نص عن عالم الشغل والحرف ...س4

[ninou tlm]

نص موجود في كتاب السنة الخامسة ابتداثي
النفخ في الزجاج
من المهن التي يستعين فيها الإنسان برئتيه صناعة الأواني الزجاجية بواسطة النفخ . ويعود تاريخ هذه الصناعة إلى عصور قديمة ،غير أنها بدأت تندثر وبات العاملون فيها نادرين.
ويحتاج النافخ في الزجاج إلى نفس طويل وقوي ،وذوق فني رفيع ،كما يحتاج إلى فرن حراري مصنوع باليد.
ومهنة النفخ في الزجاج من المهن التي يتوارثها الأبناء عن الأجداد .وأول ما يجب أن يتوفر فيها هو الفرن الحراري . ويصنع داخله من حجر ناري حتى يتحمل الحرارة الشديدة ويتكون هذا الفرن من جزأين ، الأول منهما للزجاج المكسر والثاني للزجاج الذائب المتخمر وقد كانت أفران الزجاج تعمل قديما بالحطب ، أما اليوم فإنها تعمل بالمازوت لأن الحطب أصبح غير متوفر بكميات كافية.
ويستعمل في هذه المهنة زجاج القوارير والأواني الزجاجية المستهلكة فيكسر إلى قطع صغيرة جدا ثم يوضع قي الفرن الذي تكون درجة حرارته عالية جدا ويبقى في الفرن أثنتا عشرة ساعة حتى يذوب.
حينما يذوب الزجاج ، يدخل العامل في الفرن ماسورة حديدية مفتوحة الطرفين ثم يديرها في فرن الزجاج الذائب دورانا سريعا فيلتف حولها بحسب الحاجة .يخرج العامل بعد ذلك الماسورة من الفرن ، ويبدأ ينفخ فيها فيصل الهواء إلى الزجاج الملتف حول طرف الماسورة ، ثم يعيدها إلى الفرن ويكرر ما فعله سابقا فيأخذ الزجاج شكلا كرويا.
وتكرار النفخ ضروري قبل أن يبرد الزجاج . وبعد ذلك يلوح العامل الماسورة في الهواء ليحفظ الزجاج طراوته . وعدد اللفات في الهواء يعطي قطعة الزجاج الشكل المطلوب . بعد أن تأخذ القطعة الزجاجية الشكل المطلوب ،يضع العامل على طرفها المعلق بالماسورة نقطة ماء تساعد على قطع الزجاج الحامي ، ثم يقطعها بملقط حديدي ويدخلها في الفرن من الجهة المقابلة لإعطائها الشكل النهائي المطلوب .
لقد كانت هذه المهنة من أحسن المهن في الماضي ، وكان الناس يكسبون بها قوتهم ، ويصنعون تحفا رائعة. وعلينا اليوم أن نعتني بها وبغيرها من الحرف ونحافظ عليها لأنها ميراث جميل.