السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أساتذة التعليم العالي .. الأحياء الأموات
نلاحظ من خلال ما تشهده الجامعة من مآسي في التسيير و القوانين و القرارات الغير مدروسة التي تمس فئة الطلبة . و وضع الجامعة الذي يؤسف عليه من خلال قلة مخابر البحث المجهزة و عدم وجود وسائل و أجهزة علمية متطورة تسهل إنجاز البحوث و المذكرات من الناحية التطبيقية . حيث كل ما نلاحظه هو بحوث و مذكرات نظرية .. نلاحظ غياب دور الأستاذ الجامعي في سعيه للتغيير نحو الأحسن أو حتى كلمة حق قد لا ينطقها .. تجده لا يبالي
السؤال المطروح : أين هو موقع الأستاذ الجامعي من التغيير
لو لاحظنا و من خلال السنوات السابقة كاد ينعدم دور نقابة الكناس و أصبحت دورها لا يتعدى بضعة إجتماعات و ندوات .. دون أدنى تأثير على واقع الجامعة الجزائرية
الفئة المثقفة في الجزائر و هي فئة الأساتذة الجامعيين غائبة عن الساحة و أصبح وجودها داخل المجتمع مثل عدمه . وجودهم فوق سطح الأرض مثل وجودهم تحته. فلا فرق إن ساروا في الطرقات لمنازلهم أو إن شيدت لهم أنفاق تحت الأرض تربط بين منازلهم و جامعاتهم .... و هنا أقصد أغلب الأساتذة و ليس كلهم
لو لاحظنا وضع المجتمع الجزائري .. نلاحظ طغيان المصالح الخاصة على حساب العامة . قد تجد هذه الظاهرة عند رئيس الطباخين في مؤسسة عمومية و تجده أيضا عند رئيس مخبر و قسم بحث في جامعة جزائرية .. فلا فرق
تأثير الأساتذة الجامعين كما هو تأثير الأموات في وطن يحتضر
حتى أننا نلاحظ طالب دكتوراه قبل التوظيف تجده يطالب بالتغيير و بعد التوظيف تجده يضحك على الذين يطالبون بالتغيير من وضع الجامعة
العجب هو أنهم لا يطالبون لا بتحسين أوضاع الجامعة و البحث العلمي .. و لا حتى بحقوقهم
لا يطالبون لا بحق الغير و لا بحقهم ..
و أقصد هنا المطالب عن طريق الإتحاد و ليس المطالب برسالة و فقط
كنت في إحدى الأيام في زيارة لجامعة العلوم و التكنولوجيا بوهران فشاهدت أستاذة كتبت على مأزرها (أنا غضبانة ) .. لماذا ؟ .. لأن الوزارة لم تعطي لمطالبهم قيمة .. و حدث إنشقاق في نقابتهم في العاصمة و جائتهم بيانات لإجتماعات متضاربة و طلب منهم السكوت و العمل
عجب العجائب إذا لم يتحد من أسمو أنفسهم بنخبة المجتمع .. إن لم يتحدوا في الخير فعلى ماذا يتحدون ؟
حتى حقوقهم لا تتعدى مطالبتهم لها سوى في بضعة رسائل لا تسمن و لا تغني من جوع .. لو تابعنا الزيادات في الأجور الأخيرة و التي لم يلعب فيها الأساتذة الجامعيين أي دور .. كانت تلك الزيادات نتيجة ضغط نقابات قطاع التربية .. الكناباست و غيرها .. الأساتذة سعدوا فقط لقطف الثمار فهم كالأموات
ألغى الوزير الأول أحمد أويحي النظام التعويضي بأثر رجعي و مس هذا القرار جميع عمال الوظيف العمومي .. لم تحرك فئة النخبة من الأساتذة الجامعيين و القانونيين و نقاباتهم . لم تحرك شيء .. لم تتعدى بضعت تنديدات ... لولا نقابات قطاع التربية و إضراب الشهر السنة الماضية لما تراجعت الحكومة عن قراراتها و ذلك بحق الموظف في النظام التعويضي بأثر رجعي و هو ما يعطي للأستاذ الجامعي الذي لم يحرك ساكن .. يعطيه تعويض في أقله ثلاثون مليون سنتيم لمن اشتغل منذ 2008 .. اكتفوا الأساتذة الجامعيين بقطف الثمار فقط
و مع هذا التعويض السخي و الأجر المرتفع مقارنة مع القطاعات الأخرى فهو لم يبالي بالقوانين الجديدة و القديمة التي تمس من كرامة البحث العلمي من خلال معايير التوظيف .. و لم يبالي في القرارات التي تمس المنظومة الجامعية
لأنه و بكل بساطة : واكل .. خالص .. راقد
لو سألت أستاذ جامعي : ما هي طموحاتك ؟ .. سوف يعبر عنها جميعها و يبالغ في بعضها و سوف يعطيك سيرته الذاتية المملوؤة و يفتخر و يتحدث برشاقة و بجمل إختلطت فيها العربية مع الفرنسية
لكنه لن يعطيك طموح الوصول لجامعة أفضل بمستوى أفضل بوزير أكفأ بتأثير أكبر على المجتمع . لأن هذا الطموح هو آخر إهتماماته
وضع يؤسف عليه فعلا
سلااامي
بــ قلم رصاص