قال في (الشهاب الثاقب بالرد على شبهات الماذق المارق) ص 163-164 :
والشيخ رحمه الله -أي محمد بن عبد الوهاب- لم يكفر طوائف المسلمين، وإنما كفر طوائف المشركين والخارجين المارقين من دين الإسلام، فإن الأحداث لا تزال موجودة في الأمة تقل وتكثر من عهد الصحابة إلى أن تقوم الساعة.
فقد كفر الصحابة رضي الله عنهم من كفروه من أهل الردة على اختلافهم، وكفر علي الغلاة، وكفر من بعدهم من العلماء القدرية ونحوهم كتكفيرهم للجهمية، وقتلهم لجعد بن درهم، وجهم بن صفون، ومن على رأيهم، وقتلهم للزنادقة، وهكذا في كل قرن وعصر من أهل العلم والفقه والحديث طائفة قائمة تكفر من كفره الله ورسوله، وقام الدليل على كفره، لا يتحاشون عن ذلك، بل يرونه من واجبات الدين، وقواعد الإسلام، وفي الحديث "من بدل دينه فاقتلوه .
وأتباعهم في كل عصر ومصر، وكفروا طوائف أهل الإحداث
كالقرامطة والباطنية، وكفروا العبيديين ملوك
مصر، وقاتلوهم وهم يبنون المساجد، ويصلون ويؤذنون ويدعون نصر
أهل البيت.
وصنف ابن الجوزي كتاباً سماه "النصر على مصر" ذكر فيه وجوب
قتالهم وردتهم، وأن دارهم دار حرب.وقد عقد الفقهاء في كل كتاب
من كتب الفقه المصنفة على مذاهبهم باباً مستقلاً في حكم أهل
الإحداث التي توجب الردة، وسماه أكثرهم "باب الردة"، وعرفوا المرتد
بأنه: الذي يكفر بعد إسلامه، وذكروا أشياء دون ما نحن فيه من
المكفرات، حكموا فيه بكفر فاعلها، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم،
فما المانع من1 تكفير من أشرك بالله، وعدل به سواه، واتخذ معه
الآلهة والأنداد، وإنما يهمل هذا من لم يؤمن بالله ورسوله، ولم يعظم
أمره، ومن لم يسلك صراطه، ولم يقدر الله ورسوله حق قدره، بل ولا
قدر علماء الأمة وأئمتها حق قدرهم