شخصيته
كان السلطان سليم شجاعا ذكيا طموحا عظيم الهيبة ذو عزيمة تفل الحديد ونفس تحب الغزو و الجهاد وكان يميل إلى القوة والعسكرية بل يعده المؤرخون أحد العبقريات العسكرية في التاريخ لدهاءه وإنجازاته العسكريةو كان سريع الغضب نادرا ما يُرى مبتسما متجهم الوجه حتى لقبه سفراء الدول الأجنبية بالعابس. و يصفه من رآه من معاصريه بأنه كان عظيم اللحية شاحب الوجه ونحيف البدن و لا يضع الحلق في أذنيه كما تخيل بعض الرسامون الغربيون لأنها محرمة على الرجال عند المسلمين.وعلى الرغم من بطشه وجبروته إلا أن السلطان سليم كان يجل العلماء والأدباء ويقدمهم في مجلسه ويحسن إليهم كذلك شجع رعاياه على العلم وطلبه، كما أنه أي السلطان كان عارفا بالفقه و الشعر و التاريخ. ويروى انه كان يكتب الشعر بالفارسية
البداية
حينما فرض الشاه إسماعيل المذهب الشيعي على شعبه, وأعلنه مذهبا رسميا للدولة في إيران, وكانت ردود الفعل عنيفة خاصة وأن كثيرا من سكان المدن الرئيسية في إيران مثل تبريز كانوا سنة[8]. فقام باستمالة قبائل القزلباش التركية العلوية المذهب إلى جانبه مما جعلهم عماد جيشه, وهي كانت بالأساس متذمرة من التدابير المالية والإدارية العثمانية بل وهيأت السبيل لحدوث اضطرابات كبيرة في الأناضول[9] مما جعله يعتمد عليهم بالقضاء على جميع معارضيه وفرض المذهب الشيعي بالقوة, فقضى على دولة آق قويونلو وقد كانت تشكل حاجزا بينه وبين العثمانيين. فباتت الدويلات الكردية والقبائل التركية في جبال طوروس الصغرى, والأقليات المسيحية في أرمينية كلها من ممتلكات الشاه حسب ادعائهم[10]. حتى احتل بغداد عام 1508 فهدم ما كان فيها من قبور أئمة سنة وذبح جماعة من علمائهم, فسرت شائعة في البلاد التركية بأن مذبحة عظيمة أصابت السنة ببغداد على يد الصفويين[11].
في هذه الفترة اتسمت العلاقات بين الصفويين والعثمانيين بالفتور، فمنذ بداية تسلم السلطان سليم الحكم وصله سفراء البندقية والمجر ومصر وروسية لتقديم التهاني له وأبرم معهم جميعا هدنة لمدد طويلة[12] ولم يصله سفير من إيران, فأدرك الجميع في هذا الوقت بالذات أن الحرب ستقع بين سليم وخصمه الشاه إسماعيل[13]. وكان سليم الأول ينظر بعين الارتياب إلى تحركات الصفويين، لاسيما بعد إرسال الشاه إسماعيل وفدا ضخما إلى قانصوه الغوري سلطان مصر ضم 200 عبد لإبلاغه عن تلك الحرب المتوقعة ودعوته للتحالف معه ضد السلطان سليم[14], بين له إنه إن لم يتفقا حاربت الدولة العثمانية كلا منهما على حدة وقهرته وسلبت أملاكه[15], فعزم على مهاجمة خصمه الصفوي وتسديد ضربة قوية قبل أن يستعد للنزال. لذلك أرسل هو الآخر وفدا إلى المماليك دعاهم إلى التحالف, لكن بعد مباحثات طويلة آثر المماليك التزام الحياد[16], وإن كانوا يميلون لجانب الصفويين

يتبع ان شاء الله