الله نور السماوات والأرض, هو سبحانه نور وحجابه نور به استنارت السماوات والأرض
وانحصرت الظلمات وفاض من جوده الإلهامات الصحيحة والخواطر العلوية ومن
رحمته أن جعل القرآن مشكاة في قلب كل مؤمن يضيء به قلبه ويجلي همومه فهو الهادي
إلى سواء السبيل السميع البصير القادر ,فسبحانه الذي وسع الأصوات كلها لا يخفى عليه
شيء حتى وان اختلفت اللغات والحاجات فلا توارى منه سماء ولا أرض ولا قعر بحر ولا
جوف جبل, وانتشر الصلاح في المحل القابلة له فصلحوا وأصلحوا بالأثر والنظر
أما بعد فهذه نبذة لطيفة وكلمات ظريفة في مسرح الأرواح وحضرة الخيال وبالحق
المستعان:
تجلت لي لطيفة ربانية وقالت مابالك؟
قلت: مهموم مغموم
قالت: بك لعنة
قلت: لعنة!!
قالت: لعنة النفوس المقيدة بالأجسام
قلت: وما السبيل؟
قالت: تطهر من جنابة غفلاتك ثم انظر في نفسك واعرف حقيقتها فهي غمامة على نور شمسك
قلت: أحمل نورا؟!
قالت: نورالقبظة الإلهية السارية في الوجود سريان الدم في العروق وتنوعت إزاءها الصور
والمآخذ وتعددت المعارف وظهرت الهواجس والوساوس والدواعي الباطنية, مستورة
بشخوص الجن والشياطين فغاب كل موجود عن حقيقته فزهى واستكبر .
قلت: أريد الخلاص ,أبغي القرب !!
قالت :بينك وبين مطلوبك حجاب
قلت: إليه عازم
قالت: انطلق إلى مقام قرة العين
قلت: إليه ابتغي الوصول,فجردت الهمة وجعلت همي أمامي والقرآن إمامي ,فلم أزل اقطع
الوديان وأركب البحار واجتاز المهاوي حتى وصلت بابها
قالت :ما طلبك؟
قلت: السر المأمول
قالت: تريد الرؤية؟
قلت: فلا أقول بعدُ أين ها
فقالت: يا سخيف العقل !!
قلت: لعل سعدي حائل بيني وبينها؟!!
قالت: أبسهمك هذا تبتغي السر؟ ثم سكتت قليلا وقالت ارم صيدك بسهمك فان أصبته فقد
أمنت بينها ولا تصبه أبدا والعجز عن درك الإدراك إدراك.
لما سمعت كلامها خررت صعقا وبقيت طريحا عند بابها وحيدا فلما لم أرى كونا آنست
سري , فهتف بي هاتف يقول: مالك لا تبصرني مالك لا تسمعني مالك لا تلمسني،
مالك لا تتقرب مني، أنا اقرب إليك من نفسك أنا اللذيذ أنا الجميل أنا الحنون أنا روح كل صورة.....
لتنعم الروح وتسعد فلا أقول :أين هو..!!!
والحمد لله رب العالمين الملك الديان وصل اللهم على محمد الأغر الأبهر