هل من معتبر

[النقاء]

هل في تعليمنا خلل ؟
سراج حسين فتحي

مواصلة للحديث عن الحرب على الفساد وتجفيف منابعه سيكون التعليم هو أول محطة لا بد من التوقف عندها والحديث عنها بكل شفافية وصراحة لأن التعليم هو محور بناء وتطور ومنطلق الحضارة والرقي إن تم توجيهه وتوظيفه إيجابيا ، أو أنه يكون عامل هدم للمجتمع إن لم يأخذ حظه من الاهتمام والرعاية الحقيقية والدعم اللامتناهي من قبل الدولة ومؤسسات وأفراد المجتمع ، ولأنه بهذه الأهمية فهو يستحق أن يكون على قمة أولويات محاربة الفساد الذي نتباكى من ويلاته ونكتوي من مصائبه جميعا 0
والحديث عن التعليم كأهم عنصر في بناء أو تدمير مقدرات أي مجتمع ينبع من أنه لابد أن يكون محضن خير وحصنا متينا يجد فيه الناشئة تربية وتعليما قيمين يغرسان فيهم عناصر الشخصية الإيجابية الفاعلة والبانية ، أو أن يكون بؤرة فساد يعلمهم مبادئ الكذب والخداع والغش وسوء الأخلاق والعنف والحرص على تفاهات الحياة ، ولا يخفى علينا أن هذه الأجيال التي تتربى في هذه البيئة هي التي ستمسك بزمام الأمور في مجتمعها فإما أن تأخذ بيده نحو الخير والأمن والأمان ، أو تدفع به نحو هاوية الخراب والدمار ، ولكن أين يكمن الخلل في هذا المجال ، ومن أين يبدأ ، وماهية الصور التي يظهر فيها ومن المسئول عن كل ذلك؟
إنها بضعة تساؤلات وربما لدى القراء الأعزاء سواها مما لم يخطر على مخيلتي ، لكنني ولمعايشتي لهذا المجال لأكثر من عقود ثلاثة منتسبا ، ولأكثر من عقد ونصف طالبا ، فقد رأيت ولمست كثيرا من مظاهر الخلل في هذا المجال ، وأرجو أن أكون منصفا ولا أجنح إلى المبالغة أو التهويل أو التهوين ، لأن الهدف من هذه السطور تحقيق المصلحة العامة وحماية مجتمعنا الكريم من السلبيات الخطيرة التي بدأت تتنامى في جنبات طريق التنمية التعليمية في بلادنا الحبيبة وربما ظهرت بعض المخاطر التي قد تحمل بين ثناياها آثارا عميقة البصمة في حياتنا أفرادا ومجتمعا ، حاضرا ومستقبلا ونرجو من الله أن يحمي مجتمعنا مؤسسات وأفرادا منها0
في لجان اختبارات القبول بكليات المعلمين يفاجأ أعضاء لجان المقابلة ببعض خريجي الثانوية الذين حصلوا على درجة 100% في مادة القرآن الكريم وهم يفتقدون القدرة على تذكر سورة الفاتحة وقصار السور ، وفي السنوات الأخيرة انتشرت أخبار عمليات تغشيش متعمدة لطلاب بعض المدارس الثانوية بهدف تمكينهم من الحصول على تقديرات عالية تيسر لهم القبول في الجامعات ، وأصبح معروفا لدى كثير من أساتذة الجامعات ضعف مستوى طلاب الثانويات الملتحقين بالجامعات لأسباب عديدة تحتاج إلى دراسات محايدة ومنصفة0
أخيرا لابد من التساؤل عن أسباب هذا التردي في مستوى هؤلاء الشباب ومن السبب وراء ذلك ، هل كان البدء من المرحلة الابتدائية أو ما بعدها ، أم يكمن الخلل في الجامعة وما تقدمه للمجتمع من خريجين يفتقدون كثيرا من المهارات ليس العلم آخرها بالطبع00!