لحظة الانعتاق - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لحظة الانعتاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-04, 11:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sollo44
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sollo44
 

 

 
إحصائية العضو










New1 لحظة الانعتاق

اصطدمت في رأسه أفكار شتى . و اختلجت عيونه لأول مرة منذ زمن بعيد . ترى كيف شكل المدينة الآن؟ و كيف لون السماء بعد هذا الغياب كله ؟ . في فجر اليوم التالي سينفتح باب السجن معلنا عن سقوط إمبراطورية قديمة هزيلة من المخاوف و التشاؤم، و في غد ، في ذلك الغد الجميل سيكون له مع الأحباب خلوة . ستنفرج الأسارير ابتهاجا بخروجه من السجن ، و ستشتعل المصابيح الملونة ،و توزع الحلوى على الضيوف و المهنئين و المارة ، قال مراد مستذكرا :
في السجن تمر اللحظات كأنها دهر محنط . تستمر العذابات تباعا و بلا رحمة، الشوق للحرية و الأهل و الخلان . و حكايات غريبة تحدث هناك في كل يوم ، كأن يتشاجر سجينان من أجل نظرة منفلتة بلا معنى . و قد نقيم لسجين آخر حفلة عيد ميلاده و كنا في كل يوم تقريبا نودع سجينا فنشيعه ببصر مائع إلى عالمه الجديد . عالم الحرية و الإنطلاق و العجائب .
غدا سأخرج من هذا السجن الموحش ، و سأودع برودة حيطانه الإسمنتية . و ظلامه و سكونه. سأترك ذكرياتي هنا . حبيسة كما كانت معي لعامين كاملين . التراب و الماء و السجان .
أذكر الآن يوم ختاني ، و يوم ذهبت للمدرسة أول مرة ، كنت فتى صغيرا خائفا و بدت لي المدرسة كأنها سجن !! لا أذكر تماما ذلك الرجل الذي أعطاني حبة حلوى و لكنه أسكتني بها و مسح على شعري حتى بث في قلبي الطمأنينة . و قال لي أحد المساجين فجأة :
- هل سيغفر الله لنا ذنوبنا ؟
فقلت مازحا :
- يغفرها جميعا عدى الشرك
فقال الآخر في عطف :
- و لكنني لم أدخل السجن لشرك اقترفته .
- الغضب يا صديقي . الغضب هو من أدخلك السجن و أدخلني .
و لكنه انتفض غاضبا كأنه في صراع :
- الكل يغضبون و لكنهم رغم ذلك لا يدخلون السجن !
فكلمته بلهجة الملاطف :
- و لكنه سبب وجيه .
قال مراد : في ليلة عبوسة و أنا في السجن ، تذكرت حمامتي البيضاء ، دجاجاتي و أرنبتي البنية . تذكرت البوضة في أيام الصيف الحارة . الغبار و الضيق و الهواء الحار. تذكرت ليلة الدخلة و تذكرت أسرارا عجيبة كقصة الجنية التي ظهرت في حارتنا في ليلة القدر!!
و قال له السجين الآخر :
- إنك فعلا مجنون !!
غدا ستحين اللحظة الموعودة ، لحظة حسبت لها ألف حساب ، إنها لحظة الجنون الحقيقي ، و لطالما حلفت بالله أني بريء و لكن أحدا لم يرغب في تصديقي في تلك الجلسة ، تهافت الشهود في ذلك اليوم كأنهم يودون الإطاحة بعدو لدود ، و من خلال القفص الحديدي بدا لي وجه القاضي كحبل يوصل للغريق لحظة الغرق ، و المحامي كان متأكدا من البراءة و لكن الأمور انعكست في جنون لا نهائي أوصلني لباب السجن .
و في الصباح ، سمعت شنشنة المفاتيح خلف الباب و جاء السجان و المسئولون ، و اقتربت تلك اللحظة السحرية . فتسارع النبض و غار قلبي داخل صدري بحدة . استلمت ثيابي و أوراقي و لكن شيئا لم يكن في بالي بعد الحرية عدى عناق أمي !!









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-08-10, 17:03   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي



















رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لحظة, الانعتاق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc