ولد من جديد …
لم يكن ليولد …لكنه ولد …
وسط هدا المكان … وفي هدا الزحام…
قد قرر يوما ما الذهاب بعيدا دون رجعة …حيث لايراه احد … ولا يسمع به إنسان…
لم يكن ليرجع … لكنه رجع …
وسط هاته الفوضى … وداخل هدا القبو …الذي تملاه أصوات القذارة …و تعلوه هتافات البذاءة …
لم يفكر بالعودة يوما …لأنه جرح … وقد آثر الحط بعيدا على ورقة من أوراق شجرة…والعيش وحيدا …
و بانعزال…
لقد عاد وحضر وولد …من جديد…
ولد داخل عيني فتاة …لتترجمه على صفحات عينيها… وتعرضهما للناس…
لكن لاحظت أن الأعين كانت تتخطاها …والوجوه تحتقرها… والأنفس تتجاهلها …
فما لبثت أن قررت العودة …فعثرت بطريقها… على ضالتها…
لم يدر الضال إن كان المقصود …
ولم يعرف أين ستضعه …
وأين ستصنفه …
وان كانت حقا تريده …
لكنه كان المنشود …وقد حضر…
ولد في نفس تلك الفتاة …فعاش عفيفا … لاتلمسه يدا القذارة …ولاتقربه أصوات النذالة …
لم يولد إلا لأنه رأى النفس الشريفة … فانفجر داخلها … وبدوي مكتوم …
انفجر …وللعجب لم يكن ليؤدي أحدا … أو يلمس إنسانا …
انفجر ليحمل داك الساكن الجديد …مع الفتاة …ويطير بهما لعالم آخر سماه … قبل أن يعطي اسما لنفسه … بعالم الأحلام …
ولد الإحساس …ليضم شخصا في هدا الوجود لشخص آخر … بعدما كان كل منهما في جهة …وهو ميت وسط همومه وأحزانه …
ولد وسط داك القلب …لينعش ذبوله …ويوقظ خموله …ويسقي وروده …
ولد ليعيش ولم يولد ليموت …لدا فهو الآن يسقي ويروي و يشفي …
ليسقي مامات … ويروي مادبل … ويشفي ما مرض …
ولد …من جديد … وسط هاته الحياة الراكدة …التي هي أحوج …لشخص يهولها من سباتها …
لم يكن ليولد دون لقب يعرف به … لدا فقد اختار له الضال والفتاة …اسم … الحب … الحب العذري…
.... عابر السبيل ….