هي قصة حب واقعية جرت أحداثها في بلدية سيدي خالد ولاية بسكرة ( الجزائر ) والتي وقعت بين حيزية وابن عمها سعيد في
زمن الحب العفيف و العذري و الوفاء
حيزية غزالة بسكرة كانت جميلة من جميلات البادية البسكرية كانت زينتها الوحيدة ضفائرها و كحل عينها و وشم الحنة في راحة يدها و أرجلها ، أما سعيد فكان فارس من فرسان بسكرة العريقة وابن عم حيزية ،كانت حيزية أسيرة خيمتها و لا تغادر الخيمة إلا لحاجة كأن تذهب لتملأ الماء لكن سعيد كان يتصيد خروجها هذا ، حيزية وسعيد و بحكم القرابة أحبا بعضهما لكن بصمت و إذا تحدثا تحدثا بللغة العيون .
خروج حيزية كان يلفت انتباه خيرة شباب بادية بسكرة فكان كل واحد منهم يتمناها شريكة لحياته، استيقظت حيزية ذات صبح و اذا بعشرات الفرسان على باب خيمتها و قد فرشوا هداياهم أمامها
منهم من أهداها ذهبا و الآخر فضة و آخر يجر وراءه ألف رأس من الإبل و الغنم و تقدم فارس اخر و آخر و آخر ...........و دائما كان جوابها الرفض المطلق ، كانت عينا حيزية تعبر على الهدايا المفروشة لتصل إليه وهو جالس بعيدا عن الخيمة يقول لها حيزية لا املك مالا و لا ذهبا و لا سلطانا املك هذا القلب الذي بين جنبي و اهديه لك على راحة كفي .ابتسمت حيزية له و قالت هي الأخرى قلبك هذا ياابن العم يغنيني على هذه الكنوز و لن أكون إلا لك ، علمت القبيلة بهذا الحب الصامت و فزعت و اجتمعت لتقرر مصير حيزية و سعيد و انتهوا في الأخير إلى إعدام حيزية التي قالوا أنها خالفت أعراف القبيلة، فنطق صوت الحق يا قوم حيزية لم تفعل شيء حيزية اختارت فدعوها و ما اختار قلبها... أقيمت الأفراح على صوت البارود و زفت حيزية على هودج سعيد و كانت ليلتهما الأولى .........
حيزية و بعينيها البريئتان و وجنتاها المحمرتان من شدة الخجل و كانت تلك أول مرة تلتقي عينها بعينا سعيد : انا سعيدة ......سعيدة يا سعيد بعدد حبات النجوم ليرد عليها سعيد و انا سعيد بعدد حبات رمل بسكرة يا ابنة العم و احتضن و لأول مرة يدها و كانت ترتجف و قالت له : انا خائفة يا سعيد من أن يكون كل هذا حلم زائل ..... أنت في علم يا حيزية يا قرة العين أنت و أنا معا و حبنا حقيقة هكذا قال لها سعيد .
مر الأسبوع الأول من زواج سعيد و حيزية و في اليوم العاشر من زواجهما قالت حيزية أتدري متى يسكنني الموت يا سعيد ؟
سعيد : أرجوك يا حيزية لا تتكلمي على الموت لأنه الوحيد الذي سيفرق بيننا
حيزية: و لكنها الحقيقة يا سعيد و لابد ان تعرفها
سعيد: أي حقيقة يا ابنة العم ؟
اقتربت منه أكثر حتى تعانقت أنفاسهما ثم قالت: يسكنني الموت يا سعيد إذا علمت أن هناك رجل يحمل في قلبه حب اكبر من حبك لي ... .......
سعيد : حيزية انك تهذين يا ابنة العم حبك في عروقي ، يسري في دمي ، حبك يا ابنة العم بين لحمي و عظمي ......ماذا تقولين ؟
مضت الأيام و الأسابيع و في اليوم الأربعين من زواجهما و عند رجوع سعيد من العمل و إذا بحيزية قرة عينه ممدة على الفراش و تشد رأسها من شدة الألم ، فزع سعيد و أسرع إليها و احتضنها ......
حيزية....... يا قرة العين ماذا أصابك ..........
حيزية و بنبرة الألم: آه.. رأسي سينفجر يا سعيد ....
حاول سعيد ان يساعدها على الحركة .....لكنه لم يفلح فحيزية تحتضر .......
حيزية و بصوت خافت و حزين : سعيد سأفارقك يا سعيد .....
سعيد و قلبه يرتجف كطائر مذبوح يشهر سيفه ........
حيزية و بابتسامة ذابلة و هادئة : في وجه من تشهر سيفك يا ابن العم ؟
عدوك جبار يا سعيد لا احد يستطيع أن يبارزه ........و أغمضت حيزية عيناها على حب سعيد العنيف و بقي سعيد ابن عمها هائما في الصحراء و قد حنطت حيزية حبها في قلبه ............عاش سعيد يبكي حيزية ، ورثاها بقصيدة يقول في مطلعها :
عزوني يا ملاح في رايس لبنات ******** سكنت تحت اللحود ناري مقدية