قال ابن عربي : (( وقال تعالى : (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) فقضاء الله لا يرد . ولا بد أن يكون الخالق تعالى عين كل صورة يعبدها المخلوق . كما أنه تعالى عين كل صورة معبودة . فكذا هو عين كل صورة عبادة . لأنه تعالى عين كل مفتقر إليه )) [ ص 30 ] كتاب المعرفة.
قلت : وهنا ابن عربي يصرح وبوحدة الأديان حيث جعل الله - تعالى عما يقول - عين كل ما هو معبود ، فعلى هذا الذي عبد بقرة عنده ما عبد إلا الله ، وكذا الذي عبد حجرا أو شجرة ما عبد إلا الله ، ولم يقف عند هذا الحد بل جعل العباد هو نفس المعبود ، وهذا نابع من عقيدة خاصة الخاص وهي وحدة الوجود ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل يؤمن هؤلاء بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ فإذا كان الله عين كل صورة معبودة فلماذا حارب النبي صلى الله عليه وسلم المشركين ، ولماذا هدم النبي صلى الله عليه وسلم الأوثان التي كان يعبدها المشركون طالما هي صورة لله تعالى ؟؟!!
إن بطلال هذه العقيدة لا يخفى أي أحد من المسلمين بل فيه هدم لشريعة الاسلام التي أسها توحيد الله عز وجل ونبذ الهة بل كان المشركون يستنكرون هذا التوحيد قال الله تعالى : (( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ )) [صـ : 5] ، فدعوة النبي صلى الله عله وسلم تدعو لعبادة إله واحد ودعوت ابن عربي تدعو لعبادة كل صورة معبودة ، بل دعوة جميع الانبياء تدعو لعبادة إله واحد وهو الله تعالى قال الله عز وجل : (( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ )) [الزخرف : 45] ، فالله تعالى لم يجعل صورة معبودة كما يدعي ابن عربي بل أرسل الرسل لإخلاص العبادة له قال الله تعالى : (( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )) [الزمر : 3] ، وقال : (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )) [البينة : 5]
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وارنا الباطل باطلا فارزقنا اجتنابه