قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة إنما عذابها في الدنياالفتن و الزلازل و القتل و البلايا *.*
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1396 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
*(* أمتي هذه *)* أي الموجودين الآن كما عليه ابن رسلان وهم قرنه ويحتمل إرادة أمة الإجابة *(* أمة مرحومة *)* أي جماعة مخصوصة بمزيد الرحمة وإتمام النعمة موسومة بذلك في الكتب المتقدمة *(* ليس عليها عذاب في الآخرة *)* بمعنى أن من عذب منهم لا يحس بألم النار لأنهم إذا دخلوها أميتوا فيها وزعم أن المراد لا عذاب عليها في عموم الأعضاء لكون أعضاء الوضوء لا تمسها النار تكلف مستغنى عنه *(* إنما عذابها في الدنيا الفتن *)* التي منها استيفاء الحد ممن يفعل موجبه وتعجيل العقوبة على الذنب في الدنيا أي الحروب والهرج فيهما بينهم *(* والزلازل *)* جمع زلزلة وأصلها تحرك الأرض واضطرابها من احتباس البخار فيها لغلظه أو لتكاثف وجه الأرض ثم استعملت في الشدائد والأهوال *.* قال الومخشري *:* تقول العرب جاء بالإبل يزلزلها يسوقها بعنف وأصابته زلازل الدهر شدائده انتهى *.* *(* والقتل والبلايا *)* لأن شأن الأمم السابقة يجري على طريق العدل وأساس الربوبية وشأن هذه الأمة يجري على منهج الفضل والألوهية فمن ثم ظهرت في بني إسرائيل النياحة والرهبانية وعليهم في شريعتهم الأغلال والآصار وظهرت في هذه الأمة السماحة والصديقية ففك عنهم الأغلال ووضع عنهم الآصار *.*