهين تثبت أنّ للحيوانات "لغات" جد بدائية و بسيطة إذا ما قورنت بلغة الانسان فالدجاج و حوت الدلفين ، و القردة ، و النحل ، و الفيلة ، و النمل ، و الطيور ، و غيرها تستعمل كل أنماط العلامات المذكورة آنفا :
_ فالدجاج مثلا له مركبات إشارية منسّقة للتحذير من الخطر الداهم أو البعيد ، من خطر الصقر
أو من خطر الإنسان .
_ و طائر القطاة له لغة خاصة بالذكور و أخرى للإناث .
_ وقردة "البابوان" لها لغة تتألف من سبعة عشر إشارة .والقردة العليا ما يقارب الثلاثين إشارة .
_ والنحل له نسق معقد من الرقص ...الخ .
مميزات هذه اللغة /
وإذا كان الأمر كذلك فأين يكمن الفرق بين هذه " اللغات" و لغة الإنسان ؟ و هذا ما سنجيب عنه في النقاط الآتية :
أ) إشارات مشخّصة و واقعية :
و ذلك لأنّها ترتبط ارتباطا مباشرا بالحدث أو الموقف ، فهي موجودة و ماثلة في لحظة بعينها و موقف محدد مباشر و قاصر على الحاضر ، لذا يتعذر على الديك مثلا إخبار الدجاجة بما حدث بالأمس أو بما سيحدث غدا ، كذلك لا يستطيع تكرار نفس الخبر إن لم يحضر أو يقف بنفسه عليه .
أما الانسان ، فهو قادر على أن يتحدث عن الماضي والمستقبل ،وعن تخيّلات و تصورات
واقعية أو وهمية ، فالإنسان يمكن له أن يقول : " اصطدت غرابا " أو "اصطاد غراب إنسانا " لكن الغراب لا يفعل ذلك البتّة لأن لغته المشخّصة لا تسمح له بذلك .
ب / منعدمــة الوعـي
قد يطلق الطائر صيحة يلفت بها الأنظار ، دون أن يعي أو يدرك أنّ الصيحة إشارة فالإشارة و المُشار إليه مرتبطان ارتباطا وثيقا في "لغة الحيوانات " و لذلك نجد نفس الإشارات لديها بحيث لم تتطور و لم تتحول منذ الآلاف من السنين .
جـ/ غير مكتملة الجملة :
و هذا على عكس الإنسان الذي قد يعبر عن شيء ما بجملة مفيدة لا بصيحة فقط ، فلغة الإنسان تقول كل شيء ، أما الحيوانات فتقتصر على التعبير عن مسائل محدّدة كالتنبيه على الخطر و الدعوة الى الكل و لا تتعداهما غالبا ، و من هنا يتضح الاختلاف البيّن بينهما من حيث الوظيفة و البنية ، و ليس هذا بالأمر الهيّن .
د/ منعدمة الحوار :
رقصات النحل مثلا لا تتطلب أجوبة لأنّها نوع من التصرف ، لا أكثر و لا أقل ، و على الرغم من أنّ هذه الرقصات تحتوي على رسالة معيّنة و تعطي معلومات سديدة عن مكان الرحيق
بواسطة تحديد الاتجاه و المسافة و مدة التحليق الضرورية للوصول إليه _ إلاّ أنّ الاتصال بين النحل لم يتم أبدا عن طريق الحوار كما هو الشأن في لغة الانسان .
هـ/ منعدمة التقطيع الثنائي :
لا أحد ينكر الآن أنّ رسائل الحيوانات لها معنى عام ، و لكن لا يمكن تفكيك هذا المعنى الى عناصره المكوّنة أمّا لغة الإنسان فهي تعرف التقطيعين:الأول والثاني وهذا ما جعلها تفوق لغـة الحيوانات فازدواجية النطق او التقطيع هي التي سمحت للإنسـان بان ييسمو بلغته عن صيحات وحركات ورقصات سائر الحيوانات لمل فيها من مرونة وقوة على الإتصال والتبليغ.

الخاتمــــة
ومن خلال ما سبق يمكن اسخلاص رؤية واضحة لما يعرف بعلم السيميولوجيا بأنه علم حديث النشأة ومعناه "العلم العام للعلامات". وقد جاء في ارهاصات المحاضرة التي جمعها تلامذة "فرديناند دي صوسور" في بداية القرن 20 ضمن ما سمي بالدروس.اما المصطلح سيميولوجيا فقد نحته معاصره" شارل بيرس"الأمريكي. وكما عرفه الأمريكي" شارل موريس" في كتابه "العلامات،اللغة والسلـوك"(1946) .ومهما اختلفت تسميات هذه المادة (السيميولوجيا عند الفرنسيين السيميوطيقا عند الأنكلو سكسون ) فان الهدف منها هو دراسة كل من لغة الإنسان والحيوان وغيرها من اللغات " غير اللسانية باعتبارها نسقا من الإشارات نحـو :اشارات المرور والإشارات الإصطلاحية والخرائط والرسوم وحتى الأجهزة الآلية والأدمغة الإلكترونية.
ويبدو أن السيميولوجيا علم ضروري و خطير في نفس الوقت، يستغل في ميادين شتى و في كل ما يتعلق بالإتصال و طرقه،وهووسيلة هامة، خاصة و نحن في عصر تطور الإتصالات، و ما اللغة الآلية في الإعلام إلا ترجمة لطريقة استغلال هذا العلم واستعماله لاسيما وأنّ الإشارات أوالعلامات قد تغني في يوم من الأيام عن استعمال اللسان في الإتصالات العابرة للقارات و حتى الفضاء مثلما هو الحال عليه في استعمال العلامات و الإشارات في مجالات معاصرة دون اللجوء الى لغة اللسان .
===============
المراجـــــــــــــــــــــــــــع
1 _ محاضرات في اللسانيات التاريخية والعامــة...................زبير دراقي.
ديوان المطبوعات الجامعية
2_ دراسة بعنوان "تحليل الخطاب من اللسانيات الى السيميائيات"
أحمد يوسف _ باحث جزائري_
و نقلا عن موقع: www.NIZWA.com
3_ مقال "سيميائيـة مدرسة باريس" ............................ جوزيف كورتيس
و نقلا عن موقع:2. fr www.univ_tlse (ترجمة شخصية).
4_ محاضرات من 2 آداب/2003- الجلفة- ...................... أذ/ لطرش.
5_ الكامل في اللغة و الأدب........................... . أبو العباس محمد بن يزيد
المعروف بالمبرد النحــوي /ط 87_ بيروت
6_ المنجد في اللغة والأعلام-بيروت- ط29/1988
7_منجد لاروس ط/89.
8_ قاموس "هاشيت".ط/89
9_ منجد لاروس المصور ط/90
.والله الموفق.شكرا على مروركم واهتمامكم،دعواتكم .









 


قديم 2009-05-01, 03:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
امير الجود
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية امير الجود
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أفضل تنسيق للملف الشخصي عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

شكـرا لك بـارك الله فيك









 

الكلمات الدلالية (Tags)
سميائية،دلالة،علامة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc