هل للحريـــه قيــــود ؟

[انور 06]

أنا حر ّ أو ّ انا حرة ّ عبارة بات يرددها كل من تجاوز الخطوط الحمراء وتمادى في عصيانه المعلن ليجد له ملاذا ومأمنا في هذه الجملة البسيطة الأحرف الكبيرة الحجم و العظيمة النتائج . معلوم أن حرية الفرد أيا كان تنتهي ببداية حرية الآخر أيا كان أيضا ، ليس هناك حرية من غير قيود وضوابط شرعية كانت أو قانونية ، وإلا تحولت حياتنا إلى قمة الشغب و الفوضى ، وانتقلت من عالم منظم إلى آخر لا يختلف عن الغابة يأكل القوي فيها الضعيف ويعتدي الكبير فيها على الصغير، الأهواء الشخصية هي التي تسير الصالح العام و الرغبات الذاتية هي المتحكمة وسيدة الموقف . فمتى هددت الحرية سلامة النظام العام وتعارضت مع الأخلاق الحميدة المتعارف عليها بين الناس دينيا واجتماعيا وقانونيا تحولت من قيمة لها دور إلى قيمة فارغة المحتوى ، فصح بذلك أن تستبدل بكلمة اعتداء على حريات الآخرين بدل التمتع بحرية الذات المنصوص عليها في مختلف الكتب و التشريعات . ومتى فوتت الحرية حقوقا أعظم من حقوقها بالنظر إلى قيمتها في ذاتها ورتبتها ونتائجها تكون قد أخلت بأهم عقد يربطها بالعدل و الإنصاف فتصبح بذلك ظالمة متعسفة على كرامة الغير ومضرة بحرية الآخرين. فالحرية إذن هي موازنة بين الفرد و الجماعة ، لا يعترف بها للفرد على حساب الجماعة ولا تثبت للجماعة على حساب الفرد ، لأن لكل ذي حق حقه وأي تكسير للحواجز الموضوعة ذات الطابع المتأصل هو تكسير للحياة الآمنة الهادئة السليمة البعيدة كل البعد عن المحن و الفتن .

ّ أنا حر ّ كلمة لها حيز في الملكية الشخصية وحيز آخر يمتلكه الغير علينا إن نحترمه ولا نتطاول عليه حتى لا نكون ممن يدسون الألغام تحت الأرض وعندما تنفجر يكونون أول ضحاياها.

تصرف في حياتك كما يحلو لك ، لكن بمقاييس معتدلة لا تتجاوز الحد المسموح به من الحرية ، لأن الحرية ليست ملك أحد دون الآخر
فهــــــــل للــــحريه قــــــيود ؟؟؟؟