رسالة من الصراحة بكل صراحة للاخوة في ليبيا فاسمعو وعو ...

[الصراحة]

باسم الله الرحمن الرحيم .
والصلاة والسلام على خير البرية اجمعين .

وبعد :


كثر الهرج والمرج والخوض في ما يجري في ليبيا وتداعيات المواقف والتصريحات الصادرة من هناك نحو الجزائر وكل واحد يحكم حسب ذهنه وتفكيره بحماسة او بعاطفة لا حسب الوقائع والدلائل الملموسة على الميدان .
لا احد مطلع على ما تتفق عليه الاطراف سرا وفي الخفاء وفي الغرف المغلقة .
حتى الليبيين انفسهم هم في موقف لا يحسدون عليه فلا يعرفون نهاية الامور والى ما ستؤول اليه الاحداث .

لكن خذو مني هذه الكلمة .

رغم ان النظام الجزائري فاسد في الامور الداخلية خصوصا الاقتصادية والشعب عانى ويعاني وهذه امور داخلية لا دخل لها ولا احد يقحمها في مثل هذه الامور الجلل ..

الا ان النظام الجزائري كدولة لا يعرف النفاق الخارجي ولا يمارسه ابدا .وأجزم والتاريخ شاهد ان الجزائر الدولة الوحيدة التي لها خط واضح ولا تنافق في العلاقات السياسية الخارجية بشهادة الاعداء .

وسياستها نحو ما يحدث مع ليبيا واضحة ولا لبس فيها الا لمن يريد ان يجرها لمستنقع النفاق الغربي والعربي العفن الذي لا يزال يفوح و تشتم رائحته فوق العالم العربي واولهم فلسطين الابية .

الشعب الليبي لن يجد دولة او نظاما واضحا النوايا والمقاصد وصلب الموقف لا يتبدل ولا يتزعزع لمصالح او اعتبارات خاصة مثل الجزائر .

حيث لا نفاق ولا لعب تحت الطاولة ولا وجهانية ولا حسابات مصلحية ولا بحث عن مكانة عالمية لتغطية مصالح اجنبية مبيتة .

تريدون التغيير ونفض غبار العبودية للحاكم هنيئا لكم وبالبركة الله يسهل عليكم المسيرة والطريقة فرحنا لكم مثل ما فرحنا لمن شتمونا وقذفونا في اعراضنا وفي شهدائنا وحتى في عروبتنا واسلامنا .

والجزائر معكم في كل الاحوال ومعكم نظاما وشعبا مهما كان نوعه فالامور الداخلية لا دخل لها في المواقف الخارجية التي تتعلق بدولة لها حدود مع اشقاء وجيران يربطنا بهم شيء واحد وهو اننا من امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحدنا دين الاسلام .

الشعب الليبي واقع بين قوتين مسلحتين واحدة يقودها متهور والاخرى تقودها مراكز القيادة الغربية وهذا ليس امرا هينا قد يتصوره البعض .في ليبيا يوجد شعب يعيش في المنطقة الشرقية يواجه نيران مدفعيات وصواريخ وفي الجهة الغربية يواجه نيران وصواريخ .لا يريد ان تخرب وتدنس ارضه ليعتليها من هب ودب باسم المساندة والدعم والقيادة نحو الحرية المكبلة .
الشعب الليبي كان يريد تغييرا كما حدث في مصر وتونس تغييرا يقوده هو ويتحكم فيه هو .هو صاحب الكلمة يقبل ما يريد ويرفض ما يريد لا ان تملى عليه من اطراف خارجية منافقة .
لكن النيران سبقت الكلمة وسبقت الصواريخ نواياه ورغباته .فوجد نفسه تحت القصف ووطن مقسم هنا وهناك ودولة استعمارية تقوده الى طريق التحرر وكيف لذلك ان يعقل ؟

والجزائر قالتها صريحة في اكثر من مناسبة موقعنا هو اينما يكون موقع الشعب الليبي كاملا دون نقصان مجتمعا دون تفريق ظاهرا دون ارغام .

لا تتوقعو ان يتدخل الجيش الجزائري ليقاتل ليبيين في طرابلس ويبيدهم حتى يصل للقذافي ويقتله .
كما لا تتوقعو ان يقاتلو بنغازي ليبيدو ليبيين ويقتلو اعضاء المجلس الانتقالي .

الحل في توافق الطرفين وتمرير المخطط الغربي الخليجي المحاك في الغرف المغلقة توافقا يظمن الحفاظ على الارواح والممتلكات والبنى التحتية المتوفرة حاليا التي تظمن عيش كل الليبيين دون شقاق او حفر جرح وشرخ في الجسم الليبي ليكون مستقبلا اداة للتفريق بين ليبي حركي وليبي مقاوم او ليبي بنغازي وليبي طرابلسي او ليبي حمل السلاح وليبي لم يحمل السلاح .

والله ليس لكم الا الوفاق والتوافق وترك السلاح وازهاق الارواح والعودة الى مسيرة الحرية والانفتاح كما سارها اخوانكم من مصر وتونس وبلغو المراد بدون سيول وحمامات من الدم والدمار والخراب .
واذا كنت ليبيين احرار احفاد المختار لا تدعو صليبيا نجسا يطأ بقدمه العفة ارض ليبيا الطاهرة بعد ان طردهم منها اسودد ليبيا شر طردة .وانتم تتفرجون وهم يطلعون على عورات نسائكم وبناتكم ويجوبون ازقتكم واحيائكم كما جاب خنازير امريكا بغداد والبصرة .

لا تلطخو ايدكم بدماء بعضكم ولا تضعوها في يد الخنازير .وتما سكو ولا تدعو شلة من متعفني النظام لفضهم وقعو على احكام اعدام وقتلو منكم قبل ان يتحولو الى ملائكة الرحمة ليقودوكم وانتم تتفرجون الى مستنقع الاستعمار الخفي .قودو ثورتكم لوحدكم بايدي شريفة طاهرة اقتلعو القذافي بمقالعكم لا بمقالع غيركم ليكونو عبئا على رقبتكم يتحكمون فيكم بما يخدمهم .
قودو مسيرة النصر بعزيمتكم وستجدون كل شعوب العالم واقفة معكم الرضيع قبل الكبير .لانها ستكون ثورة نقية طاهرة منبعها الشعب ومبعثها جب الوطن والايمان بالله .
ساعتها لن تجدو سوى الجزائر كالشمس الواضحة الساطعة وتختفي سحابات الصيف الخليجية الغربية العابرة التي لا نفع فيها ولا عزاء فيها .


نعم النظام الجزائري فاسد وانا قلبي يعتصر من مفسدته لكنه في المواقف الخارجية لا ينافق ولا يكذب ولا يخادع .
وكما قالها المعارض السياسي يحي ابوزكريا انا ضد النظام الجزائري واحارب ضده لكنه اشرف الف مرة من النظام المصري السابق فالجملة معروفة في حوار صريح على قناة الجزيرة .هذا يحي ابوزكريا المعارض المهجر لسنوات قالها في النظام وهو اعلم منا به ولكنه شهد شهادة الحق في المواقف الخارجية له .

والاخوة الجزائريين كفاكم تلونا كالحرباء فالجزائري لونه ابيض ناصع لا يتبدل ولا يخيفه قول قائل ولا مكيدة كائد .وكلمة الحق يقولها ولو على رقبته .فلا تكونو كالستار الريح التي تهب تاخذه معها .

وفق الله الاخوة الليبيين الى تغيير ما هم فيه بالحكمة وسداد الراي بسواعدهم وبقوتهم ولا عزاء في المافقين والكفار .