جمجمة تقدح الإسفلت

[المعزلدين الله]

جمجمة تقدح الإسفلت
عبد الوهاب عزاوي*
\08q-0.htm



يا.. قاتلي تمهّل وامنح فريستك نظرة لا.. ليس وداعاً تأمّل لوحتك الصارخة
الأحمرَ السارحَ كغربانٍ مشوّهة أشلاءَ الدماغ تهوي والحياةَ مكوّرة كتفاحة معضوضة.
لا تجفلْ
فالأمر سريع..
كسلامٍ بين غريبين
أو..
كأحمرَ يطلس السماء
أو..
كعظم جمجمة يقدح الإسفلت
فتطفو رغوة الموت
ويزهر الألم خارج الجثث
بليغاً
كنفس الميت.

'الحرية' كما يسمّونها
طريّة
لا أراها
لا أعلم لم يغمضون أعين الموتى
ويتركون الذكريات تسيل
كسمكٍ في حقل ألغام

يا قناصي
ارخِ إصبعك
واسترح ثانيتين
واترك الفرائس تتلعثم

الأمر مستغرب
يهتف المتظاهرون:
'بالروح بالدم نفديك يا شهيد'
لعلهم نسوا أني ميت أصلاً
لكنْ، شكراً
رصاصتك الثانية في صدري 1
تسير مضيئة بين أفخاخ العبث

يا قاتلي
انظر إلى أصابعي المتراخية بين أكف المودعين
والشمسِ السائلة على فمي
وتأمل في زجاج عيني نصف المغمضتين
ترَ قلبك المثقوب
يترنّح.
6/6/2011
شاعر وطبيب سوري
1ـ تعرض أحد الشهداء إلى طلقة ثانية أثناء تشييع جثمانه في مدينة دوما السورية.