العقيد يهرب إلى الجزائر؟

[اميره 2008]

صرح وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أمس، أن الجزائر تدعو إلى “الوقف الفوري” للقتال وللتدخل الأجنبي في ليبيا، وأوضح أن “الأزمة العميقة” التي تعيشها ليبيا “قد تفاقمت بتدخل القوات الجوية” للدول المشاركة في وضع منطقة للحظر الجوي في هذا البلد
مدلسي:"التدخل الأجنبي في ليبيا مبالغ فيه ولا بد من الوقف الفوري للقتال"

أضاف مدلسي الذي نشط ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، عقب المحادثات التي جرت بينهما، أنه “نرى أن هذا التدخل مبالغ فيه بالنظر إلى الهدف المسطر من قبل مجلس الأمن للأمم المتحدة في لائحته 1973”، وأكد أن الجزائر تغتنم هذه الفرصة من أجل الدعوة مجددا إلى “الوقف الفوري للقتال وللتدخلات الأجنبية من أجل حفظ أرواح أشقائنا الليبيين والسماح لهم بتسوية الأزمة بشكل سلمي ومستدام في ظل احترام الحفاظ على وحدتهم والسلامة الترابية لبلدهم وسيادتهم الكاملة”.
و أردف مدلسي يقول إن الجزائر ستضم جهودها لجهود الاتحاد الإفريقي الذي سيعقد اجتماعا في 25 مارس المقبل بأديس أبابا، وتتابع بـ”اهتمام أكيد جهود الأمين العام للأمم المتحدة الذي من المقرر أن يعقد اجتماعا لمجلس الأمن الأممي الخميس المقبل بطلب من ليبيا، بغرض تقييم موضوعي للوضع على التراب الليبي”. وفي سياق زيارته للجزائر، استقبل أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وزير الشؤون الخارجية لفيدرالية روسيا سيرغي لافروف، بجنان المفتي، بحضور وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، والوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل.
بايدن يتصل بأويحيى بعد أن عبرت الجزائر عن موقفها بشأن القرار 1973
ومن جهة أخرى، أكد مدلسي أن الوزير الأول أحمد أويحيى، كان قد أجرى مكالمة هاتفية مع نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن بطلب من هذا الأخير، وأشار الوزير إلى أن هذه المكالمة تمت بعد أن عبرت الجزائر عن موقفها الرسمي بشأن لائحة مجلس الأمن الاممي رقم 1973، وصرحت أنها “سجلت” هذا القرار وأضاف الوزير أن “الجزائر عضو في المجموعة الدولية وفي منظمة الأمم المتحدة، وهي بالتالي مسؤولة عن تطبيق هذا القرار”، موضحا أن هذه المكالمة الهاتفية قد جرت بعد اجتماع الجامعة العربية يوم 12 مارس واجتماع مجلس الأمن الأممي.

الجزائر لم تبد أي تحفظات رسمية حول قرار الجامعة العربية بفرض حظر جوي
وفي نفس السياق، ذكر مراد مدلسي، أن الجزائر قد شاركت بصفة “مكثفة” في نقاش اجتماع يوم 12 مارس بالجامعة العربية، مضيفا أن القرار المنبثق عن هذا الاجتماع ولصالح فرض حظر جوي على ليبيا تحت إشراف الأمم المتحدة، “لم يتم التصويت عليه، بل انبثق عن إجماع”، وأضاف إن “الجزائر لم تبد أي تحفظات رسمية بل عبرت فقط عن وجهة نظرها” بهذه المناسبة.
وقال وزير الخارجية لدى تطرقه للوضع في تونس ومصر، إن الجزائر وروسيا تعربان عن ارتياحهما لكون هذين البلدين “دخلا بحزم في مرحلة انتقال ديمقراطي”، وصرح “لقد جددنا استعدادنا لدعم هذين البلدين في هذه المرحلة الحرجة من تاريخهما“.
حمادو رشيد