![]() |
|
قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() حوار بين محزون و القدر. حدث و ان التقى محزون بالقدر في يوم من الأيام فجرى بينهم هذا الحوار.كان هناك محزون يمشي في قرية من القرى اسمها الحياة و درب اسمه يوم من الأيام ،كان هذا المحزون يمشي في مهل أقرب الى العجز و حزن أقرب الى الجزع ، واذا به يرى شخص بدا له من بعيد و هو يمشي بقوة وحزم ، لا يبالي بالناس من حوله ،و كانه واثق من نفسه ، لا يلتفت يمنة ولا يسرى، وكان تارة وتارة ينتصب نظره الى شخص من الأشخاص المارة فيتجه نحوه مباشرة ,فيعطيه كتاب صغيرا أو كبيرا ,لا يحدثه ببنت شفة ، فترى ذلك الشخص اما أن يضحك أو اما ان يبكي أو اما أن يزمجر في وجه ذلك الشخص المجهول ، و يريد أن يفتك به و أنى له ذلك ،و لا تسمع منه جوابا عن اعتراض ذلك الشخص إلا : اسأل الملك إن كنت سائلا ،وسرعان ما يتركه مع كتابه ولا يبالي به، فاستغرب المحزون من حزم وجرأة ذلك الشخص وقال كيف له أن يكتب للناس ما يشاء و لماذا هم يستسلمون لكتابته راضين أو مكرهين ضاحكين أو باكين ،ومن هو هذا الملك، وقال: لن يمر هذا بخير إن مر علي حتى يفصح لي عن شخصه و عن سره و وظيفته. فاستجمع قواه ذلك المحزون ، وقال اليوم يومك يامن أضحكت و أبكيت، اليوم أكشف سرك للناس . و لما رآه متجها نحوه قال له قف دونك يا أيها المجهول و أجب عن سؤالي ، فنظر اليه نظرة المتأمل المتفحص الذي كانه يواجه شيئا أو شخصا لا يبالي به و لا يبالي بشخصه كيفما كان ،قويا أو ضعيفا ،فقيرا او غنيا ،حزينا أو مسرورا ، فأجابه بكل ثقة و اطمئنان أنا القدر ، فما ان اكمل جوابه ، انفجر صاحبنا المحزون بدموع كانت مخزنة منذ مدة لهذه اللحظة التاريخية ،كانت تنتظر هذا اليوم الذي يلتقي به صاحبنا بالقدر،و ما اعظمها من لحظة أن تلتقي بالقدر ، فنظر اليه صاحبنا المحزون نظرة ترهقها عاطفة من الانكسار و التساؤل، تساؤل ما دار في رأسه كثيرا عن حاله و حال البؤساء و السعداء في هذه القرية . ثم استجمع نفسه و استلهم أفكاره و سأله سؤالا آخر: ما شأنك تبكي و تضحك الناس و تفرح و تسعد بدون عاطفة ولا اشفاق بدون تساؤل و لا مبالاة ، أنحن أصبحنا سلعة رخيصة الى هذه الدرجة، أم انك ميت القلب و الاحساس، فرد عليه القدر ردا الواثق من نفسه المطمئن لفكرته: إنه الملك ، قال له صاحبنا : ومن الملك ، قال : هو الذي يملكك و يملكني ويملك هذه القرية وما فيها، قال له صاحبنا ولكني لم اعرفه قل لي اسما من اسمائه المألوفة في قريتنا عساني أعرفه، قال له : إنه الله ، إنه الله رب العالمين ، إنه الله ربي و ربك ورب السعداء و الأشقياء و رب الاغنياء و الفقراء و رب المرضى والاصحاء. فما إن أتم كلامه صاحبنا القدر و إذ بالمحزون يكمل سيل دموعه المتبقي في جوف قلبه المتفطر،و هو يقول سبحان الملك ، سبحان الملك. و في هذه اللحظة كادت أن تقذف في قلب القدر عاطفة الاشفاق لولا أنه ليس من فطرته ذلك ، وانتظر حتى سكن نشيج صاحبنا المحزون ، وقال له امسك ،هاك كتابك ، فامسك كتابه و كله خوف و أمل مما سيحل به ، أخير يذهب حزنه أو شر يقضي عليه ، و لكنه رغم ذلك كان قد استسلم للقدر لأنه أمر من الله الذي عرفه ، فلا لوم عليه و لا حزن على ما يوجد في هذا الكتاب ، لان كل شيء بقدر، ومن ذلك اليوم أصبح صديقنا المحزون صديقا للقدر و لكنها صداقة من جانب واحد فقط. منقولة من مشاركتي في موقع الألوكة.
|
||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مخزون, القدر, حوار |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc