إرادة الشعوب..هل هي وحي مقدس؟؟

[المنطق]

السلام عليكم

هناك شبه إجماع واتفاق في اوساط المحللين والخبراء وعلى صفحات الجرائد وشاشات مختلف وسائل الاعلام على اعتبار الشعب بمثابة الذي ان تكلم وجب ان يسمع له،وان اراد وجب ان يهيأ له،وان انتفض وجب ان يصدق،وان ثار وجب ان ينصر،وكأنه وحي مقدس لا اختلاف معه.

"اذا الشعب يوما اراد الحياة ****** فلا بد ان يستجيب القدر"

في هذا البيت الشعري نلمس مدى تقديس ارادة الشعب،بشكل تحول معه هذا البيت الشعري الى شعار يرفع في اوساط الشعوب المنتفضة،والتي ترى لها الحق دون غيرها من منطلق انها شعوب.

نرى الآن على شاشات التفزة وصفحات الجرائد عبارات مثل: "الشعب يصنع الثورة"، "الشعب ينتفض" ، " الشعب يقول كلمته"....الخ وغيرها من الشعارات والعبارات التي تمجد من حراك الشعب وارادته وكأنها وحي مقدس..ان تكلم وجب ان يسمع وان اراد وجب ان ينفذ له ما اراد...

ان هذه الصفة المطلقة التي التصقت بالشعوب من المؤكد انها تحولت في العصر الحالي الى صفة نسبية،لأن الشعوب الآن لم تعد في معزل عن عديد المتغيرات الخارجية والتي قد تؤثر فيها سلبا ومن ثم تحول صوتها وارادتها ورغبتها عن الاتجاه الصحيح الي كان ينظر اليه في القدم لما كان صوت الشعب هو الحق وارادته هي الصواب،ومن ثم علينا ان نتخلى عن ذلك الجمود الذي يميز النظرة العامة لحراك الشعب ونجعلها مرنة واقعية تقوم على اساس ما يعكسه الواقع وتوضحه الأحداث،بدل أن تقوم على اساس جامد مبدئه ان الشعب بمثابة الذي يصدق ان تكلم ولا يخطأ إن أراد.