الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي انعم علينا بالإسلام ، الحمد لله الذي ميزنا عن غيرنا نحن بني الإنسان بالعقل والتفكير ، الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى ، نبينا وحبيبنا محمدا صلى الله عليه وسلم
واليكم وبدون مقدمات موضوعي هذا فربما توافقونني على أن له بالغ الأهمية.لعلنا نزيل عن كواهلنا لباس ذل وإذلال تلبسناه بتفصيل وتخطيط دولة شعارها ((إعلاء من سفل و إسفال من على)),دولة ترضى عمن ارتضوا المهونة رمزا والذل شعارا....أما بعد يا إخواني الأساتذة فإن المجتمع ينظر إلى الأستاذ كإنسان فاقد لأهميته ،إنسان فاقد للطموح ، إنسان بلا أمل ، بلا هوية ،إنسان يعيش حياته كيفما اتفق ، دون تخطيط ،كالصفر تماما....
ماهو الصفر؟
هو رقم يحفظ منزلته ، لا أهمية له إلا بوجود غيره ، يصنعه غيره ، يشغل حيزا من الفراغ ، نعم ، غير ذلك لا ، لايصنع نفسه بل يصنع غيره ولكن لا أحد يتذكره أو يشكره أو يقر حتى بأهميته و ذلك أضعف الإيمان
لماذا اخترناه في التشبيه؟
هل هناك علاقة بين الأستاذ والصفر؟ نعم إن الإنسان بلا طموح ، بلا تخطيط ، إنسان فاقد لأهميته مثل الصفر ، ينتظر من غيره أن يصنع ويوجد له هذه الأهمية ، فهو تحت رحمة الظروف ورحمة من حوله وإلا فهو قانع خانع لا هوية له
أيها الأساتذة.......
الطموح اسم جميل ورائع وهو مايميز الإنسان عن غيره لأنه جزء لايتجزأ من تفكير وعقلية الإنسان السوي ، فالحيوان يولد ليأكل،ليتوالد ويتكاثر ثم ليموت أما المعلم فهو إنسان وجد ليسعى، ليبني مجتمعات، ليكون سببا في تكون أجيال ، وليغرس أيضا كل قيم صالحه في هذه الأجيال ، فيجب أن يكون مفعما بالطموح والأمل فهو إنسان يأكل ليعيش لا يعيش ليأكل،،،
وهذا شاعر يقول : شباب قنع لاخير فيهم وبورك في الشباب الطامحينا
وآخر يقول : ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
لاتناقض إطلاقا بين القناعة والرضا بما قسمه الله وبين الطموح والسعي للأفضل ، فالتوكل مطلوب واتخاذ الأسباب أيضا مطلوب بل ومقدم أيضا (( فاعقلها وتوكل ))
إنسان الصفر،،،،
إنسان تتوه خطواته ، فيدور في مكانه دون تقدم ، الكل يمضي وهو لايعرف وجهته ولم يحددها ، الكل يتقدم وهو مكانك سر ، من عمله أو مدرسته إلى بيته ، إلى النوم ، نفس الروتين ، نفس الأعمال ، لا جديد ولا تجديد ، الساعات تقتل ، الوقت يهدر وتمزق ، ضائع تائه لا يريد تحقيق المزيد ، لا يريد التقدم ،ارتكن إلى الخنوع فتقدمته المسيرة ورضي وقنع ولم يحاول أن يلحق بالركب لأنه لا طموح له ولا عزيمة ،
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتكبر في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
وقال ابن ا لجوزي: (( من علامة كمال العقل علو الهمة والراضي بالدون دنيء))
ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام
وقد سئل نابليون : كيف استطعت أن توجد الثقة في نفوس جنودك
فأجاب : كنت أرد بثلاث على ثلاث :
((من قال لا اقدر قلت له حاول ، ومن قال لا أعرف قلت له تعلم ومن قال مستحيل قلت له جرب))
أيها الأساتذة......يا بناة المجتمع.......
إن التربية وزرع الطموح وعدم اليأس في قلوب النشء وفي قلوب من يكونون تحت لواءك لأمر مهم بل بالغ الأهمية ، انظر لنفسك وابدأ بها ، فاشعر بأهميتها وبأهميتك ، لا تقل لن أصلح الكون ، لا تقل ماذا استطيع أن أفعل ؟، لا تقل اليد الواحدة لا تصفق ، كل هذه الكلمات من مثبطات العزائم ، ومن أسلحة تدمير الطموح ، أنت تستطيع وتستطيع وتستطيع ، فقط حاول ، وجرب لتعلم انك تستطيع ،فعليك بالنظر إلى نفسك ، ماذا حققت وماذا أنجزت ؟ انظر إلى سنوات عمرك ، هل راتبك استحق تضييعها؟حاول أن تسبق زمنك ووقتك قبل أن يسبقك هو ، فالتعيس من سبقه وقته ، راجع انجازاتك ، التفت حولك ، لتشعر بغيرك ، لتحس بالمسيرة وتحاول اللحاق بركب المقدمة ، ولا ترضى بمجرد اللحاق بل كن في المقدمة دوما وتذكر قول الشاعر
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
فالموت واحد ، فاختر الميتة الشريفة ، ولا ترضى بالذليلة ، فهذا طموح العاقل وهذا أمل طالب المجد واصبر واحتسب وجاهد نفسك
، ولا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
وإياك إياك من مثبطات الأمور، فكم من إنسان يحسب انه وصل القمة وهو مازال يتخبط في مستنقع القاع ، لا تنظر لمن دونك فتعتقد انك وصلت فيموت طموحك ويتوقف ، ولا تنظر لمن حولك فترضى وتقنع بالمسيرة وبما وصل إليه غيرك فتنسى نفسك ، فتفتقد العزيمة ، انظر دائما للأمام ولا ترضى بغير الأمام لا تعمل بسياسة خذ وطالب فهي قليلا ما تنجح بل عليك المطالبة بحقك كاملا و لا ترضى بغير حقك كاملا والتكن الانتفاضة الكبرى في كل ربوع الوطن . انتفاضة ينفض فيها الأستاذ غبار الذل و الهوان عن نفسه وأنا أدعوا كل قارئ لهذه المقالة أن يراجع نفسه جيدا و أن لا يتهمني بنشر الفتنة أو ما شابه فوالله إن نيتي إرجاع لكل ذي حق حقه فلو كنت رئيسا فأقسم و أقسم و أقسم بالله العظيم أن الأستاذ لن يكون أدنى مني أجرا.........وأنهي خطابي هذا بقول الرسول صلى الله عليه و سلم
((إذا طلبت الجنة فاطلب الفردوس الأعلى ))
فليكن الثاني من مارس تاريخا تتذكره الأجيال بثورة رجال التربية و حدثا يهز العالم و يوقظ العقول النائمة