اهذا هو الجهاد ايها الاغبياء
شكّلت الجماعات الإرهابية في دعم مخططاتها وضمان بعث جديد للعمل الإرهابي بالجزائر جبهة تجنيد خاصة أساسها فئة ''الأبناء غير الشرعيين''، وهم ثمرات الإغتصاب الذي نفّذ ضد الفتيات البريئات أو كما يسميها التنظيم الإرهابي بـ''السبية''، وهي تلك الفريسة التي تضمن تدعيم الإرهاب بطفل يصبح غدا عنصرا أو أميرا.
وعمدت الجماعات الإرهابية إلى اختطاف مراهقات وقصّر للمتعة وضمان النسل إلى غاية ذبحهن فيما بعد، وهو ما يستكشف من ملف تحصلت عليه ''النهار'' من مصادر موثوقة، أثبت تورّط أحد الإرهابيين المتخصصين في اغتصاب الفتيات وذبحهن، والأمر يتعلق بالمدعو ''ح. حميد'' وهو قيادي بكتيبة ''الثبات'' التابعة لحماة السلفية بالغرب الجزائري، والذي تم القبض عليه في كمين نصب له برفقة ثلاثة إرهابيين آخرين، حينما كانت الجماعة في طريقها إلى مبايعة أمير جديد لكتائب جبال الشريعة بالبليدة .
العناصر الإرهابية كانت تقوم باختطاف القصّر وأخذهن إلى معاقلهم، حيث بلغ معدل التداول على الشابة الواحدة أكثر من 10 أشخاص في اليوم الواحد، وكانوا يعاملونهن بصفة الجواري، حيث كن يقمن بالأشغال من غسيل وطبخ، ليتم رميهن أو ذبحهن عندما يرون أن مدة صلاحية''الجارية'' قد انتهت.
مشيرا ذات المصدر إلى أنه تم اختطاف واغتصاب أزيد من 50قاصرا عمرهن لا يتجاوز 16 سنة، كما أنهم كانوا عند الملل منهن أو كثرة عددهن داخل المعقل الإرهابي يتم التخلص منهن، كما أن نقص المؤونة في المعاقل الإرهابية التي كانوا متمركزين فيها بجبال معسكر غليزان، الشلف ووهران، يدفع بأمير المنطقة إلى اختيار ''السبيات'' للقتل الجماعي وتحت أنظار الأخريات لتقليص أعدادهن، كما كان للأمير الحق ''الشرعي'' في اغتصاب القصّر لأول مرة ومن ثمة يختار من تكون جواري لديه، ومن يقدمها لبقية العناصر الإرهابية، مضيفا ذات المصدر أن العناصر الإرهابية كانت تبعد الجواري كل البعد عن مراكز التدريب أو التدخل في أعمالهم التخريبية أو في أية نقطة تتعلق بالنشاط الإرهابي الإجرامي.
وحسب المصادر ذاتها فإن ''ح. حميد'' التحق بالجماعات بصعوده إلى جبل فرقوق بمعسكر، بوساطة أخيه الإرهابي الذي صعد إلى الجبل منذ عام 1998 لينضم إلى جماعة ''حماة السلفية''، حيث انخرط ضمن كتيبة الثبات التي كانت آنذاك مكوّنة من ٠٤ إرهابيا، وقد تنقل إلى عدة مراكز عبر محور معسكر، غليزان، الشلف ووهران أين كان بطل مجازر رهيبة ارتكبتها الجماعة في حق المواطنين العزّل وابتزاز المواطنين واختطاف القصّر واغتصابهن ثم ذبحهن، وقتل الرعاة من أجل سرقة المواشي والإستحواذ على الأموال، من خلال نصب الحواجز الأمنية المزيّفة.
التحقيق مع ''حميد'' كشف عن تكفله بقتل 25 شخصا ذبحا بمفرده، فضلا عن تخصصه في الإغتصاب الجماعي لعدة فتيات اختطفن بالمنطقة، بالإضافة إلى قتل أشخاص آخرين لم يتم عدهم لكثرتهم من خلال الحواجز المزيفة، وقتل راعيين، مع الإستيلاء على 200 رأس غنم لهما. كما كشف ''حميد'' أثناء التحقيق معه عن معايير التدرج في الرتب للإرهابيين، والتي كانت تتم حسب عدد الجرائم التي يرتكبونها، مفيدا أنه قد تكفل بمفرده بذبح 25 شخصا، وأن جماعته نصبت عدة حواجز مزيفة، فقد تم نصب حاجز بأرزيو، تم فيه اغتيال 10 مواطنين، إضافة إلى حاجز آخر نصب ما بين دائرتي بطيوة والسيڤ، وآخر بين منطقتي وادي الأبطال والساورة، حيث اغتيل 17 مواطنا، وقتل 5 أشخاص بين سيڤ وغابة مردو بوهران، كما قاموا باختطاف فتاتين قاصرين من غليزان ووهران، حيث أخذوهما إلى الجبل، أين مارسوا عليهما الجنس الجماعي لمدة أسبوع، ولم يكتفوا بذلك، بل قام بعدها المدعو ''أبو هيثم'' بذبحهما، كما استحوذ على أموال المواطنين الذين يتم اغتيالهم خلال الحواجز المزيفة. وهي تفاصيل الملف الذي قرّرت غرفة الإتهام إحالته على محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة خلال نهاية الدورة للنظر فيه.