اشكالية تدريس التاريخ في المناهج الدراسية

[اميره 2008]

التاريخ استخلاص للعبر بعد التحقيق والتدقيق في حقائق الخبر بالتجرد من الذاتية هكذا كان منهج العلامة ابن خلدون , في مناهجنا الدراسية بالجزائر بدءا من مرحلة التعليم الابتدائي يطعم التلاميذ بجرعات من التاريخ الوطني والعربي والاسلامي والعالمي.
في مرحلة التعليم الثانوي يتجلى المنعرج الخطير الشائع عند التلاميذ ان المادة تخصص ادبي محض يتقبله تلاميد التخصص الادبي بحكم ارتفاع المعامل ولا تحظى المادة بالاهتمام ذاته من التخصصات العلمية ادراكا منهم ان الاهتمام بالرياضيات والفيزياء وغيرها من مواد التخصص هو الاهم بعيدا عن تضييع وقت ثمين في مادة التاريخ.
قد تتسالون لماذا اثير المشكلة لان هذا امر عادي جدا يتقبله الجميع حتى نحن اساتذة المادة نولي الاهتمام الاكبر لاقسام التخصص لكن صدقوني هناك خطر كبير يتربص .
تلاميذ التخصصات العلمية هم امل البلاد لتوفير الاطارات في شتى مجالات العلوم الدقيقة والتقنية والاتصالات والابحاث الطبية والزراعية ...الخ بمفهوم ابسط هم امل البلاد لتحقيق النهضة و التقدم والتطور لكن كل من تخرج من الجامعات في احد هذه التخصصات الهامة يرفع نطره ليترصد اول فرصة لاستنفاذ خبراته في دولة اخرى باوربا او امريكا او الخليج وتتكرر العلمية وتبقى الجزائر تدور في حلقة مفرفة مرتدية لباس التخلف المضمون بشكل دائم .
بدون شك تتسالون عن علاقة الامر بتدريس مادة التاريخ .اقول لكم ان سبب النزيف الدائم لخيرة اطارات الجزائر هو ضعف حسهم الوطني لا يعرفون من تاريخ بلادهم الا 1 نوفمبر 1954 وكان من المفترض ان امثال هولاء يتم اشباعهم بالوطنية وغرس حب الولاء للوطن ولا يتاتى ذلك الا بالتدريس العميق لتاريخ الجزائر الغني بالمفاخر والبطولات تصوروا لو عرفوا ان ليوناردو دفينشى رائد النهضة الاوربية خريج المدرسة الناصرية ببجاية لافتخروا بالتاكيد لو عرفوا ان الامير عبد القادر تنازل عن السطوة والمال تحت الاستعمار لتاسيس دولة جزائرية جهازها الادائري كان على طهور الدواب لافتخروا لو عرفوا ان بن مهيدي مضرب الامثال دوخ اعتى قوى العالم حينها لافتخروا هذا قليل من كثير اتوجه بنداء الى السيد الوزير ابو بكر بن بوزيد ليرفع معامل التاريخ في التخصصات العلمية الى مستوى اعلى من معامل حتى الرياضيات واطنني قد وضعت التبرير المناسب لمطلبي والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته