ما معنى الافتخار بإنجاز , أو بصفة عامة متى أن يحق لشخص أن يفتخر بمعنى الافتخار بإنجاز ما ؟
أعطيكم مثال :
ولد طفل في عائلة غنية ,عندما كبر لم يكلف نفسه عناء ربح المال أو عناء الزيادة في الأرباح , بل وجد كل شيئ جاهز , أو وجد المواد الأولية للنجاح متوفرة و ما كان عليه سوى تسويقها و بيعها ليكسب المليارات , بعد 10 سنوات إستطاع هذا الشخص أن يبني شركات بمقدار 5 مليارات دولار
و ولد طفل آخر في عائلة فقيرة , لكن بفضل علمه و تعلمه استطاع أم يصل إلى أعلى قمم النجاح بفضل أفكاره التسييرية و الإنتاجية و خططه الناجحة , استطاع ابتكار إنجازات علمية رائدة سوقت للغرب , و بعد 10 سنوات استطاع تكوين رأس مال مقداره 500 ألف دولار بفضل عرقه و جهده ,
سؤال : من هو الذي يحق له الافتخار بالنجاح , الأول أم الثاني ؟
الجواب واضح و هو الثاني لأنه فعلا يمثل قلب نهوض الأمة , لأنه لو كان جميع الشباب كالأول لما تطور المجتمع , لكن لو كان نصف الشباب كالثاني , طبعا في بلد يهتم بالشباب , قلت : لو كان نصف الشباب كالثاني لنجح المجتمع
و هنا السؤال : من أين للجزائر بأموال بناء الطريق السيار , أليس فقط من البترول الذي نسبة كبيرة منه تخرجه شركات أجنبية ,
أخرج البترول من الأرض و بيع للغرب و ربحت الدولة أموال طائلة , جزء يكاد معدوم من تلك الأموال أعطي لشركات أجنبية لبناء طريق سيار , و ها هم أصحاب الطريق يتفاخرون به , عجب أمر من يتفاخر بهكذا إنجاز , حتى أنه لا يستحق مفهوم الإنجاز , مع العلم أن مشروع الطريق السيار كغيره من المشاريع اختلست من ميزانيته ما لا تصدقه العين
من يفتخر بطريق سيار مبني على أرض يابسة لا يمكنه أن يكون سوى شخص محدود التفكير لدرجة كبيرة
انتظروا يوم تجف آبار البترول لتكتشفوا أنكم تعيشون في دولة مبنية من ورق , لا شيء , هياكل معدومة , إنتاج معدوم , ميزانية مختلسة , انتظروا يوم تجف الآبار لتكتشفوا أن من يخططون الآن ليسوا سوى أناس جهال لا يفقهون شيء حول التنمية البشرية و الصناعية ,
من يعيش هو من يفكر , و من يفكر هو من ينظر للمدى البعيد , و من ينظر للمدى البعيد هو من يفكر في بدائل إنتاج الطاقة
لا تكونوا يا إخواني محدودي التفكير لتفتخروا بإنجاز مشاريع لا تكلف سوى عناء إخراج البترول من الأرض
هل تعلمون لماذا لا يفكر المخططون الأذكياء في دهاليز السياسة و وراء المكاتب في المستقبل ؟ لأن مبدأهم : أنا و الطوفان من ورائي ,, لأنهم متأكدون أنهم لن يكونوا في السلطة حينما تحل الأزمة الحقيقية , لأنهم سذج التفكير , لا يعرفون حتى مفهوم كلمة الطاقة و الإنتاج و البناء و البحث العلمي , يعرفون فقط تقسيم المناصب المالية و توقيف فلام و تنصيب فلان و الزيارات الفجائية و التحدث بأفواه عريضة على شاشات التلفاز بمشاريعهم الخلابة التي لو ذكرت لخبير أجنبي لأضحكته
دول بنت أنفاق تحت البحار تربط بين دولهم و جسور متحركة فوق الأنهار و لم تفتخر بذلك , و ها هو الجزائري يفتخر بطريق مبني على أرض يابسة بعد 50 سنة من الاستقلال ,, عجيب و مضحك