الحمد لله و الصلاة على رسول الله، و على آله و صحبه وأزواجه و إخوانه و سلم تسليما كثيرا، و بعد
فالسلفية طريقة رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه المرضيين، و هم رأس السلف الصالح، ثم التابعين ثم تابعي التابعين ثم من تبعهم من الأئمة الصالحين المصلحين. و هؤلاء هم الناجون من النار فضلا من الله و نعمة.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك. وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة، قال من هي يا رسول الله؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي". حسن ـ صحيح الترمذي 2129.
فهذه هي الفرقة الناجية، الطائفة المنصورة، تميزوا عن غيرهم بتوحيد المُرْسِلِ و المُرْسَلْ، و هي كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ما أنا عليه و أصحابي" و جاء في بعض الروايات " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي "، و هذا الجواب النبوي يتضمن أمورا ثلاثة جاءت في وصية لقمان لابنه, متى أتى بها المرأ كان سلفيا على طريقة السلف الصالح و حق له ذلك، و النقص بالنقصان و لربما خرج من هذه النسبة.
قال الله جل و علا:
{ ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ 13 وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ 14 وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 15 يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) 16 ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) 17 ( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ 18وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) 19 } ـ لقمان
ومتى أقبل المرأ على أمر من هذه الأمور الثلاثة, وجد من الخصوم ما يحول بينه و بين تحقيقه {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.