اتقوا الله في المغرب

[انس الافريقي]

اتقوا الله في المغرب


بسم الله والصلاة والسلام على رسول محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين


وبعد


فنحمد الله تعالى على نعمة الأمن ، هذه النعمة العظيمة اللتي بها تتم الصالحات ، فبنعة الأمن يطيب العيش فو الله لا يحلوا مأكل ولا مشرب ولو كان من خير ما أنزل الله إذا فقدت تلك النعمة التي لا يعرف قدرها إلا اللذي سُلبها واللذي تمتع بها سعى لإهدارها وتبديلها حربا وفوضى فالله المستعان .
وبها أيضا تحفظ الأرواح وتحقن الدماء ؛فكم سمعنا عن بلدان تراق فيها الدماء تسيل أنهارا ؛ وتستحيى فيها النساء ويذبح فيها الأطفال
وبنعمة الأمن أيضا أو في ظلها يوشك ذالك المجتمع من إقامة شرع الله فكيف إذا تقام حدود الله في بلد فوضوي ؛ثوري وعصبي .


إنه الأمن عباد الله هذه النعمة اللتي فضلت على نعم أخرى قد تبان لضعفاء البصيرة أنها ليست كذالك ؛ فقد تقدم على نعمة الرزق ففي دعاء إبراهيم الخليل قال " رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر " فقدم عليه السلام النعمة الأولى الأمن على الثانية الرزق لأنه لا تطيب الثانية ولا تحلوا إلا في وجود الأولى وليس العكس ، وقوله صلى الله عليه وسلم " من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها" فقدم صلى الله عليه وسلم نعمة الأمن على نعمتي المعافاة فالبدن والرزق وفي كلامه صلى الله عليه وسلم على هذا الأخير قال "عنده قوت يومه " لم يقل عنده قوت أسبوع أو شهر قال صلى الله عليه وسلم قوت يومه أي ما يكفي ليوم رغم ذالك فهذا اللذي حصل على هذا الرزق القليل قد حيزت له الدنيا مع توفر النعمتين الأولتين ، فبالله عليكم من منا لا يملك إلا طعام يوم واحد ؛ حتى الدواب بأشكالها أصابتها التخمة من مخلفاتك أيها المبذر، فما عهدنا على البشر هذا فالإنسان العاقل يؤكل ليعيش لا يعيش ليؤكل ، فكثير ممن يثورون ويضجون لا هدف لهم فهم همج أتباع كل ناعق أناس استغنوا
عن عقولهم فصاروا كالبهائم يجرون ويسحبون وينبحون نهيقهم يصم الآذان ،ويحكم فالله كرمكم وفضلكم فلماذا هذا الطبع المنحط لماذا هذا التدني!؟ على ماذا تصيحون ؟؟! وإنها لعادات الجاهلية ولأن للمرء طاقات وشحنات وصدره لا يسعها فلا بد من أن يفرغه فتجده المسكين يتحين المواسم ليفجر مواهبه الفوضوية ومهاراته الحنجرية ليقال فلان بطل فلان شجاع فلان قوي وقد قيل فيه ذلك وبعد...!!؟.


----------------------


وإني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون أيخون إنسان بلاده إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون ؛ يخون بلاده بجرها إلى الفوضى والشغب باسم التعبير والحريات وتحت شعار الغاية تبرر الوسيلة ؛ فأي دين يقبل هذا بل أقول أي عقل يرضى بهذا إلا إذا كان هذا الدين ليس بالإسلام وهذا العقل ليس بعقل بشر ، فهذه الأعمال برمتها ليست من نظام هذا الدين اللذي مافتئ يدعوا إلى الرحمة والاجتماع والتآلف بين المنتسبين إليه فهذه الأعمال مستوردة من بلاد الغرب فلماذا نجاريهم إذن ؛وحتى قيل :


إذا جاريت في خلق دنيئا **** فأنت ومن تجاريه سواء


وإنها لخيانة عظمى لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد تضيق أخلاق الرجل وتنسد السبل في عينيه وتضيق عليه الأرض بما رحبت ؛فتجده سابا لربه؛سابا لرسوله؛سابا لدينه ؛سابا لوطنه؛سابا لإخوانه؛سابا لملكه؛ بل تجده سابا لنفسه ، وإني لأعجب لحال هؤلاء المساكين اللذين لا يعرفون الحق وإذا جاءهم تركوه وراء ظهورهم فهذا نتاج الإعراض عن الحق .


اعلموا عباد الله أن هذه الأمة لا تقوم ولا يستقيم حالها إلا باجتماع مكوناتها على كلمة سواء ؛على كلمة حق ، فالأمة لا بد لها من قائد يسير أمرها وكما قال حسن البصري ـ رحمه الله ـ "والله لا يستقيم الدين إلا بولاة الأمر و إن جاروا و ظلموا و الله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون " فطاعتهم طاعة لله ورسوله " يأيها الذين أمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم " فطاعتهم بعد طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال "من رأى من أميره شيئا يكرهه، فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فمات ،فميتته جاهلية "،طاعتهم إذا واجبة لكن فالمعروف ، ولا طاعة لهم في معصية " السمع والطاعة حق عَلى المرء المسلم فيما أحب وكره مَا لم يؤمَر بمعصية فإذا أمرَ بمعصية فلا سمع ولا طاعة " أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، فأمرهم قد يكون في شيء تكرهه الأنفس لكنه ليس بمعصية فهنا يطاعوا ، فطاعتهم ليست مطلقة وكذا معصيتهم ليست مطلقة ففالمسألة تفصيل لا بد معها من الرجوع إلى الحق إلى الكتاب والسنة بفهم أهلها ولا على فهم أحد من البشر .فهذا ما يرجى منك أيها المغربي فلا تكن عونا لمن اتخذوا من الشر والتخريب وإشعال الفتن وظيفة ؛ كن واعيا؛ ذكيا؛ لبيبا ؛لا تكن ساذجا أحمقا متهورا لا تكن أداة أنت تزرع الفتن وغيرك يحصد الربح ، فالمغرب بلدك ونحن إخوانك والملك ولي أمرك فلماذا هذه العجلة ،قد تكون هناك أخطاء قد تكون هناك مشاكل؛ لكن لا تحل المشاكل بالطوام ولا يغير المنكر بالكوارث .


فيا أيها الأخ الكريم ويا أيها المواطن الحبيب توسل بالوسيلة الحسنة للغاية المثلى ، فالعيش الكريم هذا مطلبنا جميعا لكن ليس هكذا تنال المطالب فلا الفوضى ولا الشغب ولا الخروج عن ولي الأمر حلول لهذا المبتغى قد تنجح هذه الوسائل لكن قامت على ظلم وجور وإهدار للشريعة وإراقة للدماء ، لكن هناك بدائل مشروعة ولله الحمد ،فالدعاء مثلا مخ العبادة لي وليؤمن" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا وا بي " بشرط الاستجابة لله وطاعته "إنما يتقبل الله من المتقين " فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة ؛ فتوبوا إلى الله وعودوا إليه فلن يغير الله ما بكم حتى تغيروا ما بأنفسكم وليس حتى تغيروا حكامكم وكما قيل :


وغير تقي يأمر الناس بالتقوى ***** طبيب يداوي الناس وهو عليل


فكيف تحب في غيرك مالا ترضى نفسك أن تقبله ، ابدأ بنفسك أولا ؛و اصبر فأمرك عجيب أيها المؤمن أمرك كله خير صبرك فالضراء وشكرك فالسراء ، وإني لأعجب كيف يغيب عن ذهنك هذا ألست مسلما دينك الإسلام ألست عربيا لسانك عربي ألست مغربيا؛ فأنا مغربي أعلم هذا و أعتقده وأعلم أن الخير كل الخير في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فالحق واضح والباطل واضح فلماذا هذا التناقض أيها المغربي وهذا التخاذل ؛ هي عد إلى صوابك ورشدك فما عهدنا عليك هذا ولا تهدم حلم أجدادك ،وسعى في إتمام ما بنوه فأرواحهم ذهبت من أجل هذا المطلب ؛؛مطلب العيش بطمأنينة في بلد حر كامل السيادة ، فلا تخن الأمانة ولا تسلم بلدك رخيصة إلى أعداء الله وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تصغي أيها المغربي لكل أفاك أثيم .


فهذه دعوة لك أيها المواطن لتجدد صلتك بربك وبدينك وبإخوانك وبوطنك وبولي أمررك ،هذا الأخير اللذي نشهد الله أننا نحبه فيه لا نحبه لمطمع ولا لخوف لكن هذه قلوبنا تعقلت بحبه .


فنحمد الله على كل حال ؛نحمد الله على الصلاة التي نصليها فالمساجد بدون قيود وبدون بطائق ونحمد الله على بعض السنن الظاهرة اللتي لا يجادلنا فيها أحد ، هناك بعض المضايقات لكن سنراها بنظرة المؤمن الحق ؛ المؤمن الواعي فهذه دار فتن ومحن وسنصبر ونحتسب حتى يأتي أمر الله ، ولن ننجر إن شاء الله وراء كل ناعق ولن ننصاع للحاقدين ولن نكون تحت لواء الأعداء المندسين ، ولن نردد جملة "الشعب يريد إسقاط النظام "حتى سمعنا أطفالا صغار يرددونها وهم لا يعلمون من نشرها وما هدفه ولا يعلمون حتى معناها ، سمعوها ورددوها كالببغاوات مثلهم كمثل الكثير من ذوي الأجسام الضخمة ؛ فعقولهم إذن واحدة ، لكن سنقول وبكل فخر وبكل طلاقة وأريحية وحب وأمل " الشعب يريد إبقاء النظام " لكن دعائنا لهم بالهداية والتوفيق فهذا قولنا لا نبتغي من ورائه لا منصب ولا جاه ، فهذا ليس فكري وحدي بل ولله الحمد هناك أناس أخيار عرفوا الحق واتبعوه ولزموه أمة ظاهرة، فأهل الخير يعلمون هذا لأنهم اتبعوا الحق وأقوال أهل الخير ، وأهل الباطل غاب عنهم الحق هذا لأنهم اتبعوا الباطل وأهله ، فسرعان ما سيتبدد هذا الغمام وستشرق شمس الحق وستسقط الأقنعة وسيفضح المضمور حين إذن ستعلم أيها الثائر أنك مجرد ممثل منوم في إحدى حلقات مسلسل " تهييج المغاربة على المغرب " بل مسلسل "تهييج المسلمين على الإسلام "حينها قد تندم وقد تبكي لكن بعد ماذا ؟؟!ولماذا ؟؟!وعلى ماذا !!؟


هل ستبكي على الله اللذي خنته أم على الوطن اللذي هدمته أم على الشعب اللذي روعته أم على ولي أمرك الذي خذلته .


وللإشارة فقط فكلنا قد شاهد قنوات التلفاز هذه الأخيرة التي لعبة دورا في إنتقال الفوضى من وطن إلى آخر واللتي حذر أهل العلم منها وبسبب شرورها ، المهم الآن قد يلتبس على البعض ظهور بعض الملتحين وبعض المنقبات في تلك المسيرات المختلطة الفوضوية ويظن أن ذالك من الدين بحكم ما عهد على الملتحين أو المنقبات من خير أقول أن هذه القاعدة لم تعد صالحة أي كل ملتحي فهو صاحب عقيدة حسنة وصاحب خلق فهذا خطأ فلا تغرنكم المظاهر فأهل الحق يعرفون بتمسكهم بالكتاب والسنة بفهم أهلها لا بالعمل ببعض الأوامر الظاهرة اللتي قد تخالف ما في صدورهم فهذه السنن الكونية تفضح وقد فضحت قبلهم أقوام كانوا بين هذه الأمة مثال أبي ابن سلول رأس النفاق ،فليست العبرة بالأشكال ولا بالتربع على عرش الجامعات ولا بالتكلم على الخروج لولا الراية العمية ولا حتى بالظهور في ميادين التحرير لمساندة الشعب اللذي لم يخرج إلا للمطالبة بحقوقه ......؟؟!!فالله المستعان .


فاللهم احفظ وطننا المغرب من كل شر وسائر بلاد المسلمين إحفظهم يارب العالمين من كل ظالم جبار ، وارزق أهلها ويسر أمورهم ووحد كلمتهم ووفق ولاة أمورهم إلى ما تحبه وترضاه ، اللهم من أراد بمغربنا شرا أو سوء فاجعله في نحره ، اللهم احمي وطننا وارجع إليه صحراءه المغربية وكذا مدينتيه سبتة ومليلية أنت مولى هذا والقادر عليه وصلي اللهم على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.


والله أعلم



أبو عبد الملك أنس المالكي
السبت /٢٣/ربيع الأول /١٤٣٢
المغرب

[الحائر]

الأمن عباد الله هذه النعمة اللتي فضلت على نعم أخرى

نعمة الحرية هي اعظم واغلى النعم فالعبد لا حياة له وخصوصا الخانع الخاضع الراكن للظالم لا تنفعه اية نعمة بعدها

وإني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون أيخون إنسان بلاده إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون ؛ يخون بلاده بجرها إلى الفوضى والشغب باسم التعبير والحريات وتحت شعار الغاية تبرر الوسيلة

ليس خائنا من يطالب بان يكون حرا في امره بالمعروف وفي نقده للحاكم وفي اختيار من يحكمه وحرا في محاسبنه وحرا في عزله قلم يولد للحكم احد ولا احد ملاك او مقدس ورحم الله عمر لن الخطاب الذي قال لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير لنا ان لم نقبلها بل هو انسان شهم وحر وليست به القابلية للاستعباد

وكما قال حسن البصري ـ رحمه الله ـ "والله لا يستقيم الدين إلا بولاة الأمر و إن جاروا و ظلموا و الله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون "

لا والله لا يستقيم شيء مع الظلم والجور لا يصلح الدين وتخرب الدنيا فلا خير في ظالم ابدا

قال "من رأى من أميره شيئا يكرهه، فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فمات ،فميتته جاهلية "

شيئا وليس كل شيء ان الامير الذي يقصده رسولنا هو الامير الذي بايعته الامة بارادتها الحرة و الذي هو رحيم بالامة وفي خدمتها ةليس ذلك الذي جاء على ظهر دبابة يريد اخضاع الشعب لنزواته وليس ذلك الامير الذي يخجم نفسه واسرته ويسرق 70 مليارا ويضعها في بنوك اوروبا ويكمن لاولاده وزوجته بنهب المال العام انما الامير الذي يستمع لنصيحة الناصح ويستجيب وليس الذي شيد السجون للمخالفين وسلط عليهم مخابراته ويسومهم سوء العذاب امير مثل عمر وابو بكر وعمر بن عبد العزيز الذي يشعل شمعته الخاصة ان جاءه صديق امير ينصف ابن القبطي على ابن امير هذا الذي يقصده رسول الله صلى الله عليه وسلم انت من القائلين بنصح الحاكم فما نراه عندكم الركوع لفرد وتفبيل يده وهذه مذلة ولست من ديننا فانصح اميرك في جريدة بترك هذا الامر وسنرى مصيرك

لكن سنقول وبكل فخر وبكل طلاقة وأريحية وحب وأمل " الشعب يريد إبقاء النظام "

هذا شانك ان تقبل بالخنوع والخضوع والركون الى الظلمة اما الشعوب العربية لا تلتفت لكم ابدا ولا تعير لقولكم اي اهتمام وتريد اسقاط انظمة الظلم والمخابرات والسجون السرية وناهبي اموال الامة

[طهراوي ياسين]

أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

[دزايري عاصمي و حر]

المغرب بحاجة لثورة لكن الوقت و الظروف غير ملائمة لذلك
و من أجل هذا لن تحصل ثورة حاليا و ان حصلت فلن تنجح
لكن حين يحين وقتها لا شيئ سيقف في طريقها و كل ما يقف بطريق الريح سيقتلع