يا أخي" أنيس: كلام صحيح وانا اوافقك الرأي في كل ماذكرته ولكن المشكل الآن لم يعد في بن بوزيد فقط بل في الذين ثبتوه في منصبه لأنه يلبي رغباتهم، فالتعليم الحالي لم يعد يلبي رغبة المجتمع بل يوافق الوضع السياسي في البلاد خاصة مع بداية الثورات في الدول العربية ، فهم بهذه الطريقة يغلقون الأفواه التي تريد النقد والتقديح في الدولة ويقولون للعالم ويكذبون على أنفسهم نحن في أحسن حال والدليل على ذلك نسب النجاح المحققة في التعليم من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية ،أما بالداخل فهم يتمزون على المجتمع بانجازاتهم ويقولون لمن ينقدهم انت تتعلم مجاني والدولة توفر لك فلا يجوز لك ان تقدح فيها لأن الدول الأخرى التعليم له ثمن وانت تنعم في خيرات الدولة .
هناك نقطة مهمة يجب أن ندركها لتحليل الوضع :
إذا كانت نية الوزارة رفع نسب النجاح بأي طريقة فلحد الساعة لم نتأكد من الفكرة التي يروج لها بان هناك برنامج يرفع المعدلات (رغم انني متاكد انها سهلة جدا مع التطور التي تعرفه برامج الحاسوب في الوقت الحالي ) لكن لا يرجع ارتفاع النسبة إلى هذه الطريقة إن كانت لوحدها بل أصل المشكل في القاعدة بعد القمة من رجال التعليم لأنهم المشاركون الأكبرفي عملية الغش الكبرى لأبنائنا ، لانهم انتجوا جيلا أصبح يؤمن بان الغش شيئ مشروع بل الطريق الصحيح للحصول على الشهادة ولا يردعه في ذلك لا احترام المعلم ولا العلم ولا الوازع الديني حتى يقول احد التلاميذ ان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غش فليس منا .." كلام قديم ، أليس المسؤول الأول عن هذا الوضع القائمين المباشرين على التعليم هل يستطيع الوزير او حتى كل عمال الوزارة والمسؤولين ان يقفوا ويراقبوا كل المعلمين والأساتذة حين القيام بمهام الحراسة حتى إذا حضرت لجنة من الوزارة او حتى من مديرية التربية تجد الجميع ينضبط ويحرص على أن يجدهم في جدية من العمل والانضباط ونسوا ان الله عز وجل بصير عليم بكل ما يجري .
لقد قلت في مقالك ماذا لو؟ سأكمل لك احتمال ثالث ماذا لو؟ تحمل كل معلم واستاذ مسؤولية عمله ما هي النتيجة ؟
إما أن تنجح الاصلاحات فعلا ويستفيد التلاميذ مما يدرسونه وتكون النتائج حقيقية وهذا يعود بالخير على التعليم والمجتمع لأنك ستنتج جيلا متعلما فعلا
وإما أن نثبت ان الاصلاحات التي تقوم بها الوزارة فاشلة فلا يمكن لها ان توقف كل المعلمين او تعاقبهم لأنهم عملوا بما طلب منهم لكن النتيجة لم تكن كما توقعوها .
اما النتيجة الثالثة حين لا يتحمل المعلمون والاساتذة مسؤولية عملهم فان الوضع سيكون عليه كما هو في الوقت الحالي التشكيك في النتائج وعدم مصداقيتها وتدهور التعليم .
اسأل الله ان يهدينا لما فيه الخير والصلاح ويصلح البلاد من الفساد