من فسر الفاتحة فقد حاز علما عظيما

[*فارس الحق*]

بسم الله الرحمن الرحيم



فضل سورة الفاتحة

والذي لا إله غيره إن أعظم ما ينبغي تدبره هو سورة الفاتحة لقوله تعالى (( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ، لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم )) فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )) رواه البخاري ، وقد سميت بالسبع المثاني؛ لأنها تنثني في كل ركعة أي تتكرر وما تكررت في كل ركعة إلا من أجل ما احتوت عليه من حمد الله والثناء عليه وتمجيده ثم آية جمعت الدين كله وهي سر الفاتحة ثم دعاء بليغ لو اجتمع أهل الأرض كلهم ما قالوا مثله ، وحاجتنا لهذا الدعاء أشد من حاجتنا للطعام والشراب ، وسميـــت بالقران العـظيم لأن كل معاني القران ترجع إليها .

ثم إن الفاتحة محاورة بين العبد وربه ، قال الله عز وجل في الحديث القدسي : (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )) رواه مسلم ، وتأمل قوله (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي )) فإنه جعل الصلاة اسماً للفاتحة وهذا يدلك على عظم شأنها في الصلاة .

وليس من الدين أن تقرأ سورة الفاتحة في المناسبات أو عند عقد الزواج بل هي بدعة عند الله ، قال صل الله عليه وسلم (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) أي مردود غير مقبول .

.................................................. .........................

الفاتحة رقية

لا شك أن الفاتحة رقية، فإن أحد الصحابة رضوان الله عليهم تفل بها على لديغ فكأنما نشط من عقال، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال له (( وما يدريك أنها رقية )) أخرجه البخاري ، ولكن الرقية تنفع بإذن الله على حسب إيمان الراقي وتوكله على الله كالسلاح القوي ينفع المحارب على حسب قوة يده وحملها للسلاح وضربها به .
.................................................. ......

تفسير سورة الفاتحة

قوله (( الحمد لله )) الألف واللام في الحمد تفيد الكمال أي أن كل الحمد لله ولكن لماذا الله عز وجل استحق كل الحمد ؟! .. الجواب : لأنه (( رب العالمين )) (( الرحمن الرحيم )) (( مالك يوم الدين )) ، ورب العالمين أي مربي السماوات والأرض وما بينهما فما من نعمة إلا برحمته وفضله وما من نقمة إلا بعدله ، والله عز وجل يربي عباده المؤمنين تربية خاصة بهم حيث يخرجهم من الظلمات إلى النور ويؤلف بين قلوبهم وينصرهم على أعدائهم ، إن الله عزيز حكيم ، أسأل الله أن يجعلني وإياك من أولياءه الصالحين ، إن ربنا سميع الدعاء ، وهو أعلم بالمهتدين .

وقوله (( الرحمن الرحيم )) الفرق بينهما أن الرحمن أوسع وقد قال تعالى في الحديث القدسي (( إن رحمتي سبقت غضبي )) رواه البخاري ، وقال (( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون )) سورة الأعراف ، وقال صلى الله عليه وسلم (( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )) رواه الترمذي وغيره وقال حديث حسن صحيح ، وقال صلى الله عليه وسلم (( لا يرحم الله ما لا يرحم الناس )) رواه البخاري .

وقوله (( مالك يوم الدين )) أي يوم الجزاء يوم يدين الله الناس بأعمالهم أي يجازيهم بها ، والله عز وجل يملك الدنيا والآخرة وإنما خص ملكه بيوم الدين لأن فيه تتلاشى الملكيات حتى ينادي الله على رؤوس الخلائق : (( لمن الملك اليوم )) ؟؟ ، فلا يجيب أحد فيجيب هو على نفسه ويقول : (( لله الواحد القهار )) أسأل الله أن يقيني وإياك شر ذلك اليوم .

ثم لما ذكر أن الحمد كله لله قال على لسان عباده المؤمنين (( إياك)) يا من هذه صفاته (( نعبد وإياك نستعين )) ولاحظ أنه لم يقل نعبدك ونستعين بك بل قدم (( إياك )) على (( نعبد )) وهذا في اللغة العربية يفيد الحصر، فالمعنى أننا نخلص العبادة لك فلا نعبد غيرك ولا نستعين إلا بك ، وهذه الآية جمعت الدين كله فإن الدين إما عبادة وإما استعانة ولذلك قال بعض السلف : الفاتحة سر القرآن ، وسرها هذه الكلمة : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) .

والاستعانة بالله تطلب على الأمور كلها ولكن لما كانت الاستعانة بالله على العبادة أعظم ما يطلب من الله أرشدهم إلى أن يقولوا (( اهدنا الصراط المستقيم )) أي دلنا على الصراط المستقيم ووفقنا للسير عليه ، فكأنك بقراءتك لهذه الآية تسأل الله علماً نافعاً وعملاً صالحاً .

وقوله (( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) قد قسم الله الناس فيه إلى ثلاث :
1- الذين أنعم الله عليهم وهم من أعطاهم الله علما نافعا ووفقهم للعمل الصالح .
2- المغضوب عليهم وهم الذين أعطاهم الله علما نافعا ولكنهم استكبروا وعاندوا فلم يعملوا به وفي مقدمتهم اليهود ، الذين قال الله فيهم (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون )) وقال (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير )) .
3- الضالين وهم الجهلة الذين عملوا بغير علم نافع وفي مقدمتهم النصارى حيث قال الله فيهم (( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم )) وقال (( قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل )) .


منقول

[الراضية بقدرها]

بارك الله فيك أخي و جعلك ذخرا للإسلام

[تائبة الى ربها]

بارك الله فيك
...