من منا لا يبحث عن الاطمئنان و السكينة في هذه الحياة ..بل انها أحوج ما نسعى اليه في كل حياتنا ... وبدونها لا تكتمل فرحة ولا يشق لهذه الحياة المبوؤة بالقلق غبار ...وقد ارتأيت اليوم أن أنقل اليكم هذا الحديث القصير الموجز في عباراته العظيم السخي في معانيه ....حديث أظن ان الكثيرين منكم يعرفونه أو قرأوه وكل بطريقته وكل ـأثر به على مقدار فهمه ....حديث لم يكتبه كاتب عظيم تخرج من كبرى الجامعات ولم يقله فيلسوف أفنى سنواته في التفكير و التأمل ..انه حديث لأعرابي مسلم مؤمن علمته شمس الصحراء بشموخها وحدتها.... وصقلته البرية بتجاربها ....وتخرج على يدي البساطة وعنفوان الرمل الذهبي ..
انها حكمة رائعة على شكل دعاء فريد من نوعه.... لمن داهمته ذنوبه في حالة ضعف فرأها جبالا عارمة...وهي كلمات تخرجك من سجن اليأس ....وتفتح أمامك أبواب التفاؤل الزاهية الوارفة...
ان هذا الدعاء ينبؤنا بأن رحمة ربنا عظيمة ....لا حدود لها ...عظيمة بعظمته وجلاله.... ...وأنه لابد دائما أن لا نقنط من رحمته.... مهما كانت ذنوبنا..... وتشجعنا على العودة الى أحضان العبودية لله وحده ..
هذه الحكمة الدعائية كثيرا ما راودتني في عدة مواقف ...أمام خطوب الدنيا المدلهمة المدلجة...وحفزتني على التمسك بالدعاء ...الذي هو سلاح المؤمن في كل الاصقاع وخاصة عندما لا يجد الوسيلة والمخرج ...
لن أطيل عليكم وهذا الحديث سؤال لأعرابي بأن يدعو الله فأنظرو ا ماذا قال....
قيل لإعرابي: أتحسن أن تدعو ربك؟ فقال: نعم, قيل: فادع, فقال: اللهم إنك أعطيتناالإسلام من غير أن نسألك, فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك.
حديث رائع يحفزنا على الدعاء ويدعونا للتفاؤل ...وخاصة نحن الذين لا نرجو من هذه الدنيا سوى أن تكون معبرا الى الجنة دار القرار ...حيث السعادة والخلود بجوار الكريم المنان ...
فاللهم كما انعمت علينا بنعمة الاسلام من غير دعاء منا ولا أختيار.... فانا نسألك وندعوك أن تدخلنا الجنة دار الرضوان..... وأن تنجينا من عذاب النار ...انك سميع مجيب الدعوات .....فالدعاء الدعاء أخواني فالله مجيب قريب
وفي الختام دمتم طيبين ولا تنسونا في صالح دعائكم..
بقلمي المتواضع