بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونَعوذ بالله من شُرور أنفسنَا وسَيئات أعمالنا من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يُضْلِل فلا هادي له، وأشهَدُ ألا اله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمّدا عَبدُه ورسُوله.
أما بعدُ :
فإن مذهب الإمام مالك رحمه الله من المذاهب السنية التي تلقتها الأمة بالقبول والرضى ، ولقد أعجب به كثير من أهل العلم فتفقهوا به ورحلوا إلى الإمام الأعظم ليسمعوا منه ، وليدرسوا على يديه : ثم عادوا إلى بلدانهم حاملين إلى قومهم قبسات من النور الأثري ..، فعلموا وأنذروا ما شاء الله لهم أن يفعلوا ذلك ، فكانوا بحق خدَمَةَ المعرفة الشرعية ، ومؤسسوا صرح المذهب المالكي...
ولقد طبعت كل طائفة من هؤلاء النَّفر الكرام المذهب بطابع خاص بها ، وأضافت إليه أشياء من عندها ، كلٌّ حسب محيطه العلمي ، وما يرتضيه من مناهج البحث وأدوات الدراسة..، فظهرت في المذهب مدارس عدة ، امتازت كل مدرسة بخصائص تنفرد بها عما سواها = مع خدمتهم ـ جميعهم ـ لمذهب مالك رضي الله عنه : فأُثْري المذهب بأبحاث مسددة ، ومناهج متناسقة ، ونقاشات هادفة...، حتى أضحى المذهب شجرة علمية وافرة الظلال ، جنية الثمار = لها إضافاتها المبدعة على الساحة العلمية مما ساهم في ترسيخ مفهومات اليسر و اعتبار مصالح الخلق ضمن مقاصد الشرع...
ولقد سعى هذا البحث إلى الإجابة عن أسئلة عدة نجملها في الآتي :
ما هي هذه المدارس ؟ وما خصائصها العلمية والمنهجية ؟ وما هي أدوارها العلمية ضمن المذهب المالكي؟...
وقد قسمتُ البحث إلى فصلين :
v الفصل الأول : أسباب ظهور المدارس داخل المذهب.
v الفصل الثاني : التعريف بمدارس المذهب