أسرار العظمة

[ابن العروب]

أسرارُ العظمة

كانت شامخةً كالشمس، أبية كالطود العظيم، ذاتَ بريقٍ يسلبُ الألباب، وسُمعةٍ ملأت الآفاق.... .
سألتها عن سببِ هذه العظمة، وهذا الزُهوِ والشموخ....عن عشق الملايين لها... ...وعن مهرها الثمين...عن من حَظُوا بِخِطبتها أو من فشلوا بنيل رضاها فعادوا محزونين....
قالت: أنا عربيةٌ أصيلةٌ أبيه، ذات حسبٍ ونسب، نسبي مُرتبطٌ بأصل العرب، وحَسَبي يضربُ جِذورهُ في عمقِ التاريخ، أنا عذراءُ حُرة مِضيافةٌ كريمة، من جاءني زائراً أكرمته، ومن جاءني غادراً قَهَرتُه، عُرفتُ بالشموخ من قِدِمِ الزمان، عربيةُ العِرقِ عَصيةُ البُنيان، مُسلمةٌ طاهرة...إسلاميةُ الكيان والوجدان، أُمَويةُ الثوبِ كنعانيةُ الزمان والمكان...، الحُبُ بوجنَتَّيَ مغروس، والخيرُ بين أناملي وافرٌ ملموس. من عاهدني بالخير حفظتُ وُدَهُ، ومن أرادَ لي شراً، شَنَنْتُ عليه حرب البسوس.
أنا أمٌ رءومٌ للأحرار، ما حوى بَطني سِوى الأطهار. رَضِعتُ من العقيدةِ لبنَ التسامح، وَشَرِبتُ من كأسِ العروبةِ ماءُ الإباءْ.أُحِبُ الوفاقَ وأمقتُ الشِقاقْ، حياتي الصدقُ وسَقَمي النفاقْ، أنا توأمةُ طِيبةَ الغراءْ، وقرينةُ الحرمِ والكعبَةُ الشْهباءْ، ذِكري مُدَونٌ في الأرضِ والسماءْ، آدم يَعرِفُني كما تَعرِفني حواءْ. بلقيسُ تَذكُرُني وهاشِمُ العَربيُّ، وصهيل الخيلُ ودمُ الشُهداءْ.
أنا المباركة في الكتاب، وبيَ الحشرُ يومَ الحساب ، أنا زهرةُ البِلادْ،، في الحقِ أَعشقُ الجهادْ، وفي ساحاتِ الوغى أُجيدُ الجِلادْ. في العَطاءُ أُمي فلسطين، وفي الأحزانُ أُختي العِراقْ
أنا في التاريخُ أُمُّ البطولاتِ...أرضُ الرسالاتِ .أنا منبَعُ الأحرار...،أنا مَهدُ الديانات ومَهبــِطُ البـــُراقْ....أنا القُــدسُ أَحبــتي،أنا تاريخُـكــُمْ ومَجْدُكُـــــمُ البــَرَّاقْ

أنا القــــــدسُ الأسيرةُ...فهل مِنْ سُباتهِ مَنْ أفـــــاقْ ؟؟؟