الا ان سلعة الله غالية

[bakimo]

.. بسم الله الرّحمن الرّحيم ..

ليسَ كالأحلامِ نحياها مَرَايَا .. ونشتاقُها جنّة !

ولا شَبيه للحبِّ حين يملكُ بهِ الربُّ القلب ..

فتُوهبُ لمن سقفها العرش الروح .. وترخص ..

فقُل لي يا مُشتاق ..

هل بارزت مرّةً بِحُلمِ يقظتك أجفانك وغلبتها ؟

فطاف بك الحبُّ حول بيتِ مغانيها .. وسعيتَ تجري تُطفىءُ

حرَّ الشوقِ بغمسةٍ في أنهارها ..

و خرجتَ يُداعِبُ بردُ النسيم قَطْرَ ثيابك .. وارتميتَ بشبابك

تحت ظلّ .. وخلعتَ عن يديك أساورك ..

ومِلْتَ برأسك .. وفاضَ نبعُ الأماني من حواسّك ..

سمعكَ اشتاق الغناء فأطاع الغصنُ وترنّم الشجر ..

وكلُّ ما اشتهت نفسكَ أمامك بلمح البصر .. من الطير والفاكهة

على موائد عند ضِفافِ أنهار العسلِ واللبن والخمر ..

ويهفو قلبكَ بعدها لحوريةٍ تُسامرها .. وتشتاقُ منها ضمّةً

تدوم أربعين سنة !

فتدخل جوفَ لؤلؤة هي قصرك .. وتلتقيكَ من لو أطلّت على

الأرض لأطفأ نور وجهها الشمس !

تلكَ يا مشتاقُ أحلام .. نحيا شُخوصها مرايا كلما نظرناها ...

ونشتاقها كلها في واحدة .. جنّة ..

تلك من نصلّي لأجلها : ياربَّ مُحمّد ..



حاول إذن أن تضع نُصب عينيك أرقى ما تعرفه من مصطلحات الجمال

أعمل فيها فكرك..وابلغ منتهى جهدك..

أطلق لمخيلتك عنانها..دعها تتصور ما تشتهي وتؤمل

.

.

كلا ..كلا..لازالت بعيـــــــــداً....

لك أيضاً أن تسبق صورتك المثلى بما شئت من أفعال التفضيل

أجمل ، أعظم ، أبهى ، أمتع....

ولن تبرح بعيداً عن حقيقة ما أعد الله



هي الجنة ..

سلعة الله الغالية
.
.
وحده تكفّل بأن يفاجئك لحظة تراها

وحده ضمن لك بأن تكون حافلةً بكل ما من شأنه إسعادك ورضاك..

وإن شئت فسأقطتف لك مشهدا أصوّره بلغة الأطفال

تخيّل فقط يوم ترى النبي صلى الله عليه وسلم عند حوض الكوثر

ثم تجري واللهفة تسبقك ؛ لتحيطه بذراعيك حضناً دافئاً طويــلا

يهمس لك باسمك ، وتشرب من يده الطاهرة ماءً لا ظمأ بعده.



هي مساحة للحنين إذن:

دعونا نوقظ الهاجع من أشواقنا

تعالَوا نأمل/نحلم/نتلهّف..

علّ الله يرى من صدورنا صدقاً

فلا يردنا خائبين ودموع الوجد تغسل المحيّا

علّه يحقق المنى فيمن علينا ـ برحمته وببركة شهره ـ

بأن يجمعنا في جنته تحت ظل عرشه مع النبيين والصديقين والشهداء

اللهم آمين..