دورة
في بلدة نائية، استقبل مدير المركز الثقافي وفدا نسائيا، وكعادته عندما يزوره وفد رسمي، طاف به على اقسام المبنى،الصالة ،المسرح، المكتبة ودورات التعليمية والتثقيفية‘وفي مكتبه، تربع على عرشه ، وأمسك بيده قلما، يشير به عندما يتكلم، وينقله من يد الى اخرى رَحب باعضاء الوفد مرة الثانية، وثالثة ،وعدَد لهن نشاطاته وإنجازاته وخدماته...
وفي حديثه يذكٍِر المؤنث ويؤنِث المذكر .. يقلب الماضي حاضرا والحاضر ماضيا‘ تعانده بعض الحروف وتستعصي على النطق.. تتغير بعض الكلمات فتأتي مبهمة أو مثيرة للضحك والاستغراب. أسهب في الشرح والتفصيل ، كرر ما قاله مرات عديدة ، فمالت احدى النساء الى جارتها وقد بدا عليها الضيق وهمست في أذنها باستحياء. انتبه اليها وقال سائلا:
- ماذا تريد الأخت هل من سؤال
إحمر وجهها، عضت شفتها السفلى، وأطرقت برأسها الى الأرض بخحل.
كرر السؤال بالحاح ، فقالت جارتها بحياء بعد تردد :
- انها تسأل ان كانت لديكم دورة.. أقصد دورة مياه
انتصب فوق عرشه، نفخ صدره ورفع رأسه عزة وشموخا وقال مشددا على مخارج الحروف :
- شوفي يا رفيقة، لدينا دورة محو الأمية ودورة خياطة، ودورة آلة كاتبة وأخرى لقص الشعر والتجميل .. وأنا أعدك بصدق، أن أفتح لكن دورة مياه، اذا توفر العدد المناسب ...
هذه الحكاية منقولة من أحد المنتديات العربية ولما قرأتها ادهشتني لما لها من الشبه ببعض مسؤولينا الذين يجيدون لغة الخشب وقد"تسمروا على الكرسي"