الحذر من اهل الاهواء يا اخوان - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحذر من اهل الاهواء يا اخوان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-04, 20:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
hadjha
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي الحذر من اهل الاهواء يا اخوان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اردت تذكير نفسي و اخواني ممن من الله علينا باتباع الكتاب و السنة بفهم سلف الامة و ايضا لما رأيت بعضا من اهل الاهواء في هذا القسم الاسلامي الطيب لا يردون الاستفادة و الافادة و ايضا حرصا على ان نكون وسيلة لبث شكوكهم في عقيدتهم فالامام مالك عندما جاءه رجل صاحب هوى قال له اما انا فعلى بينة من ربي و اما انت اذهب الى شاك مثلك فخاصمه



فيقول الإمام المبجل أحمد ابن حنبل - رحمه الله تعالى - كما في أصول السنة:

أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, والاقتداء بهم, وترك البدع, وكل بدعة فهي ضلالة, وترك الخصومات, وترك الجلوس مع أهل الأهواء وترك المراء والجدال, والخصومات في الدين.


قال فضيلة الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله - في كتابه شرح أصول السنة:

الدليل على ذلك قوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء:140]

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سمع بالدجال فلينأ عنه ما استطاع, فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن, فما يزال به حتى يتبعه لما يرى معه من الشبهات)).

قال الشيخ ابن بطة رحمه الله معلقاً عليه: ((هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق, فالله الله يا معشر المسلمين, لا يحملن أحداً منكم حُسنُ ظنه بنفسه, وما عهده عن معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء, فيقول أُداخله لأناظره أو لأستخرج منه مذهبه فإنهم أشد فتنة من الدجال, وكلامهم ألصقُ من الجرب, وأحرقُ للقلوب من اللهب, ولقد رأيتُ جماعةً من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم في مجالسهم فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم؛ فما زالت بهم المباسطة وخفيُّ المكر ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم.

وعن أنس ((وقد جاءه رجل فقال له: يا أبا حمزة لقيت قوماً يكذبون بالشفاعة وبعذاب القبر, فقال: أولئك الكذابون فلا تجالسهم)).

وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: (( لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب)).

وقال الفضيل بن عياض: ((لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة)) .

((وقد دخل على محمد بن سيرين رجلان من أهل الأهواء فقالا: يا أبا بكر: نحدثك بحديث, قال: لا, قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا, لتقومان عني أو لأقومن, فخرجا, فقال بعض القوم: يا أبا بكر وما كان عليك أن يقرأا عليك آية من كتاب الله؟ قال: إني خشيت أن يقرأا علي آية فيحرفانها فيقُّر ذلك في قلبي)).

وعن عبد الرزاق أنه قال:
قال لي إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى: أرى المعتزلة عندكم كثيراً قلت:
نعم, وهم يزعمون أنك منهم! قال: أفلا تدخلُ معي هذا الحانوت حتى أكلمك, قلت: لا, قال: لِمَ؟ قلت: لأن القلب ضعيف والدين ليس لمن غلب .

وعن مبشر بن إسماعيل الحلبي قال: ((قيل للأوزاعي إن رجلاً يقول: أنا أجالس أهل السنة وأهل البدعة, فقال الأوزاعي: هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل)).

ولأهل البدع والأهواء علامات يعرفون بها, منها:

1- الوقيعة في أهل الأثر, قال أبو حاتم الرازي - رحمه الله - : ((علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر)).

2- شدة معاداتهم لأهل الحديث وسكوتهم عن أهل الغي والباطل, قال صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج: ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)).

قال أبو عثمان الصابوني: ((وعلامة البدع على أهلها بادية ظاهرة, وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم, واحتقارهم لهم, وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة, اعتقاداً منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة, ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية من الخير, وحججهم العاطلة أولئك الذين لعنهم الله)). اهـ

3- استعانتهم بالولاة والسلاطين بسبب ضعف حجة أهل البدع وهو مذهبهم وقلة حيلتهم فإنهم يستعينون في نصرة دعوتهم بالولاة والسلاطين لأن فيها نوعاً من الإكراه والإخافة.

4- الاجتهاد والغلو في العبادة: فالمبتدع يزيد في الاجتهاد لينال في الدنيا التعظيم والجاه والمال وغير ذلك من أصناف الشهوات, لأن التعظيم على شهوات الدنيا أي على ترك شهوات الدنيا أعظم, ألا ترى إلى انقطاع الرهبان في الصوامع عن جميع الملذوذات, ومقاساتهم لأصناف العبادات, والكف عن الشهوات, وهم مع ذلك خالدون في جهنم.

قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية:2-4]

وقال تعالي: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف:103-104].

وما ذاك إلا لخفة يجدونها في ذلك الالتزام, ونشاط يداخلهم يستسهلون به الصعب, بسبب ما داخل النفس من الهوى, فإذا بدا للمبتدع ما هو عليه, رآه محبوباً عنده, فما الذي يصده عن الاستمساك به والازدياد منه, وهو يرى أن أعماله أفضل من أعمال غيره واعتقاداته أوفق وأعلى {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [المدثر:31].

وقد يفتتن البعض بالمبتدعة لما يرون عندهم من التزهد والتخشع والبكاء أو غير ذلك من كثرة العبادة, وليس هذا مقياساً صحيحاً في معرفة الحق, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في وصف أهل البدع: ((يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم, وصيامه عند صيامهم, وقراءته عند قراءتهم)).

أما أظهر علامات أهل السنة:

فأولاً: دعوتهم إلى كتاب الله تعالى أي: إلى متابعته والعمل به.

ثانياً: تفسيرهم له بالأثر, أي: بالسنة وتفسير الصحابة والتابعين.

ثالثاً: دعوتهم إلى السنة الصحيحة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

رابعاً: اعتقادهم أنها هي المبينة لكتاب الله والمفسرة له.

خامساً: محبة السنة ومحبة أهلها وحملتها, واعتقاد أنهم هم الذين يحفظ الله بهم الدين, وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة ونورها بحب علماء السنة فضلاً منه جل جلاله ، قيل لأبي بكر بن عياش: من السني؟ قال: ((الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منها)) . اهـ

سادساً: اعتدالهم ما بين الجفاء والغلو والإفراط والتفريط.

سابعاً: أنهم لا يغلون في أحد من أئمتهم حتى يعتقدوا فيه العصمة لا من الصحابة ولا من غيرهم.

ثامناً: أنهم يبغضون أهل البدع, ويتعبدون لله بمجاهدتهم وبيان حالهم وبدعهم حتى يحذرها الناس ويحذروهم.

تاسعاً: عنايتهم بالعقائد وتقديمهم لها على الفضائل عكس المبتدعة. اهـــ


وقال فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - في كتابه شرح أصول السنة:

((والجلوس)) يعني: وترك الجلوس ((مع أصحاب الأهواء)) لأن مجالسة أصحاب الأهواء تؤدي إلى الزيغ في الغالب.

وكثير من الناس يغترون بما عندهم من معرفة, وبما عندهم من الذكاء, فيخالطون أهل البدع ويعاشرونهم فيكِلهم الله إلى أنفسهم, فيقعون في الضلال, هذا شيء ملموس, وأشار إلى هذا الإمام ابن بطة - رحمه الله - , قال: ((عرفنا أناساً كانوا يسبون ويلعنون أهل البدع, فجالسوهم وعاشروهم فأصبحوا منهم)). وهذا ملموس في كل زمان ومكان, وقد اغتر بعض الناس بأنفسهم من كبار الناس فوقعوا في هوة البدع مع الأسف الشديد, ولا نريد أن نسمي؛ هم معروفون عند طلاب العلم.

((والجلوس مع أصحاب الأهواء)) يعني: يحتج على ذلك {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام:68] (16). فلا تقعد معهم؛ لأن هؤلاء يخوضون في كتاب الله, ويقولون على الله بغير علم, فالبدع قائمة على الخوض في دين الله والخوض في كتاب الله, ونسبة هذا الباطل إلى كتاب الله, وإلى سنة الرسول فيجب مفارقتهم, والرسول كما قرأنا ((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)).

((يكون أناس في أمتي يأتونكم بما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم))

هذا أيضاً من النصوص المحذرة من مجالسة أهل البدع. هناك أناس أهل جهل ومخدوعون وأنت عندك علم وعندك حجة وبرهان, تدعوهم إلى الحق وتبِّين لهم, فلا بأس, أما أن تجالسهم على سبيل المخادنة والمصادقة والمحبة والعشرة وما شاكل ذلك, فهذا خطأ يجرُّ إلى الضلال, ويجب على العاقل أن يتجنبه.

وقد حذر من ذلك بعض الصحابة كابن عباس وبعض أئمة التابعين, كأيوب السختياني, وابن سيرين - رحمهم الله - , كان الواحد منهم لا يستمع إلى صاحب بدعة, حتى ولو عليه أن يقرأ عليه حديثاً أو آية, فيقول: لا. فيقول له: لماذا؟ قال: إن قلبي ليس بيدي, أخشى أن يقذف في قلبي فتنة, فلا أستطيع أن أنتزعها.

فالسلامة لا يعدلها شيء, فلا يعرِّضنَّ الإنسان نفسه إلى الفتنة خاصة إذا كان يعلم من نفسه ضعفاً. اهـــ

للامانه هذا الموضوع منقول للاستفادة









 


قديم 2013-09-04, 20:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ibnsina1
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadjha مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اردت تذكير نفسي و اخواني ممن من الله علينا باتباع الكتاب و السنة بفهم سلف الامة و ايضا لما رأيت بعضا من اهل الاهواء في هذا القسم الاسلامي الطيب لا يردون الاستفادة و الافادة و ايضا حرصا على ان نكون وسيلة لبث شكوكهم في عقيدتهم فالامام مالك عندما جاءه رجل صاحب هوى قال له اما انا فعلى بينة من ربي و اما انت اذهب الى شاك مثلك فخاصمه



فيقول الإمام المبجل أحمد ابن حنبل - رحمه الله تعالى - كما في أصول السنة:

أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, والاقتداء بهم, وترك البدع, وكل بدعة فهي ضلالة, وترك الخصومات, وترك الجلوس مع أهل الأهواء [1] وترك المراء والجدال, والخصومات في الدين.


قال فضيلة الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله - في كتابه شرح أصول السنة:

الدليل على ذلك قوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء:140]

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سمع بالدجال فلينأ عنه ما استطاع, فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن, فما يزال به حتى يتبعه لما يرى معه من الشبهات)) (1).

قال الشيخ ابن بطة رحمه الله معلقاً عليه: ((هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق, فالله الله يا معشر المسلمين, لا يحملن أحداً منكم حُسنُ ظنه بنفسه, وما عهده عن معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء, فيقول أُداخله لأناظره أو لأستخرج منه مذهبه فإنهم أشد فتنة من الدجال, وكلامهم ألصقُ من الجرب, وأحرقُ للقلوب من اللهب, ولقد رأيتُ جماعةً من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم في مجالسهم فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم؛ فما زالت بهم المباسطة وخفيُّ المكر ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم (2).

وعن أنس ((وقد جاءه رجل فقال له: يا أبا حمزة لقيت قوماً يكذبون بالشفاعة وبعذاب القبر, فقال: أولئك الكذابون فلا تجالسهم)) (3).

وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: (( لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب)) (4).

وقال الفضيل بن عياض: ((لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة)) (5).

((وقد دخل على محمد بن سيرين رجلان من أهل الأهواء فقالا: يا أبا بكر: نحدثك بحديث, قال: لا, قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا, لتقومان عني أو لأقومن, فخرجا, فقال بعض القوم: يا أبا بكر وما كان عليك أن يقرأا عليك آية من كتاب الله؟ قال: إني خشيت أن يقرأا علي آية فيحرفانها فيقُّر ذلك في قلبي)) (6).

وعن عبد الرزاق أنه قال:
قال لي إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى: أرى المعتزلة عندكم كثيراً قلت:
نعم, وهم يزعمون أنك منهم! قال: أفلا تدخلُ معي هذا الحانوت حتى أكلمك, قلت: لا, قال: لِمَ؟ قلت: لأن القلب ضعيف والدين ليس لمن غلب (7).

وعن مبشر بن إسماعيل الحلبي قال: ((قيل للأوزاعي إن رجلاً يقول: أنا أجالس أهل السنة وأهل البدعة, فقال الأوزاعي: هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل)) (.

ولأهل البدع والأهواء علامات يعرفون بها, منها:

1- الوقيعة في أهل الأثر, قال أبو حاتم الرازي - رحمه الله - : ((علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر)) (9).

2- شدة معاداتهم لأهل الحديث وسكوتهم عن أهل الغي والباطل, قال صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج: ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)) (10).

قال أبو عثمان الصابوني: ((وعلامة البدع على أهلها بادية ظاهرة, وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم, واحتقارهم لهم, وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة, اعتقاداً منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة, ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية من الخير, وحججهم العاطلة أولئك الذين لعنهم الله)) (11). اهـ

3- استعانتهم بالولاة والسلاطين بسبب ضعف حجة أهل البدع وهو مذهبهم وقلة حيلتهم فإنهم يستعينون في نصرة دعوتهم بالولاة والسلاطين لأن فيها نوعاً من الإكراه والإخافة.

4- الاجتهاد والغلو في العبادة: فالمبتدع يزيد في الاجتهاد لينال في الدنيا التعظيم والجاه والمال وغير ذلك من أصناف الشهوات, لأن التعظيم على شهوات الدنيا أي على ترك شهوات الدنيا أعظم, ألا ترى إلى انقطاع الرهبان في الصوامع عن جميع الملذوذات, ومقاساتهم لأصناف العبادات, والكف عن الشهوات, وهم مع ذلك خالدون في جهنم.

قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية:2-4]

وقال تعالي: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف:103-104].

وما ذاك إلا لخفة يجدونها في ذلك الالتزام, ونشاط يداخلهم يستسهلون به الصعب, بسبب ما داخل النفس من الهوى, فإذا بدا للمبتدع ما هو عليه, رآه محبوباً عنده, فما الذي يصده عن الاستمساك به والازدياد منه, وهو يرى أن أعماله أفضل من أعمال غيره واعتقاداته أوفق وأعلى {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [المدثر:31] (12).

وقد يفتتن البعض بالمبتدعة لما يرون عندهم من التزهد والتخشع والبكاء أو غير ذلك من كثرة العبادة, وليس هذا مقياساً صحيحاً في معرفة الحق, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في وصف أهل البدع: ((يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم, وصيامه عند صيامهم, وقراءته عند قراءتهم)) (13).

أما أظهر علامات أهل السنة:

فأولاً: دعوتهم إلى كتاب الله تعالى أي: إلى متابعته والعمل به.

ثانياً: تفسيرهم له بالأثر, أي: بالسنة وتفسير الصحابة والتابعين.

ثالثاً: دعوتهم إلى السنة الصحيحة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

رابعاً: اعتقادهم أنها هي المبينة لكتاب الله والمفسرة له.

خامساً: محبة السنة ومحبة أهلها وحملتها, واعتقاد أنهم هم الذين يحفظ الله بهم الدين, وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة ونورها بحب علماء السنة فضلاً منه جل جلاله (14) قيل لأبي بكر بن عياش: من السني؟ قال: ((الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منها)) (15). اهـ

سادساً: اعتدالهم ما بين الجفاء والغلو والإفراط والتفريط.

سابعاً: أنهم لا يغلون في أحد من أئمتهم حتى يعتقدوا فيه العصمة لا من الصحابة ولا من غيرهم.

ثامناً: أنهم يبغضون أهل البدع, ويتعبدون لله بمجاهدتهم وبيان حالهم وبدعهم حتى يحذرها الناس ويحذروهم.

تاسعاً: عنايتهم بالعقائد وتقديمهم لها على الفضائل عكس المبتدعة. اهـــ


وقال فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - في كتابه شرح أصول السنة:

((والجلوس)) يعني: وترك الجلوس ((مع أصحاب الأهواء)) لأن مجالسة أصحاب الأهواء تؤدي إلى الزيغ في الغالب.

وكثير من الناس يغترون بما عندهم من معرفة, وبما عندهم من الذكاء, فيخالطون أهل البدع ويعاشرونهم فيكِلهم الله إلى أنفسهم, فيقعون في الضلال, هذا شيء ملموس, وأشار إلى هذا الإمام ابن بطة - رحمه الله - , قال: ((عرفنا أناساً كانوا يسبون ويلعنون أهل البدع, فجالسوهم وعاشروهم فأصبحوا منهم)). وهذا ملموس في كل زمان ومكان, وقد اغتر بعض الناس بأنفسهم من كبار الناس فوقعوا في هوة البدع مع الأسف الشديد, ولا نريد أن نسمي؛ هم معروفون عند طلاب العلم.

((والجلوس مع أصحاب الأهواء)) يعني: يحتج على ذلك {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام:68] (16). فلا تقعد معهم؛ لأن هؤلاء يخوضون في كتاب الله, ويقولون على الله بغير علم, فالبدع قائمة على الخوض في دين الله والخوض في كتاب الله, ونسبة هذا الباطل إلى كتاب الله, وإلى سنة الرسول فيجب مفارقتهم, والرسول كما قرأنا ((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) (17).

((يكون أناس في أمتي يأتونكم بما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم)) (1.

هذا أيضاً من النصوص المحذرة من مجالسة أهل البدع. هناك أناس أهل جهل ومخدوعون وأنت عندك علم وعندك حجة وبرهان, تدعوهم إلى الحق وتبِّين لهم, فلا بأس, أما أن تجالسهم على سبيل المخادنة والمصادقة والمحبة والعشرة وما شاكل ذلك, فهذا خطأ يجرُّ إلى الضلال, ويجب على العاقل أن يتجنبه.

وقد حذر من ذلك بعض الصحابة كابن عباس وبعض أئمة التابعين, كأيوب السختياني, وابن سيرين - رحمهم الله - , كان الواحد منهم لا يستمع إلى صاحب بدعة, حتى ولو عليه أن يقرأ عليه حديثاً أو آية, فيقول: لا. فيقول له: لماذا؟ قال: إن قلبي ليس بيدي, أخشى أن يقذف في قلبي فتنة, فلا أستطيع أن أنتزعها.

فالسلامة لا يعدلها شيء, فلا يعرِّضنَّ الإنسان نفسه إلى الفتنة خاصة إذا كان يعلم من نفسه ضعفاً. اهـــ

للامانه هذا الموضوع منقول للاستفادة
السلام عليكم
بارك الله فيك نعوذ بالله من الهوى واتباعه
فالمحاورة تكون بين اعضاء المنتدى بالاحترام
وكذلك بالبينة كما فعلت هنا في موضوعك
وما لا نرضاه منك اخي اسلوبك الآخر وخوضك في الرد
على صاحب الموضوع وليس على الموضوع وتارة راينا لك
كلاما لا يقول به مسلم كانكارك قول الامام مالك في حديث النزول
فيا ليتنا نلتزم جميعا باتباع الحق والابتعاد عن اتباع الهوى
تقبل نصيحة اخيك وشكرا مجددا









قديم 2013-09-04, 20:33   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hadjha
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ibnsina1 مشاهدة المشاركة


السلام عليكم
بارك الله فيك نعوذ بالله من الهوى واتباعه
فالمحاورة تكون بين اعضاء المنتدى بالاحترام
وكذلك بالبينة كما فعلت هنا في موضوعك
وما لا نرضاه منك اخي اسلوبك الآخر وخوضك في الرد
على صاحب الموضوع وليس على الموضوع وتارة راينا لك
كلاما لا يقول به مسلم كانكارك قول الامام مالك في حديث النزول

فيا ليتنا نلتزم جميعا باتباع الحق والابتعاد عن اتباع الهوى
تقبل نصيحة اخيك وشكرا مجددا
اولا الحمد لله راني مسلم فلله الحمد و المنه على نعمة الاسلام الصحيح
ثانيا لم انكر على الامام مالك و لكني قلت تفسيره ليسا تأويلا
و ثالثا قلت لك يا اخي لا ترد على مواضيعي جزاك الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته









قديم 2013-09-04, 20:54   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ibnsina1
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadjha مشاهدة المشاركة
اولا الحمد لله راني مسلم فلله الحمد و المنه على نعمة الاسلام الصحيح
ثانيا لم انكر على الامام مالك و لكني قلت تفسيره ليسا تأويلا
و ثالثا قلت لك يا اخي لا ترد على مواضيعي جزاك الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اول امر رد السلام فرض فقط للتذكير فمن ثمار الاخوة التذكير عند الغفلة
انكرت وبشدة والتفسير اوجب واصح من التاويل هل ستعتقد تفسير امامنا
مالك ام فقط تعترف له بانه تفسير دون الاخذ به؟؟؟
وثالثا لو كنت مطلعا فالموضوع ملك المنتدى
ولا يقول بمثل هذا القول الا احد اثنين
1= متكبر متعنت اناني
2= جاهل يخشى ان يُفضَح امره ويظهر تدليسه وكذبه على الدين
فايهما انت؟؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته









قديم 2013-09-04, 20:55   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد التابعي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد التابعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

<div style="font-style:italic">

بارك الله فيك اخي على الموضوع القيم
ولو تسمح لي باضافة شيء عليه

قال الإمام اللالكائي - رحمه الله - مبيناً خطر مناظرة أهل البدع, و ما تؤدي إليه:

(فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة, و لم يكن لهم قهر و لا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجماعة يموتونمن الغيظ, كمداً و درداً, و لا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلاً) . أهـ

وكما قال شيخ ربيع حفظه الله

وفي هذا العصر! كم ضاع من الشباب على أيدي أهل البدع ؟! كم من الشباب ومن الكهول ومن خريجي الجامعات انخدعوا بأهل البدع فوقعوا في أحضانهم ؟! انخدعوا بالأحزاب فوقعوا في أحضانهم ! لماذا؟ لأنهم ما أخذوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)).


وهذا تحذير الأئمة العلماء لطلبة العلم من مجالسة ومناظرة أهل البدع والأهواء
وهو بحث كامل ارفقته ختاما في الرد

كما قال الشيخ المحدث الألباني رحمه الله طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه الف دليل الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل
وكما قال ايظا ونطلب من الله عزوجل: إما أن يهديه، وإما أن يقصم ظهره.

واقول مع الجاهل طبعا نصبر وندعوا بالتي هي احسن ونحتسب الاجر عند الله
ومع علمائنا لانجرح وننصح ونبين من اخطاء فلا معصوم من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
فالمجتهد اذا جتهد واصاب فله اجرين وان اخطاء فله اجر
واما من تمسك برئيه ولم يترك قوله وتعصب لهواه بعد نصحه وتبيان الدليل له واقامة الحجة عليه فلا كرامة له بعد ذلك وان كانوا اكابر علمائنا فالدليل فوق الجميع
ولا نبدع احدنا من التبس عليه الامر او وقع في ابتداع من دون ان يشعر او وقع في شبهة فالواجب علينا نصحه كذلك و توضيح الامر له من خلال الكتاب والسنة فان اقبل فالحق اولى بالاتباع وان اعرض فلا كرامة ولا تزكية له ونجرحه ونحذر الناس منه
واما اهل الاهواء والمبتدعة الذين احدثوا في الدين فمرضت قلوبهم وامرضوا قلوب العامة فنحن نبغضهم وننكر عليهم ولا حاجة لنا بمجادلتهم ولا اقامة الحجة عليه و من اعمى الله بصيرته كيف يهتدي بغير الرجوع الى الله ومن يظلله الله فلا هادي له فهذه عقيدة اهل السنة والجماعة البغض في الله والحب في الله وليرجع الى عقيدة الولاء والبراء لمن اراد التوسعة والاستزادة
ومن يتكلم عن سلفنا في شدتهم مع تعامل مع اهل البدع فليعتبر مما سانقله لهم
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" {الصف:2-3}

فالحمد لله على نعمة السنة فلها رجالها من يجرحون ويعدلون ويذبون عن منهج السلف منهج الدين النقي الخالي من شوائب المبتدعين والخالي من خرافات الصوفيين والقبوريين فالحمد لله على نعمته التي فضلنا بها على كثير من خلقه

فهذه بعض الآثار السلفية والأقوال الأثرية، التي هي حجة عليكم وعلى غيركم و التي تبين تلبيسكم للحق بالباطل باننا نفرق المسلمين و ان اخلاقنا وتعاملنا سيئة مع مخالفينا وتحول بين المنهج ودخولكم اليه فالحمد لله شرع ربنا فوق اهواء نفوسنا وشهواتنا و التي تبين وجوب بغض أهل البدع ومقتهم في الله، أضعها بين يدي طالب الحق وسالك المحجة ليعمل بها، ويسير على درب سلفه، وهذه الآثار تفرح أقواماً تبعوا السلف الصالح، وتغضب آخرين كرهوا طريقة السلف واتهموهم بالخارجية، نسأل الله العافية.

عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].
وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219].
قال شعبة –رحمه الله-:
“كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي” [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].
****
وقال القرطبي –رحمه الله-: ((استدل مالك –رحمه الله- من هذه الآية على معاداة القدرية وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله))) [التفسير 17/308].
وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي:
” وكان الشافعي – رضي الله عنه – شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم ” مناقب الشافعي ( 1/469 ) .
وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:” إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه
(طبقات الحنابلة ( 1/196 )) فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع.

***************
وقال ابن المبارك –رحمه الله-: ((اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي)) [رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/140].
وقال الفضيل بن عياض :
وقال: ” من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه ” (انظر شرح السنة للبربهاري ( ص : 138-139 ) ، والإبانة لابن بطة (2/460 ).)
****
وقال عبد الله بن داود سنديلة: من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة.(انظر سير السلف الصالحين للتيمي (3/1154)، والحلية لأبي نعيم ( 10/392 )
*********
و قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -:
” ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، من أهل البدع والزيـغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم – إلى وقتنا هذا … “
ومما ذكره في هذا الشرح:
ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك.
ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة ” [الشرح والإبانة ( ص 282 )]

*********
و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمـن الصابوني – رحمه الله – حاكياً مذهب السلف أهل الحديث:
واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم.” عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 123 )
***********
وقال أيضاً: ” ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرّت وجـرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} “(عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 114-115 )
************
وقال الإمام البغوي رحمه الله :
((وفيه دليل ( أي حديث كعب بن مالك ) على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول صلى الله عليه وسلم خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم براءتهم، وقد مضت الصحابة والتّابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم.)) شرح السنة (1/226-227).
************
وقال القرطبي –رحمه الله- نقلاً عن ابن خويز منداد:
((من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً، قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع ، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تُعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم)). [التفسير 7/13].
*************
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ضمن تحذيره من بعض الضالين من أهل البـدع مـن جهـة عمان،كانوا قد كتبوا أوراقاً للتلبيس على عوام المسلمين :
(( ومن السنن المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – قدس الله روحه – التشديد في هجرهم وإهمالهم، وترك جدالهم واطّراح كلامهم، والتباعد عنهم حسب الإمكان، والتقرب إلى الله بمقتهم وذمهم وعيبهم ))
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ( 3 / 111 ).

******************
وقال الشيخ سليمان بن سحمان – رحمه الله تعالى – في كتابه ((كشف الشبهتين )) ( ص : 37-48 ):
((واعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ضلالة لا تخرج من الملّة، لكنهم شددوا في ذلك وحذّروا منه لأمرين:
الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها، فهي عندهم أجلّ من الكبائر ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون أهل الكبائر كما تجد في قلوب النّاس اليوم أن الرافضي عندهم ولو كان عالماً عابداً أبغض وأشدّ ذنباً من السنيّ المجاهر بالكبائر.
والأمر الثاني: أنّ البدعة تجر إلى الردّة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع .))
ثمّ ذكر عدداً من أقوال أهل العلم ومواقفهم في معاملة أهل البدع من الهجر والتحذير والمباينة.
ثمّ قال:
((ولو ذهبنا نذكر أقوال العلماء لطال الكلام والمقصود التنبيه على أنّ هذا هدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان هجر أهل المعاصي والبدع، ودرج على ذلك أفاضل العلماء من الأئمة الأعلام فمن أخذ بهديهم وسار بسيرهم، فقد سار على الصراط المستقيم)).

************
وقال الشيخ حمود التويجري – رحمه الله تعالى – في كتابه (( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ )) ( ص : 31 -33 ):
((وقد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البـدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم)).
***********
وقال الشيخ حمود التويجري معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -:
قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه” طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ).

********************
وقال الشيخ حمود التويجري:
” وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به.” القول البليغ ( ص : 230-231 ) .
************
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:
والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم، وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك، وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) ولأن النبي –صلى الله عليه وسلم- هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك)). [شرح لمعة الاعتقاد ص:110].
********************
ومن الشعر قول الإمام القحطاني –رحمه الله- في نونيته (ص:53):
(يا أشعريّة يا أسافلة الورى … يا عمي يا صمّ بلا آذان
إنّي لأبغضكم وأبغض حزبكم … بغضاً أقلّ قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقلتين لسرّني … كيلا يرى إنسانكم إنساني)



هجر المبتدع و أدلته من الكتاب و السنة و إعمال الصحابة فمن تبعهم لهذه القاعدة للعلامة بكر أبو زيد-رحمه الله تعالى-

قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد-رحمه الله تعالى- في رسالته هجر المبتدع
المبحث السادس

الأدلة من الكتاب والسنة على هجر المبتدع ديانة :
هذا التأصيل العقدي : الزجر بالهجر للمبتدع ديانة ، مستمد من دلائل :
الكتاب ، والسنة ، والإجماع وإلى بيان بعض منها :

أولا - الكتاب العزيز :
ففيه آيات كثيرة في التأكيد على الموالاة في الله ، والمعاداة فيه ، في سور : البقرة ، وآل عمران ، والأنعام ، والنساء ، والمجادلة وغيرها [12] .
ونقتصر هنا على ذكر أربع آيات من سور : الأنعام ، والنساء ، وهود ، والمجادلة ، والتي نص العلماء في تفسيرها على عقوبة المبتدع بالهجر ودلالتها عليه ، وذلك باعتبار عموم اللفظ في كل آية ، وهذا هو المعتبر دون خصوص
السبب ، ففي عموم كل آية منها دليل على الهجر والإعراض والاجتناب ، والمجالسة ، لكل مبتدع محدث في الدين حتى يفيء ، وعلى هذا تدل كلمة من تراه من المفسرين وغيرهم .
وهذه من أجل الفوائد في تفسير النصوص من آية أو حديث ، إذ يشمل
تفسيرها الأمرين :
الأول : ما هي نص فيه .
الثاني : ما يؤخذ منه حكم له وإن لم يكن نصا فيه باعتبار العموم والاستنباط من كتاب الله تعالى وأسرار تنزيله ، وكما في حديث الصحيفة المشهور .
( أو فهماً يؤتيه الله رجلا في كتابه ) .
وهذه قاعدة شريفة فلا يفوتنك الوقوف عليها ، وبخاصة لدى الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى ، وعنه بل بأبسط في كتاب (حد الإسلام وحقيقة الإيمان) [13] .
وإلى بيانها .
1-- ومنها قول الله تعالى في سورة الأنعام : 68 [14] : وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ  وفي هذه الآية دلالة على تحريم مجالسة أهل البدع والأهواء وأهل الكبائر والمعاصي .
قال القرطبي رحمه الله تعالى : (في هذه الآية رد من كتاب الله عز وجل على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج ، وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين ، . ويصوبوا آرائهم تقية ، وذكر الفري عن أبي جعفر محمد بن علي رض الله عنه أنه قال : لا تجالسوا أهل الخصومات ، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله .

قال ابن العربي : وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل . قال ابن خويز منداد : من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافرا ، قال : وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ، وكنائسهم ، والبيع ومجالسة الكفار وأهل البدع ، وألا تعتقد مودتهم ، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم ، ثم ذكر بعض الآثار عن السلف في هجر المبتدعة) ا هـ [15] [16] .

وقال الشوكاني رحمه الله تعالى : (وفى هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون . كلام الله ، ويتلاعبون بكتاب وسنة رسوله ، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم ، وذلك يسير عليه غير عسير ، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون ، به شبهة يشبهون بها على العامة ، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر .
وقد شاهدنا من هذه المجالسة الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر ، وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه ، وبلغت إليه طاقتنا ، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها : علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات ، ولا سيما لمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة ، فإنه ربما ينفق عليه من كذباتهم وهذيانهم ما هو من البطلان بأوضح ، مكان فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه ويعسر دفعه ، فيعمل بذلك مدة عمره ، ويلقى الله به معتقداً أنه من الحق ، وهو من أبطل الباطل وأنكر المنكر ) ا هـ [17]

ملخص ما سبق :
الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على هجر المبتدع ديانة ، وقد ذكر آية سورة الأنعام ، والآن يشرع في الدليل الثاني .
2 - ومنها قوله تعالى : النساء 140 :
وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ إنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ والْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً
قال القرطبي رحمه الله تعالى ما محصله :
(فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر ، قال الله عز وجل :  إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ  فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها ، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية ..
وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى[1] وروى جويبر عن الضحاك قال : ( دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة) [2] .
وقال القرطبي أيضاً رحمه الله تعالى عند قول الله تعالى :  وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ  ، ومضى في النساء ، وهذه السورة النهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء ، وأن من جالسهم حكمه حكمهم فقال :  وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا  الآية ، ثم بين في سورة النساء ، وهي مدنية .
عقوبة من فعل ذلك وخالف ما أمر الله به فقال :  وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ  الآية ، فألحق من جالسهم بهم .
وقد ذهب إلى هذا جماعة من أئمة هذه الأمة ، وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم : أحمد بن حنبل والأوزاعي ، وابن المبارك ، فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع ، قالوا : ينهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا ألحق بهم ، يعنون في الحكم) [3] .
وقال الشوكانى رحمه الله تعالى :
( وفي هذه الآية باعتبار عموم لفظها الذي هو المعتبر دون خصوص السبب : دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص والاستهزاء للأدلة الشرعية كما يقع كثيراً من أسراء التقليد…) [4] .
3- ومنها قوله تعالى في سورة هود/ 113 : ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثمَّ لا تُنصَرُونَ  .
قال القرطبي رحمه الله تعالى :
(الصحيح في معنى هذه الآية أنها دالة على هجران أهـل الكفر والمعاصى من أهل البدع وغيرهم ، فإن صحبتهم كفر أو معصية إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة ، وقد قال حكيم - أي طرفة بن العبد - : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي فإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في : آل عمران ، والمائدة ، وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار ، والله أعلم) [5] .
4-ومنها قول الله تعالى :
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم المجادلة : 22] .
قال القرطبي رحمه الله تعالى :
( استدل مالك رحمه الله تعالى من هذه الآية على معاداة القدرية ، وترك مجالستهم ، قال أشهب عن مالك : لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْ مِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ  قلت : وفي معنى أهل القدر جميع أهـل الظلم والعدوان) [6] .

ثانياً - ومن السنة النبوية :
وهي كثيرة يترجم لها المحدثون في عدة أبواب :
أ - ففي صحيح البخاري رحمه الله تعالى : باب الهجرة وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث .
وباب ما يجوز من الهجران لمن عصى .
وباب من لم يسلم على من اقترف ذنباً ، ومن لم يرد سلامه حتى تتبين توبته وإلى متى تتبين توبة العاصي ؟ وقال عبدالله بن عمرو : لا تسلموا على شربة الخمر [7] .

ب - وفي سنن أبي داود رحمه الله تعالى : باب مجانبة أهل الأهواء أوبغضهم ، وباب ترك السلام على أهل الأهواء [8] .
ج -وفي رياض الصالحين للنووي رحمه الله تعالى : باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق [9] .
د- وفي شرح السنة للبغوي رحمه الله تعالى : باب مجانبة أهل الأهواء [10]
هـ- وفي الترغيب والترهيب للمنذري رحمة الله تعالى : الترهيب من سب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب [11] .

1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :» سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم « رواه مسلم في مقدمة صحيحه [12] .
قال البغوي رحمه التعالى بعده : (قد أخبر النبي لهم عن افتراق هذه الأمة ، وظهور الأهواء والبدع فيهم ، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته ، وسنة أصحابه رضي الله عنهم ، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً ، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ، ويتبرأ منه ، ويتركه حياً وميتا ، فلا يسلم عليه إذا لقيه ، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته ، ويراجع الحق) [13] .
والنهي عن الهجران فوق ثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان كذلك في حق الدين ، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) اهـ .
2- عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال : » لكل أمة مجوس ، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم « . رواه أحمد ، والطبراني والحاكم [14] .
والأحاديث بمعناه كثيرة عن حذيفة ، وأبي الدرداء ، وعبد الله بن عمرو ، وعمر ، وابن عباس ، وغيرهم رواها جميعاً الإمام أحمد في مسنده ، وشاركه في رواية بعضها : أبو داود ، والترمذي ، والحاكم ، والطبراني ، وغيرهم . والله أعلم ..
3-عن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية  هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ومَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ  قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) متفق عليه [15] .
وابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال ، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم بقوله : » فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم « .
4 - حديث الصحيفة المشهور عن علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه : » المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ... « الحديث متفق عليه[16].
<b><font face="arial black"><font size="4"> 5 - حديث <font color="darkgreen">: » سيكون بعدي أمراء فمن دخ









قديم 2013-09-04, 21:04   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
hadjha
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد التابعي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اخي على الموضوع القيم
ولو تسمح لي باضافة شيء عليه

قال الإمام اللالكائي - رحمه الله - مبيناً خطر مناظرة أهل البدع, و ما تؤدي إليه:

(فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة, و لم يكن لهم قهر و لا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجماعة يموتونمن الغيظ, كمداً و درداً, و لا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلاً) . أهـ

وكما قال شيخ ربيع حفظه الله

وفي هذا العصر! كم ضاع من الشباب على أيدي أهل البدع ؟! كم من الشباب ومن الكهول ومن خريجي الجامعات انخدعوا بأهل البدع فوقعوا في أحضانهم ؟! انخدعوا بالأحزاب فوقعوا في أحضانهم ! لماذا؟ لأنهم ما أخذوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)).


وهذا تحذير الأئمة العلماء لطلبة العلم من مجالسة ومناظرة أهل البدع والأهواء
وهو بحث كامل ارفقته ختاما في الرد

كما قال الشيخ المحدث الألباني رحمه الله طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه الف دليل الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل
وكما قال ايظا ونطلب من الله عزوجل: إما أن يهديه، وإما أن يقصم ظهره.

واقول مع الجاهل طبعا نصبر وندعوا بالتي هي احسن ونحتسب الاجر عند الله
ومع علمائنا لانجرح وننصح ونبين من اخطاء فلا معصوم من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
فالمجتهد اذا جتهد واصاب فله اجرين وان اخطاء فله اجر
واما من تمسك برئيه ولم يترك قوله وتعصب لهواه بعد نصحه وتبيان الدليل له واقامة الحجة عليه فلا كرامة له بعد ذلك وان كانوا اكابر علمائنا فالدليل فوق الجميع
ولا نبدع احدنا من التبس عليه الامر او وقع في ابتداع من دون ان يشعر او وقع في شبهة فالواجب علينا نصحه كذلك و توضيح الامر له من خلال الكتاب والسنة فان اقبل فالحق اولى بالاتباع وان اعرض فلا كرامة ولا تزكية له ونجرحه ونحذر الناس منه
واما اهل الاهواء والمبتدعة الذين احدثوا في الدين فمرضت قلوبهم وامرضوا قلوب العامة فنحن نبغضهم وننكر عليهم ولا حاجة لنا بمجادلتهم ولا اقامة الحجة عليه و من اعمى الله بصيرته كيف يهتدي بغير الرجوع الى الله ومن يظلله الله فلا هادي له فهذه عقيدة اهل السنة والجماعة البغض في الله والحب في الله وليرجع الى عقيدة الولاء والبراء لمن اراد التوسعة والاستزادة
ومن يتكلم عن سلفنا في شدتهم مع تعامل مع اهل البدع فليعتبر مما سانقله لهم
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" {الصف:2-3}

فالحمد لله على نعمة السنة فلها رجالها من يجرحون ويعدلون ويذبون عن منهج السلف منهج الدين النقي الخالي من شوائب المبتدعين والخالي من خرافات الصوفيين والقبوريين فالحمد لله على نعمته التي فضلنا بها على كثير من خلقه

فهذه بعض الآثار السلفية والأقوال الأثرية، التي هي حجة عليكم وعلى غيركم و التي تبين تلبيسكم للحق بالباطل باننا نفرق المسلمين و ان اخلاقنا وتعاملنا سيئة مع مخالفينا وتحول بين المنهج ودخولكم اليه فالحمد لله شرع ربنا فوق اهواء نفوسنا وشهواتنا و التي تبين وجوب بغض أهل البدع ومقتهم في الله، أضعها بين يدي طالب الحق وسالك المحجة ليعمل بها، ويسير على درب سلفه، وهذه الآثار تفرح أقواماً تبعوا السلف الصالح، وتغضب آخرين كرهوا طريقة السلف واتهموهم بالخارجية، نسأل الله العافية.

عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].
وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219].
قال شعبة –رحمه الله-:
“كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي” [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].
****
وقال القرطبي –رحمه الله-: ((استدل مالك –رحمه الله- من هذه الآية على معاداة القدرية وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله))) [التفسير 17/308].
وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي:
” وكان الشافعي – رضي الله عنه – شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم ” مناقب الشافعي ( 1/469 ) .
وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:” إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه
(طبقات الحنابلة ( 1/196 )) فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع.

***************
وقال ابن المبارك –رحمه الله-: ((اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي)) [رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/140].
وقال الفضيل بن عياض :
وقال: ” من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه ” (انظر شرح السنة للبربهاري ( ص : 138-139 ) ، والإبانة لابن بطة (2/460 ).)
****
وقال عبد الله بن داود سنديلة: من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة.(انظر سير السلف الصالحين للتيمي (3/1154)، والحلية لأبي نعيم ( 10/392 )
*********
و قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -:
” ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، من أهل البدع والزيـغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم – إلى وقتنا هذا … “
ومما ذكره في هذا الشرح:
ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك.
ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة ” [الشرح والإبانة ( ص 282 )]

*********
و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمـن الصابوني – رحمه الله – حاكياً مذهب السلف أهل الحديث:
واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم.” عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 123 )
***********
وقال أيضاً: ” ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرّت وجـرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} “(عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 114-115 )
************
وقال الإمام البغوي رحمه الله :
((وفيه دليل ( أي حديث كعب بن مالك ) على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول صلى الله عليه وسلم خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم براءتهم، وقد مضت الصحابة والتّابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم.)) شرح السنة (1/226-227).
************
وقال القرطبي –رحمه الله- نقلاً عن ابن خويز منداد:
((من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً، قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع ، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تُعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم)). [التفسير 7/13].
*************
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ضمن تحذيره من بعض الضالين من أهل البـدع مـن جهـة عمان،كانوا قد كتبوا أوراقاً للتلبيس على عوام المسلمين :
(( ومن السنن المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – قدس الله روحه – التشديد في هجرهم وإهمالهم، وترك جدالهم واطّراح كلامهم، والتباعد عنهم حسب الإمكان، والتقرب إلى الله بمقتهم وذمهم وعيبهم ))
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ( 3 / 111 ).

******************
وقال الشيخ سليمان بن سحمان – رحمه الله تعالى – في كتابه ((كشف الشبهتين )) ( ص : 37-48 ):
((واعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ضلالة لا تخرج من الملّة، لكنهم شددوا في ذلك وحذّروا منه لأمرين:
الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها، فهي عندهم أجلّ من الكبائر ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون أهل الكبائر كما تجد في قلوب النّاس اليوم أن الرافضي عندهم ولو كان عالماً عابداً أبغض وأشدّ ذنباً من السنيّ المجاهر بالكبائر.
والأمر الثاني: أنّ البدعة تجر إلى الردّة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع .))
ثمّ ذكر عدداً من أقوال أهل العلم ومواقفهم في معاملة أهل البدع من الهجر والتحذير والمباينة.
ثمّ قال:
((ولو ذهبنا نذكر أقوال العلماء لطال الكلام والمقصود التنبيه على أنّ هذا هدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان هجر أهل المعاصي والبدع، ودرج على ذلك أفاضل العلماء من الأئمة الأعلام فمن أخذ بهديهم وسار بسيرهم، فقد سار على الصراط المستقيم)).

************
وقال الشيخ حمود التويجري – رحمه الله تعالى – في كتابه (( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ )) ( ص : 31 -33 ):
((وقد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البـدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم)).
***********
وقال الشيخ حمود التويجري معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -:
قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه” طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ).

********************
وقال الشيخ حمود التويجري:
” وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به.” القول البليغ ( ص : 230-231 ) .
************
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:
والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم، وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك، وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) ولأن النبي –صلى الله عليه وسلم- هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك)). [شرح لمعة الاعتقاد ص:110].
********************
ومن الشعر قول الإمام القحطاني –رحمه الله- في نونيته (ص:53):
(يا أشعريّة يا أسافلة الورى … يا عمي يا صمّ بلا آذان
إنّي لأبغضكم وأبغض حزبكم … بغضاً أقلّ قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقلتين لسرّني … كيلا يرى إنسانكم إنساني)



هجر المبتدع و أدلته من الكتاب و السنة و إعمال الصحابة فمن تبعهم لهذه القاعدة للعلامة بكر أبو زيد-رحمه الله تعالى-

قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد-رحمه الله تعالى- في رسالته هجر المبتدع
المبحث السادس

الأدلة من الكتاب والسنة على هجر المبتدع ديانة :
هذا التأصيل العقدي : الزجر بالهجر للمبتدع ديانة ، مستمد من دلائل :
الكتاب ، والسنة ، والإجماع وإلى بيان بعض منها :

أولا - الكتاب العزيز :
ففيه آيات كثيرة في التأكيد على الموالاة في الله ، والمعاداة فيه ، في سور : البقرة ، وآل عمران ، والأنعام ، والنساء ، والمجادلة وغيرها [12] .
ونقتصر هنا على ذكر أربع آيات من سور : الأنعام ، والنساء ، وهود ، والمجادلة ، والتي نص العلماء في تفسيرها على عقوبة المبتدع بالهجر ودلالتها عليه ، وذلك باعتبار عموم اللفظ في كل آية ، وهذا هو المعتبر دون خصوص
السبب ، ففي عموم كل آية منها دليل على الهجر والإعراض والاجتناب ، والمجالسة ، لكل مبتدع محدث في الدين حتى يفيء ، وعلى هذا تدل كلمة من تراه من المفسرين وغيرهم .
وهذه من أجل الفوائد في تفسير النصوص من آية أو حديث ، إذ يشمل
تفسيرها الأمرين :
الأول : ما هي نص فيه .
الثاني : ما يؤخذ منه حكم له وإن لم يكن نصا فيه باعتبار العموم والاستنباط من كتاب الله تعالى وأسرار تنزيله ، وكما في حديث الصحيفة المشهور .
( أو فهماً يؤتيه الله رجلا في كتابه ) .
وهذه قاعدة شريفة فلا يفوتنك الوقوف عليها ، وبخاصة لدى الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى ، وعنه بل بأبسط في كتاب (حد الإسلام وحقيقة الإيمان) [13] .
وإلى بيانها .
1-- ومنها قول الله تعالى في سورة الأنعام : 68 [14] : وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ  وفي هذه الآية دلالة على تحريم مجالسة أهل البدع والأهواء وأهل الكبائر والمعاصي .
قال القرطبي رحمه الله تعالى : (في هذه الآية رد من كتاب الله عز وجل على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج ، وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين ، . ويصوبوا آرائهم تقية ، وذكر الفري عن أبي جعفر محمد بن علي رض الله عنه أنه قال : لا تجالسوا أهل الخصومات ، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله .

قال ابن العربي : وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل . قال ابن خويز منداد : من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافرا ، قال : وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ، وكنائسهم ، والبيع ومجالسة الكفار وأهل البدع ، وألا تعتقد مودتهم ، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم ، ثم ذكر بعض الآثار عن السلف في هجر المبتدعة) ا هـ [15] [16] .

وقال الشوكاني رحمه الله تعالى : (وفى هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون . كلام الله ، ويتلاعبون بكتاب وسنة رسوله ، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم ، وذلك يسير عليه غير عسير ، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون ، به شبهة يشبهون بها على العامة ، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر .
وقد شاهدنا من هذه المجالسة الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر ، وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه ، وبلغت إليه طاقتنا ، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها : علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات ، ولا سيما لمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة ، فإنه ربما ينفق عليه من كذباتهم وهذيانهم ما هو من البطلان بأوضح ، مكان فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه ويعسر دفعه ، فيعمل بذلك مدة عمره ، ويلقى الله به معتقداً أنه من الحق ، وهو من أبطل الباطل وأنكر المنكر ) ا هـ [17]

ملخص ما سبق :
الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على هجر المبتدع ديانة ، وقد ذكر آية سورة الأنعام ، والآن يشرع في الدليل الثاني .
2 - ومنها قوله تعالى : النساء 140 :
وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ إنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ والْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً
قال القرطبي رحمه الله تعالى ما محصله :
(فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر ، قال الله عز وجل :  إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ  فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها ، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية ..
وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى[1] وروى جويبر عن الضحاك قال : ( دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة) [2] .
وقال القرطبي أيضاً رحمه الله تعالى عند قول الله تعالى :  وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ  ، ومضى في النساء ، وهذه السورة النهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء ، وأن من جالسهم حكمه حكمهم فقال :  وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا  الآية ، ثم بين في سورة النساء ، وهي مدنية .
عقوبة من فعل ذلك وخالف ما أمر الله به فقال :  وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ  الآية ، فألحق من جالسهم بهم .
وقد ذهب إلى هذا جماعة من أئمة هذه الأمة ، وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم : أحمد بن حنبل والأوزاعي ، وابن المبارك ، فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع ، قالوا : ينهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا ألحق بهم ، يعنون في الحكم) [3] .
وقال الشوكانى رحمه الله تعالى :
( وفي هذه الآية باعتبار عموم لفظها الذي هو المعتبر دون خصوص السبب : دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص والاستهزاء للأدلة الشرعية كما يقع كثيراً من أسراء التقليد…) [4] .
3- ومنها قوله تعالى في سورة هود/ 113 : ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثمَّ لا تُنصَرُونَ  .
قال القرطبي رحمه الله تعالى :
(الصحيح في معنى هذه الآية أنها دالة على هجران أهـل الكفر والمعاصى من أهل البدع وغيرهم ، فإن صحبتهم كفر أو معصية إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة ، وقد قال حكيم - أي طرفة بن العبد - : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي فإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في : آل عمران ، والمائدة ، وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار ، والله أعلم) [5] .
4-ومنها قول الله تعالى :
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم المجادلة : 22] .
قال القرطبي رحمه الله تعالى :
( استدل مالك رحمه الله تعالى من هذه الآية على معاداة القدرية ، وترك مجالستهم ، قال أشهب عن مالك : لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْ مِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ  قلت : وفي معنى أهل القدر جميع أهـل الظلم والعدوان) [6] .

ثانياً - ومن السنة النبوية :
وهي كثيرة يترجم لها المحدثون في عدة أبواب :
أ - ففي صحيح البخاري رحمه الله تعالى : باب الهجرة وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث .
وباب ما يجوز من الهجران لمن عصى .
وباب من لم يسلم على من اقترف ذنباً ، ومن لم يرد سلامه حتى تتبين توبته وإلى متى تتبين توبة العاصي ؟ وقال عبدالله بن عمرو : لا تسلموا على شربة الخمر [7] .

ب - وفي سنن أبي داود رحمه الله تعالى : باب مجانبة أهل الأهواء أوبغضهم ، وباب ترك السلام على أهل الأهواء [8] .
ج -وفي رياض الصالحين للنووي رحمه الله تعالى : باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق [9] .
د- وفي شرح السنة للبغوي رحمه الله تعالى : باب مجانبة أهل الأهواء [10]
هـ- وفي الترغيب والترهيب للمنذري رحمة الله تعالى : الترهيب من سب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب [11] .

1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :» سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم « رواه مسلم في مقدمة صحيحه [12] .
قال البغوي رحمه التعالى بعده : (قد أخبر النبي لهم عن افتراق هذه الأمة ، وظهور الأهواء والبدع فيهم ، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته ، وسنة أصحابه رضي الله عنهم ، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً ، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ، ويتبرأ منه ، ويتركه حياً وميتا ، فلا يسلم عليه إذا لقيه ، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته ، ويراجع الحق) [13] .
والنهي عن الهجران فوق ثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان كذلك في حق الدين ، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) اهـ .
2- عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال : » لكل أمة مجوس ، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم « . رواه أحمد ، والطبراني والحاكم [14] .
والأحاديث بمعناه كثيرة عن حذيفة ، وأبي الدرداء ، وعبد الله بن عمرو ، وعمر ، وابن عباس ، وغيرهم رواها جميعاً الإمام أحمد في مسنده ، وشاركه في رواية بعضها : أبو داود ، والترمذي ، والحاكم ، والطبراني ، وغيرهم . والله أعلم ..
3-عن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية  هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ومَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ  قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) متفق عليه [15] .
وابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال ، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم بقوله : » فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم « .
4 - حديث الصحيفة المشهور عن علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه : » المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ... « الحديث متفق عليه[16].
5 - حديث : » سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، وليس بوارد علي الحوض « [17] رواه الترمذي .
6-وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : » ما من نبي بعثه الله تعالى في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب ، يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف : يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون مالا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل « رواه مسلم [18] .
7 - الأحاديث المتكاثرة في : هجر النبي لأهل المعاصي حتى يتوبوا ، ثبت ذلك في وقائع متعددة ، رواها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، منهم : كعب بن مالك ، وابن عمرو روى حديثين ،
وعائشة وأنس ، وعمار ، وعلي ، وأبو سعيد الخدري ، وغيرهم رضي الله عنهم [19] .

فهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزاة تبوك ، واستمر هجرهم خمسين ليلة ، حتى آذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بتوبة الله عليهم (رواه الشيخان وغيرهما) .
وهجر -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش رضي الله عنها قريباً من شهرين لما قالت أنا أعطبى تلك اليهودية - تعنى صفية رضي الله عنها . رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها .
وهجر -صلى الله عليه وسلم- صاحب القبة المشرفة بالإعراض عنه حتى هدمها . رواه أبو داود من حديث أنس رضي الله عنه .
وهجر -صلى الله عليه وسلم- عمار بن ياسر رضي الله عنه بتركه -صلى الله عليه وسلم- رد السلام عليه لملابسته الخلوق حتى غسله . رواه أبو داود في سننه والطيالسي كلاهما من حديث عمار رضي الله عنه .
وهجر -صلى الله عليه وسلم- رجلاً بالإعراض عنه ؛ لأنه كان متخلقاً بخلوق .. رواه البخاري في : الأدب المفرد من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً رأى في يده خاتماً من ذهب حتى طرحه ، وكان هجره له بالإعراض عنه . رواه أحمد والبخاري في : الأدب المفرد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه .
ونحوه من حديث أبي سعيد الخدري رضي إلى عنه (رواه النسائي والبخاري في : الأدب المفرد) .
وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً بترك رد السلام عليه وذلك لأن عليه ثوبين أحمرين (رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي) .
فهذه الأحاديث وما في معناها نص في مشروعية هجر العاصي المجاهر بمعصيته حتى يتوب ويفيء ، وعليه : فإن الاستدلال بها على هجر المبتدع هو من باب الأولى في الدلالة على : مشروعية هجره ديانة لاسيما وهو المخصوص بأوصاف : البدعة في الدين ، والإحداث والضلال ، دون العاصي ، وإلى هذا أشارت تراجم جماعة من المحدثين على هذه الأحاديث وما في معناها كما تقدم في صدر هذه الأدلة من السنة ، والله أعلم .

8 - توظيف الصحابة رضي الله عنهم فَمَن بعدهم لهذه السنة النبوية .
والصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم تقفوا أثر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هجر المتلبس بالمعصية المجاهر بها حتى يفيء . ورد ذلك عن جمع غفير منهم [20] :
عمر ، وعلي بن أبي طالب ، وعبدالله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن المغفل المزني ، وعبادة بن الصامت ، وأبو الدرداء ، وسمرة بن جندب ، وشيخ من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-وغيرهم رضي الله عنهم .
وعن سعيد بن جبير ، وابن سيرين ، وعمر بن عبد العزيز ، والحسن البصري ، وأحمد بن حنبل ، وزياد بن حدير ، ويزيد بن أبي حبيب ، وغيرهم رحمهم الله تعالى ..
فإلى ذكر بعضها مختصراً : فهجر عمر رضي الله عنه : زياد بن حدير لما رأى عليه طيلساناً وشاربه عافيةً ، إذ سلم زياد فلم يرد عليه عمر السلام حتى خلع الطيلسان وقص شاربه . رواه أبو نعيم في الحلية .
تنبيه :
كيف بنا اليوم ، ونحن نتهلل بالحفاوة لمن يحلق لحيته ويعفي شاربه ، ويتشبه بلباسه .
وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه . كان يعتقل أصحاب النرد غدوة ونحوها ، وينهى عن السلام عليهم . رواه البخاري في الأدب المفرد ، وترجم له بقوله : باب من لم يسلم على أصحاب النرد .
وهجر عبد الله عمر رضي الله عنهما . رجلاً رآه يخذف بعدما أعلمه أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان ينهي عن الخذف .
وقال : والله لا أكلمك أبداً . رواه الحاكم .
وهجر عبدالله بن المفضل رضي الله عنه : رجلاً يخذف في نحو قصته .
وهجر شيخ من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : فتى كان يخذف . رواه الدارمي .
وعبادة بن الصامت رضي الله عنه هجر معاوية رضي الله عنه في مخالفته له في مسألة ربوية وقال عبادة : أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتحدثني عن رأيك لئن أخرجنى الله لا أساكنك بأرض لك علي فيها إمرة ، ولما
خرج شكاه إلى عمر رضي الله عنه فكتب إليه عمر : لا إمرة لك عليه واحمل الناس على ما قاله فإنه هو الأمر . رواه ابن ماجه .
ونحو هذه الرواية وقعت لأبي الدرداء مع معاوية رضي الله عنهما . رواها : مالك ، والشافعي .
وهجر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رجلاً رآه يضحك في جنازة ، فقال . والله لا أكلمك أبداً . رواه أحمد في : الزهد .

ثالثاً : الإجماع :
حكاه جماعة منهم : القاضي أبو يعلى ، والبغوي ، والغزالي .
قال القاضي أبو يعلى - رحمه الله - تعالى : ( أجمع الصحابة والتابعون على مقاطعة المبتدعين ) .
وقال البغوي - رحمه الله تعالى - بعد حديث كعب بن مالك - رضي الله عنه [1] - : ( وفيه دليل على أن هجران أهل البدع على التأبيد ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا من الخروج معه ، فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم ، وعرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- براءتهم ، وقد مضت الصحابة والتابعون ، وأتباعهم ، وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ، ومهاجرتهم ) .
وقال الغزالي رحمه الله تعالى : ( طرق السلف اختلفت في إظهار البغض مع أهل المعاصي ، وكلهم اتفقوا على إظهار البغض للظَّلَمة والمبتدعة ، وكل من عصى معصية متعدية إلى غيره ) .
وقال ابن عبد البر [2] - رحمه الله تعالى - : ( أجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث إلا لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مضرة ، فإن كان كذلك جاز ، ورُب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية ) .
وقال أيضاً - في الاستدلال من حديث كعب بن مالك وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- له هو والمسلمون [3] - : ( وهذا أصل عند العلماء في مجانبة مَن ابتدع وهجرته وقطع الكلام عنه ، وقد رأى ابن مسعود - رضي الله عنه - رجلاً يضحك في جنازة فقال : والله لا أكلمك أبداً) .

المبحث السابع
إعمال الصحابة - رضي الله عنهم - فمن بعدهم لهذه القاعدة في حياتهم العملية في مواجهة المبتدعة :
لما ذَرَّ قرن الفتنة بكسر قفلها ، وقتل أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - وبدأ المندسون يبدون ما كانوا يضمرون من كيد للإسلام والمسلمين ، أخذوا ينفخون في كير الفتنة ، وينشرون الهوى وينفثون البدعة ، بدع : القدر ، والخوارج والرفض ، والإرجاء ، وهكذا تتوالى ، كلما بعد الناس من عهد النبوة وأنوارها ، حتى داخلت البدع والمحدثات شعائر التعبد وصارت مفرداتها كحَب منثور في كف كل لاقط .
لما كان الأمر كذلك واجه العلماء - رضي الله عنهم - فمن بعدهم هذه المحدثات العقدية والعملية ، بإيمان مستكمل ، وعلم جم ، وبصيرة نافذة فأظهروا من أنوار الشريعة الماحية لظلمة الضلال - ما اكتسح هذه الأهواء ، وقضى على نابتها ، وأعملوا فيهم العقوبات الشرعية ، حتى قلموهم ، وأجهزوا على محدثاتهم في الدين ، وكان الزجر بالهجر مما وظفوه - رضي الله عنهم - في حياتهم العملية ضد البدعة ومبتدعيها تأسيساً على قاعدة (الولاء والبراء) والحب لله والبغض لله .
ومازال هذا النهج السوي شارعاً في حياة الأمة يعتمدونه في مواجهة المبتدعة ، مدوناً بأسانيده في كتب السنة ، وهذه جملة من المرويات في هذه الوظيفة الشرعية بخصوصها عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - فمن بعدهم : فهذا عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - لما أخبره يحيى بن يعمر عن القدرية قال : ( إذا رجعت إليهم فقل لهم : ابن عمر يقول لكم : إنه منكم بريء، وأنتم منه براء ) رواه مسلم وغيره [4] .
وعن مجاهد قال : قيل لابن عمر : إن نجدة يقول كذا وكذا ؛ فجعل لا يسمع منه كراهية أن يقع في قلبه منه شيء [5] .
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول : ( إياكم وما يحدث الناس من البدع ؛ فإن الدين لا يذهب من القلوب بمرة ، ولكن الشيطان يحدث له بدعاً حتى يخرج الإيمان من قلبه ، ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فريضة في الصلاة ، والصيام ، والحلال والحرام ، ويتكلمون في ربهم - عز وجل - فمَن أدرك ذلك الزمان فليهرب .
قيل يا أبا عبد الرحمن : فإلى أين ؟ ! ، قال : إلى لا أين ، قال : يهرب بقلبه ودينه ، لا يجالس أحداً من أهل البدع ) [6] .
وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال : ( ما كان شرك قط إلا كان بُدُوّه تكذيب بالقدر ولا أشركت أمة قط إلا كان بدوه تكذيب بالقدر ، وإنكم ستبلون بهم - أيتها الأمة ! - فإن لقيتموهم فلا تمكّنوهم ؛ فيدخلوا عليكم الشبهات ) [7] .
وعن الفضيل بن عياض قال : ( من جلس مع صاحب بدعة فاحذره ، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يُعطَ الحكمة ، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد ، آكل مع اليهودي والنصراني أحب إليَّ من أن آكل مع صاحب البدعة ) [8] .
وعن الفضيل بن عياض : من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام ، واحذروا الدخول على صاحب البدع فإنهم يصدون عن الحق [9] .
وعنه أيضاً : في النهي عن مجالستهم [10] .
وعنه أيضاً : في النهي عن مجالسته ومشاورته [11] .
وعنه أيضاً : في النهي عن مجالسته وأنها من علامات النفاق [12] .
وعنه أيضاً قال : أدركت خيار الناس ، كلهم أصحاب سنة ينهون عن أصحاب البدع [13] .
وعنه آثار أُخر كما في ترجمته من (الحلية لأبي نعيم) [14] .
وعن ابن المبارك : وإياك أن تجالس صاحب بدعة [15] .
وعن سفيان الثوري - رحمه الله تعالى - أنه قال : ( من أصغى بإذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها - يعني إلى البدع - ) . ذكره البربهاري في شرح السنة [16] .
وروى اللالكائي بسنده عن ابن زرعة عن أبيه قال : ( لقد رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجيء
إلى الحِلَق ، فكلما جلس إلى حلقة قاموا وتركوه ، فإن جلس إلى قوم لا يعرفونه ناداهم أهل الحلقة الأخرى : عزمة أمير المؤمنين ) [17] .
وعن ابن أي الجوزاء قال : لأن يجاورني قردة وخنازير ، أحب إليَّ من أن يجاورني أحد منهم - يعني أصحاب الأهواء [18] .
وعن طاوس : جعل إصبعيه في أذنيه لما سمع معتزلياً يتكلم [19] .
وعبد الرزاق : امتنع من سماع إبراهيم بن أبي يحيى المعتزلي ، وقال : لأن الغلب ضعيف وإن الدين ليس لمن غلب [20] .
وعن محمد بن النضر الحارثي : النهي عن الإصغاء إلى كلام المبتدعة [21] .
وعن يونس بن عبيد : لا نجالس سلطاناً ولا صاحب بدعة [22] .
وعن يحيى بن أبى كثير : إذا كنت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره [23] .
وعن إبراهيم بن ميسرة : ومن وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام [24] .
وعبد الله بن عمر السرخسي : هجر ابن المبارك مدة لما أكل عند صاحب بدعة [25] .
وقال سلاَّم : وقال رجل من أصحاب الأهواء لأيوب : أسألك عن كلمة ، فولى أيوب وهو يقول : ولا نصف كلمة ، مرتين يشير بإصبعيه [26] .
ومثله عن أبي عمران النخعي [27] .
وعن الحسن البصري قوله : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم [28] .
وعن محمد بن سيرين : في عدم سماع قراءتهم [29] .
وعن أبي قلابة : تجالسوهم ولا تخالطوهم فإنه لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبّسوا عليكم كثيراً مما تعرفون [30] .
وعنه أيضاً : ولا تمكّن أهل الأهواء من سمعك [31] .
وأما الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - فالروايات عنه في ذلك - من فعله ، وقوله ، وفتواه - بلغت مبلغاً عظيماً .
وقال مالك : لا يسلم على أهل الأهواء ، قال ابن دقيق العيد : يكون ذلك على سبيل التأديب لهم والتبري منهم [32] .
وقال النووى : وأما المبتدع ومن اقترف ذنباً عظيماً ولم يتب منه فلا يسلم عليهم ولا يرد عليهم السلام ، كما قال جماعة من أهل العلم [33] .
وقال أيضاً : السنة إذا مر بمجلس فيه مسلم وكافر أن يسلم بلفظ التعميم ويقصد به المسلم ، قال ابن العربي : ومثله إذا مر بمجلس يجمع أهل السنة والبدعة ، وبمجلس فيه عدول وظَلمة ، وبمجلس فيه محب ومبغض [34] .
وقال الخطابي - رحمه الله تعالى - : ( إن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق [35]


بارك الله فيك اخي محمد التابعي على الاضافة المفيدة ومبارك رفع الحظر ايضا
لكن اخي محمد نصحتني في عدم الخوض مع هؤلاء و لقد ضقت ذرعا بحشر انوفهم في كل شيء لا لشيء الا للتشكيك و بث الريب لكن حبل الشيطان قصير
وسأضيف موضوعا على رد شبهة نسبت للامام مالك رضي الله عنه في تأويل النزول
و السلام عليكم









قديم 2013-09-04, 21:12   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ibnsina1
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

<font size="6">[quote=محمد التابعي;1054241104]

بارك الله فيك اخي على الموضوع القيم
ولو تسمح لي باضافة شيء عليه
انتبهوا اخواني احدهم نسب لي هذا الموضوع زورا والموضوع واضح فهو لمحمد التابعي وقد عدله اليتيم الشافعي
فظهر وكاني انا كاتبه اعتبروا يا ناس السلفية تتبع السلف الصالح
قال الإمام اللالكائي - رحمه الله - مبيناً خطر مناظرة أهل البدع, و ما تؤدي إليه:

(فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة, و لم يكن لهم قهر و لا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجماعة يموتونمن الغيظ, كمداً و درداً, و لا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلاً) . أهـ

وكما قال شيخ ربيع حفظه الله

وفي هذا العصر! كم ضاع من الشباب على أيدي أهل البدع ؟! كم من الشباب ومن الكهول ومن خريجي الجامعات انخدعوا بأهل البدع فوقعوا في أحضانهم ؟! انخدعوا بالأحزاب فوقعوا في أحضانهم ! لماذا؟ لأنهم ما أخذوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)).


وهذا تحذير الأئمة العلماء لطلبة العلم من مجالسة ومناظرة أهل البدع والأهواء
وهو بحث كامل ارفقته ختاما في الرد

كما قال الشيخ المحدث الألباني رحمه الله طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه الف دليل الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل
وكما قال ايظا ونطلب من الله عزوجل: إما أن يهديه، وإما أن يقصم ظهره.

واقول مع الجاهل طبعا نصبر وندعوا بالتي هي احسن ونحتسب الاجر عند الله
ومع علمائنا لانجرح وننصح ونبين من اخطاء فلا معصوم من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
فالمجتهد اذا جتهد واصاب فله اجرين وان اخطاء فله اجر
واما من تمسك برئيه ولم يترك قوله وتعصب لهواه بعد نصحه وتبيان الدليل له واقامة الحجة عليه فلا كرامة له بعد ذلك وان كانوا اكابر علمائنا فالدليل فوق الجميع
ولا نبدع احدنا من التبس عليه الامر او وقع في ابتداع من دون ان يشعر او وقع في شبهة فالواجب علينا نصحه كذلك و توضيح الامر له من خلال الكتاب والسنة فان اقبل فالحق اولى بالاتباع وان اعرض فلا كرامة ولا تزكية له ونجرحه ونحذر الناس منه
واما اهل الاهواء والمبتدعة الذين احدثوا في الدين فمرضت قلوبهم وامرضوا قلوب العامة فنحن نبغضهم وننكر عليهم ولا حاجة لنا بمجادلتهم ولا اقامة الحجة عليه و من اعمى الله بصيرته كيف يهتدي بغير الرجوع الى الله ومن يظلله الله فلا هادي له فهذه عقيدة اهل السنة والجماعة البغض في الله والحب في الله وليرجع الى عقيدة الولاء والبراء لمن اراد التوسعة والاستزادة
ومن يتكلم عن سلفنا في شدتهم مع تعامل مع اهل البدع فليعتبر مما سانقله لهم
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" {الصف:2-3}

فالحمد لله على نعمة السنة فلها رجالها من يجرحون ويعدلون ويذبون عن منهج السلف منهج الدين النقي الخالي من شوائب المبتدعين والخالي من خرافات الصوفيين والقبوريين فالحمد لله على نعمته التي فظلنا بها على كثير من خلقه

فهذه بعض الآثار السلفية والأقوال الأثرية، التي هي حجة عليكم وعلى غيركم و التي تبين تلبيسكم للحق بالباطل باننا نفرق المسلمين و ان اخلاقنا وتعاملنا سيئة مع مخالفينا وتحول بين المنهج ودخولكم اليه فالحمد لله شرع ربنا فوق اهواء نفوسنا وشهواتنا و التي تبين وجوب بغض أهل البدع ومقتهم في الله، أضعها بين يدي طالب الحق وسالك المحجة ليعمل بها، ويسير على درب سلفه، وهذه الآثار تفرح أقواماً تبعوا السلف الصالح، وتغضب آخرين كرهوا طريقة السلف واتهموهم بالخارجية، نسأل الله العافية.

عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].
وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219].
قال شعبة –رحمه الله-:
“كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي” [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].
****
وقال القرطبي –رحمه الله-: ((استدل مالك –رحمه الله- من هذه الآية على معاداة القدرية وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله))) [التفسير 17/308].
وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي:
” وكان الشافعي – رضي الله عنه – شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم ” مناقب الشافعي ( 1/469 ) .
وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:” إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه
(طبقات الحنابلة ( 1/196 )) فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع.

***************
وقال ابن المبارك –رحمه الله-: ((اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي)) [رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/140].
وقال الفضيل بن عياض :
وقال: ” من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه ” (انظر شرح السنة للبربهاري ( ص : 138-139 ) ، والإبانة لابن بطة (2/460 ).)
****
وقال عبد الله بن داود سنديلة: من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة.(انظر سير السلف الصالحين للتيمي (3/1154)، والحلية لأبي نعيم ( 10/392 )
*********
و قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -:
” ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، من أهل البدع والزيـغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم – إلى وقتنا هذا … “
ومما ذكره في هذا الشرح:
ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك.
ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة ” [الشرح والإبانة ( ص 282 )]

*********
و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمـن الصابوني – رحمه الله – حاكياً مذهب السلف أهل الحديث:
واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم.” عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 123 )
***********
وقال أيضاً: ” ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرّت وجـرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} “(عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 114-115 )
************
وقال الإمام البغوي رحمه الله :
((وفيه دليل ( أي حديث كعب بن مالك ) على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول صلى الله عليه وسلم خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم براءتهم، وقد مضت الصحابة والتّابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم.)) شرح السنة (1/226-227).
************
وقال القرطبي –رحمه الله- نقلاً عن ابن خويز منداد:
((من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً، قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع ، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تُعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم)). [التفسير 7/13].
*************
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ضمن تحذيره من بعض الضالين من أهل البـدع مـن جهـة عمان،كانوا قد كتبوا أوراقاً للتلبيس على عوام المسلمين :
(( ومن السنن المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – قدس الله روحه – التشديد في هجرهم وإهمالهم، وترك جدالهم واطّراح كلامهم، والتباعد عنهم حسب الإمكان، والتقرب إلى الله بمقتهم وذمهم وعيبهم ))
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ( 3 / 111 ).

******************
وقال الشيخ سليمان بن سحمان – رحمه الله تعالى – في كتابه ((كشف الشبهتين )) ( ص : 37-48 ):
((واعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ضلالة لا تخرج من الملّة، لكنهم شددوا في ذلك وحذّروا منه لأمرين:
الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها، فهي عندهم أجلّ من الكبائر ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون أهل الكبائر كما تجد في قلوب النّاس اليوم أن الرافضي عندهم ولو كان عالماً عابداً أبغض وأشدّ ذنباً من السنيّ المجاهر بالكبائر.
والأمر الثاني: أنّ البدعة تجر إلى الردّة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع .))
ثمّ ذكر عدداً من أقوال أهل العلم ومواقفهم في معاملة أهل البدع من الهجر والتحذير والمباينة.
ثمّ قال:
((ولو ذهبنا نذكر أقوال العلماء لطال الكلام والمقصود التنبيه على أنّ هذا هدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان هجر أهل المعاصي والبدع، ودرج على ذلك أفاضل العلماء من الأئمة الأعلام فمن أخذ بهديهم وسار بسيرهم، فقد سار على الصراط المستقيم)).

************
وقال الشيخ حمود التويجري – رحمه الله تعالى – في كتابه (( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ )) ( ص : 31 -33 ):
((وقد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البـدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم)).
***********
وقال الشيخ حمود التويجري معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -:
قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه” طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ).

********************
وقال الشيخ حمود التويجري:
” وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به.” القول البليغ ( ص : 230-231 ) .
************
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:
والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم، وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك، وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) ولأن النبي –صلى الله عليه وسلم- هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك)). [شرح لمعة الاعتقاد ص:110].
********************
ومن الشعر قول الإمام القحطاني –رحمه الله- في نونيته (ص:53):
(يا أشعريّة يا أسافلة الورى … يا عمي يا صمّ بلا آذان
إنّي لأبغضكم وأبغض حزبكم … بغضاً أقلّ قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقلتين لسرّني … كيلا يرى إنسانكم إنساني)



هجر المبتدع و أدلته من الكتاب و السنة و إعمال الصحابة فمن تبعهم لهذه القاعدة للعلامة بكر أبو زيد-رحمه الله تعالى-

قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد-رحمه الله تعالى- في رسالته هجر المبتدع
المبحث السادس

الأدلة من الكتاب والسنة على هجر المبتدع ديانة :
هذا التأصيل العقدي : الزجر بالهجر للمبتدع ديانة ، مستمد من دلائل :
الكتاب ، والسنة ، والإجماع وإلى بيان بعض منها :

أولا - الكتاب العزيز :
ففيه آيات كثيرة في التأكيد على الموالاة في الله ، والمعاداة فيه ، في سور : البقرة ، وآل عمران ، والأنعام ، والنساء ، والمجادلة وغيرها [12] .
ونقتصر هنا على ذكر أربع آيات من سور : الأنعام ، والنساء ، وهود ، والمجادلة ، والتي نص العلماء في تفسيرها على عقوبة المبتدع بالهجر ودلالتها عليه ، وذلك باعتبار عموم اللفظ في كل آية ، وهذا هو المعتبر دون خصوص
السبب ، ففي عموم كل آية منها دليل على الهجر والإعراض والاجتناب ، والمجالسة ، لكل مبتدع محدث في الدين حتى يفيء ، وعلى هذا تدل كلمة من تراه من المفسرين وغيرهم .
وهذه من أجل الفوائد في تفسير النصوص من آية أو حديث ، إذ يشمل
تفسيرها الأمرين :
الأول : ما هي نص فيه .
الثاني : ما يؤخذ منه حكم له وإن لم يكن نصا فيه باعتبار العموم والاستنباط من كتاب الله تعالى وأسرار تنزيله ، وكما في حديث الصحيفة المشهور .
( أو فهماً يؤتيه الله رجلا في كتابه ) .
وهذه قاعدة شريفة فلا يفوتنك الوقوف عليها ، وبخاصة لدى الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى ، وعنه بل بأبسط في كتاب (حد الإسلام وحقيقة الإيمان) [13] .
وإلى بيانها .
1-- ومنها قول الله تعالى في سورة الأنعام : 68 [14] : وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ  وفي هذه الآية دلالة على تحريم مجالسة أهل البدع والأهواء وأهل الكبائر والمعاصي .
قال القرطبي رحمه الله تعالى : (في هذه الآية رد من كتاب الله عز وجل على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج ، وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين ، . ويصوبوا آرائهم تقية ، وذكر الفري عن أبي جعفر محمد بن علي رض الله عنه أنه قال : لا تجالسوا أهل الخصومات ، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله .

قال ابن العربي : وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل . قال ابن خويز منداد : من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافرا ، قال : وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ، وكنائسهم ، والبيع ومجالسة الكفار وأهل البدع ، وألا تعتقد مودتهم ، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم ، ثم ذكر بعض الآثار عن السلف في هجر المبتدعة) ا هـ [15] [16] .

وقال الشوكاني رحمه الله تعالى : (وفى هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون . كلام الله ، ويتلاعبون بكتاب وسنة رسوله ، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم ، وذلك يسير عليه غير عسير ، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون ، به شبهة يشبهون بها على العامة ، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر .
وقد شاهدنا من هذه المجالسة الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر ، وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه ، وبلغت إليه طاقتنا ، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها : علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات ، ولا سيما لمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة ، فإنه ربما ينفق عليه من كذباتهم وهذيانهم ما هو من البطلان بأوضح ، مكان فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه ويعسر دفعه ، فيعمل بذلك مدة عمره ، ويلقى الله به معتقداً أنه من الحق ، وهو من أبطل الباطل وأنكر المنكر ) ا هـ [17]

ملخص ما سبق :
الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على هجر المبتدع ديانة ، وقد ذكر آية سورة الأنعام ، والآن يشرع في الدليل الثاني .
2 - ومنها قوله تعالى : النساء 140 :
وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ إنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ والْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً
قال القرطبي رحمه الله تعالى ما محصله :
(فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر ، قال الله عز وجل :  إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ  فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها ، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية ..
وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى[1] وروى جويبر عن الضحاك قال : ( دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة) [2] .
وقال القرطبي أيضاً رحمه الله تعالى عند قول الله تعالى :  وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ  ، ومضى في النساء ، وهذه السورة النهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء ، وأن من جالسهم حكمه حكمهم فقال :  وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا  الآية ، ثم بين في سورة النساء ، وهي مدنية .
عقوبة من فعل ذلك وخالف ما أمر الله به فقال :  وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ  الآية ، فألحق من جالسهم بهم .
وقد ذهب إلى هذا جماعة من أئمة هذه الأمة ، وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم : أحمد بن حنبل والأوزاعي ، وابن المبارك ، فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع ، قالوا : ينهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا ألحق بهم ، يعنون في الحكم) [3] .
وقال الشوكانى رحمه الله تعالى :
( وفي هذه الآية باعتبار عموم لفظها الذي هو المعتبر دون خصوص السبب : دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص والاستهزاء للأدلة الشرعية كما يقع كثيراً من أسراء التقليد…) [4] .
3- ومنها قوله تعالى في سورة هود/ 113 : ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثمَّ لا تُنصَرُونَ  .
قال القرطبي رحمه الله تعالى :
(الصحيح في معنى هذه الآية أنها دالة على هجران أهـل الكفر والمعاصى من أهل البدع وغيرهم ، فإن صحبتهم كفر أو معصية إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة ، وقد قال حكيم - أي طرفة بن العبد - : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي فإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في : آل عمران ، والمائدة ، وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار ، والله أعلم) [5] .
4-ومنها قول الله تعالى :
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم المجادلة : 22] .
قال القرطبي رحمه الله تعالى :
( استدل مالك رحمه الله تعالى من هذه الآية على معاداة القدرية ، وترك مجالستهم ، قال أشهب عن مالك : لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْ مِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ  قلت : وفي معنى أهل القدر جميع أهـل الظلم والعدوان) [6] .

ثانياً - ومن السنة النبوية :
وهي كثيرة يترجم لها المحدثون في عدة أبواب :
أ - ففي صحيح البخاري رحمه الله تعالى : باب الهجرة وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث .
وباب ما يجوز من الهجران لمن عصى .
وباب من لم يسلم على من اقترف ذنباً ، ومن لم يرد سلامه حتى تتبين توبته وإلى متى تتبين توبة العاصي ؟ وقال عبدالله بن عمرو : لا تسلموا على شربة الخمر [7] .

ب - وفي سنن أبي داود رحمه الله تعالى : باب مجانبة أهل الأهواء أوبغضهم ، وباب ترك السلام على أهل الأهواء [8] .
ج -وفي رياض الصالحين للنووي رحمه الله تعالى : باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق [9] .
د- وفي شرح السنة للبغوي رحمه الله تعالى : باب مجانبة أهل الأهواء [10]
هـ- وفي الترغيب والترهيب للمنذري رحمة الله تعالى : الترهيب من سب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب [11] .

1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :» سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم « رواه مسلم في مقدمة صحيحه [12] .
قال البغوي رحمه التعالى بعده : (قد أخبر النبي لهم عن افتراق هذه الأمة ، وظهور الأهواء والبدع فيهم ، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته ، وسنة أصحابه رضي الله عنهم ، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً ، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ، ويتبرأ منه ، ويتركه حياً وميتا ، فلا يسلم عليه إذا لقيه ، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته ، ويراجع الحق) [13] .
والنهي عن الهجران فوق ثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان كذلك في حق الدين ، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) اهـ .
2- عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال : » لكل أمة مجوس ، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم « . رواه أحمد ، والطبراني والحاكم [14] .
والأحاديث بمعناه كثيرة عن حذيفة ، وأبي الدرداء ، وعبد الله بن عمرو ، وعمر ، وابن عباس ، وغيرهم رواها جميعاً الإمام أحمد في مسنده ، وشاركه في رواية بعضها : أبو داود ، والترمذي ، والحاكم ، والطبراني ، وغيرهم . والله أعلم ..
3-عن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية  هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ومَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ  قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) متفق عليه [15] .
وابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال ، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم بقوله : » فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم « .
4 - حديث الصحيفة المشهور عن علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه : » المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ... « الحديث متفق عليه[16].
<b><font face="arial black"><font size="4"> 5 - حديث <font color="darkgreen">: » سيكون ب









آخر تعديل ليتيم الشافعي 2013-09-05 في 10:00.
قديم 2013-09-04, 21:18   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد التابعي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد التابعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadjha مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اخي محمد التابعي على الاضافة المفيدة ومبارك رفع الحظر ايضا
لكن اخي محمد نصحتني في عدم الخوض مع هؤلاء و لقد ضقت ذرعا بحشر انوفهم في كل شيء لا لشيء الا للتشكيك و بث الريب لكن حبل الشيطان قصير
وسأضيف موضوعا على رد شبهة نسبت للامام مالك رضي الله عنه في تأويل النزول
و السلام عليكم
قال الله جل و علا "فأما الزبد فيذهب جفاءا و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
و قال الله جل وعلا "
وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ"
و قال جل وعلا
"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و لكم الويل مما تصفون"

وعليكم السلامة ورحمة الله تعالى وبركاته
وفيك بارك الله اخي
وقدر الله ما شاء فعل فالصبر والاحتساب
ورفع درجات يكون من خلال ابتلاء المؤمن
وان خضنا معهم لاننا احسنا فيهم النية
فانا لا استطيع ان احكم على الشخص من اول مرة
وكما يقول اسم على مسمى فمن الاسماء تعرف ماهم عليه الاشخاص
ولكن المسلم يعامل على الفطرة
و ان تبين لنا شيء من فسادهم نصحناهم وحاولنا توضيح لهم طريق الحق بعد اقامة الدليل عليهم
فان تعصبوا فكما قلت اخي
الاحسن هجرهم وعدم الالتفات لهم
زر هذا الرابط لتعرف سبب حظري
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1054240029#post1054240029

وجزاك الله اخي كل الخير وليشهد اني احبك في الله









قديم 2013-09-04, 21:29   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
hadjha
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد التابعي مشاهدة المشاركة
قال الله جل و علا "فأما الزبد فيذهب جفاءا و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
و قال الله جل وعلا "
وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ"
و قال جل وعلا
"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و لكم الويل مما تصفون"

وعليكم السلامة ورحمة الله تعالى وبركاته
وفيك بارك الله اخي
وقدر الله ما شاء فعل فالصبر والاحتساب
ورفع درجات يكون من خلال ابتلاء المؤمن
وان خضنا معهم لاننا احسنا فيهم النية
فانا لا استطيع ان احكم على الشخص من اول مرة
وكما يقول اسم على مسمى فمن الاسماء تعرف ماهم عليه الاشخاص
ولكن المسلم يعامل على الفطرة
و ان تبين لنا شيء من فسادهم نصحناهم وحاولنا توضيح لهم طريق الحق بعد اقامة الدليل عليهم
فان تعصبوا فكما قلت اخي
الاحسن هجرهم وعدم الالتفات لهم
زر هذا الرابط لتعرف سبب حظري
https://www.djelfa.info/vb/showthread...post1054240029

وجزاك الله اخي كل الخير وليشهد اني احبك في الله

احبك الذي احببتنا فيه ومن اجله و بارك الله فيك و ثبتك الله في الحق

و اذكرك و نفسي كما ذكرها الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله العقيدة لا تؤخذ من كتب الرد تؤخذ من الكتب المخصصة للعقيدة لان كتب الرد لها لوازمها و هي التي تأتي منها الشبه دائما

و السلام عليكم اخي محمد التابعي









قديم 2013-09-05, 00:52   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمد التابعي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد التابعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadjha مشاهدة المشاركة
احبك الذي احببتنا فيه ومن اجله و بارك الله فيك و ثبتك الله في الحق

و اذكرك و نفسي كما ذكرها الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله العقيدة لا تؤخذ من كتب الرد تؤخذ من الكتب المخصصة للعقيدة لان كتب الرد لها لوازمها و هي التي تأتي منها الشبه دائما

و السلام عليكم اخي محمد التابعي
بارك الله فيك اخي على النصيحة القيمة









قديم 2013-09-05, 18:35   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
السلطان صلاح
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية السلطان صلاح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرعلى خير









قديم 2013-09-05, 19:22   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
hadjha
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلطان صلاح مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرعلى خير
بارك الله فيك استاذ على المرور العطر









قديم 2013-09-05, 23:41   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*(بحر ثاااائر)*
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية *(بحر ثاااائر)*
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 2014 المشرف المميز لسنة 2013 وسام أحسن إشراف 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=ibnsina1;1054255700]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ibnsina1 مشاهدة المشاركة
<font size="6">

ما هذا يا ليتيم الشافعي
اتستعمل التزوير فتنسب لي الموضوع زورا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد التابعي
عفوا..
عن أي تزوير تتحدّث؟









قديم 2013-09-05, 23:54   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ibnsina1
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

[center][size="6"][color="red"][quote=*(بحر ثاااائر)*;1054256755]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ibnsina1 مشاهدة المشاركة




عفوا..
عن أي تزوير تتحدّث؟


اهلا
عدل موضوع كاتبه محمد التابع وانا من معارضيهم
ثم فجاة وكاني انا كاتب الموضوع
يوم امس 12 21
ابحث وستجد









قديم 2013-09-05, 23:58   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محمد مصطفى الحبيب
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=ibnsina1;1054256897]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *(بحر ثاااائر)* مشاهدة المشاركة

اهلا
عدل موضوع كاتبه محمد التابع وانا من معارضيهم
ثم فجاة وكاني انا كاتب الموضوع
يوم امس 12 21
ابحث وستجد
أحيانا تحدث أخطاء غير مقصودة أخي الحبيب.....من فضلك غيّر اسمك .....اسم ابن سينا غير لائق بمسلم









 

الكلمات الدلالية (Tags)
الاهواء, الحذر, اخوان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc