السلام عليكم
بارك الله فيك ...
و قيل لقب جدهم بعبد الواد لأنه كان يتحنث بواد قرب تلمسان قيل هو وادي الصفصيف و فال آخرون بل وادي تافنة الشهير ..و كانوا رحلا يجوبون بادية المغرب و صحراءه و استقر بهم المطاف بتلمسان و قد قربهم الموحدون من بني عبد المؤمن و مكنوا لهم و كانوا ثمانية بطون منهم بنو القاسم الذين اختلف في نسبهم و الذين قال الحافظ التنسي رحمه الله أنهم من بني سليمان بن عبد الله الكامل صاحب عين الحوت أخو إدريس الأكبر و قيل من بني إدريس الأكبر نزلوا بني عبد الواد وصاروا منهم و أصر الكثير على أنهم أمازيغ قحاح و كثر اللغط في هذا الأمر ووصل الأمر بالبعض إلى النيل من الإمام الحافظ التنسي و الطعن بدينه و علمه .. و الله على الجميع شهيد ... و كان من أبرزهم يغمراسن بن زيان بن ثابت قام بأمر الدعوة الزيانية و أرسى مبادئ دولتها بعض أن قام والي الموحدين من قبل مراكش بحبس شيوخ بني عبد الواد بعض أن أغراه بهم بعض الحاسدين خوفا من نفوذهم و بعض أن تحرر بنو عبد الواد من الأسر انقلبت الأمور فجدوا في طلب الملك و الإمارة فكان لهم ذلك ..فأسسوا دولة شملت معظم المغرب الأوسط (الجزائر) لقرون فأسسوا المدن و الحصون في كل البلاد مثل مدينة حمو موسى المعروفة بعمي موسى بولاية غليزان و مدين آصفون قرب مدينة الجزائر و غيرها كثير و بلغت تلمسان زمانهم ذرى مجدها و زهوها و بهاءها حتى عرفت بجوهرة المغرب التي كان يشع منها العلم إشعاعا و قصدها العماء و العباد و الصالحون من كل فج من أهل المغرب كالمغيلي المازوني و الونشريسي و التنسي والبجائي و الكثير من أهل الأندلس بعد سقوطها كالأمام العقباني و ظهر من أهلها أهل العلم و الصلاح ممن لا حصر لهم و لمن شاء أن يطلع على كتاب البستان لإبن مريم ويطلع على ما فيه و ممن كان من الأعلام الشريف التلمساني و قد حظوا برعاية السلاطين و احترامهم و توقيرهم فأصبحت تلمسان قبلة العلم و العلماء مثلما عرف من تزويج السلطان أبو حمو موسى الثاني لإبنته من الشريف التلمساني و دفنه إياه بعد موته بالمدرسة اليعقوبية بجانب أبيه السلطان أبي يعقوب و هي ما يعرف اليوم بمسجد سيدي إبراهيم ...و كان أبو حمو أعظم سلاطين بني زيان و كان أديبا و فقيها و شاعرا ولد بالأندلس حين نفي أبوه إليها و بلغت تلمسان في زمنه المبالغ العظيمة و كان يجمع قبائل الجزائر في المشور و يشاورهم في أمور الدولة كما فعل جده يغمراسن من قبل مما قوى ركائز الدولة و دعائمها .. و انتهى عهد بني زيان بدخول الأتراك و جندهم الإنكشاري بقيادة بابا عروج الذي أغرق آخر ملوك بني زيان بالصهريج الكبير بعد أن قتله و عائلة بني زيان جميعا كبيرا و صغيرا و كان لهذا الفعل وقع كبير على أهل المدينة الذي ثاروا على الأتراك ثانية ... و ما عرفت تلمسان من بعدهم كعهدهم أبدا ..فهجرها الكثير من علمائها إلى المغرب الأقصى و البوادي و الضواحي و لولا ثبوت بعض أهلها فيها من الأندلسيين و أهلها الأصليين لما بقي منهم أحد و مازالت إلى اليوم عائلات تحمل أسماء عابقة بتاريخ تلمسان مثل عائلة بن زيان أو الزياني من بقايا بني زيان و غيرهم من السكان الأصليين و عائلة العقباني من ذرية الإمام العقباني و غيرها من الأندلسيين و عائلة بوعبد الله من ذرية الشريف التلمساني و عائلة بن منصور من ذرية عبد الله بن منصور الحوتي و غيرهما من الأشراف ...حقا إن عهد بني زيان كان عهد القمة و الأوج لتلمسان