اللقاء...عتاب وعقاب

[FASAT2005]

دخلت طلول ذاكرتي علني أجد على جدرانها بعضا من ذاك الطلل ....عتمة فيها قابعة ....فأمعنت النظر...... لأرى.... فرأيت سلاسل وقيود .....وأوراق مصطفة حشود.....وانين وآهات عليا وفود.....وادمع بين أسطرها شهود .....وذكريات ماتت وأخرى تحاول أن تبقى أظنها ترغب الخلود ....وبين بين ما رأيت طاولة في الركن هناك طال بها الأمد..... أرى ضريحا أو كأنه الجسد .....فاقتربت منه وكلمته فلم يرد.....فتحسسته بعيني دون لمسه إن الأمر بد ....وإذا بورقة بقربه موضوعة على العضد .....كان المكان مخيفا فمن الله الصبر ومنه المدد .....فغاب ذهني قليلا وشرد .....ومددت يدي إلى الورقة متفحصا لمستها فإذا بسطر فيها قد وقد.....ومن بين كل السطور ظهر و انفرد.....بكلمة غيرها لم أجد ..تعنون تلك الورقة ...انها كلمة ....اللقاء...نعم أتذكر الآن ذاك اللقاء
.ثم لاح على الورقة نورا بدأ يشتت ما عليها من ظلماء.....وطغى عليها فأصبحت كلها ضياء ...وظهرت اسطرها لي جميعا دون عناء .......وأومأت لي خلسة أيما إيماء....ورقة وتخلت عن الكبرياء... وذلك الخيلاء ......نعم ..فبعد الإيماءة حقا غلبني الحياء .....ورحت مسترسلا اقرأها وأتجرع ذاك الشقاء ...فقد حدث ما حدث وحل القضاء ......كنت شابا يومها .....لا اكترث لتلك الكلمة الرعناء ......اعتبرها كذبا وبلاء ....وشؤم لا أول له ولا انتهاء ......فأبتعد فقد سمعت عنها الكثير من الأنباء …. وحكاوي تملأ الأرض و السماااء .....نظرت إليها ونظرت وكان ذاك اللقاء .......نعم ....فعلمت يومها انه قضى الأمر .....كيف لاء وقد بني بيننا ذاك الجسر .....فقد أسرتني أيما اسر .....وبدت ليلتي ساهر حتى طلع الفجر ....وهرولت للقيها فوجدتها هي الأخرى تنتظر ......لن أطيل اكره التذكر سأختصر ....فبعد ذاك الجسر بني جسر وجسر و جسر ....ولكنني حذرتها بأنني نسر ....وعليها التحمل إن أخطأت ذاك الوزر ....وتم الاتفاق ينوبه الحذر ...ومرت الأيام جرى على الورق بيننا الحبر .....وكان فيها لا أنكر الكثير من المد والجزر .....وكانت خصلة فيها شيء من الكبر ...فكنت احذرها على الدوام من ان لا تغتر ...وكتبت في ذلك الشعر والنثر ....ولكنها لم ترعوي وكانت على ما تلتحف تصر .....وفي يوم رايتها لغيرى تضاحكا ......وفي الحديث تختارا الكلمات والأحرفا ....بل إني أحسست في كلمها بعض التعطفا .....ولم تستحسن ذاتي ذاك التصرفا ....وعلمت حين ذاك أن ما بيننا قد أصبح قاعا صفصفا .....فلن اقبل منها عذرا انها رعناء متعجرفا .......فانتبهت لي وقد بدا في وجهها ذاك التخوفا .....وهرولت نحوي تريد التآسفا ....فقابلها وجه عبوسا أعلام رفضه مرفرفا ........فقالت مالك ...فلم اجبها ولم تسمع مني حرفا .......ارمقها بنظرة والسهام من عيني اقذفها بها قذفا ......الم تعلم بأنني عقاب أنا...... ولا أرضى بان يسكن وكري غيري أنا ...أم إنها تجاهلت الامرا ...برهة مرت ونزلت دمعة من عينها ولامست قبل ذلك الوطفا ...وارتجفت الشفاه تحسرا وندما .....قالت تكلم...... فقلت لها....مغاضبا.....الم أكن في محرابك ناسك ......الم يسري هواك بين ضلوعي سوالك .....الم أجعلك من بعض المناسك .....أسفي كنت أريد ضمك إلى عريني مواشك ......لما تبكي وتشتكي ......أنت فقط لدمائي تسفكي ...فسيان عندي الآن أن تبقي أو لي تتركي ......والتفت عنها وفي راسي فكرة تجول ......إني سأفعل ما قلت نعم إن الأمر مفعول .....ولتقل هي ما تقول ....لأنني ببساطة لا أرضى بان أكون ذاك المأكول ......فتركتها والدمع على خدها يسيل .....فقد رأت مني ذاك الصارم مسلول ...ولم انحني لها أبدا ولن أرضى بان أكون المقتول ......لازما عليا أن ارحل نعم جاء وقت الرحيل .....ولما تركتها خرجت منها كالسيف من غمده أظنها سمعت ذاك الصليل ....واني اعلم يقينا بان الذكرى ستمحوها الأيام وتزول .....فليست هي الأنثى وحدها أبدا ستبنى بعدي حتما للمجهول .....وانتهى اللقاء كما ابتدئ .....انها حكاية نعم حكاية ...اني اكتب لغاية .....كما أقول دائما ...ولا أريد تأليف رواية .....العقاب الضارب