أيها الإخوة الكرام..
من أعظم ما وصُف به الأنبياء أنهم كانواصناعين للمعروف باذلين له للناس حتى كان ذلك ظاهرا في حياتهم -عليهم صلوات اللهوسلامه- ألم ترى إلى ما ذكر الله-تعالى- عن عيسى -عليه السلام- لما وصفه الله -تعالى- فقال(وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَاكُنتُ)قالالسيوطــي
يعني اجعلني نفاعاً للناس أينما اتجهت، أينما كنت أنفع الناس وأُحسنإليهم بأنواع الإحسان) ولما ذكر الله تعالى قصة موسى -عليهالسلام-قال الله -جل وعلا-(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَعَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِتَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءوَأَبُونَا شَيْخٌكَبِيرٌ)لم يطلبا منه إحسانا، ولم يعرضا له بذلك،وإنما بينتا له حاجتهمادون أن تطلبا منه مساعدة ولا إحسانا ومع ذلكلأنه صانع للمعروف باذل له كما وصفه الله في كتابه قال الله -جل وعلا-(فَسَقَى لَهُمَا)ثم لم ينتظر منهما أيمكافأةعلى فعلهوإنما كما قال الله(فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّإِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) أيها المسلمــون ...لقد أمر اللهتعالى بالإحسان في كتابه فقال الله -جل وعلا- (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)وقال -سبحانه وتعالى- (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُوَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)وافعلوا الخير ولقد كان النبي -صلوات ربيوسلامه عليه- فعالا للخير أينما توجه ..حتى قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها- :( كانأكثرصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما كبر جالسا .. قيل لها لما،لما كان يصلي جالسا ؟..قالت : بعدما حَطَمه الناس).. حطمه الناس بقضائه لحاجاتهم وخدمته لهم،أينما اتجه -عليه الصلاة والسلام- يجد امرأة مسكينة ضعيفة جارية مملوكة تشتكيإليه -عليه الصلاة والسلام- من ظلم أهلهافيقول: (هذه يدي في يدك اذهبي بي إلى أيطرق المدينةشئتِ...)حتى يقضي لها ما تريد ثم يمسك العبد الضعيف أو المرأة الخرقاء أوغير ذلك... قالت:[ حتى حطمه الناس
إن صنائع المعروف أيها المسلمون لا تكون فقط إلى البشرمن بني آدم وإنما حتى صنائع المعروفتكون إلى المخلوقات من الحيوانات بل ومنالنباتات أيضا. ألم ترى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نبه إلى ذلك فقال -عليهالصلاة والسلام- : (دخلت امرأةالنار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها إذ حبستهاولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)
أسأل الله -تعالى- أن يجعلنا ممن يحرصون علىصنائع المعروف ومن ييسر الله -تعالى- لهم ذلك