
ماذا لو تكلمنا أقل وعملنا أكثر؟
سؤال لا أشك أنّه لامس مخيلة جلِّنا في لحظات الصمت القليلة المُتاحة بين صولات وجولات "الرغي" الطويلة ولا أظن أن الإجابة عنه تحتاج لكلام كثير : سنكون أفضل بكثير ..
ولست هنا أدعو لصمت مطبق أو أنفي دور الأقوال التي تسبق الأفعال عادة ولكن لمّا لا تؤسس لها تتلاشى كما يتلاشى الوقت الذي تستغرقه ولن أسبح في فضاءات المثالية والوهم فأروم تحويل كل أقوالنا إلى أعمال ولكن على الأقل الوصول لحدٍ أدنى من ذلك نفتقده كثيرا حاليا .
ولو حاولنا رسم لوحةٍ للمشهد عندنا بأمانة أجزم أن عنوانها لن يكون سوى :"الكلُّ يتكلّم ".
لوحة سمتها الفوضى العارمة بل الضجيج المدوي الهائل الذي لم يساهم في توضيح الرؤى بقدر ما زاد من ضبابيتها : الكلُّ يمارس الإنتقاد وينسى البديل !!
الكلُّ يُخمن ويفترض (مادام الضجيج يمنع الرسائل من الوصول)
الكلُّ يوافق ويعترض (في آن واحد)
حتى لبدونا في اللوحة في مجال الكرة كلّنا مدربون
وفي مجال السياسة كلّنا محللون
وفي مجال الدين كلّنا مفتون.........
وفي خضم ذلك ضاع المُدرب ، تاه المُحلل وغُيب المفتي ......ومعهم غابت النتائج وإنعدمت الأفعال والأعمال ..
إعلاميونا يتكلّمون على مدار الساعة دون أن يقولوا شيئا ....!! ليتحوّل إعلامنا لسوق كبيرة للكلام ....
لا يملك أسهما فيها إلا عِلية القوم : يشترون ، يبيعون ويتنابزون أيضا ....
وسياسيونا "المُمول الرئيسي للسوق الإعلامية" يعشقون الكلام ، الأرقام والإنجازات على الورق !!
والحقيقة يُمكن إسقاط اللوحة على كل المستويات دون وجل ولا خوف من الخطأ .ففي كلها نسمع جعجعة ونادرا ما نرى طحينا !
هل تعتقد أننا نتكلم أكثر مما نعمل ؟
لماذا يا ترى ؟
هل ترى أنه من حقنا أن نخوض في ما لا نعرف؟
ألم يساهم ذلك الخوض في ما نحن فيه من فوضى ؟
أرجو من الاخوة التفاعل و دلك من خلال اسقاط الموضوع في مجال مظلومتنا التربوية و مدى مساهمة الصحافة في رفع مكانة المعلم أو العكس .