يا امريكا .. انصرفوا ولا تتدخلوا لا نريد طائراتكم ولا صواريخكم
الكاتب: د. ناصر اللحام
اليمن تنزف وتونس غاضبة واوروبا تتورط بليبيا وامريكا لا يهمها الا النفط
كتب ناصر اللحام - بعد ثلاثة اشهر من ثورات الفيس بوك في الوطن العربي بدأت الصورة تتضح اكثر واكثر ، وبدأت العقول تستوعب كل هذا التغيير الهائل الذي يهز الشرق وشمال افريقيا .
فيعد ان قمعت ايران تظاهراتها في طهران ووصفت المتظاهرين بالعملاء ، ندّد الرئيس الايراني احمدي نجاد بقمع البحرين للمتظاهرين الشيعة !!
وبعد ان اجّجت قناة الجزيرة القطرية تظاهرات تونس ومصر سكتت سكوت القبور عن تظاهرات البحرين !!!
وبعد ان هاجت العراق وماجت من فوق جراحها لم يتأثر العرب بها ولم يكترثوا للاسد العراقي الجريح بعد ان دمرته امريكا والطائفية بل اننا لم نسمع اي تصريح امريكي حول تظاهرات العراق الهادرة !!
وبعد ان افلت القذافي الته الحربية لقتل المتمردين المسلحين افاقت اوروبا " المنافقة " وضربت على صدرها نصرة لبنغازي وهي التي لا تقدر ان تقول لا للولايات المتحدة الامريكية !!
وبعد ان زارت هيلاري كلينتون ميدان التحرير ، توجهت الى تونس واهانت الصحافيين فاهانوها وردوا لها الصاع صاعين !!
اما احداث سوريا فلم يكتب عنها سوى عبد الباري عطوان والذي حذّر ان انفجار سوريا سيكون اكبر من انفجار ليبيا ومصر وتونس واليمن !!
وهكذا يتضح اننا نتحدث عن عالم قديم بدماء جديدة ، ففي حين تعامل اولادنا العرب بصدق مع رياح الثورة والتغيير وخرجوا بقلوب بيضاء في تظاهرات سلمية بحثا عن التغيير لا تزال الدول الاستعمارية الجديدة والقديمة تبحث عن بلدان جديدة لتمص دماءها ، وفيما يهتف اطفالنا صيحات الحرية لا تزال الدول الغنية بالسلاح والامبريالية والنفط والقمع الديني ، لا تزال دولا خنزيرية تأكل من فضلات الشعوب وتأكل لحم اولادنا وعظامهم ولا يهما سوى ان تشبع هي وتملأ بطنها!!
بل ان الدول الغنية بالمال والسلاح والفقيرة بالاخلاق والثقافة لا تزال تحاول حل ازماتها الاقتصادية ومشكل الربا في بنوكها عن طريق تجميد ارصدة الملوك العرب والرؤساء الهاربين ، وحتى بنوك سويسرا واوروبا كشّرت عن انيابها ، تريد حصة متناسية ان هذا المال هو للشعوب وهو للدول التي تحررت وعليها اعادتها فورا لبنوك تلك الدول وليس تجميدها ...
نحن نطمح في التحرر من الزعماء الفاسدين الذين نصبتهم المخابرات الامريكية والغربية على رؤوس شعوبنا ، ولا نطمح ان نحطم بلداننا ونحرقها لتأتي الشركات الامريكية وتأخذ عطاءات البناء فيها بحجة البناء .... بل من الافضل ان لا تأتي اية شركات امريكية او غربية للعمل في البلاد المحررة وبالذات الشركات العسكرية التي ستأتي وتحاول بناء جيوش جديدة لنا وتنهب مليارات الشعوب العربية .
ان اسرائيل وامريكا والغرب المنافق ، يعتقدون ان هذه الثورات التي تقوم بها الشعوب العربية ضد الدكتاتوريات الرجعية ، لصالح امريكا والمنافقين ، والحقيقة ان كل الدول الرأسمالية الخنزيرية تعتقد ذلك لانها جشعة وفقيرة ثقافيا ، لكننا نريد ان نحكم انفسنا بأنفسنا ، نحن لا نريد حكامنا ولكننا لا نريدكم ايضا ، فانصرفوا ولا تتدخلوا ، لا نريد طائراتكم ولا صواريخكم ولا شركاتكم ولا مخابراتكم ....